الفرق بين المدراء التنفيذيين في شركات الأسهم الخاصة والشركات العامة؟

قد يشبه منصب المدير التنفيذي في شركات الأسهم الخاصة (private equity chief executives) منصب المدير التنفيذي في الشركات العامة (public company chief executives)، لكن قد يكون من المفاجئ وجود اختلافٍ كبيرٍ بينهما من ناحية العمل والتوقعات.



المساهم والمساهمون:

يُعَدُّ عدم الحاجة إلى إدارة المساهمين باستمرار ميزةً بالنسبة إلى المديرين التنفيذيين في شركات الأسهم الخاصة؛ إذ إنَّهم ليسوا مضطرين إلى الكشف عن الأرباح، وإجراء التحليلات، ومكالمة المساهمين المهمين، وإعداد تقارير سنوية خيالية، ويتمتع المدير التنفيذي في شركات الأسهم الخاصة بميزة العمل مع مساهمٍ واحدٍ أو مساهمَين.

لدى شركات الأسهم الخاصة دوافع فاعلةٌ وملائمة لإحراز النجاح، وهذا يُولِّد مجموعةً مختلفةً من الضغوطات. وعلى الرغم من أنَّ ثمَّة من يقول إنَّ شركات الأسهم العامة لا ترزح تحت ضغط المكاسب ربع السنوية، إلَّا أنَّ هذا غير صحيح؛ فثمَّة عوضاً عن ذلك في العديد من الحالات ضغوطاتٌ ناجمةٌ عمَّا يُعرَف بالأرباح قبل الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين (EBITDA) والتعهدات المصرفية (loan covenants) التي تحتاج إلى مهاراتٍ مميزة لتجنُّب العقبات. ويركز المساهم في الأسهم الخاصة الاهتمام على ثلاثة مقاييس: العائد على الاستثمار (return on investment)، والعائد النقدي (cash-on-cash return)، وفترة الاحتفاظ (hold period)، حيث يركز اثنان من هذه المقاييس على الوقت تركيزاً شديداً. فلا تُعَدُّ ربحية السهم على الأمد البعيد في الشركات العامة حساسَّةً من ناحية الوقت مثلما هو الحال مع فترة احتفاظ تبلغ أربع سنوات، وفي المقابل لا يوجد لدى المديرين التنفيذيين في الشركات العامة فترات احتفاظ.

تُعَدُّ النتيجة مستمرَّةً بطريقةٍ أو بأخرى؛ فالمسألة ليست مرتبطةً بتاريخٍ محدد يمكِن أن تُعَدُّ أنَّك أخفقتَ بعده، وعلى الصعيد المالي، يمكِن أن يؤدي هذا إلى مزيدٍ من التدخل في الحياة اليومية للمدير التنفيذي في شركات الأسهم الخاصة. وقد يكون هذا ميزةً لهم، ذلك لأنَّ الأشخاص الذين حصلوا حديثاً على ماجستير إدارة الأعمال في فريق الصفقات (deal team) بارعون جدَّاً في ذلك، ويستطيعون حمل معظم العبء حينما يتعلق الأمر بجوانب مثل: إعادة التفاوض حول القروض وإعادة تحديد التعهدات.

تتوقع شركات الأسهم الخاصة من مديريها أن يشددوا التركيز على العمليات وأن يتصرفوا بطريقةٍ ما مثل الرؤساء التنفيذيين للعمليات (COO). فقد يكون هذا منشِّطاً للمديرين التنفيذيين المناسبين ومسلياً لهم، لا سيَّما أنَّ التركيز على الأرباح قبل الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين لا يُقدِّم نهائيَّاً طبقةً من المديرين الذين يعملون مثل الرؤساء التنفيذيين للعمليات - وهذا واقعٌ خصوصاً في الشركات ذوات رؤوس الأموال الصغيرة. لذلك يحتاج المدير التنفيذي في شركات الأسهم الخاصة أن يتعامل بأريحيَّةٍ تامة وأن تكون لديه القدرة على تحمُّل العديد من المسؤوليات - حتى المملة منها.

في المقابل، يظلُّ الأشخاص الذي يتربعون على رأس الهرم وحيدين، لا سيَّما في بيئات شركات الأسهم الخاصة ذوات رؤوس الأموال الصغيرة. فهل تنفِّس عن غضبك إذاً عن طريق إساءة معاملة الموظفين الأدنى مرتبة؟ بيَّنَت التجارب أنَّ متوسط معدل الذكاء في فِرَق الصفقات في شركات الأسهم الخاصة يبلغ حوالي 160؛ لذلك فهؤلاء لا ينقصهم التحفيز الذهني، حيث تستطيع مثلاً أن تقضي نصف نهارٍ في مكاتب هؤلاء المديرين التنفيذيين؛ إذ ستحضر فيها غالباً اجتماعات مجلس الإدارة مع جدول أعمالٍ بسيط، وسترى كيف تسير الحوارات. وفي بعض الأحيان كانت هذه بمنزلة جلساتٍ علاجية تتيح للمرء الاسترخاء والشعور ربما ببضع لحظاتٍ من الترابط.

لدى المديرين التنفيذيين الذين يعملون في شركات الأسهم الخاصة الجديدة عناصر إضافية على جداول أعمالهم مثل خطة عمل الـ 100 يوم (100-Day Action Plan) (كيفية تحويل أطروحة الصفقة (deal thesis) إلى خطة عمليات)، وعمليات التخطيط للخروج من العمل. وهنا تظهر فعلاً مساهمات الشركاء في شركات الأسهم الخاصة، فقد أتقن هؤلاء خطة عمل الـ 100 يوم، وهُم يمتلكون بطبيعة الحال موارد لإتقان مصفوفة أهداف الخروج المتعددة والتي يستطيع المدير التنفيذي من خلالها بناء علاقاتٍ مع المديرين التنفيذيين للشركات التي من المحتمل عقد شراكاتٍ معها. وتبدأ استراتيجية الخروج في الشركات الجديدة من اليوم الأول.

مع ذلك، يجب على فِرَق الصفقة في شركات الأسهم الخاصة أن يُحذَّروا مُسبقاً؛ فإمَّا أن تمنح قيمةً للمدير التنفيذي وإمَّا أن تبتعد عن طريقه. وثمَّة فرقٌ فعلاً بين أن تضيف قيمةً وأن تكتفي بإمساك دفة القيادة، ولا يُجدي الخداع نفعاً هنا، فاحترام المدير التنفيذي يُكتسَب اكتساباً. وكذلك ثمَّة فنٌّ في تقديم الاقتراحات البنَّاءة وإجراء التفاعل البنَّاء بدلاً من القيادة اعتماداً على أصوات الناخبين.

إقرأ أيضاً: 5 صفات تفصح عن شخصية الرئيس التنفيذي

المرشحون لمنصب المدير التنفيذي في شركات الأسهم الخاصة:

ذكرت 5 من أبرز شركات الأسهم الخاصة أنَّه في 50% من عمليات الاستحواذ التي تجريها ثمَّة تَقبُّلٌ لمسألة تعيين مديرٍ تنفيذيٍّ جديد، ومن المعروف أنَّ المؤسِّس أو المالك أو رائد الأعمال يحتاج إلى مجموعة مختلفة من المهارات للانتقال إلى المرحلة التالية في الشركة، حيث تقول إحدى شركات الأسهم الخاصة إنَّ 50% من المديرين التنفيذيين لا يبقون في مناصبهم أكثر من 9 شهور، وهذا يناقض الاعتقاد السائد، كما تُقدِّم هذه النتيجة المؤسفة دروساً لمجالس الإدارة التي تشارك في عملية الاختيار، وللمرشحين المُحتمَلين المتحمسين للانضمام، ولمسؤولي التوظيف الذين يرغبون في تعيين موظفٍ ناجحٍ آخر، ولمستثمري شركات الأسهم الخاصة الذين جربوا بذل أقصى ما في وسعهم مع شركائهم المحدودين. ويُعَدُّ كلٌّ من الوقت والمال المبذولَين في ذلك مهمَّين؛ وذلك يشمل المصاريف المرتبطة بالإجراءات القضائية، ورسوم التوظيف، وتعيين مديرٍ تنفيذيٍّ ثانٍ، وغيرها. وفي هذه الأثناء، يُعَدُّ مقياس فترة الاحتفاظ هامَّاً، وقد تبدو الشهور التسعة التي أُهدِرَت بسبب اختيار مديرٍ تنفيذيٍّ خاطئ مثل دهرٍ كامل، وهي كذلك بالنسبة إلى شركات الأسهم الخاصة.

إقرأ أيضاً: الأسهم: مفهومها، وأنواعها، وأهميتها

هذه بعض النقاط التي تَصِف عمل أفضل المديرين التنفيذيين في شركات الأسهم الخاصة:

  • تفرض الضغوطات المرتبطة بالوقت (مثل وقت الاحتفاظ أو غيره) المنتشرة في بيئات العمل في شركات الأسهم الخاصة ضغوطاً على أصحاب المصلحة تجبرهم على تغيير المدير التنفيذي في وقتٍ مبكرٍ جدَّاً، وإذا كان ثمَّة تشكيك في الأداء، فسَمِّ ذلك مُحفزاً سريعاً إن شئتَ، ولكن هذه هي الحصص، حيث تتجاوب الإدارة مع العدد المحدود من الشركاء الذين يركزون الانتباه على العائدات، وقد تبيَّن عبر التاريخ أنَّ أسواق الأوراق المالية كانت تحتاج إلى صبرٍ أكثر، كما يُنصَح أعضاء مجلس الإدارة ومسؤولو التوظيف بأن يتعاملوا بحذرٍ شديدٍ مع المرشح الذي يتحمل حالة العجلة هذه وينجح فيها.
  • يمتلك هذا الشخص مجموعةً متنوعةً من المهارات؛ إذ يُعَدُّ مسؤولاً عن أداء المهام بمختلف أنواعها؛ فهو مديرٌ تنفيذي، ورئيسٌ تنفيذيٌّ للعمليات، وكبير الموظفين، وقد يؤدي مهام أخرى أيضاً بالنظر إلى ندرة المساعدين الإداريين.
  • يعمل في ظل غياب موظف في الشركة يضع خطَّةً استراتيجية، وعدم وجود ميزانية كافية للاستعانة بشركة استشارات مرموقة بكل تأكيد.
  • يُفضَّل أن يحافظ المدير التنفيذي الجديد لشركات الأسهم الخاصة على علاقةٍ وديَّةٍ مع فريق الصفقة لأنَّهما يخوضان معركةً واحدة.
إقرأ أيضاً: المسميات الوظيفية الخاصة بالمناصب القيادية ومسؤولياتهم

يقول أحد مسؤولي التوظيف إنَّك إذا أردتَ مرشحاً لمنصب المدير التنفيذي من شركةٍ مثل: جنرال إلكتريك (General Electric)، أو بيبسيكو (PepsiCo)، فلا تعينه مباشرةً منهما؛ بل ابحث عن مديرٍ تنفيذيٍّ مغمور غادر إحدى الشركات المرموقة بحثاً عن عملٍ أفضل فأخفق، وطُرد، واضطُّهد، وظلَّ دون عمل، قبل أن ينجح مجدَّداً ويتعلم من دروس التحول التي شاهدها في الشركات الصغيرة ومن التجارب العصيبة التي خاضها في بيئاتٍ خاليةٍ من أي شكلٍ من أشكال الدعم كيف يفكر ويتصرف.

يجب على مديري شركات الأسهم الخاصة أن ينظروا إلى هذه الملاحظات من أكثر من زاوية؛ إذ قد تنطبق بعضٌ من هذه الخصائص على عمليات البحث التي تُجريها الشركات العامة.

لا يستطيع أي رئيس قسم في أيَّة شركة أن يُحقِّق أي إنجاز دون المهارات التي يكتسبها من الثقافة والبيئة اللتَين تشهدان أداءً رفيعاً، بيد أنَّ تجربة العمل في شركات الأسهم الخاصة لا تضاهيها أيَّة تجربة؛ فهي تُقدِّم تحدياتٍ فريدةً فعلاً من نوعها ومُجزية لكلٍّ من شركات المحافظ المالية، وشركات الأسهم الخاصة التابعة لها، ومن الآن فصاعداً سيمتلك الشخص المرشح لمنصب مديرٍ تنفيذيٍّ لإحدى الشركات الناشئة مزيجاً من خبرات العمل في الشركات الكبيرة والصغيرة، وخبرةً في مجال الأسهم الخاصة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة