العوامل الأربعة لكسب الأصدقاء في العمل

هل تريد تحقيق علاقات رائعة في مجال عملك؟ هل تريد كسب احترام الآخرين في العمل؟ هل تريد تحقق كيانك الخاص والفريد من نوعه؟ هل تريد التأثير في الآخرين؟ يمكنك تحقيق ذلك من خلال الالتزام بعوامل تكوين الصداقات في العمل.



إنَّ اكتساب الأصدقاء والتأثير فيهم ليس أمراً تافهاً، فالعلاقات من أسس عوامل النجاح؛ فهذه العوامل لا تجعلك محاوراً ذكياً أو متحدثاً واسع الحيلة، ولكنَّها تُذكِّرك بمراعاة احتياجات الآخرين قبل التحدث إليهم، وتُحفّزك لتصبح زميلاً ومديراً وموظفاً أكثر لطفاً وتواضعاً، وتُثير فيك روح التحدّي لكسب التأثير في حياة الآخرين. لذا نُقدم إليك العوامل الأربعة لكسب الأصدقاء في العمل:

1. التَّبسُّم:

التَّبسُّم

تُعدُّ الابتسامة من أجمل التعبيرات التي تظهر على الوجه، إذ تؤثّر بصورةٍ إيجابيّةٍ على من يقوم بها وعلى من يراها. كما أنَّ ديننا الحنيف يحثنا على الابتسام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَبَسُّمُكَ في وَجْهِ أَخِيْكَ صَدَقَة" (رواه الترمذي).

أضف إلى ذلك أنَّ للابتسامة فوائد عديدة، نذكر منها:

  • تزيد من الطاقة الإيجابية وتنشر السعادة بين الناس.
  • تُساعد على زيادة استقرار الصحة النفسية.
  • تزيد الوجه جمالاً وشباباً ونضارة.
  • تُطيل العمر.
  • تُخفّف الأعباء والضغوطات التي يحملها الإنسان على كاهله.
  • تُقوّي الروابط الاجتماعية، لأنَّها تعبِّر عن الحب والسعادة.

لعلَّك قد تسألني: كيف أقدر على أن أبتسم وأنا مُثقلٌ بالهموم والمشكلات والديون؟

لذا سأجيبك: ابتسم فحسب. أَجبِر نفسك على الابتسام، وتدرّب على ذلك أمام المرأة؛ وستجد نفسك تبتسم مع مرور الوقت رغم أحلك الظروف، وأنَّ الحياة أصبحت أجمل وأسهل وأفضل. هذا هو سحر الابتسامة، لايعرفها إلا من رسمها على وجهه.

إقرأ أيضاً: أنواع الابتسامة وفوائدها

2. الإنصات أكثر مما نتكلم:

الإنصات أكثر مما نتكلم

إنَّ قوة الاستماع هي القوّة اللازمة لتغيير القلوب والعقول. والأهم من ذلك؛ إنَّها قوّةٌ تمنحُ الآخرين ما يرغبون به بشده: وهو أن نستمع إليهم ونفهمهم.

يُعدُّ الانصات -شأنه شأن التبسّم- قوّةً هائلة؛ فعندما تكون مستمعاً جيداً، فلن تخلق انطباعاً فورياً فحسب، بل إنك سَتَمُدُّ جسوراً قويّةً لعلاقةٍ دائمةٍ أيضاً؛ إذ إنَّ الاستماع يمنحك قدراً كبيراً من الاحترام، أكثر مما يمنحه أيّ خطابٍ مُنَظَّم.

إليك التمرين التالي الذي سيساعدك على تنمية مهارة الاستماع الجيد:

اختر أحد أيام الأسبوع، وقرّر أن تكون مستمعاً جيداً لكلِّ من تتحدّثُ إليه، وأن تتوقف عن المناقشات الحادة التي يكون غَرَضُكَ منها إثبات رأيك. أنا أعلم أنَّ ذلك لن يكون سهلاً، لكن حاول؛ وستلاحظ النتائج الإيجابيّة التي ستحصل عليها.

إنَّ المقاطعات إحدى أسوأ العادات التي قد تقطع على المتكلّم حبل أفكاره، لذا أنصت من دون أن تُفكر في أيِّ سيناريو للرد. وكلما كررت ذلك أكثر، حصلت على نتائج مذهلة. لذا كَرّر هذا الأمر إلى أن يصبح الاستماع عادةً من عاداتك.

3. مناقشة الأمور التي تهمّ الآخرين:

مناقشة الأمور التي تهم الآخرين

إن كنت تريد أن تكسب صداقاتِ من حولك، ففكّر في رغباتهم وحاجاتهم؛ سواءً أَكُنت تتعامل مع أطفال أم كبار.

لا يتعلَّق التأثير على الآخرين بالتفوق عليهم دهاءً وحيلة؛ بل هو مسألة إدراك ما يريده الآخرين حقاً، وتقديمه إليهم في صورة حزمة منافع متبادلة. لذا شاركهم الحديث في اهتماماتهم؛ كي تكسبهم وقت الحاجة إليهم.

إقرأ أيضاً: 14 طريقة مُجرَّبة لتحسين مهارات التواصل

4. تجنُّب الجدال:

تجنُّب الجدال

يأخذ الجدال طابع الدفاع عن النفس؛ وليس الدفاع عن الأفكار أو الحقائق. ويستخدمه المرء كي يُظهرَ أنَّه على حق، والآخر على باطل. إذ يُبنى الجدال على افتراض أنَّ الشخص أفهم من سواه، أو أنَّ طريقته أفضل من طريقة غيره، أو أنَّ أفكاره أفضل من أفكار الآخرين، وقِسْ على ذلك.

ونادراً ما يوصل الجدال مع الآخرين المرء إلى ما يريد، بل ينتهي عادةً بزيادة اقتناع كلّ طرفٍ بأنَّه على صواب. حتى وإن كان أحد المتجادلين مُصيباً، سيجعله الجدال العقيم يبدو مخطئاً تماماً.

لذا أجد نفسي أطرح السؤال الآتي: لماذا لا نحاول التعرف على أحلام زملائنا في العمل؟ فتلك المعرفة ستكون أساسيّةً في المحافظة على نهجٍ نتمكن فيه من تحقيق ما نرغب ونطمح إليه من غاياتٍ وأهداف.

وكلما زادت معرفتنا بالآخرين، تيسَّرَ لنا إيجاد أرضيةٍ مشتركةٍ نؤسس عليها أوجه الإبداع والتعاون.




مقالات مرتبطة