العقبات في طريق عقلية الشفاء

إنَّ عقلية المرء هي ما يحدد كيفية تعامله مع المرض؛ إذ توجد عناصر معينة في العقلية يمكن أن تساعد نظرياً في أيَّة حالة صحية، وبالمثل توجد ثلاثة معوقات شائعة لتبنِّي عقلية تؤمن بإمكانية الشفاء.



1. المعرفة غير الكافية:

هذه أسهل - ولكن ليست دائماً أسهل - العقبات التي يجب تجاوزها عند تبنِّي عقلية تؤمن بإمكانية الشفاء، وهي تؤدي إلى عدم الحصول على التشخيص الذي تستحقه جهود المرء؛ إذ يتطلب الحصول على العلاج المناسب مزيجاً من أفكار المريض التي تنعكس في تجربة مقدم رعاية صحية موثوق به.

لنأخذ على سبيل المثال شخصاً يشعر بألم حاد في المعصم؛ إذ يُحتمل أنَّه مصاب بمتلازمة النفق الرسغي (carpal tunnel syndrome)؛ وهو عجزٌ متوسط في عصب الرسغ؛ ولكنَّه قد يكون مصاباً بمتلازمة مخرج الصدر، أو يعاني انسداداً عصبيَّاً أو انسداداً في الدورة الدموية في حزام الكتف. وقد يكون مصاباً أيضاً بمتلازمة النفق المرفقي، أو انحباس عصب الزند؛ إذ إنَّ كلاً من هذه التشخيصات لها علامات وأعراض متباينة، ويمكن أن تظهر في الوقت نفسه.

السر هو في العثور على مُقدِّم رعاية طبية يمكنه التشخيص بشكل مناسب؛ فيمكن أن يساعد "غوغل"؛ ولكنَّه يؤدي إلى العقبة التالية في طريق تبنِّي عقلية تؤمن بإمكانية الشفاء.

2. المعرفة الزائدة:

هذه عثرة أصعب يجب أن يتخطاها المرء؛ إذ تأتي من شخص متمسك بتشخيصه، ولا يهم إن كان هذا التشخيص آتياً من طبيب أو من "غوغل"، وإن كان التشخيص غير صحيح أو غير مكتمل، يسبِّب التمسك به الامتناع عن أخذ باقي النواحي العلاجية؛ لذا فالمعرفة الزائدة عائق بحد ذاتها.

وقد يكون من المحبط بالنسبة إلى العاملين في الطب أن يأتيهم مريضٌ توصَّل بعد البحث إلى تشخيصٍ شامل أخفق - على الرغم من كونه مريحاً - في علاج أساس المشكلة، فإنَّ تشخيصاً مثل متلازمة القولون المتهيج، ومتلازمة التعب المزمن، والألم العضلي الليفي هو علامات تساعد على وصف مجموعة أعراض نادراً ما تؤدي إلى خيارات علاجية ناجحة.

إقرأ أيضاً: 6 خطوات لعيش حياة أفضل وأطول

3. عدم معرفة ما لا تعرفه:

وهي أصعب عقبة في طريق العقلية التي تؤمن بالشفاء، وهي التشخيص الذي يخدع المريض والطبيب على حد سواء، فداءُ لايم (Lyme) المزمن هو مثال على التشخيص المُساء فهمه ونادر الاعتراف به، ومع الفحص المحدود بالأمراض المنقولة بالقراد، من النادر أن يتمكن مزود خدمات طبية من أن يقدم مسار العلاج الصحيح المضاد للميكروبات بناءً على العرض السريري وحده.

سُمِّيت العدوى الصامتة بذلك لأنَّها تخدع؛ إذ غالباً تظهر الأعراض بعد الإصابة الأولية بأشهر أو حتى سنوات، كما تُعَدُّ المواد البيئية السامة عبئاً مشابهاً؛ إذ لا تُظهِر أعراضاً واضحة تكفي لتشخيص الحالة بالخطر؛ ولكنَّها تسرق الحياة بشكل مزمن، وقد ترى مرضى يتحملون تدهوراً غامضاً وبطيئاً في صحتهم على مدار سنوات من التعرُّض غير المكتشف إلى غاز الرادون أو العفن.

فكِّر خارج الصندوق:

يستغرق الشفاء وقتاً ويتطلب اتخاذ الإجراءات المناسبة، فعقلية الشفاء تحدد مسار العلاج مسبقاً، وترشد إلى اتخاذ الخيارات خلال العلاج والتغييرات في نمط الحياة التي ستساعدك بشكل أكثر فاعلية على الوصول إلى وجهتك التي تتمتع بصحة مثالية؛ إذ إنَّ الوعي بالعقبات يزيل هذا المسار حتى لا تُضيع الوقت والطاقة والمال في العلاج البديل.

الآن وقد وضحنا أساس تلك العقلية، فابنِ عليها مفاهيم دقيقة للشفاء خاصة باحتياجاتك، فهل تحتاج إلى التشجيع لاتخاذ خيارات غذائية أفضل إن ظهرت عليك أعراض مرض السكري؟ أو ربما تكون عقلية النمو المصاحبة للتمرين هي ما يدفع المرء إلى التحرك من خلال آلام العضلات المزمنة؟ أم أنَّ الخوف من الموت يمنع المرء من عيش حياته على أكمل وجه بعد تشخيص إصابته بالسرطان؟ اسأل نفسك هذه الأسئلة الإرشادية، ولكن فقط على أساس الفهم العميق للعقلية الشفائية.

المصدر




مقالات مرتبطة