الطفل الحساس: صفاته وطرق التعامل معه

يبدأ تكوين شخصية الطفل خلال السنوات الخمس الأولى من حياته؛ لذا يجب على الأهل أن يدركوا كيف يمكنهم التعامل مع طفلهم الحساس، وفي هذا المقال سنقدِّم لكم صفات الطفل الحساس وكيفية التعامل معه وتقوية شخصيته وأسباب ضعف الشخصية لديه؛ لذا تابعوا معنا في السطور القليلة القادمة.



ما هي صفات الطفل الحساس؟

توجد صفاتٌ عدَّة تميِّز الطفل الحساس، ومن أهم هذه الصفات نذكر لكم ما يلي:

  1. إنَّ حاسة الشم لديه تتميز بقوَّتها منذ نعومة أظفاره.
  2. حاسة السمع لديه قوية، فهو قادر على تمييز الأصوات بدقة.
  3. شديد الملاحظة؛ حيث يمكنه ملاحظة التغيرات من حوله مهما كانت بسيطةً ودقيقة.
  4. عند إصابته بأي ألم جسدي مهما كان بسيطاً فإنَّه يتوجع ويتألم ويبكي بكاءً شديداً.
  5. يتصف الطفل الحساس بشدة الانتباه والفهم والذكاء، ويمتلك قدرةً عالية على التركيز في أقوال وتصرُّفات مَن يبادله الحوار.
  6. سريع الانفعال وتظهر علامات انفعاله مباشرةً على وجهه قبل أن يتحدث.
  7. عند تعرُّضه لمواقف معيَّنة، يمكن أن تكون ردة فعله مقتصرةً على البكاء فقط، أو أحياناً يمكن أن يبكي بصمت دون إصدار أي صوت، أو أن يصمت قليلاً قبل أن يبدي أيَّة ردة فعل.
  8. يتصف الطفل الحساس بطيبة القلب، وقدرته الكبيرة على التسامح مع الأشخاص مهما كان حجم الإساءة الموجهة إليه.
  9. يتصف الطفل الحساس بالحنان والعطف على الآخرين، فهو يحاول دائماً أن يضع نفسه مكانهم.
  10. لا يحب الأماكن المزدحمة، فعندما يكون فيها يشعر بعدم القدرة على الاندماج ويشعر بالتوهان والرغبة في الخروج منها.
  11. غالباً ما يُفضل الطفل الحساس البقاء بمفرده، وفي أثناء لعبه مع الأطفال الآخرين من أقرانه ينسحب ولا يتحدث مع أي أحد في حال حدث شيء أزعجه.
  12. الطفل الحساس يتعامل مع الآخرين بحسب اعتقاده وظنه بهم.
  13. الطفل الحساس غالباً ما يشعر بالإحراج والخجل؛ لذا فإنَّه لا يحب أن يكون محط انتباه الآخرين.
  14. الطفل الحساس مستمع جيد، فهو يستمع باهتمام لمن يحاوره ويركز بالكلام الموجه إليه.
  15. الطفل الحساس حالم واقعي؛ أي يعيش أحلامه بشكلٍ واقعي في الحياة.
  16. الطفل الحساس متسائل، فكلما أجبتَه عن سؤالٍ طرحه عليك يسألك سؤالاً آخر نابعاً من الجواب؛ لذا يجب الحذر عند محاورته واختيار الإجابات الدقيقة لأسئلته.
  17. الطفل الحساس لا ينسى الكلام الموجه إليه خاصةً الكلمات التي تُسبب له الانزعاج والضيق.
  18. الطفل الحساس لا يستطيع السيطرة على انفعالاته؛ لذا هو لا يميل لأجواء المفاجآت، فهي تُسبب له العديد من المشكلات النفسية.
  19. الطفل الحساس لا يتصف بالمرونة؛ حيث يصعب عليه التأقلم المباشر مع التغيرات التي يمكن أن يتعرض لها، ويحتاج إلى فترة ليتفاعل مع كل ما هو جديد.
  20. الطفل الحساس مُحِب للطبيعة والحيوانات والنباتات.
  21. الطفل الحساس متفائل ومتحمس، فهو يحب أن يقوم بكل ما هو جديد.
  22. الطفل الحساس ينشغل كثيراً بأمور وأشياء أكبر من إمكاناته وطاقاته كطفل، فيمضي الوقت لديه بسرعةٍ كبيرة؛ لذا فهو يتصف بصعوبة الإحساس والشعور بالوقت.
  23. قدرته العالية على التركيز تمنحه القدرة على كشف التناقضات بين الأشخاص.
  24. يسعى الطفل الحساس إلى بناء علاقات جيدة مع الأشخاص المحيطين به دون أن يُسبب الإحراج والضيق لأحد، فسلوكاته غالباً ما تهدف إلى السلام والمحبة.
  25. يتصف الطفل الحساس بحبه لخوض التجارب الجديدة وزيادة خبراته، فهو يكره الروتين.
  26. الطفل الحساس يحب الاستقلالية.
  27. يتحدث الطفل الحساس بمفردات لا تتناسب مع عمره الزمني، فهو أحياناً يتحدث بطريقة الكبار، ويفهم اللغة بشكلٍ مميَّز ويمتلك مفرداتٍ كثيرة.
  28. يمكن أن يمشي بشكلٍ بطيء أو سريع وفقاً لحالته النفسية، فهو يمتلك طاقةً عالية عندما يكون متحمساً لأمرٍ ما، والعكس صحيح.
  29. الطفل الحساس لا يحب ارتداء الملابس الطويلة أو المبللة، وإنَّما يُفضل ارتداء الملابس المصنوعة من القطن فقط.
  30. يمتلك الطفل الحساس القدرة على تعلُّم المهارات الأساسية دون التدرب عليها وممارستها بشكلٍ كبير.
إقرأ أيضاً: تقلّب المزاج عند الأطفال – أسبابه – أهم النصائح للسيطرة عليه

كيف تتعامل مع الطفل الحساس؟

توجد خطوات عدَّة يمكن للآباء اتباعها للتعامل مع طفلهم الحساس، ومن أهمها نذكر لكم ما يلي:

1. الابتعاد عن طريقة العقاب القاسية:

يحب الطفل الحساس مشاركة والديه في الأعمال التي يقومان بها، وأيَّة طريقة عقاب قاسية لن تجدي نفعاً معه ولن يستجيب لها؛ بل يمكن أن يكون لها تأثير سلبي فيه، كما يمكن أن تُسبب له مشكلات واضطرابات نفسية فيما بعد؛ لذا يجب على الآباء أن يكونوا حريصين على إخراج طاقة أطفالهم بشكلٍ إيجابي، من خلال إما ممارسة التمرينات الرياضية معهم، أو مشاركتهم بالأعمال التي تحفزهم مثل: إعداد الطعام، أو قراءة القصص، أو الذهاب إلى المنتزه.

2. قبول الطفل الحساس كما هو:

من أهم الخطوات التي تؤدي إلى التعامل الصحيح مع الطفل الحساس هي تقبُّله كما هو، وعدم محاولة تغيير شخصيته أو انتقاده أمام الآخرين ولا حتى أمام نفسه، والحرص على الافتخار بهذا الطفل الذي يمتلك مشاعر جميلة وقدرات عالية.

3. الاستماع الجيد للطفل:

يلجأ الطفل الحساس أحياناً إلى البكاء للتعبير عن نفسه، ويمكن للأبوين مساعدته على اكتساب مهارة التعبير عن الذات بطرائق أخرى، منها:

  • الاستماع الجيد للطفل الحساس والحرص على عدم مقاطعته مهما طال حديثه.
  • إعطاء الطفل بعض الأدوات التي تساعده على التعبير عن نفسه، مثل: آلة موسيقية، أو أدوات رسم، أو بعض الألعاب.

4. النظر إلى الإحساس عند الطفل على أنَّه نعمة من الله:

بدلاً من الغضب والصراخ والإحباط عند بكاء الطفل الحساس، وعَدُّ حساسيته أمراً سلبياً وخطيراً، يجب النظر إلى نصف الكأس الممتلئ وعَدُّ الطفل الحساس هبة من الله سبحانه وتعالى، فالطفل الحساس سيكون موهوباً وصاحب مستقبل ناجح، فالإحساس من أهم سمات المبتكرين والفنانين والمبدعين.

5. التركيز على نقاط قوة الطفل الحساس:

من ميزات الطفل الحساس أنَّه موهوب في مجالاتٍ مختلفة، وللحفاظ على هذه المواهب يجب التركيز عليها وتنميتها وتطويرها، بدلاً من التركيز على بكائه وغضبه، وعند حدوث هذه النوبات يجب على الأهل تشتيت انتباهه ومشاعره عن الغضب والبكاء ولفت انتباهه للأشياء التي يحبها ومشاركته بها.

6. التعامل بالحزم لا بالقسوة:

يجب أن يُفرق الأهل بين طريقة التعامل بحزم والقسوة في المعاملة، فالقسوة ينتج عنها آثار سلبية تنعكس على الطفل ولن تُجدي نفعاً، وستكون ردة فعله تجاهها عنيفةً.

كيف تقويِّ شخصية الطفل الحساس؟

توجد خطواتٌ عدَّة تساهم مساهمةً فعالةً في تقوية شخصية الطفل الحساس، ومن أهم هذه الخطوات نذكر لكم ما يلي:

  1. يُعَدُّ التحفيز الدائم للطفل حتى عند ارتكابه الأخطاء من الطرائق التي تساهم في اكتشاف الطفل لنقاط القوة التي يمتلكها، وعدم شعوره بالضعف وتُقوي شخصيته.
  2. من الأمور التي تزيد ثقة الطفل الحساس بنفسه وتساعده على تنمية قدراته، منحه الحب والأمان من قِبل والديه، فالطفل الحساس بحاجة إلى الأمان.
  3. لمساعدة الطفل الحساس على الاندماج بالبيئة والمجتمع المحيط ولصقل ثقته بنفسه، يجب منحه حرية التعبير عن نفسه ومخاوفه وهواجسه وآرائه وعما يحزنه ويفرحه، وأخذ رأيه على محمل الجد.
  4. يُعزز الثناء على الطفل الحساس ومدحه عندما يقوم بأمورٍ جيدة أو عندما يقوم بالمهام الموكلة إليه أو عندما يقوم بسلوكٍ جيد، الثقةَ بذاته، ويُحفز قدرته على مواجهة المجتمع والتعايش معه.
  5. تشجيع الطفل الحساس على خوض التجارب والمغامرات بنفسه، وتجربة كل ما هو جديد ومتميز.
  6. من الأمور التي تساعد الطفل على الاندماج بالمجتمع والمدرسة وتُقوي شخصيته كثيراً، اصطحابه إلى المناسبات والنشاطات الاجتماعية، مثل: زيارة الأصدقاء، وحفلات عيد الميلاد، والزيارات العائلية، وغيرها من المناسبات الاجتماعية.
إقرأ أيضاً: 8 اقتراحات للسيطرة على نوبات الغضب عند الأطفال

ما هي أسباب ضعف شخصية الطفل الحساس؟

تؤدي سلوكات وتصرُّفات الأبوين مع طفلهما الحساس دوراً كبيراً في تنمية شخصيته وتقويتها أو إضعافها، وجعله غير قادر على الثقة بنفسه وقدراته، ومن أهم هذه السلوكات الخاطئة نذكر لكم ما يلي:

  1. خوف الأبوين الشديد على الطفل وحمايته بشكلٍ مبالغٍ فيه من قِبل الأم تحديداً، فكل ذلك يجعله لا يستطيع مواجهة أي موقف يمكن أن يواجهه، كما أنَّه يصبح غير قادر على الاستقلال عن والديه.
  2. عدم منح الطفل الحرية والاستقلالية ليقوم بخدمة نفسه والقيام بمهامه الخاصة به، فالأم هي مَن تطعمه وتسقيه وتقوم بكل ما يجب أن يقوم هو به.
  3. السخرية من الطفل والتحدث عنه بطريقةٍ سيئة أمام الآخرين يدفع الطفل إلى الانعزال والابتعاد عن الآخرين.
  4. ممارسة العنف الجسدي تجاه الطفل؛ أي ضربه بقسوة عند ارتكابه أي خطأ، فالطفل بعمرٍ معيَّن لا يدرك الأخطاء ولا يمكنه تمييزها، ولكنَّه يفهم ويدرك الضرب والأذى الذي أُلحِق به نتيجة ذلك، فتكون ردة فعله التردد الدائم قبل قيامه بأي عمل.
  5. تلبية رغبات الطفل مباشرةً وتنفيذ كل ما يطلبه دون أي تردد يجعل الطفل يعتقد أنَّه يمكنه الحصول على ما يريد، ولكنَّه يُصدَم عندما يخرج إلى المجتمع.

وبذلك نكون قد قدَّمنا لكم صفات الطفل الحساس وكيفية التعامل معه وتقوية شخصيَّته.

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة