وأي إنسان مُعرض لهذا النوع من الإصابة، إلا أنه، ولأسباب غير معلومة، تحصل غالبية الحالات لدى منْ هم في سن ما بين 30 إلى 60 سنة.
ويُصيب في 90% من الحالات أحد الأذنين، ومعظم المُصابين يلحظونه عند الاستيقاظ من النوم، بينما آخرون يكتشفونه حينما يستخدمون بشكل مباشر تلك الأذن المُصابة، مثل حال إجراء مكالمة هاتفية. ويصحب الحالة لدى بعضهم شعور إما بالدوار أو بالطنين في الأذن، أو بكليهما.
وبعض من المرضى قد يزول عنهم ذلك الفقد المفاجئ للسمع، وتعود الأمور إلى سابق عهدها خلال ثلاثة أيام، دونما أي تدخل طبي. أي أنه ما يُسمى بالشفاء التلقائي . بينما آخرون قد يتطلب الأمر شفاءً متدرجاً يستمر ما بين أسبوع إلى أسبوعين. وبالرغم من النتائج الجيدة هذه، إلا أن لدى حوالي 15% منهم تسوء الأمور مع مرور الوقت.
وتُؤكد «المؤسسة القومية للصمم واضطرابات التواصل الأخرى» في نشراتها العلمية على أنه بالرغم من وجود قائمة تشمل أكثر من 100 سبب تصيب الأّذن، وقد يُؤدي أحدها إلى الفقد المفاجئ لقدرات السمع، إلا أن 15% من المرضى يُمكن تحديد السبب لديهم. وهي ما تشمل إصابات ميكروبية وحوادث تطول الرأس، ونمو غير طبيعي للأنسجة، وتفاعلات جهاز المناعة، والتعرض لأحد السموم أو الأدوية، ومشاكل في القلب والدورة الدموية وأوعيتها، وأمراض عصبية، وغيرها.
وترى المؤسسة أن فرص وسرعة النجاح في المعالجة تعتمد على معرفة السبب حال التوصل إليه. مثل وصف المضادات الحيوية، حينما تكون الميكروبات هي السبب، أو التوقف عن تناول أدوية تسببت في ظهور المشكلة. لكنها تقول بأن البحوث والدراسات لا تزال تُجرى لمعرفة ما هو مفيد لمعالجة غالبية الحالات، أي التي لا يُعرف سببها. ولذا فإنها ترى أن أكثر المعالجات شيوعاً تعتمد على أدوية ستيرويد الخافضة لمستوى النشاط في عمليات الالتهابات وتفاعلات جهاز مناعة الجسم. كما أن ثمة من يرى جدوى لتقليل تناول ملح الطعام.
وتشــير المؤســسة في معرض حديثها عن مجالات البحوث والدراسات الجارية اليوم حول أفضل وسائل معالجة حالات الصمم المفاجئ، إلى أن هناك عاملين مهمين في المساعدة على إتمام عملية السمع بشكل جيد، وهما توفير هواء جيد للأذن، وتأمين تدفق الدم إليها بما يكفي. والسبب أن أكثرية الباحثين الطبيين ترى أن حالة الفقد المفاجئ للسمع تحصل حينما لا يتوفر لأجزاء مهمة في الأذن الداخلية حاجتها من الأوكسجين. وهو ما يُبرر ممارسة البعض لمعالجة هذه الحالات من خلال استنشاق ما يُسمى كاربوجين ، وهو مزيج من الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون يُقال بأنه يُسهم في توفير الهواء والدم لأجزاء الأذن الداخلية. لكن الهيئات العلمية في المؤسسة تقول إن استنشاق كاربوجين لا يُفيد جميع المرضى، أي أسوة بالمعالجة بأدوية ستيرويد.
معالجات للفقد البطيء للسمع
من الشائع أن يحصل فقد تدريجي وبطيء للسمع كلما تقدم المرء في العمر. وتشير الإحصائيات في الولايات المتحدة إلى أن ربع منْ تتراوح أعمارهم ما بين 65 و75 يُعانون منه بدرجات متفاوتة، وأن ثلاثة أرباع منْ تجاوزوا عمر 75 سنة مصابون بدرجات منه. والسبب أن العوامل الوراثية والتلف الناجم عن التعرض للضجيج بأنواعه أو أدوية متنوعة، يتراكم تأثيرهما في تراكيب الأذن الداخلية مع مرور سنوات العمر، خاصة ما يُعرف بقوقعة الأذن Cochlea، ضمن تراكيب الأذن الداخلية، والمحتوية على خلايا عصبية قابلة للتلف وشعيرات صغيرة قابلة للتحطم أو الانحناء, ما يُؤدي إلى عدم القدرة على توصيل الإشارات العصبية، الصادرة عن الأذن، بكفاءة إلى الدماغ.
كما يتسبب تجمع الشمع في الأذن Earwax، دون علم المرء أو شعوره، ووجود التهابات ميكروبية أو نمو أنسجة سرطانية أو غير سرطانية في أجزاء من الأذن الوسطى أو الخارجية. وكذلك الحال مع حصول تهتك وخرق لطبلة الأذن الفاصلة ما بين الأذن الخارجية والوسطى.
وبالرغم من عدم استطاعة الأطباء إعادة قدرات السمع إلى سابق حالها الطبيعي، إلا أن ليس من الحتمي على المرء تقبل العيش في عالم من الصمت! بل ثمة العديد من الطرق التي يُمكن بها الوقاية من الإصابة بضعف السمع، كما أن هناك عدة وسائل علاجية مساعدة للتقليل المعاناة من انخفاض قدرات السمع.
ويشير الباحثون من مايو كلينك إلى أن على المرء التنبه إلى أعراض قد تُنبئ بأن هناك «شيئاً ما» غير طبيعي في سمعه. مثل سماعه نوعية مكتومة من أصوات كلام الغير، وصعوبة فهم كلمات حديث أحدهم عند وجود ضجة أو في زحمة من الناس، واضطراره إلى الطلب من الغير الحديث ببطء وبوضوح وبصوت عالي، والانسحاب من كثرة الحديث مع الغير، وتحاشي اللقاءات الأسرية أو غيرها لصعوبات في التواصل مع الغير أثنائها. وحينها على المرء اللجوء إلى الأطباء.
وستُجرى فحوصات عامة للجسم والأذن، وفحوصات لاختبارات السمع لتبين مدى القدرات فيه على مستويات مختلفة من ناحيتي شدة الصوت ودرجة تردد موجاته. وبناءً على السبب ودرجة تدني قدرات السمع تكون الوسيلة العلاجية، وخاصة لمعالجة تلك الأسباب في الأذن الداخلية، أي إما بالسماعات المساعدة Hearing Aid أو بزراعة القوقعة Cochlear implant.
وتعمل سماعات الأذن، المساعدة على توضيح سماع الأصوات، من خلال احتوائها على أجزاء مختلفة، وهي التي تشمل ميكرفون (لاقطة) يجمع الأصوات المحيطة بنا، ومُقوي مُضخم Amplifier يجعل تلك الأصوات أقوى، وجزء أذني Earpiece ينقل الأصوات إلى داخل الأذن وبطارية تُمد السماعة بالطاقة كي يستمر عملها. ويستند عملها الى أنه كلما كان الصوت أقوى لما حول الإنسان، كلما سهلت إثارة الخلايا العصبية في الأذن الداخلية لسماعها. ويتطلب الأمر تأقلماً للتعود على استخدامها، لأن الأصوات التي يسمعها المرء من خلالها مُضخمة، كما يتطلب ربما تغيير أنواع منها حتى يصل المرء إلى ما هو مناسب له منها. ومنا أنواع وأشكال متنوعة، خفي وظاهر. لكن ليس بالضرورة أنها تعمل على حل صعوبات السمع لدى جميع من يُعانون من ضعفه أو فقده.
وحينما يكون الضعف شديداً في السمع وناتج عن تلف في أجزاء الأذن الداخلية، يُمكن للطبيب استخدام طريقة زراعة جهاز قوقعة إلكترونية صغيرة، للتغلب على تلف وعدم عمل الأجزاء
المصدر: الموسوعه العربية
أضف تعليقاً