الطبيب المناوب: تدخن السجائر فقط ولكن ليس لديها ضغط او سكري او كلسترول وليس لديها امراض سابقة في القلب ولا تستخدم ادوية لامراض مزمنة
الاستشاري: هل لديها حرارة؟
الطبيب المناوب: نعم كانت حرارتها 38.5 درجة سيلزيس.
الاستشاري: هل لديها كحة؟
الطبيب المناوب: نعم كحة جافة واحتقان في الحلق كانت تشتكي منه منذ يومين
الاستشاري: هل أخذت مضادات حيوية؟
الطبيب المناوب: نعم , مرت على احد المستوصفات وتم اعطاءها مضاد (اوقمنتين) augmentin.
الاستشاري: هل يزداد الألم عند اخذ النفس العميق او عند الاستلقاء على الارض؟
الطبيب المناوب: نعم تزداد حدة على شكل (طعنه في الصدر) وتضطرها الى ايقاف التنفس فجأة او تغيير وضع الجسم .
الاستشاري : هل سافرت حديثا او تعرضت لتورم مفاجئ في أحد الساقين او هل كانت بعد حالة ولادة او تعرضت لعملية حديثا؟
الطبيب المناوب: نعم سافرت من الدمام الى الرياض ولم تعان من انتفاخ الساقين ولم تكن في حالة مابعد الولادة.
الاستشاري: هل اشعة الصدر لديها سليمه؟
الطبيب المناوب: لقد كان هناك ازدياد في حجم القلب بدون اي علامات مرضية اخرى.
الاستشاري: الذي يتضح من القصة المرضية والفحص السريري والفحوصات الطبية ان تشخيص المريضة اقرب الى كونه التهابا في غشاء القلب من ان يكون جلطة حادة في القلب.. ولذلك فلا تعطوا المريضة مذيبات الجلطة وسأتيكم لتقييمها طبيا.
وعند الوصول للطوارىء اتضح من تخطيط القلب ان ارتفاع وصلة ST كان من نوعية معينة تحدث مع التهاب غشاء القلب وتأكد ذلك بوجود سوائل حول القلب من الدرجة المتوسطة وتم اعطاء المريضة دواء مضاد للألتهابات (iboprofen) وخلال ساعتين خف الألم واختفى نهائيا خلال اربعة وعشرين ساعة وذهبت المريضة الى منزلها وعند مراجعتها بعد اربعة اسابيع اختفت السوائل حول القلب نهائيا.
التهاب غشاء القلب
التهاب الغشاء المحيط بالقلب قد يكون رد فعل مناعي لكثير من الامراض التي قد تكون التهبات الفيروسية في سقف الحلق (وقد يشعر بها المريض وقد لايشعر) او التهاب روماتيزمي او بتأثير سموم مختلفة من ادوية أو قصور للكلى وهناك نسبة 4% لايعرف لها سبب معين (idiopathic)).. وقد يكون تأثرا مباشرا بأورام محيطة بالقلب او التهاب بكتيري مباشر مثل مرض السل.. وخطورة هذا المرض تكمن في ثلاثة تحديات يواجهها الأطباء :
اولا: ان اعراضه تشبه الى حد ما جلطات القلب الحادة وكذلك الفحوصات الطبية مثل ارتفاع انزيمات القلب اوبروتيناته ((perimyocarditis وكذلك في تخطيط القلب فقد يكون التغير محدودا وقد يكون منتشرا في التخطيط مما يزيد الامر تعقيدا. وأكثر من ذلك انه قد تكون هناك تغيرات في تصوير عضلة القلب بسبب الالتهاب المصاحب مما يشابه الى حد ما تغيرات الجلطه الحاده.. ومن المهم جدا التفريق بينهما لأن مذيبات الجلطة الحادة عند استخدامها خطأ في حالات التهاب غشاء القلب قد تسبب نزيفا في غشاء القلب وبالتالي انخفاض ضغط الدم بسبب الصدمة القلبية (وهي أخطر بتسعة اضعاف من الجلطة القلبية واحتمالية الوفاة عند التأخر في العلاج تصل الى 90%)وقد سجلت مثل هذه الحالات في انحاء متفرقة من العالم لذلك يجب التروي وعدم الاستعجال (وفي نفس الوقت عدم التأخر) في بدء علاج الجلطه حتى يتم التأكد من عدم وجود تشخيص آخر بديل او مانع من موانع استخدام المذيبات.. وليست كل حالات التهابات الغشاء القلبي والجلطة الحادة تأتي كما هو مكتوب في كتب الطب وانما هناك الكثير من الحالات المتشابهة بينهما وقد يضطر طبيب القلب الى عمل قسطرة تشخيصية لشرايين القلب لترجيح احد التشخيصين على الآخر.
ثانيا: أن وجود أحدهما لايمنع وجود الآخر فهناك نوعان من التهاب غشاء القلب يصاحب الجلطة الحادة: المبكر PIP وهو لايطغى على صورة الجلطة الحادة وانما يدل على حجم الجلطة وتأخر حضور المريض او تشخيصه او علاجه نسبيا....... والمتأخر PIS او مايسمى بين الاطباء (مرض دريسلر) وقد يحصل بعد ستة اسابيع بعد الجلطة الحادة وكلاهما ليس صعبا في تشخيصه او علاجة .
ثالثا: طريقة العلاج: فالجلطة تعالج بالمذيبات والقسطرة القلبية العلاجية اما التهاب غشاء القلب فبمضادات الالتهابات .
وأخيرا عزيزي القارئ فليس كل الم في الصدر من القلب وليس كل الم في القلب من الجلطة والوقاية من كل ذلك لاتقدر بثمن ودمت على خير.
أضف تعليقاً