الصدمات في مكان العمل: كيف نتعرف إليها ونتعافى منها؟

تضرُّ بيئة العمل السَّامة بصحة العديد من العمال وسلامتهم العقلية؛ لذا تحدَّث المزيد من الناس في السنوات الأخيرة عن هذه المخاطر؛ مما خلق الأمل في أنَّنا قد نتمكَّن أخيراً من إحداث فارق لأولئك الذين يعانون الصدمات في مكان العمل يومياً؛ حيث يُعَدُّ الطرد والعنف في مكان العمل من أهم الأحداث المُجهِدة التي تواجه الموظفين، إلا أنَّ أقل من نصف أرباب العمل يقدِّمون الدعم بعد الأحداث المؤلمة في مكان العمل، وعندما تحدُث الصدمة المهنية، قد يكون من الصعب التعافي منها.



حيث قال 67% من الموظفين: تُعَدُّ الاستشارة أو الدعم العاطفي من رب العمل بعد حدثٍ صادمٍ في مكان العمل أمراً ذا قيمة بعد المأساة التي تعرَّضوا لها، لكنَّ أقل من نصفهم أفادوا بتجربتهم ذلك بأنفسهم؛ حيث قال 53% من الأمريكيين العاملين إنَّ ذلك حدث لهم في أثناء العمل؛ ومع ذلك فقد حصل 46% فقط على أي نوع من المساعدة من قِبل أرباب العمل خلال هذا الوقت العصيب لأنفسهم وللمقربين من حولهم.

يكشف هذا المقال عن كيفية التعرف إلى الصدمة المهنية والتعافي منها حتى تتمكن من النهوض مرة أخرى.

ما هي الصدمة المهنية؟

على الرغم من وجود بعض النكات حول الأضرار التي تسببها الوظائف السيئة السابقة، فإنَّ الصدمة العاطفية التي يسببها مكان العمل حقيقية، مع آثار طويلة الأمد؛ حيث إنَّ الصدمة المهنية هي "إصابة" تحدث عندما يتعرض الفرد لحدث صادم في مكان العمل مثل المضايقة أو التنمر أو حرمانه من الترقية.

ويمكن أن تحدث الصدمات المهنية حتى دون وقوع حادث مباشر إذا لم توفر لك وظيفتك ما يكفي مما تحتاجه منها، مثل المال أو الأمان أو الإنجاز أو الدعم، وهنا تبدأ المشكلة عندما لا نتعرف إلى هذه الإصابة ونحاول بدلاً من ذلك تجاهُل الأعراض من خلال إبعاد أنفسنا عن مشاعرنا وأفكارنا حول ما حدث.

ما هي بعض الأعراض الشائعة للصدمة المهنية؟

قد تكون العلامات والأعراض جسدية ونفسية وعاطفية، وتتضمن بعض العلامات الشائعة للصدمة النفسية ما يأتي:

  • الشعور بالخدر.
  • مشكلات في النوم، ومع مرور الوقت، سيبدأ عدد من الأمراض الجسدية بالظهور فجأة.

كيف تتعافى من صدمة مهنية؟

من المعروف أنَّ التعافي من الصدمة المهنية أو الإرهاق صعبٌ جداً، ولقد مر العديد منا بهما سابقاً، وهذا ليس بالأمر السهل، ولكن هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها والتي تساعدك على التعافي، وهي:

1. الاهتمام بنفسك:

اتخذ إجراءات عاجلة لتوفير الرعاية الذاتية لنفسك:

  • التأكُّد من وجود وقت استراحة كافٍ بين التزامات العمل.
  • الخروج إلى الطبيعة، مثل التنزه في النهار دون إلكترونيات في أسرع وقت ممكن.
  • أخذ استراحة غداء بعيداً عن الكمبيوتر والمكتب.
  • تخصيص وقت لتقضيه في فعل شيء يجلب لك السعادة.
  • تقييم مقدار النوم الذي تحصل عليه كل ليلة، فإذا كانت أقل من 6 ساعات، فهذا لا يكفي.
إقرأ أيضاً: هل هناك ما يسمى بنموّ ما بعد الصدمة؟

2. تحديد سبب الصدمة:

إذا كنت تعاني من أزمة مهنية، فمن المفيد تحديد السبب الجذري وراءها؛ حيث طلب استطلاع حديث من المشاركين تصنيف أحداث مكان العمل التي تسببَت في أكبر قدر من الصدمة والتوتر والقلق، وكانت المراكز الأربعة الأولى كما يأتي:

  • إعلان رب العمل عن تسريح العمال أو فقدان الوظائف 28%.
  • العنف في مكان العمل أو النشاط الإجرامي في المجتمع 25%.
  • وفاة زميل 19%.
  • الكوارث الطبيعية التي تؤثر في مكان العمل 14%.

يفكر الرجال والنساء في أشياء مختلفة عندما يكونون في العمل؛ حيث تقلق المرأة من العنف والنشاط الإجرامي، ويشعر الرجال بالقلق من وفاة زميل في العمل، ويقلق العمال الأصغر سناً بشأن تسريح العمال أو فقدان الوظائف أكثر من غيرهم.

3. وضع الحدود والابتعاد عن الأدوات الإلكترونية:

استرِح وأعِد شحن طاقتك عن طريق قطع الاتصال بالتكنولوجيا في المنزل أو العمل:

  • ضع حدوداً لاستخدام الأدوات الإلكترونية في أثناء المساء وعطلات نهاية الأسبوع، فإذا كنت لا تثق بقدرتك على التخلي عن هذه الأدوات، فربما يكون إيقاف تشغيل هاتفك هو الحل.
  • خذ فترات استراحة منتظمة طوال اليوم.
  • استمِع للموسيقى الهادئة في أثناء العمل، وخاصةً الموسيقى التي تتضمن الآلات الموسيقية.
  • احرص على التأمل أو الغناء لمدة 10 دقائق على الأقل يومياً.
إقرأ أيضاً: دافع عن حدودك الشخصية كي تستعيد السيطرة على حياتك

4. أخذ إجازة:

يعرف الكثير من الناس كيف يمكن لبيئات العمل المدمرة أن تسبب الألم الجسدي، وكذلك الألم العاطفي مثل القلق أو نوبات الهلع، وفي بعض الأحيان يكون الخيار الأفضل - إذا كان ذلك ممكناً من الناحية المالية - هو أخذ إجازة من العمل، وضع في حسبانك أخذ إجازة للراحة أو إجازة طويلة، واستفد من وقت إجازتك.

5. التحلي بالأمل:

إنَّ التغيير قريب؛ حيث إنَّ بيئات العمل السامة مشكلة متنامية لسنوات، ولكن الآن هناك حديث عن تغيير الثقافة؛ حيث وجدت دراسة حديثة أنَّه في حين أنَّ الصدمات التي يسببها مكان العمل قد تكون حاضرة بشكل مثير للقلق في العديد من الشركات اليوم، فإنَّ هناك الكثير من الناس يدركون الأضرار التي لحقت بهم ويتحدثون عنها علناً؛ مما قد يعني أنَّ هناك أمل في الأفق.

المصدر




مقالات مرتبطة