الشيء الوحيد الذي يجب أن تعرفه لتواجه مخاوفك

لا فائدة تُذكَر من العبارات التشجيعية مثل: "أنت إنسان قويٌّ"، "أنت قادرٌ على النَّجاح"، عندما يكون الإنسان في خضم تجربة قاسية، أو في حالة إحباط.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونير" (Erin Falconer)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها الشخصية في التغلب على خوفها من قيادة السيارة.

ليس بوسع المرء أن يستشعرَ قوَّتَه ويثقَ بقدراتِه على تجاوز المحنة عندما تسوء الأحوال ويبدو الخلاصُ مستحيلاً، ولا مفر من مشاعر الخوف التي تحط من كفاءته وأهليته وتكبِّلُه، لقد مررتُ بمثل هذه التجربة قبل مدَّة، ونجحتُ في تجاوزها، ولم يقتضِ الحلُّ زيادة قوتي؛ إذ اكتشفتُ أنَّه لا داعي لهذه الزيادة؛ بل حدث ما يأتي:

كنتُ قد كشفتُ للمرة الأولى في إحدى مقالاتي أخيراً عن خوفي من القيادة، ولم أكن خائفة من استخدام السيارة؛ لكنَّ احتمال فشلي في القيادة وألَّا أكون سائقة ماهرة هو ما أخافني، وهكذا واظبتُ على اختلاق أعذارٍ واهيةٍ لأتجنَّب التدرب على القيادة، واستمرَّ هذا الحال طوال السنوات الثماني الماضية.

قررتُ في النهاية أن أواجهَ خوفي وأُفصحَ عنهُ من خلال الكتابة، ومن هنا جاءت فكرة كتابة المقال آنف الذكر ونشره، وتجدرُ الإشارة إلى أنَّني بمجرد نشر المقال شعرت بأنَّني اتَّخذتُ خطوةً كبيرةً نحو تجاوز مشكلة خوفي من الفشل.

شاهد بالفيديو: أقوال وحكم عن الخوف

دعم المحيط للفرد لمواجهة مخاوفه:

بعد أن نشرتُ ذاك المقال تلقَّيت عدداً كبيراً من رسائل البريد الإلكتروني، والرسائل على مواقع التواصل الاجتماعي تشجعني على المحاولة.

راسلني زميلي الكاتب "ألان مارسدن" (Alan Marsden) حينذاك وقدَّم لي نصيحة مفيدة قائلاً: "بمجرد أن تبدئي القيادة لن تنظري وراءك إلا عندما تريدين الرجوع بالسيارة إلى الخلف".

ناقشَني أصدقائي وأفراد عائلتي بالمشكلة وشاركوني تجاربهم، وبعد أن أفصحت عن إحدى حججي الواهية بأنَّني لا أحتاج إلى امتلاك سيارة أو القيادة في مطلق الأحوال، فإنَّ صديقتي أشارت إلى فكرة هامة بأنَّني لا أدرك حاجاتي ولا أعي ما ينقصني في حياتي.

شاركني صديقٌ آخر تجربته الشخصية المتعلقة بالخوف من القيادة، وكيف استطاع إيجاد القوة اللازمة للمضي قدماً، وأدرك زوجي في نهاية المطاف مدى فداحة مشكلتي وبدأ يأخذني في جولات بالسيارة ويعلمني القيادة يومياً بعد العمل، وعندها بدأت أقود السيارة بنفسي.

تمكَّنت في النهاية من تجاوز خوفي وقيادة السيارة بعد الدعم كله، والاهتمام، والمحبة، والتشجيع، والطاقة، والأمثلة التي تلقيتها من محيطي، وقد كانت قيادتي سيئة جداً، أو إنَّها بدت سيئة بالنسبة إلي، لم أكن مهتمة بالأمر؛ لأنَّني كنتُ سعيدة جداً على الرَّغم من شدة خوفي.

إقرأ أيضاً: كيف تواجه خوفك: 7 نصائح فعالة لمواجهة الخوف

مواجهة الخوف:

كنت فخورة جداً بنفسي، وقد أخبرني زوجي بعد محاولتي الأولى بأنَّ قيادتي كانت جيدة نوعاً ما، حتى أنَّني لم أتسبَّب بأية أضرار للسيارة، وعندها خطر لي أنَّني لم أكن أقود السيارة وحدي؛ بل كان بجانبي جميع الأشخاص الذين شجعوني، وساندوني، وشاركوا تجاربهم وخبراتهم معي، ومن ثمَّ لم أكن مضطرة إلى مواجهة مخاوفي وحدي.

كان كل فرد منهم بجانبي في السيارة يشد على يدي ويشجعني على القيادة، وعندها شعرت بالقوة وبأنَّني أستطيعُ النجاحَ، ليس لأنَّني أصبحتُ أقوى أو أقدر؛ بل نتيجة إدراكي لوجود كثيرٍ من الأشخاص الذين يحبونني ويهتمون لأمري.

عرفت أنَّهم خاضوا ذاتَ التجربة من قبل، وواجهوا مشاعر الخوف، والشك، وعدم الأمان مثلي، وعندها عقدت العزم على بذل ما بوسعي حتى لا أخذلهم، وأظنُّ أنَّني ما كنتُ سأنجحُ وأتجرأ على القيادة لولا المساعدة والدعم المعنوي الذي حظيت به.

إقرأ أيضاً: الخوف الزائد: أسبابه وطرق التغلب عليه

في الختام:

علمتني تجربتي أنَّني لستُ مجبرة على مواجهة مخاوفي وحدي؛ بل يمكنني أن أستفيد من بعض المساعدة، وأنت أيضاً لست مضطراً إلى مواجهة مخاوفك وحدك؛ بل يمكنك أن تستعين بذويك وأحبتك وأصدقائك.

ثمة قول مأثور إفريقي يقول: "إذا أردت قطع مسافة بسرعة فاذهب وحدك، أمَّا إذا أردت قطع مسافة أبعد فاختر صاحباً يرافقك".

تذكَّر أنَّك لستَ مضطراً إلى مواجهة مخاوفك ومشكلاتك وحدك؛ بل يمكنك أن تطلب المساعدة من محيطك.




مقالات مرتبطة