الشغف وقود التغيير

يتطلَّب إحداث تغيير العملَ على جوانب متعددة، فلا تكفي الرغبة وحدها أو الاندفاع اللحظي أو التخيُّل أو ترديد الكلام التحفيزي.

تقول إحدى النصائح: يكفي أن تتَّخذ قراراً بالتغيير، ولكن هذا يكون فعالاً فقط عند توفُّر البيئة المحيطة المناسبة والظروف النفسية الصحيحة والمساعدة.



كيفية إحداث التغيير:

توجد طرائق محددة ومصممة لتساعدك على إحداث التغيير، منها البسيط ومنها المتقدِّم، ولكن إذا كنتَ ترغب بنتيجة سريعة واضحة ودائمة ستحتاج إلى طاقة جبارة تساعدك على اتباع استراتيجية ممنهجة للتغيير، وتشمل خطوات عملية وليس الاكتفاء بالرغبة أو حماسة البدايات.

من وجهة نظر الفيزياء:

يتطلَّب الجسم كمية كبيرة من الطاقة لينتقل من حالة السكون إلى الحركة أكبر من الطاقة اللازمة ليحافظ على هذه الحركة، ولهذا السبب؛ فإنَّ الرغبة وحدها غير كافية، فربما تشعر برغبة قوية في التغيير ولكن إن لم يتم توجيه وتوظيف هذه الرغبة في المكان الصحيح فلن يحدث أي تغيير.

يمكن تشبيه المعتقدات السلبية بالمغناطيس الكهربائي المستخدَم لرفع الآلات الثقيلة، فكلما كانت الطاقة الكهربائية الموجهة له أكبر، زادت قدرته على جذب المعادن الثقيلة، وكذلك المعتقدات القوية المزودة بطاقة ذهنية بحيث تفسر كل المعلومات الواردة للعقل بما يتناسب مع ذلك المعتقد، إضافة إلى تأثيرها القوي في التفكير بحيث تستبعد كل الأفكار المتناقضة معها حتى لو كانت مفيدة.

على سبيل المثال:

إذا كنتَ تعتقد أنَّك لن تكون ناجحاً، سيجعلك هذا تميل إلى إهمال أو تجاهل أي إنجاز تحققه.

يمكن تشبيه المعتقدات "بالتأطير" الذي يجعل تركيزك موجهاً نحو أشياء محددة، وكلما كان المعتقد أقوى كان تأثيره أكبر في وجهات نظرك وكان تغييره أصعب، ولهذا السبب؛ فإنَّ الرغبة وحدها غير كافية للتغيير مهما كانت صادقة؛ لأنَّك تحتاج إلى قوة جبارة لنسف هذا المعتقد.

مصدر هذه القوة هو العواطف النابعة من الحب أو الرفض الشديد، فحياة الإنسان مبنية على اختياراته وما يوافق عليه أو يرفضه، وهذه الاختيارات لها تأثير في تقوية معتقداته أو تفكيكها وتغييرها.

تكمن قوة الرفض عندما يكون حاداً شديداً ومركزاً، وبخاصة عندما ينتج عن التعرض لموقف يستحيل أن يُسمح به، كأذية الجسد على سبيل المثال، ولكن المشكلة أنَّ معظم الناس مقيدون بالمحظورات الثقافية والاجتماعية التي تمنعهم من تغيير معتقداتهم أو رفضها.

إنَّ تركيبة العقل تجعله يميل للحفاظ على وضعه الحالي حتى لو كان سلبياً، ولهذا السبب ستحتاج في البداية إلى جمع طاقة الرفض لديك بشكل مكثف لتفكيك المعتقد القديم بوصفها خطوة أولى في التغيير.

كذلك الأمر عندما تريد تحويل فكرة ما إلى معتقد جديد، ستحتاج في البداية إلى طاقة وشغف ليساعدك ذلك على ترسيخ المعتقد الجديد وتحدي العوائق الثقافية والمجتمع، وهذا يشكل أحياناً عائقاً يمنع من التغيير، بخاصة في البيئات المحافظة.

شاهد بالفديو: كيف تكتشف شغفك وتصل إليه؟

كيفية تغيير المعتقدات السلبية:

توجد طريقة ذاتية لنسف وتغيير المعتقدات، تعتمد في البداية على مجموعة من الأسئلة ستتمكَّن من خلال الإجابة عنها من تفكيك المعتقد القديم مهما كان كبيراً وإزالته، ثم مجموعة من الأسئلة عن فكرة ما، تكون هامة بالنسبة إليك، ومن ثم تعزيز رغبتك بتحويلها إلى معتقد جديد إيجابي بدلاً من القديم.

قد لا يكون عقلك وجسدك معتادَين على هذه الطريقة، ولكن مع التدريب والاستمرارية ستتمكَّن من تغيير أي معتقد خلال عشر دقائق وستلاحظ تغييرات فورية في التفكير.

أحياناً نعجز عن تغيير معتقد سلبي يسلبنا الشعور بأهميتنا الذاتية ونحاول محاربته بكامل قوتنا، ومع ذلك تستمر المعاناة، ولكن بمجرد أن تتوقف عن مقاومته، وتحلل الأسباب الدفينة التي أدَّت إلى اعتناقك له وتأثيره في حياتك، فإنَّك تخطو الخطوة الأولى نحو التخلص منه، وهذا سر يجهله معظم الأشخاص.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلص من المعتقدات السلبية التي تمنع وصولك إلى أقصى إمكاناتك؟

اسأل نفسك بناءً على ما تحمله من معتقدات الأسئلة الآتية:

إنَّ التفكير بهذه الأسئلة والإجابة عنها هو سبب كافٍ لجعلك رافضاً لأي معتقد سلبي، ومن ثم إضعافه وتفكيكه.

ثم انتقل للأسئلة الآتية:

  • ما هو المعتقد الجديد الذي أريد تبنِّيه؟ ولماذا؟
  • حول ماذا يتمحور؟
  • كيف من الممكن أن يساعدني على تغيير وضعي الحالي؟
  • هل سيكون خياراً جيداً لي وللمعنيين بالأمر؟

من خلال الإجابة عن هذه الأسئلة، يمكنك حشد جميع رغباتك واندفاعك لتثبيت المعتقد الجديد، وعندها سيعمل مثل المغناطيس ليجذب كل تركيزك واهتمامك نحوه ويساعدك على بناء وجهات نظر جديدة وطريقة مختلفة للتفكير.

إقرأ أيضاً: كيف تصنع التغيير في حياتك من خلال تغيير عاداتك؟

في الختام:

التجربة خير برهان، حتى لو لم تكن مقتنعاً في البداية، جرِّب هذه الطريقة والنتائج الإيجابية ستكون دليلاً على فاعليتها.




مقالات مرتبطة