الساعة العاشرة صباحاً: لماذا هي الوقت الأفضل للإنتاجية؟

بشرى سارَّة لكل الزملاء الذين يستيقظون متأخراً، لا داعي للشعور بالذنب لأنَّكم لم تنهضوا من السرير حتى الساعة الثامنة والنصف صباحاً؛ فوفقاً لعالِم إنجليزي متخصِّص بعلوم النوم فإنَّه من المثالي بالنسبة إلى معظم العاملين وحتى الطلاب أن يبدؤوا يومهم الساعة العاشرة صباحاً.



أشار الدكتور "بول كيلي" (Paul Kelley) في خطاب ألقاه عام 2015 في مهرجان العلوم البريطاني (British science festival) إلى أنَّ العمل في وقت متأخرٍ بدلاً من الساعة الثامنة أو التاسعة صباحاً قد يساعد على تعزيز الأداء المعرفي، وتقليل آثار الحرمان من النوم، وتعزيز الإنتاجية؛ وذلك لأنَّ فترة الصباح المتأخر تُماشي عادةً إيقاعات الساعة البيولوجية الطبيعية، أو الساعة الداخلية للجسم.

في الواقع الساعة العاشرة صباحاً هي أفضل أوقات اليوم للقيام بأصعب المهام المعرفية؛ فلن تكون درجة حرارة جسمك عندها أدفأ فحسب؛ بل تكون أيضاً مستيقظاً تماماً، فكر في جميع الأخطاء المكلفة التي يرتكبها الأشخاص لأنَّهم لم يصحوا تماماً من النوم، مثل حوادث الطرق، والأخطاء في التقارير، ودرجات الامتحانات السيئة، وما إلى ذلك.

لماذا الساعة العاشرة صباحاً هي أفضل وقت لبدء العمل؟

إنَّ النوم مسألة معقدة وأكبر من مجرد وضع رأسك على وسادة، إنَّه الوقت الذي يستعيد فيه جسمك عافيته ويحلل ذكريات اليوم، ومن ثمَّ فإنَّ النوم لساعاتٍ كافية ضروري للصحة العامة والأداء الأمثل.

من المعروف منذ وقت طويل أنَّ أجسامنا تتبع ما يُعرف بالنظم اليوماوي (إيقاع الساعة البيولوجية)؛ لذا فكر في الأمر على أنَّه منبه بيولوجي داخلي يخبرنا متى يجب أن ننام ومتى نستيقظ، فبالنسبة إلى الأطفال مثلاً عادةً ما يستيقظون قبل الساعة السابعة صباحاً، في حين يستيقظ البالغون في حوالي الساعة العاشرة صباحاً، ولكن مع تقدمنا في العمر تنعكس أنماط نومنا؛ وهذا يفسر سبب شعور الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاماً بالنعاس قبل الساعة الثامنة مساءً، ولكن يمكنهم الاستيقاظ قبل الساعة السادسة صباحاً.

إنَّ مخالفة إيقاعك اليومي ستؤثر في حالتك المزاجية بمجرد أن تستيقظ، ولا يتعلق الأمر حقاً بمدة النوم؛ وإنَّما بنوعيته أيضاً؛ لهذا السبب يجد معظم البالغين صعوبةً في الوصول إلى العمل حتى في الساعة التاسعة صباحاً؛ وذلك لأنَّه ليس من المفترض أن يكونوا مستيقظين بعد.

توجد مشكلةٌ أخرى في جداول يومنا، وهي مجتمعنا الحالي، فنحن لا نعود إلى المنزل بعد الخامسة مساءً؛ وإنَّما نخرج مع الأصدقاء، ونمارس الهوايات، أو نتواصل مع بعضنا حتى وقتٍ متأخر من الليل، ولدى بعضنا أيضاً وظائف ثانية يعملون بها، إضافةً إلى الأمور العائلية والشخصية التي يجب الاهتمام بها؛ لذا نظراً لكثرة الالتزامات؛ لا ينام معظم البالغين حتى منتصف الليل.

لا عجب أن يشعر كثيرون بالانزعاج في المكتب بحلول الساعة 8 أو 9 صباحاً، وليس من الصعب أن تكون منتجاً في هذا الوقت فحسب؛ بل يقضي العديد من الأشخاص ساعات العمل الأولى أيضاً في مهام رتيبةٍ جداً كالرد على رسائل البريد الإلكتروني.

ليس الكافيين وحده حلاً، فأفضل حل لمكافحة التعب وتحسين الإنتاجية هو اتباع إيقاعك اليوماوي؛ أي بالنسبة إلى البالغين يُفضَّل أن يبدأ اليوم في الساعة العاشرة صباحاً.

إن كنت تستيقظ الساعة التاسعة صباحاً فلديك ما لا يقل عن ساعة لتناول الإفطار وممارسة الرياضة وتخطيط قائمة مهامك، وإن كان عملك لا يبدأ حتى الظهيرة فيمكنك استغلال هذا الوقت لمتابعة أخبار العالم أو ممارسة التأمل، وبمجرد وصولك إلى المكتب ستشعر بمزيد من اليقظة والاستعداد لإنجاز أي مهمة.

شاهد بالفيديو: 9 أخطاء تدمِّر الإنتاجية ترتكبها في أول 10 دقائق من اليوم

أشخاص ناجحون يبدؤون اليوم في الساعة العاشرة صباحاً:

قد تحسب أنَّ جميع الأشخاص الناجحين يستيقظون باكراً؛ لكنَّ هذا ليس صحيحاً، وهو دليلٌ على أنَّك تستطيع أن تكون منتجاً حتى لو بدأت العمل في العاشرة صباحاً.

صدِّق أو لا تُصدِّق فإنَّ أمثال رجل السياسة وينستون تشرشل (Winston Churchill) ومصمم الأزياء كارل لاغرفيلد (Karl Lagerfeld) والرئيس التنفيذي لشركة بازفيد (Buzzfeed) جونا بيريتي (Jonah Peretti) يبدؤون يومهم في الساعة العاشرة صباحاً، أو حتى بعدها بكثير.

كان من المعروف أنَّ ونستون تشرشل يستيقظ في حوالي الساعة السابعة والنصف صباحاً؛ لكنَّه لم يكن ينهض من الفراش حتى حوالي الساعة الحادية عشر، وبعد تناول الإفطار وقراءة الأخبار كان يوجه مساعديه حتى يحين وقت الاستحمام (الذي عادةً ما يكون في الظهيرة)؛ لكنَّ هذا الروتين الغريب لم يمنعه أبداً من أن يصبح رئيس وزراء المملكة المتحدة.

من ناحيةٍ أخرى لا يستيقظ مصمم الأزياء والفنان والمصور الألماني كارل لاغرفيلد حتى ينام سبع ساعات متواصلة؛ لذلك إذا نام في منتصف الليل فإنَّه يستيقظ الساعة السابعة صباحاً، وإذا نام بعد ذلك فإنَّه سيستيقظ بعد مُضيِّ سبع ساعات.

يحب رجل الأعمال الشهير جونا بيريتي النوم حتى الساعة الثامنة والنصف صباحاً، وعلى الرغم من أنَّ معظم الناس لا يُعِدُّون هذا وقتاً متأخراً إلا أنَّه يُعَدُّ متأخراً بالنسبة إلى رئيس شركة، كما أنَّ بيريتي الذي كان أيضاً الشريك المؤسس لموقع هافنغتون بوست الإخباري (The Huffington Post) اعتاد أيضاً قراءة الأخبار في حين يستقل مترو الأنفاق في طريقه إلى العمل.

إقرأ أيضاً: 6 عادات يتبعها الأشخاص الناجحون لتحقيق أقصى استفادة من الوقت

في الختام:

ابحث عن أفضل وقتٍ يناسبك لتكون منتجاً؛ فالأمر مختلف بالنسبة إلى الجميع، وفي حين أنَّ الساعة العاشرة صباحاً مثالية لمعظم البالغين إلا أنَّها ليست قاعدةً ثابتة، فلا تتردد في اكتشاف إيقاعك الخاص بناءً على عاداتك وساعتك البيولوجية، ما يهم هو أنَّك تستثمر وقتك في الأشياء التي تهتم بها حقاً.




مقالات مرتبطة