الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية: أهميته واستخداماته وأمثلة

يقول "براد سميث" الرئيس والمدير القانوني في شركة "مايكروسوفت" في أحد المقالات إنَّ العالم أجمع عانى وما زال يعاني إلى الآن من كوارث طبيعية وأزمات إنسانية تسببت بخسائر فادحة بشرية ومادية، والعمليات التي يتم تنفيذها بعد وقوع الكوارث هي رد فعل ليس أكثر من ذلك، فلا يمكنها إعادة العالم كما كان، لذلك قد يساعد الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات على تخفيف تلك الكوارث من خلال تطوير طرائق التنبؤ بالحوادث وتطوير تقنيات الوقاية والتعامل مع الكوارث.



الآن وبعد سعي الإنسان على مر التاريخ لاختراع ما يحاكي عقل الإنسان في تفكيره وتحليله وحله للمشكلات، فقد أصبح الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية حاضراً وبقوة في مختلف المجالات، وما تزال المختبرات تعمل ليتفوق الذكاء الاصطناعي على العقل البشري في التخلص من التحديات التي تواجهنا ولتوسيع نطاقه، فيشمل مختلف طبقات المجتمع، ويدخل في صلب جوانب حياتنا جميعها بهدف إنشاء مستقبل أفضل.

لأنَّ أهمية الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية غير محدودة؛ قررنا التحدث عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية وفي القانون، فتابع قراءة مقالنا.

الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية:

الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية هو تقنية تعمل على إنشاء آلات تحلل وتفكر وتتخذ قرارات بشكل مشابه لما يقوم به الإنسان من مهام في مختلف مجالات حياتنا لتشمل أبسط الأمور وأعقدها، ونتجت أهمية الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية عن حاجة الإنسان إلى تقنيات تسهِّل القيام بالمهام الصعبة وتبسِّط حياته، فأصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً من بيئتنا يظهر في كل مكان.

أهمية الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية:

نتجت أهمية الذكاء الاصطناعي في الحياة عن مساهمته بما يأتي:

1. تحسين الكفاءة والإنتاجية:

الذكاء الاصطناعي يمكنه تولِّي كثير من المهام المتكررة التي تأخذ عادةً وقتاً طويلاً بعض الشيء، ليتم توجيه العمال إلى تولِّي المهام الأكثر صعوبة التي تحتاج إلى تفكير نقدي أو إبداع وتميز ووقت وتركيز كبير، وهذا يساعد على تحسين كفاءة العمل في مختلف الصناعات، فيزيد ذلك الإنتاجية بشكل ملحوظ.

2. تحسين عملية اتخاذ القرار:

يعمل الذكاء الاصطناعي على توفير تقنيات تحاكي العقل البشري، فتقوم باتخاذ القرارات الصائبة في الأوقات الحرجة التي لا يوجد فيها الإنسان أو يصعب عليه اتخاذ قرار سريع كما يحدث عند وقوع حوادث مرورية مثلاً، ويتم ذلك من خلال أتمتة المهام الجسدية ووجود كم هائل من البيانات المدخلة.

3. تحسين العمليات التجارية:

تمر المعاملات والأعمال التي تتعلق بالتجارة بعدد من المراحل التي تتسبب في استغراقها مدة طويلة، لكن يمكن للذكاء الاصطناعي حل هذه المشكلة من خلال تبسيط العمل ومنع التكرار والحفاظ على نزاهة سير الأعمال التجارية للحفاظ على اقتصاد البلاد.

4. تحسين نوعية الحياة:

يؤدي الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية إلى تقليل مستويات التوتر الناتج عن وجود عوائق وعراقيل في التنقل والسفر والرعاية الصحية وغيرها من المجالات المستخدَمة يومياً في حياتنا.

استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية:

استخدام الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية وفي القانون أصبح شاملاً لجميع المجالات، أبرزها:

1. الهواتف الذكية:

لا يمكن الاستغناء عن الهواتف الذكية في وقتنا الحالي، فلا بد أنَّك تستخدمها طوال اليوم كما نفعل جميعنا، ولا بد أنَّك تسعى دائماً إلى اقتناء الهاتف الأحدث، وتفضِّل استخدام أحدث التقنيات التي تُعَدُّ جميعها تقنيات ذكاء اصطناعي، ومن ثمَّ جميعنا نتعامل مع الذكاء الاصطناعي يومياً.

Artificial intelligence in our daily lives

2. ألعاب الفيديو:

تعتمد الشركات المصنعة اعتماداً كبيراً على الذكاء الاصطناعي في صناعة وتطوير ألعاب الفيديو، ففي البداية كانت مستويات ألعاب الفيديو بسيطة وعشوائية، أما الآن فقد تمت صناعة مستويات تحتاج إلى احترافية عالية، فاللاعب يحتاج إلى اتخاذ قرار صائب في كل ثانية، ومنها ما يبدأ اللاعب باللعب مع روبوت مدعوم بالذكاء الاصطناعي، ثم ينتقل ليلعب مع روبوتات عدة، وقد ينتهي الأمر باللعب مع لاعبين محترفين.

3. أجهزة المنزل الذكية:

على الرغم من أنَّ المنزل المثالي الذي يعمل كل ما يتضمنه بتقنية الذكاء الاصطناعي لم يصبح أمراً واقعياً حتى الآن، إلا أنَّ الحياة الواقعية أصبحت مليئة بالأجهزة المنزلية التي تعمل وفق تقنية الذكاء الاصطناعي، فمثلاً يتم ضبط حرارة المنزل وفق رغبة المستخدم بناءً على البيانات المدخَلة سابقاً، وكذلك شدة الإضاءة والتهوية، وأيضاً الأجهزة التي تتعلق بالمطبخ وطهي الطعام.

4. تنظيم الرسائل الواردة في صندوق البريد الإلكتروني:

تتمثل أهمية الذكاء الاصطناعي في الحياة أيضاً في البريد الإلكتروني، فبفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي يتم فرز الرسائل الواردة وتقسيمها إلى مجموعات مختلفة منها رسائل اجتماعية، ومنها سياسية أو عروض ترويجية أو تحديثات أو منتديات، ومنها بريد عشوائي، ومن ثمَّ تصبح عملية قراءة البريد الإلكتروني والرد أسهل، كما يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي إزالة كثير من الرسائل غير المرغوب بها، كما يمكن الاعتماد على التعلم الآلي لتقديم ردود قصيرة وذكية تم إعدادها سابقاً ليقوم المستخدم بإرسال الرد بنقرة واحدة عندما يرغب بذلك.

إقرأ أيضاً: اجتياح الذكاء الاصطناعي

5. تطبيق الذكاء الاصطناعي في التسويق:

يرغب الشخص بالحصول على ما يريد فوراً دون إضاعة كثير من الوقت بعملية التسوق، وهنا يؤدي الذكاء الاصطناعي دوره الهام في التسويق بحيث يساعد المسوقين على فهم العملاء بأفضل شكل ومعرفة آراء وما يشعر به العميل تجاه المنتجات المعروضة، وحتى عند البحث عن منتج ما دون معرفة اسمه نشعر وكأنَّ محرك البحث يقرأ أفكارنا، فيقدِّم لنا ما نحتاجه بالضبط من خلال طرح مجموعة من العناصر ذات الصلة بما بحثنا عنه، ولا يستغرق الأمر إلا بضع ثوانٍ فقط.

6. التنقل:

الذي نقوم به يومياً متجهين إلى العمل أو غير ذلك من الأعمال اليومية، أو عند العودة إلى المنزل؛ إذ تقدِّم لنا تقنيات الذكاء الاصطناعي خرائط تقترح فيها الطرق التي تؤدي للمكان المطلوب، وتعطينا لمحة عن حركة المرور في كل منها، والوقت الفعلي الذي يحتاجه المتنقل، وظروف الطقس السائدة، واقتراح ما يساعد على تجنب حوادث المرور أو الحوادث الناتجة عن ظروف الطبيعة، إضافة إلى خدمة تأجير السيارات التي توفِّر لك سيارة في الوقت المناسب.

7. الخدمات المالية والمصرفية:

تبرز أهمية الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية في المعاملات المصرفية؛ إذ تساعد تقنياته على حماية الحساب المصرفي والكشف عن العمليات المالية غير الطبيعية فيتحقق من فاتورة الطعام أو التسوق، ويلاحظ أي دخول مشبوه إلى الحساب المصرفي، ويعطي تنبيهات عند انخفاض الرصيد ليتم حماية رصيد الشخص، فلا يستخدم البطاقة المصرفية إلا لمن يمتلك تصريحاً لذلك، كما تمكِّن المستخدم من الإيداع دون الذهاب إلى البنك.

8. تطبيقات الرعاية الصحية:

توجد تطبيقات عدة للذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية تساعد على تحليل الصور الطبية وتشخيص الأمراض واقتراح العلاج المناسب ومراقبة صحة المريض والكشف عن التغيرات الشاذة، وتلك التطبيقات تشكل فرقاً كبيراً في عمل الأطباء.

9. المركبات ذاتية القيادة:

Self-driving vehicles

التي يزداد استخدامها والاعتماد عليها مع مرور الزمن بهدف التقليل من المشكلات المرورية والحوادث والازدحام والتلوث، فلا تحتاج تلك السيارات إلى تدخُّل بشري؛ إنَّما تحلل تقنيات الذكاء الاصطناعي الوضع الراهن وتتخذ القرار الأفضل، ولا يقتصر الأمر على السيارات؛ إنَّما أصبحت الطيارات ذاتية القيادة أمراً واقعياً الآن.

أمثلة عن الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية:

يمكنك التأكد من أهمية الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية بالاطلاع على بعض الأمثلة:

1. وسائل التواصل الاجتماعي:

مثل "تويتر" الذي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لمحاربة المحتوى غير اللائق أو العنصري، وتطبيق "إنستغرام" الذي يحذف التعليقات المسيئة، وتطبيق "فيسبوك" الذي يقترح الأصدقاء والمنشورات المناسبة لاهتماماتك.

2. فتح الهاتف بواسطة البصمة:

سواء بصمة الأصبع أم الوجه، فتلك التقنيات تسهِّل فتح الهاتف المحمول وتضاعف الحماية، فلا تعطي الفرصة لأحد باختراق الهاتف والوصول إلى المعلومات الخاصة.

3. مواقع طلب الطعام:

التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لمعرفة أنواع الأطعمة التي يفضلها الزبائن والوقت المفضل لتناول الوجبة الرئيسة، فيتم إرسال إشعارات تتضمن اقتراح أنواع الطعام والمقبلات بناءً على تفضيلات الزبون.

4. منصات بث الفيديو والموسيقى:

مثل "يوتيوب" و"نتفلكس" التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في توفير الموسيقى والفيديو التي يرغب بها المستخدم بناءً على تفضيلاته.

إقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي والتفاعل الإنسان-الآلة: تحديات وفرص

في الختام:

لا توجد حدود لاستخدام الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية الآن، فقد دخل الذكاء الاصطناعي إلى مختلف مجالات الحياة، وقام بعدد من المهام بدلاً من البشر بهدف تحسين جودة الحياة برفع الإنتاجية والكفاءة، وتحسين العمليات التجارية، واتخاذ القرارات الصائبة، فتقنيات الذكاء الاصطناعي يمكنها التفكير والتحليل بما يشبه العقل البشري.

تتمثل أهمية الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية في عدد من الأشياء التي نستخدمها باستمرار مثل الهاتف المحمول الذي أصبح جزءاً أساسياً من حياتنا، وقمنا باستبدال بعض الأدوات بتقنياته التي تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي، وألعاب الفيديو وأجهزة المنزل الذكية التي تضبط المنزل بحسب تفضيلات المستخدم، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التسوق التي تقترح للمستخدم ما يريد دون التعرض لعناء البحث المطوَّل، وكذلك الخدمات المصرفية التي تحمي الحسابات المصرفية من الاختراق وتسمح بالقيام بكثير من المعاملات بمجرد النقر دون الحاجة إلى الذهاب إلى المصرف.

لا يمكن تجاهل أهمية الذكاء الاصطناعي في الحياة الصحية للمريض؛ إذ تساعد الطبيب على تشخيص المرض واقتراح العلاج المناسب، ومن الأمثلة عن أهمية الذكاء الاصطناعي حياتنا اليومية ذكرنا تطبيقات التواصل الاجتماعي، ومنصات بث الموسيقى، ومواقع طلب الطعام التي تقترح الطعام المفضل بالوقت المناسب.




مقالات مرتبطة