الذكاء الاجتماعي: 9 عبارات لا تستخدمها في حديثك مع الاخرين
جميعنا نقول أشياء يفسِّرها الآخرون تفسيراً مختلفاً عمَّا نظنَّه نحن، فبعض التعليقات قد تبدو لنا عادية للغاية، لكنَّنا بمجرَّد قولها لأحدهم ستعطي انطباعاً سلبياً لديه؛ غالباً ما تَحدث الأخطاء اللفظيَّة نتيجة قولنا أشياء ذات معانٍ سلبية دون أن ندري، ففهمنا لهذه الآثار يتطلب وعياً اجتماعياً، وهو القدرة على معرفة مشاعر وتجارب الآخرين من حولنا. وقامَت مجموعة باختبار الذكاء العاطفي لدى أكثر من مليون شخص، واكتشفَت أنَّ هذا الوعي الاجتماعي، يتميز بعدد من عناصر الذكاء الاجتماعي وهو المهارة التي يفتقدها كثيرون.
عناصر الذكاء الاجتماعي:
يمكن أن نعرف الذكاء، أو معدل الذكاء، بأنه هو القدرات التي ولدت بها، وهنا تلعب الجينات دورًا كبيرًا، وهذا ما نسميه بالذكاء الاجتماعي (SI)، من ناحية أخرى، يمكن لهذا النوع من الذكاء تعلمه وتطويره من التجربة مع الناس والتعلم من النجاح والفشل في البيئات الاجتماعية، ويشار إليه بشكل أكثر شيوعًا باسم «اللباقة» أو «الفطرة السليمة» أو «ذكاء الشارع».
ما هي العناصر الرئيسية للذكاء الاجتماعي؟
- الطلاقة اللفظية ومهارات المحادثة. يمكنك بسهولة اكتشاف شخص لديه الكثير من الذكاء الاجتماعي في حفلة أو تجمع اجتماعي لأنه يعرف كيفية «العمل في الغرفة»، يمكن للشخص ذكي اجتماعيًا للغاية الاستمرار في المحادثات مع مجموعة متنوعة من الأشخاص، وهو لبق ومناسب فيما يقال. هذه مجتمعة تمثل ما يسمى «مهارات التعبير الاجتماعي».
- معرفة الأدوار والقواعد والكتابات الاجتماعية؛ إذ يتعلم الأفراد الأذكياء اجتماعيًا كيفية لعب أدوار اجتماعية مختلفة. كما أنهم على دراية جيدة بالقواعد غير الرسمية، أو «المعايير»، التي تحكم التفاعل الاجتماعي. بعبارة أخرى، «يعرفون كيف يلعبون لعبة» التفاعل الاجتماعي. نتيجة لذلك، يظهرون على أنهم متطورون اجتماعيًا وحكيمون.
- مهارات الاستماع الفعالة، فالأشخاص الأذكياء اجتماعيًا هم مستمعون رائعون.
- فهم ما الذي يجعل الآخرين يضعون علامة؛ إذ يراقب الأشخاص العظماء والأفراد ذوو الذكاء الاجتماعي مع ما يقوله الآخرون، وكيف يتصرفون، من أجل محاولة «قراءة» ما يفكر فيه الشخص الآخر أو يشعر به، يعد فهم المشاعر جزءًا من الذكاء العاطفي، والذكاء الاجتماعي والذكاء العاطفي مرتبطان - فالأشخاص المهرة بشكل خاص يتمتعون بمكانة عالية في كليهما.
- لعب الأدوار والفعالية الذاتية الاجتماعية، حيث يعرف الشخص الذكي اجتماعيًا كيفية لعب أدوار اجتماعية مختلفة - مما يسمح له أو لها بالشعور بالراحة مع جميع أنواع الأشخاص. نتيجة لذلك، يشعر الفرد الذكي بالثقة بالنفس والفعالية الاجتماعية - ما يسميه علماء النفس «الكفاءة الذاتية الاجتماعية».
- مهارات إدارة الانطباع. ويهتم الأشخاص ذوو الإعاقة بالانطباع الذي يتركونه للآخرين. إنهم ينخرطون فيما أسميه «فن إدارة الانطباع الخطير»، وهو توازن دقيق بين إدارة الصورة التي تصورها للآخرين والتحكم فيها وبين أن تكون «أصيلة» بشكل معقول والسماح للآخرين برؤية الذات الحقيقية. ربما يكون هذا هو العنصر الأكثر تعقيدًا في الذكاء الاجتماعي.
الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي:
الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي يسيران جنبًا إلى جنب، عندما يكون لديك واحد، لديك أيضًا جزء من الآخر. قد يصبح هذا محيرًا عند محاولة تحديد المهارات التي لديك وتلك التي تحتاج إلى تقويتها.
ما الفرق بين الذكاء العاطفي والاجتماعي؟ الذكاء العاطفي (EQ أو EI) هو القدرة على تحديد وفهم مشاعرك وعواطف الآخرين، في حين الذكاء الاجتماعي هو القدرة على العمل مع الآخرين وجعلهم يتعاونون معك.
إذن، كيف ترتبط هذه الروابط؟ الذكاء الاجتماعي هو مفهوم ولد من الذكاء العاطفي، فعندما يركز الذكاء العاطفي على المشاعر والمشاعر تجاه الأفراد، فإن الذكاء الاجتماعي يأخذها خطوة إلى الأمام ويشير إلى كيفية استخدامها بعد ذلك للعمل داخل مجموعة أو مجتمع.
9 عبارات لا تستخدمها في حديثك مع الاخرين:
هنالك بعض العبارات التي يتجنَّبها الأشخاص الذين يتمتَّعون بالذكاء العاطفي في أي محادثة تعترضهم، وهذه العبارات التِّسع هي التي يقولها الأشخاص عديمو الوعي الاجتماعي، لذا عليك تجنُّبها مهما كان الثَّمن:
1. تبدو متعباً:
الأشخاص المتعبون غالباً ما يكونون غير جذَّابين، فعندما يكون الشَّخص متعباً ترى عيناه متعبتين للغاية وشعره غير مرتَّب، ويكون لديه مشكلة في التَّركيز، وتراه متذمِّراً منذ مجيئه إليك.
لذا فإذا أخبرتَ شخصاً ما بأنَّه يبدو متعباً يعني أنَّك تخبره بكل هذه الصفات البشعة التي هو عليها، فبدلاً من هذه العبارة استخدم واحدة أكثر إيجابيَّة، كأن تقول: "هل كل شيء على ما يُرام؟" فمعظم النَّاس يسألون إذا ما كان الشَّخص الذي أمامهم متعباً، لأنَّهم يريدون أن يقدِّموا له المساعدة، بدلاً من ذلك، عليك فقط أن تسأله بالطريقة التي ذكرتها لك، وهو سيستطيع من خلالها أن يفتح قلبه لك ويشارك مشكلته معك، والأكثر أهميَّة أنَّه سيجدك مهتماً بأمره بدلاً من أن يشعُر بأنَّك وقح.
2. ياإلهي.. لقد خسرتَ كثيراً من الوزن!
قد تظن أنَّ لتعليقات كهذه معنى جيِّد؛ إطراء جميل يخلق لديك الانطباع بأنَّك أوصلتَ المعنى الصّحيح، لكن أن تُخبر شخصاً ما بأنَّه خسر كثيراً من الوزن يعني أنَّك اعتدتَ على أن تراه بديناً للغاية.
قل بدلاً من ذلك: "تبدو رائعاً"؛ فبهذه الطريقة تضمن نظرته الإيجابية لكلامك، بدلاً من المقارنة بين ما يبدو عليه الآن وما اعتدتَ أن تراه عليه، فقط عليك أن تقدِّم له إطراءاً لطيفاً بأنَّه يبدو رائعاً، فهذا الإطراء يعطيه الصُّورة الصَّحيحة التي كنتَ تأخذها عنه في الماضي.
3. على كل حال، كنتَ شخصاً جيِّداً للغاية:
عندما يقوم أحد الأشخاص بقطع علاقته مع شخص ما أياً كانت هذه العلاقة، سواء كانت شخصية أو مهنيَّة، فهذا التعليق يعني أنَّه مر بتجربة سيئة واتخذ الخيار الخاطئ في المقام الأوّل.
بدلاً من ذلك قل له: "لقد خسرَك" فهذا التعليق يمنحه نفس الدعم والحماس والتفاؤل دون أي معنىً سلبي أو انتقاد له.
4. أنت دائماً ما تفعل كذا.. أنت أبداً لا تفعل كذا..
لا يوجد شخص يقوم بشيء ما دوماً أو لا يقوم بهذا الشيء أبداً، فالنَّاس لا يشاهدون أنفسهم من زاوية واحدة؛ لذا فلا تحاول أن تظهر لهم أنَّهم كذلك، هذه العبارات تجعل الأشخاص يدافعون عن أنفسهم ويغلقون أذهانهم عن فهم رسالتك، وهذا الشيء سيء للغاية، لأنَّك من المحتمل أن تستخدم هذه العبارات عندما يكون لديك شيء ما من المهم أن تناقشه مع أحد الأشخاص.
بدلاً من ذلك وضِّح وببساطة شديدة أنَّ ما قام به سبَّب مشكلة لديك، وتمسَّك بالحقائق إذا كان تكرار هذا السلوك هو المشكلة، فتستطيع أن تقول للشَّخص: "يبدوا وكأنَّك غالباً ما تقوم بكذا.." أو "أنت تقوم بذلك غالباً وبشكل كافي لأُلاحظه".
5. تبدو رائعاً بالنَّسبة لعُمرك:
استخدام كلمة "بالنسبة" كمؤهّل للشَّخص دائماً ما تحمل معنى التَّقليل من الشَّأن أو عدم التَّهذيب، لا أحد يريد أن يتذاكى بوصفه لشخص ما على وشك الموت بأنَّه رياضي، أو ذو شكل جميل، الناس يريدون أن تقول عنهم شيء مناسب بكل بساطة، أي كأن تقول بدلاً من ذلك: "تبدو رائعاً" فهي مجاملة حقيقيَّة ولا تحتاج مؤهِّلات.
6. كما قُلت من قبل..
جميعنا ننسى الأشياء بين الحين والآخر، هذه العبارة تعني أنَّك تعرَّضتَ للإهانة عندما قُمتَ بتكرار ما كنتَ تقوله، وهذا الشيء صعب على الشَّخص الذي تتحدث إليه، فإنَّ الشعور بالإهانة بمجرَّد تكرار ما كنتَ تقوله يوحي للشخص الذي أمامك بأنَّه شخص غير مؤتمن أو أنَّك أفضل من أي شخص آخر(أو الاثنين معاً). والقليل من الأشخاص ممَّن يستخدمون هذه العبارة يشعرون بذلك.
بدلاً من ذلك، عندما تقول هذه العبارة مُجدَّداً، انظر إلى ما تستطيع فعله لإيصال الفكرة بشكل أكثر وضوحاً واهتماماً بالشَّخص الذي تكلِّمه، بهذا الشَّكل سيتذكَّر هذا الشَّخص ما كنتَ تقوله.
7. حظاً موفقاً:
بالطَّبع ليست نهاية العالم إذا ما قلتَ لأحدهم "حظاً موفقاً" لكنَّها عبارة خفيَّة، لأنَّها تعني بأنَّه بحاجة للحظ لكي ينجح، لذا فإنَّك تستطيع القيام بشيء أفضل.
قُل بدلاً من ذلك "أعلم بأنَّك تملك ما يحتاجه هذا الأمر". هذا أفضل من أن تتمنى له الحظ، لأنَّ اعتبار الشَّخص يمتلك كافة المهارات المطلوبة للنجاح، يعطيه دفعة كبيرة من الثّقة بالنّفس، لأنَّك إذا لم تفعل هذا ستكون كسائر الأشخاص الذين يتمنَّون له الحظ الجيِّد.
8. "الأمر يعود لك" أو "كما تريد":
في حين أنَّك تبدو غير مبال لهذا السُّؤال، فإنَّ رأيك مهم للغاية بالنسبة للشخص الذي يسألك، وإلَّا لما كان قد سألك أصلاً.
بدلاً من ذلك قُل: "ليس لديَّ رأي محدَّد حول الموضوع، لكن هناك بعض الأشياء التي عليك أخذها بعين الاعتبار..." وعندما تعرض عليه وجهة نظر حتَّى ولو لم تختَر جانباً محدَّداً، فإنَّ هذا يُظهر للشَّخص الذي يسألك أنَّك مُهتم بسؤاله.
9. حسناً، على الأقل أنا أبداً لم...
هذه العبارة هي طريقة عدوانيَّة لتشتيت الانتباه عن الخطأ، من خلال لفت النَّظر إلى شيء قديم، وعلى الأرجح أن يكون هذا الشيء هو خطأ غير مرتبط بالموضوع الحالي ولكن قام به الشَّخص المقابل، بحيث أنَّه من المفترض أن تكون قد سامحته عليه في السابق.
بدلاً من ذلك عليك أن تقول: "أنا آسف"، الاعتراف بالخطأ هو الطريقة الأفضل للوصول إلى نقاش أكثر عقلانيَّة، عليك تهيئة المكان للقيام بمثل هذه الأشياء، فالاعتراف بالذَّنب هو من أفضل الوسائل لمنع التَّصعيد.
عزيزنا القارئ... في كلِّ محادثة يومية توجد أشياء صغيرة تصنع الفارق، اجمع هذه العبارات المُقترحة، وستكون مذهولاً من ردات الفعل الإيجابيَّة التي ستحصل عليها من خلالها.