أنماط اضطراب الذاكرة :
يمكن تقسيم الذاكرة إلى ثلاتة أقسام : الذاكرة القريبة والذاكرة الوسطى والذاكرة البعيدة . فالذاكرة القريية أو الآنية lmmediate memory هي الاحتفاظ في الفكر بمواد سمعت أو قرأت حالياً دون الحاجة لحدثية التخزين . والذاكرة المتوسطة lntermediate momory تعطي فترة من الزمن تتراوح بين عدة ثوان و 24 - 48 ساعة أو أكثر .
وتمتد الذاكرة البعيدة Remote memory أكثر من ذلك . ولهذه الأقسام درجات أيضاً . فذكريات الطفولة تبقى حتى عندما تبدأ الذكريات الأحدث في الزوال . ولتصوير هذا المبدأ تعطى اختبارات الذكاء التي تشمل تحديد كلمات ووظائف متعلمة قبل سن الرابعة عشرة نقاطاً سوية غالباً في البالغين المصابين بأمراض تخل وتخرب الذاكرة القريبة و البعيدة .
آليات الذاكرة :
يمتلك الدماغ ذاكرة غريزية مهمة تنعكس في نواح عديدة من سلوك الإنسان المستقل وفي مهارته الحركية . تتولد الذكريات المتعلمة من إدراك العا لم الخارجي ومن الأفكار الباطنة ولها ثلاث مركبات متمايزة : إدراك التجربة وتسجيلها وخزنها ثم استرجاعها .
وتخزين الأحداث المدركة والمهارات المتعلمة موزعة في كل الدماغ وبالخاصة في مناطق الارتباط القشرية التي تقع مجاورة لمناطق الإدراك الحسي ، أو في المناطق الجبهية الأمامية بالنسبة للمهارات الحركية . والعمه الذي وصف من قبل يقدم أمثلة على أذية هذه المناطق أما تشكل الذكريات واسترجاعها فيتطلب سلامة الحصين في الفص الصدغى وسلامة بعض النوى تحت القشرية .
وتتميز مناطق صنع الذكريات بالكثير من الفعالية . ويعكس ذلك إصابة الحصين الأيسر مثلاً التي قد تسبب خللاً خفيفاً في الذاكرة النفظية ؛ ولكن حدوث خلل شديد في الذاكرة يتطلب إصابة أشد وأوسع بكثير وغالباً ما تكون في الجانبين .
ينتج عن عطب الحصينين أو استئصالهما جراحياً نقائص عميقة ودائمة في الذاكرة الآنية ولا سيما في النواحي اللفظية - البصرية - الحيزية . ويرافق فقد الذاكرة الرجوعية نقائص متناسبة معها في التعلم المتقدم .
وفي المستوى تحت القشري تؤدي إصابة عدة مناطق على جانبي المهادين ، و ( ربما ) الأجسام الحلمية إلى اضطراب عميق عديد الأبعاد في الذاكرة . ويوحي فقد الذاكرة الدائم الذي يرافق مرض هونتكتون بأن لآليات الجسم المخطط شأناً في حدثية الذاكرة السوية .
وتتعلق آليات الذاكرة الدماغية ، ( بشكل غير مفهوم تماماً ) بالاتصالات الكولينيه الفعل وغيرها من اتصالات الجملة المستقلة التي تصل العقد القاعدية تحت القشر مع الحصين وقشر الارتباط في الفص الصدغي والجداري والجبهي ، وأن تنكس هذه الاتصالات من الموجودات الدائمة في خرف الزهايمر وبعض أشكال الخرف الأخرى .
اضطرابات الذاكرة السريرية :
يشكو كثيرون من متوسطي العمر والمسنين صعوبة متزايدة في تذكر الأسماء والحوادث القريبة قليلة الأهمية . وليس لهذا (النسيان السليم) صلة بالخرف المترقي . وأفضل ما يعالج به طمأنة المريض على سلامته .
أما النساوات الأكثر خطورة فهي تلك التي ترافق عوز الثيامين الشديد ( متلازمة كورساكوف ) ، و أشكال الخرف المختلفة التي ستبحث فيما بعد ، ورضوض الرأس الشديدة ونقص أكسجة الدماغ أو قفاره ، والتهاب الدماغ ، وأحياناً آفات الدماغ الكتلية .
متلازمة كورساكوف Korsakoffis Syndrome :
هي فقد عميق في الذاكرة القريبة مع نقص في البصيرة وتوهان في الزمان والمكان ، وتخريف Confablation . وتصيب متلازمة كورساكوف الاغتذائية غالباً ، الكحوليين كما ترافق ، أو تتلو علامات وأعراض اعتلال الدماغ الحاد لفيرنيكه أو الهتر الارتعاش .
ومن الأسباب الأخرى عوز الأكسجة والقفار الدماغيان الواسعان ، والحالة الصرعية والنزف تحت العنكبوتية كلها تستطيع أن تؤذي انتقائياً ، وفي الجانبين العصبونات الحساسة في الحصين والدماغ البيني الأنسي.
وحتى رض الرأس الخفيف قد يقطع مؤقتاً الاتصالات العصبية التي تتواسط الذاكرة ، فكثيراً ما تحدث ارتجاجات الدماغ درجة شديدة من النساوة القريبة ودرجة من النساوة البعيدة ولكن فقد الذاكرة هذا يزول مع الزمن في معظم الحالات . أما إنذار النساوة بعد السبات المديد التالي للرض فسيء ، فإذا استمر السبات أكثر من أسبوعين أو ثلاتة فمعظم المرضى فوق الخامسة والعشرين لا يشفون كاملا من اضطراب الذاكرة .
قد تعقب النساوة الدائمة أو المديدة أحياناً احتشاء نصفي الكرة المخية وورم الدماغ الواسع أو التدخل على الحصين جراحياً . يحدث التهاب الدماغ بحمة الحلأ البسيط انتقائياً آفات التهابية نخرية في جملة الحوف التي تقع على طول سطح الفص الصدغي الأنسي ، وتترك بعد شفائها نساوة شد يدة .
المصدر: بوابة الصحه
أضف تعليقاً