الخوف من مشاركة عملك: مصدره وكيفية مواجهته

إنَّ أحد أكبر المخاوف بالنسبة إلى الأشخاص الذين يحاولون إنتاج شيء ما، سواء كان محتوى على الإنترنت أم عملاً فنياً أم إطلاق شركة جديدة، هو الخوف من عرض عملهم على العالم؛ إذ يدفعهم هذا الخوف إلى المماطلة والبحث المستمر، والتحقق من وسائل التواصل الاجتماعي والرد على رسائل البريد الإلكتروني، وشراء كتب حول الموضوع والاستماع للمدونات الصوتية ومشاهدة مقاطع الفيديو أو حتى تنظيف المنزل، وكل ذلك لتجنب مشاركة عملهم.



لا شيء من هذه الأشياء بحد ذاته سيئ، فهي تصرفات بشرية، لكن يجب عليك مواجهة ذلك الخوف عاجلاً أم آجلاً إذا أردت أن تؤثر في العالم؛ لذا سنشاركك في هذا المقال كيف يمكنك أن تتعامل مع خوفك من مشاركة عملك مع العالم.

الخطوات بإيجاز:

  1. فهم أنَّك إذا لم تنتج أو تبتكر شيئاً وتعرضه على العالم، فأنت تماطل على الأغلب.
  2. مواجهة خوفك وعرض منتجك على العالم إذا كنت تماطل.
  3. مواجهة النتائج وتعلُّم كيفية الاستمتاع بالعملية.

مصدر الخوف:

الأمر المخيف حقاً بشأن عرض عملنا على العالم، هو أنَّنا لا نعرف كيف سيكون رد فعل الآخرين عليه، ونحن بطبيعتنا لا نحب الشك الذي ينطوي عليه ذلك، حتى إنَّ العديد من الأشخاص لا يستطيعون تحمُّله؛ فعندما نشارك عملنا قد يحكم علينا الناس، أو يرفضون عملنا ويَعدُّونه بلا قيمة، أو قد يعتقدون أنَّنا أغبياء، وسنشعر بعد ذلك بالحرج أو الرفض.

وعلى الرغم من أنَّ سبب هذا الخوف مفهوم وطبيعي، لكن إذا استسلمنا له فسيمنعنا من ترك بصمتنا في العالم، فتوقف قليلاً واسمح لنفسك بالشعور بالألم من فكرة أنَّك قد تتوقف عن المحاولة تماماً ولن تشارك مواهبك مع العالم أبداً، ثم فكِّر في التأثير الذي ترغب في إحداثه، فربما تريد تحريك مشاعر الناس وتغيير حياتهم وفتح أعينهم على شيء جديد، تصوَّر كم سيكون ذلك جميلاً!

إقرأ أيضاً: تعرّف على أكثر 5 مخاوف شيوعاً بين الناس

مواجهة الخوف:

كي نواجه خوفنا والأمر الذي نتجنبه، يجب علينا أن ندرك أنَّنا نتجنبه؛ لذا أول خطوة هي أن تسأل نفسك: "هل أنا أبتكر الآن وأشارك عملي مع العالم؟"، إذا كان جوابك النفي، فأنت على الأغلب تتجنب وتماطل بدافع الخوف.

هناك استثناءات بالطبع، على سبيل المثال: التعاون مع الآخرين في اجتماعات الفريق هو نوع من الابتكار، والكوتشينغ هو عملية مشاركة لعملك، والبحث كذلك ما دام في حدِّه الأدنى؛ إذ يماطل معظم الناس بسبب المبالغة في البحث، فيجب علينا إنجاز الأعمال الروتينية لا محالة، ولكن إذا لم تنجز خلال اليوم أيَّ شيء سواها، فاعلم أنَّك شغلت يومك بالعمل الروتيني عوضاً عن التركيز على الشيء الهام.

لذلك بمجرد أن تلاحظ أنَّك تتجنب الإنتاج والابتكار ومشاركة عملك، ستكون قد اتخذت الخطوة الأولى لمواجهة الخوف، وإذا كنت تتجنب الإبداع، فننصحك بتخصيص جلسة يومية لتسمح لنفسك خلالها بأن تشعر بالخوف ثم ابتكر، ولا تضيع وقتك بإجراء البحث؛ بل أنتج حقاً، على سبيل المثال: أجرِ مكالمة فيديو مع الآخرين، إذا كان ذلك يساعدك على المباشرة في العمل.

إذا كنت تبتكر ولكنَّك تتجنب عرض المنتج على العالم، فالتزم بفعل ذلك في خطوات صغيرة، على سبيل المثال: أرسله إلى مجموعة من الأشخاص الذين تثق بهم، وعندما يصبح ذلك سهلاً، أرسله إلى مجموعة أكبر، ثم اعرضه على مجموعات أخرى.

تدرَّب على الإبداع والمشاركة مع العالم بانتظام.

المصدر




مقالات مرتبطة