الخوف في مقابل الحدس

عندما تُتاح لك فرصة للنمو فمن الطبيعي أن تشعر بالتردد وعدم اليقين، لكن كيف يمكنك تمييز الخوف المفيد الذي يجب الاستجابة له والتصرف بناء عليه من حدسك الذي يحاول إخبارك بعدم القيام بشيء ستندم عليه لاحقاً؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة ماري فورليو (Marie Forleo)، وتُحدِّثنا فيه عن الفرق بين الخوف والحدس. 

إنَّ تمييز الخوف من الحدس أمرٌ هام، فأنا أدير عملي وحياتي من خلال ثقتي بحدسي، وحدسي لم يقدني قط للقيام بالأمور بطريقة خاطئة، وعندما تنتابنا المشاعر التي تثير الشكوك تجاه أمر ما فإنَّ ذلك يكون لسبب منطقي، وعندما ينتابني شعور بالارتباك حيال موقف ما ولا أستطيع أن أحدد على الفور ما إذا كان هذا الخوف طبيعياً وصحياً ويوجهني نحو النمو، أو أنَّه تلميح بديهي كي أقوم بهذا الأمر بطريقة أخرى، حينها أستطيع تحديد موقفي دائماً من خلال القيام بمراقبة دقيقة لرد فعل جسدي؛ فلا يستغرق هذا سوى ثوانٍ، عندئذٍ أحدد موقفاً واضحاً، وإليك كيف تقوم بهذا الأمر.

يجب إمَّا أن تجلس أو تقف في وضعية مريحة، ثُمَّ  عليك أن تغلق عينيك وتنفس عدة أنفاس عميقة وكاملة - ثلاثة مرات على الأقل - ولا تفكر في أي شيء، ثُمَّ انتبه إلى جسدك ثم اسأل نفسك السؤال الآتي وانتبه جيداً لرد الفعل اللاإرادي الفوري داخل جسدك.

شاهد بالفيديو: أقوال وحكم عن الخوف

هل قول نعم لهذا الأمر يجعلني أشعر بالراحة أم التوتر؟

بعبارة أُخرى عندما تتخيل المضي قدماً في هذه الفرصة راقب رد فعل جسدك في غضون أجزاء من الثانية بعد طرح هذا السؤال؟ هل تتقبل الفكرة أم تشعر بالتقدم إلى الأمام أم راحة في صدرك؟ أم هل تشعر بالفرح والإثارة والمتعة؟

أو هل تشعر بإحساس فوري بالثقل والرهبة؟ وهل تشعر بالانزعاج؟ هل تكتشف وجود ضيق في صدرك أو هل تشعر بالألم في معدتك؟ هل هناك شعور غريب بداخلك يدفعك للتراجع أو الانسحاب أو التوقف عن التفكير في هذا الأمر، أو أنَّه يدعوك لرفض هذه الفكرة قطعاً على الرَّغم من أنَّ التراجع عن التفكير بهذا الأمر قد لا يكون منطقياً؟

أنا لا أتحدث عن الأمر الذي تفكر فيه، ولست مهتمة بما يظن عقلك أنَّه "يجب" عليك فعله؛ بل إنَّني أطلب منك أن تنتبه للحقيقة والحكمة الكامنة في جسدك وفي قلبك؛ فأنت عندما تولي اهتماماً وثيقاً وتصغي إلى الإشارات والتلميحات غير اللفظية التي يصدرها جسدك، ستلاحظ أنَّ لديك طاقة تتدفق بقوة؛ كي تتصرف بطريقة محددة دون غيرها.

من الواضح أنَّك إذا شعرت بأي شيء يبعث في نفسك الشعور بالراحة أو البهجة أو الإثارة، فهذا يشير إلى الحدس الذي يحثك على متابعة التفكير في الأمر وتقبله، لكن عندما ينتابك شعور بالانزعاج أو أي شعور بالرهبة، فهذا يشير إلى أنَّك ينبغي عليك أن تتوقف عن التفكير في هذا الأمر.

إنَّ الجسد يمتلك قدرة فطرية تجاوز قدرة العقل والمنطق فيما يخص الحكم على الأمور، ولا يمكنك فهم آلية ذكاء جسدك؛ بل عليك أن تشعر بذلك، فقلبك وحدسك وبديهتك - أياً كان ما تريد أن تسميه - هو أذكى بكثير من عقلك، ومثل أي مهارة أخرى يمكن تطوير الحدس.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح لتقوية حدسك والاستفادة منه

كي تتمكن من التحكم بتمييز خوفك من حدسك على نحو أكبر، يمكن أن تساعدك الأسئلة الآتية، وتذكر أنَّ الحكمة في التعامل مع الخوف من أي شيء موجودة في جسدك، وجِّه انتباهك إلى الداخل وأنت تجيب عن هذه الأسئلة:

  1. هل حقاً أريد أن أفعل هذا؟
  2. هل أشعر بالراحة أو الانزعاج عندما أتخيل أن أقول نعم لهذا؟
  3. هل قول نعم يجعلني أشعر بالبهجة أو الرهبة؟
  4. هل هذا الأمر يبعث الشعور بالبهجة والمرح؟
  5. إذا كان لدي 20 مليون دولار في البنك، فهل سأظل أفعل ذلك؟
  6. عندما أكون مع هذا الشخص أو المنظمة أو البيئة، هل أشعر بالمزيد من الثقة والقدرة أم أقارن نفسي بهم وأشعر بقدرة أقل؟
  7. هل أثق بهم؟
  8. هل أشعر بالأمان والفهم والاحترام؟

لاحظ أول شيء تشعر به أو تتفوه به حتَّى لو فاجأك.

المصدر




مقالات مرتبطة