الجرب: أعراضه، وأسبابه، وطرق علاجه

الجرب؛ هذا المرض التي تقشعر له الأبدان بمجرد السماع به، والذي يمكن أن يُصيب الإنسان في كل مراحله العمرية، لنتعرف أكثر الجرب وأعراضه، وأسبابه، وعلاجه، وطرائق الوقاية منه.



ما هو الجرب؟

يُعَدُّ الجرب مرضاً من الأمراض الجلدية، يأتي على شكل طفح جلدي مُسبباً حكة شديدة، سببها طفيليات تُعرَف باسم "السوس"، تتكاثر في جلد الإنسان، وهي تُصيب جميع الأشخاص من كل الأعمار، ولا يُعَدُّ الجرب مرضاً خطيراً، كونه قابلاً للعلاج، ولكنَّه مرض شديد العدوى؛ إذ يكفي اتصال واحد مع شخص مصاب حتى تنتقل عدواه.

أنواع الجرب:

توجد أنواع عدة للجرب وهي:

1. الجرب العقدي:

يكون الجرب العقدي في صور عقد تظهر في الإبطين وفي المناطق التناسلية.

2. الجرب النمطي:

يظهر الجرب النمطي بصورة طفح جلدي، وينتشر على اليدين والمعصمين وغيرها من المناطق، ولكنَّه لا يُصيب الوجه وفروة الرأس.

3. جرب الرضع:

يُصيب جرب الرضع الطفل الرضيع، على شكل طفح جلدي في فروة رأسه، ويديه، وقدميه.

أعراض الجرب:

تظهر أعراض الجرب بعد أسابيع عدة في حال كانت الإصابة الأولى للشخص بالجرب، وبعد أيام عدة من الإصابة به، في حال لم تكن هذه الإصابة الأولى للشخص بالجرب.

وأهم أعراض الجرب:

الحكة الشديدة التي تزداد ليلاً، لدرجة قد تمنع الشخص من النوم، وظهور جحور وحويصلات، وبثور بلون أحمر بين الأصابع وعلى المعصمين، وباطن الرسغ، والإبط، والأعضاء التناسلية للذكور، والورك، وباطن الفخذين، وحول الثدي عند الإناث.

تظهر الأعراض عند الأطفال الرضع في فروة الرأس، والوجه، والرقبة، وبطن القدمين، وراحة اليدين.

أسباب الجرب:

تُسبِّب طفيليات السوس أو ما يُعرَف بالعث، واسمها العلمي هو "القارمة الجريبية" الجرب، وهي حشرات بثمانية أرجل، لا تُرى بالعين المجردة، تقوم بالتزاوج مع ذكورها في جلد الإنسان المصاب، ثم يموت الذكر بعدها وتبقى الأنثى، التي تحفر نفقاً في الجلد، وتقوم بوضع بيوضها في جحور، ثم تفقس هذه البيوض خلال 3 إلى 4 أيام، لتخرج يرقات السوس، التي تعيش في الجلد، ويُقاومها الجلد وتظهر ردة فعله بطفح جلدي وحكة.

وتنتقل هذه الطفيليات للإنسان نتيجة الاحتكاك بشخص مصاب بالجرب حتى قبل ظهور الأعراض عليه، أو بسبب استخدام أغراضه الشخصية كمنشفته، أو غطاء سريره حيث يعيش سوس الجرب على الأشياء لمدة تتراوح بين 24- 36 ساعة، أو قد ينتقل نتيجة الاتصال الجنسي بالمصاب، أو من الحيوانات المصابة.

مضاعفات الجرب:

قد يحدث لمريض الجرب مضاعفات تتمثل بـ:

  • قد يُصاب الشخص بالتهابات الجلد البكتيرية (المكورات العقدية والعنقودية)؛ نتيجة الخدوش التي تحدث بسبب الحكة الشديدة.
  • الإصابة بالجرب النرويجي، وهو أشد أنواع الجرب النادرة وأصعبها علاجاً، يُصيب الأشخاص المصابين بضعف الجهاز المناعي.
إقرأ أيضاً: وصفات طبيعية لعلاج حساسية الجلد والطفح الجلدي تحت الإبطين

تشخيص الجرب وعلاجه:

يُشَخَّص مرض الجرب من قِبل طبيب الجلدية، الذي يقوم بتشخيصه من خلال فحص الأعراض، أو من خلال أخذ خزعة من جلد المصاب؛ وذلك بحك الجلد المصاب وفحصه تحت المجهر.

1. علاج الجرب:

يحتاج الجرب إلى العلاج الدوائي، فهو لا يزول دون علاج، ويكون العلاج باستخدام مراهم خاصة بالجرب، مثل:

  • كريم بيرميثرين: يُعَدُّ كريم بيرميثرين من الكريمات الفعالة في قتل الطفيليات وبيضها، وتخفيف تورم وتهيج الجلد، وهو مستحضر آمن للمصابين من جميع الأعمار والحوامل.
  • لوشن كلامين: يعمل لوشن كلامين على تهدئة تهيج واحمرار الجلد، وتخفيف الحكة.
  • لوشن بنزيل بنزوات: يفيد لوشن بنزيل بنزوات في تخفيف الحكة وتهدئة الجلد.
  • مرهم السلفر: من فوائد مرهم السلفر أنَّه يُقشر ويُجفف الطفح؛ مما يسرع في شفائه.

طريقة تطبيق الكريمات الموضعية: يجب الاستحمام وتجفيف الجسم، ثم تطبيق الكريم أو اللوشن على كامل الجسم، من الرقبة وحتى أصابع القدمين، وترك الكريم على الجسم من 9 إلى 10 ساعات، ومن ثم القيام بالاستحمام بماء دافئ، وفي الحالات الشديدة يقوم الطبيب بوصف بعض أنواع الحبوب المخصصة لمعالجة الجرب، مثل:

  • الإيفرمكتين: توصف أقراص الإيفرمكتين لمن لم يحصلوا على نتيجة من العلاجات الموضعية، ولكنَّه غير مناسب للحوامل والمرضعات، كما قد توصف مضادات الهيستامين لتخفيف الحكة.
  • مستحضرات الكبريت: قد يصف الطبيب في بعض الحالات التي لا تنفع فيها الأدوية السابقة، مستحضرات تتكون من الكبريت؛ إذ أثبت الكبريت فاعلية في علاج الجرب.

قد تبقى الحكة بعد العلاج لمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ويُمكن أن تحدث ردات فعل تحسسية محتملة بسبب طفيليات القارمة، ويحتاج حينها المصاب إلى كورس علاج إضافي.

إقرأ أيضاً: أسباب الشعور بالحكة وأهم طرق علاجها

العلاج الطبيعي للجرب:

تساعد بعض الأعشاب الطبية بالإضافة إلى العلاج الدوائي، في علاج الجرب، والتخفيف من أعراضه، ومنها:

1. زيت القرنفل:

يُعَدُّ زيت القرنفل من أبرز الأعشاب الطبية المفيدة في علاج الجرب، لاحتوائه على خصائص مخدرة، ومضادة للميكروبات ومضادة للأكسدة؛ مما يُخفف الشعور بالحكة وتهيج الجلد.

2. أوليفيرا الصبار:

يفيد أوليفيرا الصبار في تهدئة الطفح الجلدي والحكة، وله فوائد عديدة للبشرة، ويُستخدَم بتطبيقه على المنطقة المصابة وتركه بعض الوقت ثم يتم غسلها.

3. زيت شجرة الشاي:

يعمل زيت شجرة الشاي على وقف الحكة، والشفاء من الطفح الجلدي، ويُطبَّق زيت شجرة الشاي على الجلد المصاب فترة من الوقت، ومن ثم غسله.

شاهد بالفيديو: 7 فوائد عظيمة يقدمها الشاي الأخضر للصحة

4. الفليفلة الحمراء الحريفة:

أثبتت الفليفلة الحمراء فاعلية في تخفيف العدوى، لاحتوائها على الكابسيسين الذي يقضي على البكتيريا والفطريات الموجودة في الجلد.

5. الثوم:

يُعَدُّ الثوم مُطهراً ومضاداً حيوياً، لاحتوائه على خصائص مضادة للطفيليات، ويُستخدَم الثوم بهرسه، وخلطه مع ملعقة عسل، وتطبيق الخليط على مكان الجلد المصاب لمدة من الوقت ثم غسله.

6. البصل:

للبصل فوائد في التطهير والقضاء على البكتريا والجراثيم، ويساعد في علاج الجرب، ويُستخدَم بغلي البصل في وعاء من الماء، ثم تبليل قطع قطن في مستخلص البصل، واستخدامها في مسح الأماكن المصابة.

7. خل التفاح:

للخل فوائد عديدة في تطهير وتعقيم البشرة، والقضاء على الفطريات والبكتيريا، وتخفيف الحكة والبثور، ويُطبَّق الخل وحده أو مع قليل من الماء، على مكان الجلد المصاب بشكل متكرر.

8. زيت النيم:

يحتوي زيت النيم على خواص مضادة ومسكنة للالتهابات، وهو فعال في القضاء على الجرب، ويُستخدَم بتطبيقه على الجلد المصاب لمدة من الوقت ثم غسل المنطقة.

9. الزيوت العطرية:

أكدت بعض الأبحاث فاعلية بعض الزيوت العطرية في تخفيف أعراض الجرب، مثل: زيت الخزامى، وزيت بذور اليانسون، وزيت جوزة الطيب، وزيت الزعتر، من خلال تبليل قطنة بهذه الزيوت ومسح المنطقة المصابة بها.

10. الكركم:

أثبت الكركم فاعليته في تخفيف أعراض مرض الجرب، ويُستخدَم بخلطه مع الماء، وتطبيق العجينة الناتجة على الجلد المصاب وتركها لبعض الوقت.

11. النشاء:

يفيد النشاء في تهدئة الجلد وتخفيف تهيجه، ويُستخدَم بخلطه مع كمية من الماء، وتطبيقه على الجلد المصاب لفترة من الوقت ومن ثم غسله.

12. الملح:

من المعروف أنَّ الملح مُطهر طبيعي وفعال، فهو يُعقم الجلد ويقضي على البكتيريا والفطريات، ويُستخدَم بعد تذويبه في ماء ساخن، ويُفضل أن يوضع في حوض الاستحمام، والجلوس فيه يومياً لمدة من الوقت.

الفارق بين الجرب والحساسية:

توجد العديد من الفروقات بين الجرب والحساسية، وهي:

  • يحتاج الجرب إلى زيارة طبيب جلدية مختص، بينما الحساسية لا تحتاج إلى ذلك، فهي تحتاج إلى اتباع نظام غذائي معين؛ إذ يكفي أن يمتنع الشخص عن الأطعمة أو ملامسة الأشياء التي سببت له الحساسية.
  • الجرب مرض جلدي معدٍ، بينما الحساسية هي حالة جلدية غير معدية.
  • سبب الجرب هو طفيليات العث، بينما الحساسية ليس لها أسباب واضحة، وغالباً هي مرتبطة بمشكلات في الجهاز المناعي.
  • يزول الجرب بالعلاج وتختفي أعراضه بعد أسابيع عدة، بينما قد تستمر الحساسية لدى الشخص مدى الحياة كلما تناول أو تلامس مع ما يسبب له الحساسية.
  • أعراض الجرب متمثلة بطفح جلدي وبثور وقروح ومسارات في الجلد مع حكة شديدة وغير محتملة خاصةً في الليل، بينما تتمثل أعراض الحساسية بجفاف الجلد وظهور بقع حمراء وبعض البثور مع حكة.

الوقاية من الجرب:

يمكن الوقاية من الجرب باتباع النصائح التالية:

  • الابتعاد عن الشخص المصاب، وتجنب التلامس معه، أو استخدام أغراضه الشخصية.
  • الامتناع عن الاتصال الجنسي بين الزوجين في حال إصابة أحدهما بالمرض.
  • غسل ملابس الشخص المصاب، وأغطيته بدرجة حرارة 60 فما فوق.
  • الاهتمام بالنظافة الشخصية والمنزلية، وتهوية الغرف، وترك أشعة الشمس تدخل إليها، وتنظيفها بالمكنسة الكهربائية وتنظيف المكنسة خارج المنزل.
  • عدم الاقتراب من الحيوانات ولمسها، قبل التأكد من أنَّها غير مصابة بالجرب.
  • يجب تجويع السوس، بوضع الأشياء التي استخدمها المصاب ولا يمكن غسلها، في كيس أو صندوق وتركها لأسابيع عدة؛ إذ يموت السوس دون طعام.
  • في حال وجود شخص مصاب في العائلة، يجب أن يتناول كل أفراد العائلة العلاج؛ لأنَّ العدوى غالباً ما تكون قد انتقلت إليهم.

في الختام، جنِّب نفسك هذه التجربة المزعجة:

عليك أن تحرص على حماية نفسك وعائلتك من الجرب، فهو وإن كان قابلاً للعلاج، لكنَّه تجربة صعبة ومزعجة وتحرمك النوم من شدة الحكة والألم؛ لذا كن واعياً دائماً لقواعد النظافة والصحة، والاهتمام بنظافتك الشخصية، والتعقيم والتطهير المستمر لمنزلك وأغراضك، وتجنُّب الأماكن المزدحمة قدر الإمكان، والابتعاد عن الأشخاص المصابين، فتذكَّر دائماً المثل القائل: "درهم وقاية خير من قنطار علاج".

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة