التعلّم عن بعد: تعريفه، أهميته، أفضل الجامعات التي تعتمده

ساهم التعليم في التخلّص من الأمية والجهل، ولعب دورًا أساسيًا في انتشار المعرفة بين شعوب العالم، وبفضله تمكّنت بعض الدول من أن تتحوّل من بلدان فقيرة تعيش على المعونات إلى بلدان ثرية تملك من الحضارة ما يجعلها من الدول المتقدّمة، إذًا التعليم حاجة وضرورة لكل إنسان، لكن في بعض الأحيان يرغب الشخص في الدراسة بمعهد أو جامعة غير موجودة في بلداه وهذا ما يشكّل عائق أمام تحقيق أحلامه وانطلاقًا من هذا المبدأ ظهر ما يسمى اليوم بالتعليم عن بعد، سنتحدث عن هذا النوع من التعليم بالتفصيل في الأسطر اللاحقة.



ما هو التعليم عن بعد؟

طريقة تعليم حديثة تعتمد بشكل أساسي على وجود طالب العلم في مكان بعيد عن المصدر الذي قد يكون كتاب، أو المعلم، أو حتى مجموعة الدارسين، وهناك من يعرّفه بأنه برنامج تعليمي يقوم مفهومه على وصل حرم المؤسسة التعليمية إلى مناطق جغرافية بعيدة عنها، وبذلك يتثنى لكل لطلاب الذين لا تسمح ظروفهم بالحضور الشخصي أن يحصلوا على فرصة تعليم جيدة.

تاريخ ظهور التعليم عن بعد:

  • يعود تاريخ التعليم عن بعد إلى القرن التاسع عشر عرف في ذلك الوقت بالتعليم بالمراسلة، حيث كان الهدف منه بشكل أساسي تحقيق الأرباح إذ تقوم المؤسّسات التعليمية بوضع مناهجها بشكل يناسب أساليب التعليم غير التقليدية تلبيًة لرغبة التعلّم لدى الطلاب الذين لا يستطيعون الانتظام في الفصول الدراسية.
  • كانت المؤسّسة التعليمية ترسل المحتوى التعليمي عن طريق البريد، ويتألف المحتوى من (المواد المطبوعة، دليل الدراسة، المقالات المكتوبة، والمهام، والوظائف الأخرى).
  • ساهمت الكنائس المسيحية في عام 1873 بانتشار التعليم بالمراسلة، وفي عام 1883م قامت كلية Chautauqua College of Liberal Art في نيويورك بإعداد درجات علمية عن طريق التعليم بالمراسلة.
  • بدأت الجامعات الأوربية والأمريكية في أواخر السبعينات بتأسيس ما يسمى التعليم عن بعد حيث كانت ترسل المواد التعليمية المختلفة من خلال البريد للطالب، وبعدها يقوم بإرسال فروضه الدراسية باستخدام نفس الطريقة.
  • في تلك الفترة كان الجامعات تشترط حضور الطالب بنفسه لمقر الجامعة لأداء الاختبار النهائي الذي بموجبه يتم منح الشهادة للطالب، لكن الأمر تطوّر في أواخر الثمانينات ليتم من خلال قنوات الكابل، والقنوات التليفزيونية.
  • في مطلع التسعينات ظهر الإنترنت بقوّة كوسيلة اتّصال سريعة وسهلة ليحل البريد الإلكتروني محل البريد العادي في إرسال المواد الخفيفة والفروض.
  • وفي أواخر التسعينات وأوائل القرن الحالي ظهرت المواقع الالكترونية التي تقدم خدمة التعليم عن طريق الويب، وهي الخدمة التي شملت المحتوى للتعليم الذاتي، بالإضافة لإمكانيات التواصل والتشارك مع زملاء الدراسة من خلال ذات الموقع، أو البريد الإلكتروني.
  • وحاليًا ظهر ما يعرف بالفصول التفاعلية، حيث تتيح للمدرّس الجامعي أن يقدّم محاضرته التعليمية مباشرة إلى عشرات الطلاب في جميع أنحاء العالم دون التقيد بالمكان، وتتيح في نفس الوقت بمشاركة الطلاب بالحوار والمداخلة.
إقرأ أيضاً: 5 أخطاء قاتلة نرتكبها عندما نتعلّم شيئاً جديداً

أهمية التعليم عن بعد:

التعليم عن بعد لا يختلف عن وسائل التعليم التقليدية فلهُ أهمية كبيرة على حياة الفرد والمجتمع بأكمله، ويمكن حصر هذه الأهمية في النقاط التالية:

1- الاستمرار في التعلّم:

يسهم التعلّم عن بعد في إتاحة الفرصة للأشخاص في الاستمرار بعملية التعلّم بغض النظر عن أعمارهم، وهذا ما ساعد في زيادة أعدد الأفراد من حملة الشهادات الجامعية.

2- القضاء على الأمية:

يلعب التعلم عن بعد إلى جانب التعلم التقليدي دورًا أساسيًا في محاربة الأمية والقضاء عليها، والعمل على رفع المستوى العلمي والثقافي والاجتماعي لدى أفراد المجتمع.

3- سدّ النقص في أعضاء الهيئة التعليمية:

ساعد التعلم عن بعد في علاج مشكلة نقص أعداد المدرّسين والمدرّبين المؤهلين في بعض المجالات العلمية، حيث يتخرّج سنويًا من الجامعات المفتوحة أعداد كبيرة من الطلاب المؤهلين أكاديميًا لممارسة العمل ضمن اختصاصاتهم.

4- القضاء على البطالة:

في الحقيقة سمح التعليم عن بعد في توفير فرص عمل للكثير من الناس، وهذا ما ساعد في القضاء على مشكلة البطالة، كما أنّه خلق فرص وظيفية أعلى لمن فاته التعليم المنتظم ممّن هو على رأس عمله.

إقرأ أيضاً: البطالة في المجتمع: تعريفها، أسبابها، وطرق معالجتها

5- تطوير البلدان النامية:

يساهم التعليم عن بعد في إتاحة فرص التعليم بمختلف الاختصاصات وهذا ما يحسّن ويطوّر مواردها التعليمية، ويوفّر فرص تعليمية لجميع أبناء الأمة من أجل تحقيق التقدم والنجاح.

6- صقل المهارات الشخصية:

لا يمكن أن ننسى فضل التعليم عن بعد في صقل المهارات الشخصية للفرد وهذا ما يسمح في الاستفادة منها في جميع مناحي حياته، كما أن التعليم عن بعد يزيد من ثقافته ويطوّر قدراته العقلية.

إقرأ أيضاً: 9 نصائح ذهبيّة لتطوير الذات وتنميتها

أبرز معوقات التي تواجه التعليم عن بعد:

يواجه التعليم عن بعد عوائق تسبب في بعض الأحيان من تراجع أعداد المنتسبين لهذا النظام التعليمي، أبرز هذه المعوقات:

1- التكلفة العالية:

إنّ التكلفة المالية العالية للانتساب بالمؤسّسة التعليمية التي تعتمد على نظام التعليم عن بعد يُعتبر من أبرز المعوقات التي تواجه هذا النظام التعليمي.

2- نظرة المجتمع السلبية:

إلى وقتنا الحاضر هناك شريحة كبيرة من الناس لا تؤمن بمبادئ التعليم عن بعد، فهي تظن أن الشهادات الصادرة منه غير موثوقة على الرغم من أن قانون تنظيم الجامعات يقرّ بصحّة هذه الشهادات الأكاديمية.

3- قلّة فرص الوظائف:

على الرغم من مساعدة التعليم عن بعد في سدّ النقص في قطاعات العمل إلا أنّ بعض الشركات لا تزال تفضّل الشهادات الصادرة من أنظمة التعليم التقليدية، على الرغم من الاعتراف العالمي بشهادات التعليم عن بعد.

إقرأ أيضاً: كيف تجد فرصة عمل مناسبة لك في أسرع وقت

4- اعتمادية شهادته:

على الرغم من الاعتراف العالمي بشهادة التعليم عن بعد إلا أنّ وزارات التعليم العالي في بعض البلدان، وخاصة العربية لا تعترف بها.

5- انعدام السرية في نظام التعليم:

يتعرّض نظام التعليم عن بعد أحيانًا لاختراق الوسيلة التي يتم من خلالها التراسل على شبكة الإنترنت، وهذا ما يؤدي إلى انعدام السرية، وضياع المعلومات، وربما إعطاء نتائج غير صحيحة للعمليّة التعليمية.

6- عدم توافر البيئة التحتية:

تواجه بعض المؤسّسات التعليمية المتخصصة في التعليم عن بعد من صعوبة توفير البنية التكنولوجية التحتية من معدات، وأجهزة، وخطوط اتصال مناسبة عند الطرفين ليستطيع كل منها التواصل مع الآخر.

شاهد: كيف تدير فعاليّة أو حلقة دراسية عبر الإنترنت تنال إعجاب المتابعين؟

خصائص التعليم عن بعد:

هناك ثلاثة خصائص أساسية يفرضها طبيعة التعليم عن بعد هي:

  1. طيلة فترة الدراسة الجامعية الطالب مفصول بشكل كامل عن المحاضر الجامعي، وبيئة التعليم، وزملائه.
  2. توافر وسيلة اتصال تكنولوجية متطوّرة تسمح للطالب أن يتواصل مع مدرسه من أجل تبادل المهام، والواجبات التعليمية.
  3. يتطلّب التعليم عن بعد أن يعتمد الطالب على نفسه كليًا في فهم، واستيعاب المادة الدراسية.
إقرأ أيضاً: التعليم المدمج: أهميته، أنماطه، ميزاته، وأهم مشكلاته

أفضل الجامعات العالمية:

هناك جامعات متخصّصة في التعليم عن بعد حيث توفر إمكانية الانتساب إلى صفوفها من مختلف أنحاء العالم، أفضل هذه الجامعات هي:

1- جامعة سنترال فلوريدا:

جامعة أميركية عامة للبحوث مقرّها في أورلاندو، فلوريدا، تأسست عام 1963 ويتوافر بها حوالي 18 برنامج دراسي للحصول على درجة البكالوريوس عبر خاصية التعليم عن بُعد، عدد طلابها الآن 64 ألف طالب الكثير منهم يكمل دراساته بها عبر التعليم عن بُعد سواءً بشكل كلي أو جزئي.

2- جامعة ولاية أريزونا:

هي جامعة بحثية أمريكية تقع في ولاية أريزونا تم افتتاحها عام 1885 وتشمل أقسامها 14 كلية، ويدرس فيها 67 ألف طالب للبكلوريوس، و16 ألف طالب للدراسات العليا، وتُقدّم الجامعة حاليًا حوالي 150 برنامج دراسي عبر خاصية التعليم عن بُعد، وهذا ما جعلها أفضل خمس جامعات في برامج التعليم عن بُعد.

3- جامعة منيسوتا:

هي جامعة حكومية مقرها في ولاية مينيسوتا تأسست عام 1851، تعتبر جامعة منيسوتا من أفضل 10 جامعات في الولايات المتحدة الأمريكية حيث بلغ عدد المسجلين في الحرم الجامعي في سانت باول مينيسوتا حوالي 50 ألف من الطلاب، فهي تُوفّر حوالي 69 برنامج دراسي لدرجات البكالوريوس والماجيستر من خلال التعلم عن بعد.

4- جامعة نورث إيسترن:

جامعة أمريكية يقع مقرها الرئيسي في مدينة بوسطن ماساتشوستس تأسست عام 1898م، يلتحق بالجامعة حوالي 25 ألف طالب وتقدّم الجامعة حوالي 10 برامج لدرجات البكالوريوس للتعليم عن بُعد، أولها فروع الإدارة بأقسامها المختلفة الإدارة العامة، والتمويل، والمحاسبة، وإدارة المنظومات الصحية، وكذلك فيما يخص العلوم التكنولوجية، والخدمات الإنسانية، والعلوم السياسية، والإعلام، وعلم النفس.

5- جامعة ولاية كولورادو:

جامعة ولاية كولورادو هي جامعة حكومية أمريكية تأسّست عام 1870، تُتيح الجامعة حوالي 13 برنامج دراسي لطلاب البكالوريوس و11 برنامج دراسي لطلاب الماجستير وتتيح خاصية التعليم عن بُعد في جميع برامجها الدراسية، يتم تقديم المناهج فيها باستخدام الطرق التكنولوجية الحديثة التي تستخدم الصوت والصورة.

6- جامعة ليبرتي:

جامعة أمريكية خاصة يقع مقرها الرئيسي في ليشنبرج، فيرجينيا، تأسّست عام 1971 ولديها الآن أكثر من 11300 طالب يدرسون في البرامج الدراسية العادية، وحوالي 24000 يدرسون في برامج التعلم عن بعد، حيث توفر أكثر من 71 تخصّص دراسي في برامج البكالوريوس، والدراسات العليا في الحرم الجامعي، وعبر الانترنت.

7- جامعة ولاية بنسلفانيا:

جامعة أمريكية تقع في ولاية بنسلفانيا بدأت بتقديم دورات التعليم عن بعد في عام 1892، وفي عام 1998 أعادت التأكيد على التزامها بتوفير التعليم لجميع الذين يحتاجون إليه من خلال إطلاق الحرم الجامعي العالمي بولاية بنسلفانيا لتصبح أحد أهم الجامعات التي تُقدّم شهادات معتمدة لطلابها الذين يستخدمون خاصية التعليم عن بُعد.

8- جامعة براندمان:

جامعة أمريكية خاصة تأسّست عام 1958، صُنفت هذه الجامعة من قبل (U.S News & World Report) على أنّها الأفضل منذ عام 2012 حتى 2016 في دراسات التعليم عن بُعد حيث تستعين الجامعة بأساليب متطوّرة في التدريس مراعية تحقيق المرونة، وإتاحة الفرصة للطالب لاختيار أفضل الطرق له لاستقبال المعلومات، وتقدّم الجامعة حوالي 33 برنامجًا دراسيًا لطلاب البكالوريوس من خلال أربع كليات أساسية، أمّا طلاب الماجيستر فالدراسة مُتاحة لهم في كلية الإدارة.

9- جامعة كارولينا الشرقية:

جامعة أمريكية حكومية تأسّست في 1906 في شرق ولاية كارولينا، تُقدّم الجامعة الآن حوالي 80 برنامج دراسي للطلاب الدارسين عن طريق التعلم عن بُعد فالبكالوريوس ينقسم لكثير من المجالات المُتعلّقة بالصحّة، والتجهيزات الحيوية، والتكنولوجيا، إضافة لمجال الإدارة، ومجال التواصل والإعلام، ومجال التمرّيض، أما درجة الماجيستر تشمل مجال التدريس، ومجال التمرّيض، والإدارة، والموسيقى، وعلوم التواصل.

10- جامعة إنديانا ويسليان:

جامعة أمريكية خاصة مقرّها في ماريون، إنديانا تعتبر أكبر عضو في مجلس الكليات والجامعات المسيحية وأكبر جامعة خاصة في ولاية إنديانا، تُقدّم الجامعة الآن حوالي 100 برنامج دراسي للطلاب وأكثر ما يُميّز هذه الجامعة أنّها توفّر فرصة التُعلّم عن بعد في تخصّصات مُعقدة ودقيقة إضافة للجودة التعليمية والمرونة.

 

لقد أصبح التعليم عن بعد حاجة ضرورية لكل شخص لم تسمح له الظروف من السفر لمتابعة تعليمه، ولكل من لم تسمح ظروف حياته بمتابعة تعليمه الأكاديمي، وأخيرًا أتمنى لك عزيزي دوام النجاح والتقدّم في حياتك.

المصادر:

  1. يمكنك الآن الدراسة في أفضل الجامعات العالمية وأنت تجلس في بيتك
  2. wikipedia
  3. تعريف التعلم عن بعد
  4. سلبيات وإيجابيات التعلم عن بعد



مقالات مرتبطة