التعلُّم: المدرسة ليست مصدر المعرفة الوحيد

قدمني مضيف المكتبة في إحدى المكتبات التي توقفت عندها خلال جولتي لترويج كتابي الحالي بقوله: "كريس (Chris) حاصل على درجة الماجستير في الدراسات الدولية (International Studies) من جامعة واشنطن (University of Washington)"، ولقد فاجأني ذلك قليلاً؛ لأنَّه لم يذكر أيُّ شخص آخر ذلك في أيِّ تقديم عني يمكنني تذكره.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب كريس جيلبو (Chris Guillebeau)، ويُحدِّثنا فيه عن أنَّه لا توجد مدرسة ستعلِّمك تحقيق ما تريده.

بالتأكيد دراستي هي معلومة عامة، لكن من يهتم بها؟ فلا أحد يقرأ مدونتي؛ لأنَّني ذهبت إلى الجامعة ولا أحد يشتري كتبي أو يأتي إلى حدث ما؛ لأنَّني حصلت على درجة علمية متقدمة أو أيَّاً كانت الدرجة العلمية.

لقد أكملت الدراسات العليا لأنَّني شعرت أنَّه ينبغي لي ذلك، ولأنَّني كنت أتوق إلى اكتساب مكانة لنفسي، وهذه ليست أسباب رئيسية بالتأكيد أردت أن أتعلَّم؛ لكنَّني كنت أبحث عن المؤهلات أكثر من المعرفة، فلو كانت ثمة طريقة للحصول على الشهادة دون حضور الفصول وكتابة الأوراق البحثية التي لن يقرأها أيُّ شخص آخر غير أساتذتي فربما كنت سأعتمدها.

شاهد بالفديو: 6 عادات يمارسها الأشخاص الذين يتقنون التعلُّم

لم تكن التجربة بلا قيمة:

لقد تعلَّمت الكتابة بصورة أفضل، وتعلَّمت توضيح نقاشاتي أكثر، ولم يكن أكبر جانب سلبي من تجربتي في الجامعة أنَّها كانت مضيعة للوقت؛ بل إنَّها كانت إلى حدٍّ ما غير ذات صلة بما أريد أن أفعله بعد ذلك، وكما أتذكر كان معدلي في الدراسات العليا متوسطاً.

لكن هل سأكون أكثر نجاحاً لو كان مرتفعاً؟ من الواضح أنَّ الإجابة هي لا، لكن في ذلك الوقت كانت الدرجات هامة جداً بالنسبة إلي، ولقد أصبت بخيبة أمل؛ إذ حصلت على درجة أقل قليلاً ممَّا كنت أتمنى في أيِّ فصل دراسي.

أستطيع الآن أن أرى أنَّ الدرجات كانت مصدر قلق تافهاً قصير الأمد، وربما ساعدتني في بعض النواحي على أداء عمل أفضل؛ ولكنَّ الدرجات الأعلى هي أيضاً نتيجة للعمل الأفضل؛ لذلك من العدل أيضاً أن نقول إنَّني قضيت كثيراً من الوقت غير الضروري للحصول على مكافأة ذات قيمة قليلة على الأمد الطويل.

بصرف النظر وجدت هدفي من خلال البحث خارج النظام الحالي للفرص، فلم يكن ثمة تدريب لما فعلته بعد ذلك، ولم تكن هناك مدرسة تعلمني القيام بما يجب أن أفعله، هذه قصتي وإليك كيفية ارتباطها بقصتك.

لديك عمل ما عليك القيام به، وعلى الأغلب لا توجد مدرسة ستجهزك لذلك وبالتأكيد قد يكون هناك قدر من التعليم الرسمي الذي تحتاجه، وحتى إذا كنت تعمل في مهنة تتطلب شهادة وسنوات من الخبرة مثل الطب أو التعليم أو القانون؛ فللعثور على الشيء الذي تريد القيام به سيتعين عليك التقدم إلى ما هو أبعد من كلِّ ما تتعلمه في المدرسة.

إقرأ أيضاً: كيف تكون مَرِناً؟

يمكنك التعلم من الآخرين:

سيساعدك الناس على طول الطريق، لكن لا يوجد نموذج محدد سيخبرك بالضبط بكيفية القيام بذلك؛ لذا عليك أن تبني نموذجك الخاص، وإذا كنت تتوقع منهجاً تفصيلياً لما تحتاج إلى القيام به، فستصاب بخيبة أمل، لكن عندما تتخلى عن الحاجة إلى خطة وضمان وعندما تتخلى عن قائمة متطلبات نيل الدرجة الجامعية التي تقضي سنوات في العمل عليها لمجرد أنَّ هذه هي طريقة سير الأمور دائماً؛ فإنَّك تكتسب أيضاً إمكانية هائلة؛ لذا تخلَّ عن راحتك لاكتساب الفرصة ولا تختر مساراً محدداً سابقاً؛ بل ارسم مسارك الخاص.

المصدر




مقالات مرتبطة