التسويق الأخضر
انتشر كثيراً في السنوات الأخيرة مصطلح التسويق الأخضر؛ ولكن، ما المقصود بالتسويق الأخضر؟ وما هي أهدافه ومبادئه؟ وما هي أهميته؟ وما المقصود بالمنتجات الخضراء؟ وما صفاتها؟ وما هو المزيج التسويقي الأخضر؟
ما هو التسويق الأخضر؟
يدل التسويق الأخضر- أو ما يُعرَف باسم التسويق البيئي أو التسويق المُستدَام - على الأنشطة التجارية والعمليات الإنتاجية والتسويقية التي تتضمن بيع وشراء المنتجات أو المواد الأولية لصناعات أخرى أو الخدمات الصديقة للبيئة؛ ونقصد بذلك المنتجات التي لا تعتمد طريقة إنتاجها أو لا ينتج عن استخدامها أي أضرار أو أثار سلبية على البيئة، إذ تصنع هذه المنتجات وتسوَّق دون إلحاق أي ضرر أو تلوث في البيئة المحيطة.
تُصنَع هذه المنتجات من مواد طبيعية وقابلة للتدوير، ويمكن إعادة صناعتها بعد الاستخدام، ولا يتوقف الأمر عند ذلك فحسب، وإنَّما يشمل أيضاً جميع مراحل الصناعة والإنتاج والتغليف والتعبئة والإعلان والترويج والتسويق والعلاقات العامة؛ كما يوجه هذا النوع من التسويق كل الأنشطة والاستراتيجيات التسويقية للمؤسسة لتحقيق هدف أساسي هو خدمة البيئة والمحافظة عليها، وإقناع المستهلك باستخدام هذا النوع من المنتجات، وتجنب المنتجات الأخرى المصنعة بطرائق مضرة للبيئة.
شاهد بالفديو: 10 طرق سهلة لتكون صديقاً للبيئة
ما هي صفات منتجات التسويق الأخضر؟
تتصف منتجات التسويق الأخضر بالعديد من الصفات، ونذكر لكم أهمها:
- الاهتمام بنظافة الموارد المائية وعدم تلويثها وإلقاء المخلفات فيها.
- تحدث عمليات التعبئة والتغليف بطرائق صديقة للبيئة.
- تُصمَّم هذه المنتجات بطريقة قابلة لإعادة التدوير، بحيث تصبح قابلة للاستخدام من جديد، ولا تُرمَى بمجرد تلفها.
- الإقلال من استخدام المواد البلاستيكية، أو إلغاء استخدامها كلياً.
- تحافظ على الغلاف الهوائي من خلال تجنبها للانبعاثات الكربونية، وكل ما يمكن أن يتسبب بإلحاق أضرار بالبيئة المحيطة.
- تجري عمليات الصناعة بطرائقٍ مستدامة.
ما هي مبادئ التسويق الأخضر؟
يعتمد التسويق الأخضر على عدد من المبادئ الرئيسة التي تتمثل بما يأتي:
1. مبدأ تصميم المنتجات المُعمرة:
الهدف من هذا المبدأ هو الاعتماد على المنتجات ذاتها فترة طويلة من الزمن، من أجل التقليل من الاستخدام المفرط للمُنتجات.
2. مبدأ التقليل من النفايات:
يعتمد هذا المبدأ على استخدام المواد الأولية الطبيعية المُتحللة ذاتياً؛ أي عند انتهاء صلاحية المنتجات المُصنعة من هذه المواد، تتحلل تلقائياً، ولا تبقى على شكل نفايات؛ ومن أجل تحقيق هذا المبدأ، يقوم التسويق الأخضر على استخدام وتصميم المنتجات القابلة لإعادة التدوير والصيانة والإصلاح، ولا تُرمَى كنفايات بعد استهلاكها.
3. مبدأ السعر الحقيقي:
يعتمد هذا المبدأ على التسعير، والمقصود بذلك أن يدفع المستهلك السعر الذي يساوي القيمة الحقيقية للمُنتج بصفته منتجاً أخضر ومُعداً بطرائق صديقة للبيئة.
4. مبدأ جعل التسويق الأخضر نموذجاً تجارياً للشركة أو المؤسسة:
يقوم هذا المبدأ على جعل التسويق الأخضر ميزة تنافسية تعتمد عليها الشركة أو المؤسسة في السوق.
المزيج التسويقي الأخضر:
يُقسَم المزيج التسويقي الأخضر إلى نوعين: داخلي وخارجي، وفيما يأتي سنقدم لكم عناصر كل نوع على حدة:
عناصر المزيج التسويقي الداخلي:
يتألف المزيج التسويقي الداخلي من ثمانية عناصر، هي:
1. المنتجات:
يشمل توفير منتج صديق للبيئة كل مراحل التصنيع، أي ابتداء من المواد الأولية وصولاً إلى المنتج الجاهز للاستخدام من قِبل المستهلك، وحتى بعد انتهاء صلاحيته.
2. الأسعار:
يجب أن يكون تسعير المُنتج متناسباً مع القيمة الحقيقية التي يقدمها للمستهلك، والجدير بالذكر هنا أنَّ المنتج صديق البيئة قد يتطلب مزيداً من النفقات.
3. مكان التصنيع والتسويق:
أي يجب اختيار المكان الذي يحدث فيه تصنيع المنتجات صديقة البيئة، حيث يتوفر فيه المواد الأولية الطبيعية المناسبة للتصنيع؛ كما يجب أن يُعلنَ ويُروَّج لهذه المنتجات في الأسواق المناسبة التي يوجد فيها تواصل وتفاعل بين المستهلكين الخضر والمنتجات الخضراء.
شاهد بالفديو: أنواع التلوث البيئي وطرق علاجه
4. الإعلان والتسويق:
يعني الترويج الأخضر أو الإعلان الأخضر الإعلان عن المنتجات بطريقة تتناسب مع توجهات التسويق الأخضر، ونشر الوعي بين المستهلكين بهدف الحفاظ على البيئة من خلال استخدام منتجات صديقة للبيئة.
5. المتابعة:
يُقصَد بذلك متابعة سياسة الشركة وعملها وأنشطتها وإنتاجيتها، وضمان التزامها بكل ما يتعلق بالتسويق الأخضر من تصنيع وترويج المنتجات، وعمليات الشراء والاستخدام من قبل العملاء.
6. العمليات الإنتاجية:
يحدث في هذا العنصر التركيز على كلٍّ من: العمليات المتعلقة بالتشغيل، والطاقة المستخدمة، والتصنيع، ومخلفات عملية التصنيع.
7. السياسات:
اعتماد السياسات التي تسهم على نحو كبير في نشر الوعي البيئي على صعيد المؤسسات عموماً، والأفراد خصوصاً، وتشجيع هذه السياسات.
8. الكوادر البشرية:
يهدف هذا العنصر إلى استقطاب الكوادر البشرية ذات التوجه البيئي الإيجابي، بالإضافة إلى إقامة دورات توعية للكوادر العاملة في المؤسسة أو الشركة بهدف تثقيفها بمفاهيم حماية البيئة والحفاظ عليها، وتشجيعهم على الالتزام بسياسة الشركة.
عناصر المزيج التسويقي الخارجي:
تتضمن سبعة عناصر هي:
1. المستهلك الأخضر:
هو المستهلك المُقتنع تماماً بسياسة المؤسسة أو الشركة في الحفاظ على البيئة وحمايتها من خلال المنتج الأخضر الصديق للبيئة.
2. الموردون:
يُقصَد بهم الفئة التي تؤمن الأمور اللوجستية الضرورية في التسويق الأخضر، أي هي الفئة التي توفر جميع مستلزمات الصناعة لإنتاج المواد والمنتجات الصديقة للبيئة.
3. السياسيون:
يُقصَد بهم الجهات الحكومية وأصحاب القرار الداعمين لتوجهات التسويق الأخضر بهدف المحافظة على البيئة المحيطة، وإصدار القرارات التي تتناسب مع هذه التوجهات.
4. جماعات الضغط:
تتمثل هذه الجماعات بالمنظمات والهيئات وممثلي المجتمع المدني الذين يؤمنون بالفكر الأخضر، ويمارسون نفوذهم بهدف التشجيع على التسويق الأخضر.
5. القضايا والمشكلات:
يُقصَد بذلك استخدام الرسائل التسويقية والإعلانات الخضراء بهدف نشر الوعي بالقضايا البيئية والأضرار والمخاطر التي يمكن أن تهدد البيئة، وربط تلك القضايا بجهود الشركات والمؤسسات.
6. الشركاء:
يُقصَد بذلك استخدام الشركات والعلاقات العامة للمنظمة، واستغلالها بهدف تبني المجتمع والشركات للجهود التسويقية الخضراء ودعمها.
7. التوقعات المستقبلية:
يُقصَد بها التنبؤ بالمشكلات التي يمكن أن تواجه الشركة أو المؤسسة في توجهها نحو التسويق الأخضر، وتحديد الخطط لتفادي المشكلات المتوقعة.
أهمية التسويق الأخضر:
- تمنح المسؤولية الاجتماعية التي يتبناها التسويق الأخضر في المحافظة على البيئة هذا النوع من التسويق مزيداً من الخصائص التنافسية للشركات والمؤسسات التي تتبنى التسويق الأخضر.
- تسمح ببناء علاقات طويلة الأمد بين شركة التسويق الأخضر والعملاء، بفضل العلامات التجارية الموثوقة لدى العملاء والمستهلكين.
- يفتح التسويق الأخضر أسواقاً جديدة تسمح للشركات والمؤسسات بالوصول إلى فئات جديدة من المستهلكين أنصار البيئة، والذين يفضلون استهلاك المنتجات صديقة البيئة.
- توفر عناء الكثير من الجهود التسويقية، فهي تظهر الشركات والمؤسسات بصورة إيجابية في الأسواق.
- تشجع على زيادة استهلاك المنتجات الطبيعية بدلاً من المنتجات المصنعة.
- تشجع على استخدام الأسمدة العضوية بدلاً من الأسمدة الصناعية.
- تشجع زيادة استخدام الأدوية العشبية والعلاج الطبيعي بدلاً من الأدوية الكيميائية.
- تحث على استخدام الأوراق والحد من استخدام المنتجات البلاستيكية.
- تدعم إعادة تدوير نفايات المنتجات الصناعية والاستهلاكية.
- تحمي الأنهار والبحيرات والبحار والغابات والحيوانات والنباتات من التلوث.
- تزيد التركيز على المساءلة البيئية والاجتماعية للمنتجين والصناعيين.
- تنشئ العديد من الوكالات الدولية والوطنية لمراقبة أنشطة وجهود المنظمات أو الشركات التجارية فيما يتعلق بمكافحة التلوث وإنتاج السلع والمنتجات الصديقة للبيئة.