التسويف: تعريفه وكيف تتخلص منه

الهدف من هذا المقال ذو شقين، بدايةً سأعرِّف التسويف، ومن ثمَّ سأقدِّم طرائق مجرَّبة وفعَّالة للتخلُّص منه، ويمكن وصف هذا المقال بأنَّه دليل إرشاد يتَّصف بالطابع الديناميكي، وهو نتيجة البحث المطوَّل في هذه المفاهيم لمدة عشر سنين، وآمل أن تجد فيه الفائدة المرجوَّة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُقدِّم لنا فيه خلاصة أبحاثه وتجربته في التغلُّب على التسويف.

أفضل تعريف لظاهرة التسويف:

جميعنا مسوِّفون، ويمكن القول مبدئياً إنَّ التسويف هو تأجيل القيام بالعمل من دون سبب وجيه، ويعرِّف بعض الخبراء والمراجع الشخص المسوِّف أنَّه الشخص الذي لا يعمل على المهمة التي يجب إنجازها في موعد نهائي معيَّن.

لكنَّ هذا التعريف خاطئ، فهو يدَّعي أنَّنا لسنا مسوِّفين إذا أنجزنا عملنا، وإذا كان هذا هو واقع الحال، فإنَّ النتيجة هي أنَّ معظم الناس ليسوا مسوِّفين، وهو حتماً أمر غير صحيح.

فقد أظهرت دراسة حديثة أجريتها على عيِّنة من 2,219 شخصاً أنَّ 88% من جميع الناس يعترفون بأنَّهم قاموا بالتسويف على الأقل لمدة ساعة يومياً، وهذه النسبة منطقية ودقيقة، لأنَّنا جميعاً نؤجِّل أغلب مهامنا دون سبب وجيه، فأحياناً نبدأ مهمةً أو مشروعاً، ولكنَّنا لا نُنجز ما بدأناه بسبب التسويف.

أمثلة عن التسويف:

عندما تُؤجِّل إحدى المهام لسبب وجيه فأنت لا تقوم بالتسويف، لكن ما هو السبب الوجيه؟ هو السبب القائم على حقيقة أنَّ نوعية أدائك ستتحسَّن إذا أجَّلت، وكمثال نفترض أنَّه يوجد شخص يجب عليه أن يُعِدَّ تقريراً، لكنَّه يتفاجأ بمستجدَّات جديدة يجب أن يدرجها في التقرير، ففي هذه الحالة يمكن لهذا الشخص أن يؤجِّل إعداد التقرير إلى أن يدرس بتمعُّن المستجدات الطارئة على أساس أنَّ نوعية عمله هنا ستتحسَّن.

مع ذلك، فإنَّ معظم أعمالنا لا تتحسَّن من خلال التأجيل، فإذا كنت ترغب في الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، فلن تكون حجتك بتأجيل ذلك إلى الغد مقبولة، لأنَّ أداءك لن يتحسَّن في الغد، بل على العكس سينخفض أداؤك غداً بسبب الاضطراب الذي أصاب برنامجك اليومي.

لقد قدمت قبل عامين محاضرة في "جامعة ستندن" (Stenden University) في "هولندا" (Netherland)، وقد ذكرتُ خلالها النتائج التي توصَّلت إليها عن التسويف للبروفيسور الذي دعاني لتقديم المحاضرة، وعندما التقيتُ به منذ فترة لمناقشة محاضرتي المقبلة في الجامعة، أطلعني على رسم بياني يوضِّح كل شيء بخصوص سلوك الطالب.

فلدى الجامعة تطبيق على الإنترنت مُتاح للطلاب للتدرُّب على الامتحانات، ويظهر الرسم البياني كيف أنَّ الطلاب كلهم تقريباً في بداية الفصل الدراسي لا يتدربون أبداً باستخدام هذا التطبيق.

فتظهر بعض الطفرات في الخط البياني في بداية الفصل، ويرجع هذا غالباً لكون البروفيسور يشرح التطبيق للطلاب فيرغبون في تجريبه، لكن ما إن تنقضي فترة بداية الفصل حتى يتوقف الطلاب نهائياً عن التدرب، أو إكمال أي تمرين بدؤوا به، وهكذا حتى يصبح موعد الامتحان قريباً، فيبدأ معظم الطلاب بالتدرب على عجالة؛ وذلك لأنَّ معظمنا انتهج هذا السلوك في أثناء دراسته الجامعية، واستمر فيه لفترة طويلة بعد تخرجه.

ففي عملنا نسوِّف أيضاً، فيكفي أن تتذكَّر كم مرة أجَّلت العمل على مشروع ما حتى اللحظات الأخيرة، وأؤكِّد على أنَّ هذا النمط من السلوك ليس محصوراً في الدراسة والعمل فحسب، بل يشمل تقريباً كل مناحي حياتنا الشخصية.

مثلاً، نحن نؤجِّل إرسال ضريبة الدخل السنوية حتى آخر يوم من المدة المحددة لاستلامها، لكن هل سيجعل هذا التأجيل حسابنا للضريبة أدق؟ على الأرجح لا، بل أكاد أجزم أنَّنا أكثر عرضة لارتكاب الأخطاء بسبب ضغط الوقت الذي فرضناه على أنفسنا.

بعضهم يدَّعي أنَّهم لا يشعرون بالحماسة والطاقة لإنجاز العمل بطريقة جيدة ما لم يشعروا أنَّ الوقت المتبقي لديهم قليل، وأنا أعرف صحفيين يؤكِّدون على أنَّهم لا يستطيعون أداء عمل جيد إلا في اللحظات الأخيرة لحلول الموعد النهائي.

لكنَّها ليست طريقة متوازنة للعيش والعمل، فعندما تقترب من الموعد النهائي، ولم تنجز أي شيء، تشعر بمزيد من التوتر، وفي حين أنَّ التوتر قد يحسِّن تركيزك، فإنَّ ذلك على الأمد القريب، أمَّا على الأمد الطويل، فله آثار سلبية في سلامتك وعافيتك.

فقد يؤدي التوتر طويل الأمد أو المزمن إلى الاكتئاب، والقلق، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، واضطراب أداء القلب، ونوبات قلبية، وسُمنة، واضطرابات الأكل، وغير ذلك من المشكلات الصحية؛ لذلك لا يجب أن نستهين بالتسويف ونعدُّه مشكلة بسيطة.

شاهد بالفيديو: 10 طرق للتغلب على المماطلة والتخلص منها

فوائد الكف عن التسويف:

التسويف هو صراع داخلي يمكن أن يدمِّر سلامتنا وعافيتنا؛ لذا إليك 3 فوائد رئيسة للتغلب على التسويف:

1. تقليل القلق:

كلما زاد التسويف، وطال انتظارنا للبدء بأشياء هامة، زاد القلق والتوتر لدينا، فالقيام بالعمل ليس سهلاً أبداً، وإذا انتظرت حتى الغد فستشعر بمزيد من القلق بشأن البدء، وإذا تغلَّبت على التسويف واتخذت إجراءات فورية، فستنجز الأمور، فأنت تزيل القلق من هذه المهمة قبل أن تشعر به.

2. الانضباط الذاتي العالي:

تظهر الأبحاث أنَّ التسويف ليس مشكلة تتعلَّق بإدارة الوقت فحسب، فأحد أكبر أسباب التسويف هو ضعف الانضباط الذاتي، والفائدة الرئيسة من التغلب على التسويف هي أنَّك تزيد من انضباطك الذاتي تلقائياً.

3. تحسين جودة العمل:

الأشخاص الذين لا يؤجِّلون يعملون بطريقة أفضل، فعندما تعمل بتوتر أقل، ويكون لديك انضباط ذاتي عالٍ، فإنَّك تمنح نفسك الفرصة للقيام بعمل أفضل.

تركِّز معظم الأبحاث العلمية المتعلقة بالتسويف على الجانب السلبي، فالآثار السلبية واضحة، لكن غالباً لا يُتحدَّث عن الفوائد، فيجب أن يكون واضحاً أنَّ التغلب على التسويف هو أساس كل إنجاز في الحياة؛ وذلك لأنَّ تأخير الأشياء الهامة عادة مدمِّرة، فعندما لا تؤخِّر المهام وتتخذ إجراءات فورية، تتحسَّن سلامتك وعافيتك وكذلك جودة عملك.

إقرأ أيضاً: كيف يجعل التسويف تقنيات إدارة الوقت غير فعالة؟

صعوبات تواجهنا وتؤدي إلى التسويف:

قبل أن أقدِّم أفضل الطرائق الشائعة للتغلُّب على التسويف، سنركِّز أولاً على أكبر المشكلات التي تؤدي إلى التسويف، فإذا لم تعالج هذه العوائق، فلن تنجح أي طريقة للتغلُّب على التسويف:

1. عدم وجود دافع قوي:

ما هو دافعك؟ ولماذا تقوم بهذا العمل؟ غالباً ما نضع أهدافاً، ونسعى إلى تحقيقها، لكن لا نملك وراء هذا الهدف دافعاً ذاتياً.

إنَّ القيام بالأشياء من أجل نيل استحسان الآخرين، أو الوصول إلى مكانة مرموقة، أو لتلبية توقعات الآخرين الذين يتوقعون منَّا القيام بهذا العمل أو ذاك، كل ذلك سيؤدي إلى الوقوع في التسويف.

فهذه هي الطريقة التي يعيش معظمنا وَفقاً لها، فنحن نفتقر إلى الدافع الجوهري، ولكي تتغلَّب على التسويف يجب أن تكون دوافعك نابعة من أشياء تقع في نطاق سيطرتك، ومن ثمَّ اسعَ وراء الأشياء التي تمنحك شعوراً داخلياً بالرضى.

2. الخوف:

توجد أنواع عدة للخوف تجعلنا نلجأ إلى التسويف؛ الخوف من الفشل، والرفض، والإقدام على تجربة جديدة، وأحياناً الخوف من النجاح، والمعاناة، والعيش في ظروف صعبة وغير ذلك ممَّا يتعذَّر ذكره، والحل للتغلُّب على الخوف هو التركيز على الحاضر.

3. الافتقار إلى المعرفة:

إذا كنت لا تعرف كيف تقوم بشيء ما، فتعلَّمه، لكن إذا كنت تظن أنَّك لا تستطيع القيام بذلك، فلن تبدأ بالتعلُّم أبداً، وهذه هي إحدى السِمات الأساسية للعقلية السلبية؛ إذ لا يجرؤ صاحب هذه العقلية على المحاولة حتى؛ لذلك حتى نتغلَّب على التسويف يجب أن نمتلك عقلية إيجابية.

فهذه صعوبات شائعة يواجهها كل شخص في مرحلة ما، وهي جزء من الحياة، وما يجب أن نفعله هو التركيز على ما يمكننا التحكُّم به، والالتزام بتطوير أنفسنا باستمرار.

إقرأ أيضاً: 5 أفكار تساعدك على التخلص من التسويف

نصائح فعَّالة للتغلُّب على التسويف:

لكي تتغلَّب على التسويف استخدم النصائح الآتية؛ فقد كنت أعطي دورة تدريبية عن هذا الموضوع، وكل شيء أقدِّمه في هذا الموضوع مستند إلى أبحاث، فالتغلُّب على التسويف يتطلَّب نهجاً شاملاً، لأنَّ تأثيره يمتد إلى نواحٍ عديدة في حياتنا، والنصائح التي سأقدِّمها هي نقطة انطلاق جيدة جداً في هذا الاتجاه.

هذه النصائح هي:

  • ابدأ حالاً ولا تؤجِّل للغد، ذكِّر نفسك دائماً بأنَّك ملتزم بإنجاز ما وعدت نفسك به، ولا تبرِّر لنفسك التسويف بذريعة أسباب واهية، فيجب أن تعيش حياة مليئة بالإنتاجية والسعادة، والأهم من ذلك حياة ذات مغزى، وهو شيء لن تحصل عليه إذا استمريت بالتسويف.
  • اقرأ أبحاثاً ومقالات تفسِّر لك التسويف بطريقة علمية، لأنَّك إذا عرفت السبب استطعت أن تتغلَّب على المشكلة، أمَّا إذا كنت تتعامل مع شيء مجهول الأسباب، فستشعر دوماً بالعجز تجاهه.
  • اعرف قيمة الوقت، فإذا أردت أن تتوقف عن تبديد شيء ما، يجب عليك أولاً أن تشعر بقيمته، ومن ثمَّ تعلم كيف تدير وقتك، فكما يقول الكاتب الأمريكي الراحل "بيتر دراكر" (Peter Drucker): "الوقت هو أثمن الموارد، وإذا لم تكن قادراً على إدارته لن تكون قادراً على إدارة أي شيء آخر".
  • تعرَّف إلى الآثار الكارثية للتسويف في إنتاجيتك، واحذر من الفخ الذي يقع فيه الأشخاص المثاليون والطموحون جداً، فعندما تحاول أن تكون مثالياً فإنَّك تصبح أكثر عرضةً للتسويف.
  • اقطع اتصال الإنترنت في وقت العمل، فهذا يساعدك كثيراً على تحسين تركيزك، وتذكَّر دائماً أنَّ الابتعاد عن مصادر التشتيت هو أحد أكثر الطرائق فاعليةً للتغلُّب على التسويف، وأحد أكثر مصادر التشتيت تأثيراً هو الإنترنت؛ لذلك يجب قطع الاتصال به أحياناً.
  • حافظ على عدد ساعات نوم كافية، فالنوم هو ما يجعلنا نستعيد طاقتنا؛ لذلك يجب الحصول على قسط وافر من النوم عندما نريد أن نُنجز أعمالنا، لأنَّك عندما تكون مرهقاً فمن المرجَّح أنَّك ستؤجِّل القيام بما لديك من مهام.
  • احرص على اتباع نظام غذائي صحي.
  • غيِّر من نظامك التي تتَّبعه لتحقيق الأهداف، فبدلاً من تغيير الأهداف أو التخلِّي عنها يجب التركيز على ما يمكنك التحكُّم به، وتطوير نظامك والتعديل عليه حتى يصبح من غير المُحتمل الوقوع في الفشل.
  • واظب على ممارسة التمرينات الرياضية، فالمثابرة عليها مؤشر ممتاز على أنَّك تغلَّبت على التسويف فعلاً.
  • عزِّز ثقتك بنفسك بشتَّى الطرائق، ومنها تحقيق المكاسب، فكلما آمنت بقدرتك على تحقيق أهدافك، حقَّقت مزيداً من المكاسب، وكلما حققت مزيداً من المكاسب، ازدادت ثقتك بنفسك.
  • مارس إحدى أشكال الكتابة يومياً، فهي تُحسِّن حياتك، وهي مثال آخر عن قدرتك على الانضباط الذاتي، تماماً مثل التمرينات الرياضية، فإذا كنت قادراً على الكتابة يومياً من أجل هدف ذاتي فقد تغلَّبت فعلاً على التسويف.

شاهد بالفيديو: دليل الإنتاجية: الاستراتيجيات الفعالة لإدارة الوقت

أفضل الكتب التي تساعدك على التغلب على التسويف:

يساعدك فهم الطبيعة البشرية على التغلُّب على التسويف أكثر من أي شيء آخر، والكتب التي ستقرأ عنها هي أفضل ما أُلِّف للتعامل مع فقدان الحافز والخوف والرغبات المفرطة، ومن ثمَّ ستساعدك بلا شك على تغيير عقليتك.

ولتصبح شخصاً منتجاً لا يقوم بالتسويف، لا تحتاج إلى معرفة أفضل التقنيات، بل تحتاج إلى معرفة الدوافع التي تكمن وراء التسويف وأيضاً وراء الحماسة للعمل، إليك هذه الكتب التي ستساعدك على ذلك:

  • كتاب "البحث عن معنى الحياة" (Man’s Search For Meaning) للمعالج النفسي النمساوي "فيكتور فرانكل" (Victor Frankle)، وقد أدَّت قدرته على ملاحظة سلوك زملائه السجناء في معتقل "أوشفيتز" (Auschwitz) إلى تأليف هذا الكتاب الرائع. يصف في هذا الكتاب كيف يختار الإنسان موقفه الذهني من الحياة بصرف النظر عن المعطيات والظروف، فحتى في ظل الظروف المأساوية التي عانى منها في معسكر الاعتقال، فقد أثبت "فرانكل" أنَّ الإنسان قادر على تحمُّل المعاناة وإيجاد المعنى من الحياة، وذلك بفضل القرارات النابعة من الذات.
  • كتاب "فن الحياة " (A Manual For Living) للفيلسوف الروماني "إبكتيتوس" (Epictetus)، والعنوان يشرح مضمون الكتاب، كما أنَّ الكتاب يمنحك منظوراً أوسع عن الإنسانية، فلطالما عانى الناس مشكلات الثقة بالنفس على صعيد العائلة والعمل والعلاقة مع الآخرين، وبطريقة أو بأخرى لم يتغيَّر أي شيء، ولذلك ستجد فائدة كبيرة في هذا الكتاب.
  • كتاب "استشعر الخوف وأقدِم على ما تخشاه" (Feel The Fear And Do It Anyway)، بقلم "سوزان جيفرز" (Susan Jeffers)، فالخوف هو شيء يعوقنا باستمرار في حياتنا اليومية، وتقدِّم "جيفرز" في كتابها نصائح عملية لإدارة الخوف، وتقول إدارة الخوف لا التخلُّص منه لأنَّ الخوف لا ينتهي، ولذلك يُنصح بالرجوع لهذا الكتاب ولو لمرة واحدة كل عام.
  • كتاب "العقلية: علم النفس الحديث وراء النجاح" (Mindset: The New Psychology of Success)، بقلم "كارول دويك" (Carol Dweck)، ففي هذا الكتاب ستقرأ تعريفاً جديداً للحياة، تقدِّمه الكاتبة بوصفه محاولة لإيجاد الحلول، فإذا كنت تضع في الحسبان المخاطر والعواقب، قد تبقى بأمان لكنَّك لن تتطوَّر أبداً، وهذا الكتاب واحد من أفضل الكتب عن تطوير العقلية التي يحتاج إليها المرء للنجاح في الحياة.
إقرأ أيضاً: 8 عواقب مروعة للتسويف قد تدمر حياتك

أدوات وتطبيقات تساعد حقاً على التغلب على التسويف:

التغلُّب على التسويف معركة داخلية بالدرجة الأولى، ومن ثمَّ لا تحتاج إلى كثير من وسائل المساعدة الخارجية لتحقيق ذلك.

الأدوات والتطبيقات التي أقدِّمها هي وسائل تركِّز أساساً على مساعدتك على تنظيم نفسك، فعندما تنجح في إدارة نفسك يومياً، ستكون قادراً على التأكُّد من تحقيق التقدُّم المطلوب، والتقدُّم هو النقيض الأكبر للتسويف، ومن هذه الأدوات والتطبيقات:

  • تطبيق "ريسكيو تايم" (RescueTime)، عندما تلاحظ أنَّ إنتاجيتك تنخفض، سيكون من المفيد أن تستخدم هذا التطبيق لقياس أدائك، وستتمكَّن من خلال هذا التطبيق من معرفة كم من الوقت تهدر على نشاطات غير مفيدة، وهو ما سيفاجئك حقاً، فبعد أن تتعرَّف إلى النشاطات التي تهدر وقتك لا يتبقى سوى أن تتخلَّص منها.
  • تطبيق "سيلف كونترول" (SelfControl)، الذي يعمل على نظام "ماك" (Mac)، وتطبيق "فوكس مي" (FocusMe)، الذي يعمل على نظامي "ماك"، و"ويندوز" (Windows)، وهذان التطبيقان مخصَّصان لحجب مواقع الويب التي تسبِّب التشتيت، فإذا كنت تتشتَّت بسهولة بسبب تطبيقات الأخبار والتواصل الاجتماعي، سيكون هذان التطبيقان هما ما تحتاج إليهما.

ما يحدث أنَّك قد تكون منسجماً ومركِّزاً كثيراً في مهمَّة، لكن تتشتَّت بسبب الإنترنت؛ لذلك احجب هذه المصادر، وبذلك تضمن أنَّك لن تدخل إلى هذه المواقع في أثناء العمل.

  • دفتر ملاحظات وقلم، اختر نوع الدفتر الذي تفضِّله، واختر بعناية نوع القلم الذي تستخدمه، فما لا تعلمه هو أنَّ نوع القلم هو الشيء الأهم في تدوين الملاحظات.
  • تطبيق "داي ون" (Day One)، هذا التطبيق جيد عندما لا تريد استخدام دفتر ورقي لكتابة اليوميات، وعلاوةً على ذلك لا بأس أحياناً بتوفير بعض الورق والأقلام.

في الختام:

قد تبدو مشكلة التسويف معقدة جداً، والسبب هو أنَّ حل المشكلة بذاته يتطلَّب التوقف عن التسويف، لكن إذا التزمت بالنصائح العملية من جهة، وبزيادة ذخيرتك المعرفية من جهة أخرى، ومع استخدام بعض أدوات وتطبيقات المساعدة، ستصل إلى مرحلة من الإنتاجية لا تعود فيها تحتاج إلى مراقبة نفسك بصرامة، لأنَّك ستستمع بما تحقِّقه في الحياة.

المصدر




مقالات مرتبطة