التركيز على الهدف والعملية التي تؤدي إلى تحقيقه

يقول رجل الأعمال "ديفيد هاسل" (David Hassell): "المكافأة التي نحصل عليها من عملنا ليست ما نحصل عليه؛ بل إنَّها ما نصبح عليه"، فالأهداف تدير حياتنا؛ ولسبب وجيه فهي تدفعنا إلى التفاني والطموح وتثير الحافز لدينا، ودونها ستكون حياتنا مضيعة للوقت يتخللها الكثير من التوقف والبدء مع تقدم ضعيف أو معدوم؛ إذ إنَّ تحديد الهدف هو وسيلة رائعة لمنح حياتنا غاية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "إيفان تارفر" (Evan Tarver)، يُحدِّثُنا فيه عن العملية الموجهة والأهداف المحددة.

الأهداف هامة وكذلك عملية الوصول إليها:

يُعَدُّ تحقيق هذه الأهداف طريقة رائعة لقياس نجاح حياتنا، لكن عندما تصبح أهدافنا محور تركيزنا الوحيد، تكون ضريبة نجاحنا خسارة عيش اللحظة الحالية، فهل سمعتَ من قبل مقولة: "أحب العملية"؟ وحب العملية يعني حب حقيقة أنَّك اليوم أفضل مما كنت عليه بالأمس، كما أنَّها حب التحدي المتمثل في التحسين اليومي المستمر.

ما هي الفائدة من الهدف إذا كنتَ لا تستطيع تحمُّل عملية تحقيقه؟ فالحياة قصيرة ويجب أن نركز بنفس القدر في أن نكون سعداء بالهدف الذي حددناه، بالإضافة إلى عملية الوصول إليه، وهذا لا يعني أنَّ تحقيق بعض الأهداف ليس صعباً ومؤلماً، وفقط اسأل طالب قانون يدرس للنجاح في امتحان مزاولة المحاماة، لكن يجب أن تفتخر بقوة الشخصية والمعرفة المتزايدة والانضباط المكتسب من العمل نحو هدف نبيل مثل أن تصبح محامياً.

إقرأ أيضاً: الأهداف الذكية (SMART): كل ما تحتاج إلى معرفته عنها

أَحِبَّ اللحظة الحالية واستخدمها لتغذية شغفك ودافعك:

فقد تكون الدراسة صعبة، لكن إذا لم تستطع الاستمتاع بالشخص الذي أصبحت عليه نتيجة الدراسة، فما هو الهدف؟ والحل هو أن تكون موجهاً نحو العملية ومدفوعاً بالأهداف؛ إذ نحتاج جميعاً إلى الدافع الذي يمنحنا إياه إعداد الهدف، ولكنَّنا نحتاج أيضاً إلى المعنى الذي يغير الحياة والذي نكتسبه من خلال الاستمتاع باللحظة الحالية.

فكم منا شرع في تحقيق هدف فقط ليكون غير راضٍ عندما حُقِّقَ؟ فهل تريد سيارة جديدة؟ وماذا ستفعل الآن؟ أو هل تريد مكتباً فخماً، ولكنَّه لم يكن كما كنت تتوقع؟ وهل تريد أن تبدأ شركتك الخاصة؟ أصبحت لديك شركة، فماذا ستفعل الآن؟

شاهد بالفيديو: كيف تحدد أهدافك في الحياة؟

افتخر بحقيقة أنَّك تحسِّن من نفسك بشكل تدريجي كل يوم:

إنَّ تحديد الهدف يجعلك تعرف الغاية من حياتك، ولكنَّ توجيه نفسك نحو حب عملية الاستيقاظ كل يوم وتحقيق ذلك التقدم بنسبة 0001% نحو تحقيق أهدافك هو ما يعطي معنى لحياتك، ففي كثير من الأحيان، لم يكن الهدف الذي شرعنا بتحقيقه هو الهدف الذي نريده في النهاية، وبالنسبة إلى شخص يركز تركيزاً كبيراً في النتيجة النهائية فهذا أمر مدمر ونهاية كل شيء.

لكن بالنسبة إلى شخص يركز في العملية بدلاً من الهدف نفسه، فإنَّ هذا مجرد هفوة على طريق النجاح، وقد لا يكون الهدف جديراً بالتحقيق بعد كل شيء لكن من خلال التركيز في النجاح اليومي والتقدم التدريجي؛ ينتهي الأمر بالمرء إلى النمو بطريقة لم تكن ممكنة لولا ذلك.

إقرأ أيضاً: كيف تحدد الأهداف بفاعلية وتستمر في التطور؟

في الختام:

كتب "ديفيد هاسل" ذات مرة: "المكافأة التي نحصل عليها من عملنا ليست ما نحصل عليه؛ بل هي ما نصبح عليه"، ولا يمكن أن أقول ذلك بشكل أفضل بنفسي؛ لذلك لن أفعل، فالأهداف هامة، ولكنَّ حب العملية هو المفتاح الحقيقي للنجاح، فعندما نفخر بعملية أن نصبح أفضل بشكل تدريجي كل يوم، فلن يكون لدينا مجال للفشل في مساعينا، ودعنا نواجه الأمر فإنَّ تحقيق الهدف يكون مرضياً فقط عندما نفهم بالضبط مقدار العمل الشاق المطلوب للوصول إليه.

المصدر




مقالات مرتبطة