التركيز على المشاريع لتحقيق الأهداف

إنَّ الاجتهاد ضرورةٌ أساسية لتحقيق أيِّ شيء في الحياة؛ فالشخص المجتهد دائماً أكثر نجاحاً من الكسول إذا كانت العوامل الأخرى ثابتة، وإنَّ التركيز على المشاريع بدلاً من الأهداف كان أحد أكثر الأشياء التي ساعدتني على أن أكون إنساناً مجتهداً. والمشروع هو نوع خاص من الأهداف؛ فهو هدفٌ يمكنك تحقيقه طالما أنَّك بذلت جهداً كافياً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب سكوت إتش يونغ (Scott H Young)، ويشرح فيه أهمية التركيز على المشاريع بوصفها وسيلة لتحقيق الأهداف.

إليك مثال سريع:

كتابة روايةٍ ما تُعدُّ مشروعاً، فطالما أنَّك تبذل الجهد الكافي لكتابة بضع مئات من الصفحات، ستُنهي الرواية، أمَّا أن تصبح روايتك الأفضل مبيعاً في العالم هو هدف، فحتى لو بذلت ساعات طويلةً من الجهد في كتابتها، فهذا لا يضمن أنَّها ستبيع ملايين النسخ.

تُحفِّز المشاريع اتخاذ إجراءاتٍ ضخمة:

يمكنك إتمام المشروع دائماً عندما تبذل الجهد المطلوب، والنتائج واضحةٌ دائماً؛ فإمَّا أنَّك عملت بجدٍّ، وحققت ما تريده، أو كنت كسولاً وفشلت، ولا الحظ ولا الصدفة ولا عوامل السوق تؤثِّر في نتيجة عملك، وهذه العلاقة المباشرة بين الجهد والنتيجة تجعل الحفاظ على حماستك أمراً سهلاً؛ لأنَّك تستطيع تماماً التحكم بمصيرك.

تفتقر معظم الأهداف إلى بساطة المشاريع؛ فعلى الرَّغم من أنَّ الجهد أساسيٌّ لتحقيق الأهداف، ولكنَّ الحظ يؤدي دوره أيضاً، على سبيل المثال، لم يعمل الكاتب دان براون (Dan Brown) بجديةٍ أكثر من غيره ب 100 مرة عندما كتب روايته الشهيرة "شيفرة دافنشي" (The DaVinci Code)، وربما يجادل معظم نقاد الأدب بأنَّه لم يكن أكثر مهارةً منهم أيضاً؛ بل كان محظوظاً بعض الشيء.

عندما تركز على الأهداف أولاً؛ فإنَّ دوافعك سوف تتأثر بعوامل محيطك، فقد تكون محظوظاً مرةً، وغير محظوظٍ في مرات أخرى، وعندما لا تتوافق النتائج تماماً مع الجهد الذي بذلته سوف تصل إلى نقطة لا تعرف ما إذا كان عليك أن تجتهد أكثر أو تستسلم.

يعتمد التحفيز كثيراً على نتائج تجاربك السابقة، فإذا نجحت ستكون أكثر حماسة لاتخاذ الإجراءات التي أدت إلى نجاحك، وإذا فشلت، فسوف تتجنب الأفعال التي أدت إلى هذا الفشل، لكن عندما تتأثر نتائج جهودك بعوامل خارجة عن سيطرتك ستفقد الدافع للسعي نتيجةً لذلك، ويمكنك أن تتجنب هذا الأمر بالتركيز على المشاريع.

إقرأ أيضاً: لماذا يجب أن يكون هدفك الحقيقي هاجساً؟

تقسيم الأهداف:

إنَّ تحديد الأهداف يخدم غرضين:

  • يمنحك توجهاً واضحاً نحو ما تريد.
  • يحفزك على اتخاذ الإجراءات.

قد يعطيك الهدف بحد ذاته توجهاً رائعاً، ولكنَّه يظلُّ عاجزاً عن تحفيزك باستمرار إذا لم يترافق مع مشروعٍ واضح؛ إذ يمكنك بتقسيم الهدف إلى مشروع والتوجه أن تجني فوائد كليهما؛ فالتوجه يبقيك مركزاً على غايتك الحقيقية، بينما يضمن لك المشروع اتخاذ إجراءات مكثفة ومركزة نحوها.

اكتشف أولاً توجه هدفك، ومن ذلك الجوانب التي تتطلب جهداً، وتلك التي تحتاج إلى بعض الحظ، فإنَّ تأليف الرواية الأكثر مبيعاً في العالم هو توجه يتضمن بعض المشاريع، مثل كتابة الرواية، ونشرها، وتسويقها جنباً إلى جنب مع بعض الحظ، والحفاظ على هذا التوجه هام جداً وإن لم يُحفزك بما يكفي.

بعد تحديد التوجه الذي يجب أن يسلكه هدفك، عليك تقسيمه إلى مشاريع ملموسة؛ أي تقسيمه إلى خطواتٍ يمكنك تحقيقها بالتأكيد شريطة أن تبذل جهداً كافياً، ثمَّ ركز تماماً على أحد هذه المشاريع، وبالتركيز الكامل على المشروع، فإنَّ النتيجة سوف تتوافق مع جهودك، مما يُسهِّل عليك أن تحافظ على حماستك.

شاهد بالفديو: 8 أمور عليك معرفتها عن الأهداف

اتِّباعي لهذا النهج:

لقد اتبعتً تقسيم الأهداف إلى مشاريع وتوجهات لتحسين صحتي، فإنَّ محاولة بناء القوة والكتلة العضلية، ليست عملية خاضعةً لسيطرتي بالكامل؛ لأنَّها تتأثر بمعدل الاستقلاب ونمطي الجسدي الخاص؛ فلم أجد التركيز على الأرقام عند قياس وزني وسيلةً جيدةً لتحفيز نفسي؛ لأنَّ الأمر يتأثر بالصدفة تأثراً كبيراً.

لكن إن لم يكن هذا التوجه الذي اخترته تحت سيطرتي الكاملة، فتوجد أشياء أستطيع القيام بها للمساعدة؛ إذ يمكنني أن أتحكم تماماً بالطعام الذي أتناوله والرياضة التي أمارسها؛ وبتحديد مشاريع تهدف إلى تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة، يمكنني التأكد من أنَّ العوامل التي أتحكم بها ستعطي نتائج إيجابية.

لقد اتبعت أيضاً أسلوباً مشابهاً في التدوين، فمن الممكن أن تختلف عائدات الموقع وزياراته وعدد قرَّائه بسبب أحداثٍ خارجة عن إرادتي، لكن بالتركيز على المشاريع الصغيرة والكبيرة التي تُعطي القرَّاء مزيداً من القيمة، يمكنني تجاهل العوامل غير الخاضعة لسيطرتي، والتركيز على اتخاذ الإجراءات الصحيحة.

راجع تقدُّمك:

إنَّ فصل المشاريع عن الأهداف ينطوي على خطرٍ خفي، فقد تصبح مهووساً جداً بمشروع ما، فتنسى عندها هدفك الأساسي؛ فلا فائدة من بذل كثير من الجهد إذا لم ترافقه الفاعلية، على سبيل المثال، يشبِّه الكاتب ستيفن كوفي (Steven Covey) ذلك بأنَّه مثل من يتسلق سلماً بسرعة دون أن يدرك أنَّه يستند إلى الجدار الغلط.

إنَّ تخصيص بعض الوقت كلَّ أسبوع لإجراء مراجعة لمشاريعك ومدى توافقها مع أهدافك، قد يكون حلاً جيداً لهذه المشكلة، وبعد الانتهاء من المراجعة، ركِّز مجدداً على المشاريع وتجاهَل الأهداف، وبهذه الطريقة يمكنك البقاء متحمساً دون إغفال الهدف الحقيقي.

المصدر




مقالات مرتبطة