التربية الواعية تسهم في بناء تقدير الذات والثقة عند الأبناء

إنَّ الأهداف الرئيسة للتربية الواعية هي صفات ترغب في أن يتمتع بها أطفالك، ومن هذه الصفات التقدير المرتفع للذات، وثبات المبدأ، والروح الإبداعية، والنزاهة، والتعاطف، والتواصل، واحترامهم لذواتهم وللآخرين، واحترام البيئة، وغرس حب الحياة فيهم.

من الهام تقديم الدعم للمجهود الذي يقدمه أطفالك بصرف النظر عن مدى ما يتمتعون به من إبداع، تذكَّر أنَّهم أطفال وأنَّ أفكارهم ستكون عرضة للتغيير عدة مرات، ومن خلال تشجيعهم فإنَّك تبني تقديرهم لذواتهم وثقتهم بأنفسهم، ومن ثمَّ تغذي عقولهم وأجسادهم وأرواحهم.

تقبُّل الأطفال كما هم عليه ومنحهم الحب غير المشروط:

تقبَّل أفكارهم أو أنصت لها على الأقل، شجعهم على الرسم والتعبير عن آرائهم، وطرح الأسئلة، والعزف على الآلات الموسيقية، وممارسة الرياضة، والجلوس بهدوء، وقراءة الكتب أو اللعب في التراب.

احترام شخصية الطفل والاعتراف بامتلاكه شخصية مختلفة عن الآخرين:

كل طفل يتميز عن غيره، ودرجة حساسيته مختلفة إلى حد كبير؛ لهذا السبب من المهم للغاية أن يتربى كل طفل بما يناسب حالته الفردية الخاصة؛ إذ ليس من الحكمة أن تربي أطفالك كلهم بالطريقة نفسها، فجميعهم لديهم احتياجات ورغبات مختلفة، وأنت تتحمل مسؤولية أن تتصرف كأبٍ واعٍ وتسمح للأمور أن تصل طبيعياً دون أن تُضطر إلى التدخل باستمرار؛ فالأمر يرتبط بالسماح للنمو الروحي في ساحة الحياة.

علِّم الأطفال كيف يحبون أنفسهم، وساعدهم على معاملة مشاعرهم، وعلِّمهم أهمية التحدث عن الذات بإيجابية، وأظهر لهم كيف يقدرون الأمور الصغيرة والكبيرة في الحياة، وتستمر عملية تعزيز تقدير الذات طوال الحياة من خلال تعليمهم كيف يحبون أنفسهم ويعتنون بها في الصغر؛ فإنَّك تساعدهم على بناء صورة ذاتية إيجابية، وتغرس الثقة وتبني القوة الداخلية لطفلك.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لتعزيز ثقة الطفل بنفسه

تقنية المرآة وعبارات التقدير الإيجابية:

تتمثل إحدى طرائق القيام بذلك في استخدام عبارات التقدير الإيجابية وتقنية المرآة؛ لذا قم بذلك أمام أطفالك وقل لنفسك: "أحبك" وأنت تقف أمام المرآة، أو "سأحظى بيوم رائع"، وتوجد عبارات تقدير أخرى يمكن أن تقولها في المرآة أمام أطفالك مثل: "أنا بصحة جيدة ومعافىً تماماً".

اجعل طفلك يقف أمام المرآة ويقول أشياء تعبر عن المحبة لنفسه، وقدم لهم عبارات تقدير قوية ليقولوها بصوت عالٍ، فمن خلال القيام بذلك طوال الوقت فإنَّك تمكِّن أطفالك وتساعدهم على تعزيز وعي ذاتي داخلي كبير وثقة داخلية يمكن أن تستمر طوال حياتهم، وقد تسهم حتى في إنشاء تقليد جديد ينتقل من جيل إلى جيل.

اسأل طفلك عمَّا يعجبه في نفسه، قد تكون ابتسامته، وحقيقة أنَّه لطيف مع أصدقائه، أو أنَّه يرتب ألعابه، والطريقة التي يهتم بها بجده، وشقيقه، ومقدار حبه للطبيعة وعنايته بالأرض.

اسألهم عن مشاعرهم تجاه أنفسهم، إذا لم يعجبهم ما يشعرون به تجاه أنفسهم فساعدهم على تغيير تلك الأفكار، وامنحهم كلمات وإرشادات إيجابية مفيدة للتفكير في أنفسهم.

على سبيل المثال يمكنك أن تطلب منهم أن يقولوا: "أنا حقا أحب عيني"، "أنا حقاً أحب الطريقة التي أبتسم بها"، "أنا أحب نفسي"، "سأحظى بيوم رائع اليوم"، "سأبتسم لجميع من سأراهم اليوم وأشاركهم سعادتي"، "أحب جسدي"، "سأُعبِّر عن إبداعي بحرية"، "الدراسة سهلة بالنسبة إلي".

كن مبدعاً واكتب عبارات التقدير التي ستفيد طفلك، يمكن استخدام عبارات التقدير للمساعدة على الشعور بالتوازن والبهجة.

يمكنك الوقوف بجانبهم وقول الأشياء نفسها عن نفسك وأنت تنظر في المرآة معهم وتوضح كيفية التعبير عن الامتنان لنفسك بوصفك والداً أيضاً.

التدرب على عبارات التقدير:

يمكنك كتابة عبارات التقدير مع أطفالك على لوحات الملصقات ووضعها على جدران غرف النوم أو في أيِّ مكان في المنزل لهذا الغرض، ويمكنك وضع عبارات التقدير في علبة الطعام الخاصة بطفلك، ويمكنك أنت وطفلك وضع كُتيِّب يحتوي عبارات تقدير خاص بكما وقراءته معاً كل يوم، قد تتألف هذه الكُتيِّبات من خمس أو عشر صفحات، ويمكن تعليق أوراقها على جدران غرفة المعيشة.

في الختام:

أيها الأهل لقد حان الوقت للتحقق من ثقتكم بأنفسكم وتعزيزها، علِّموا أطفالكم تقدير الذات من خلال تصرفاتكم، والطريقة التي تتحدثون بها إلى أنفسكم وعن أنفسكم؛ فإذا كان أحد الوالدين يقلل من شأن نفسه باستمرار فإنَّ أطفاله من حوله سيفعلون الشيء نفسه، وهذا يشمل عدم السماح للأشخاص من حولك بالتقليل منك بما في ذلك الأقارب والأشخاص المقربون.

أطفالك يرون ويسمعون كل ما يجري في حياتك، وإظهار احترامك لذاتك سيعلمهم كيف يحترمون ذواتهم؛ لذا تخلص من الأشياء غير الصحية في ماضيك التي تعوقك، وحطم السلاسل التي تركتك حبيس معتقداتك القديمة التي لم تعد تخدمك؛ فالتغيير هو الشيء الثابت الوحيد في حياة الجميع، إنَّه شفاء وتطهير ورعاية، التغيير هو صديقك، وعليك أن تعرف معنى الثقة؛ لتعلمها لأطفالك؛ لذا كن عظيماً وتعلَّم من تكون في الحقيقة، أنت عظيم حقَّاً وبمجرد أن تؤمن بنفسك ستتمكن من اكتشاف عظمتك بالكامل ونقلها إلى أطفالك.