التحكم فيما بعد الحدث من خلال السيطرة على أفكارنا ومشاعرنا

نحن نعرف جميعاً أشخاصاً أول ما يفعلونه عندما يحدث شيء سيِّئ معهم، هو إلقاء اللوم على شخص ما أو شيء آخر. ولنكون صادقين، نحن جميعاً نفعل ذلك، على الأقل في بعض الأوقات، وربما في كثير من الأحيان أكثر ممَّا نود الاعتراف به. وعلى الرغم من معرفتي بالحقيقة تلك، غير أنَّني أعدُّ نفسي من بين أولئك الذين يقدِّرون أنفسهم عندما تسير الأمور بشكل جيد، ويلقون اللوم على الآخرين عندما تكون سيئة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن جاي هارينجتون (Jay Harrington)، والذي يُحدِّثنا فيه عن كيفية التحكم فيما يحدث.

يمكننا جميعاً أن نعيد التفكير في أنفسنا، لنتأكد فيما إذا كان لأفعالنا دور تؤديه حين لا تسير الأمور كما نريد، ولكن في كثير من الأحيان، تحدث أشياء سيئة تكون في الواقع خارجة عن سيطرتنا تماماً؛ إذاً ماذا علينا أن نفعل؟

رد الفعل الفوري الذي نلجأ إليه هو بسهولة الشكوى من مصاعب الحياة وحظنا السيِّئ. من الجيد أن تكون لديك هذه المشاعر؛ لكنَّ الطريقة التي نتصرف بها استجابة للظروف السلبية، على الرغم من مشاعرنا، هي التي ستحدد شكل حياتنا؛ هل سنشعر بالإحباط والندم؟ أم أنَّنا سنرتقي، مدركين أنَّ لدينا القليل من السيطرة على ما يحدث؛ مع علمنا بأنَّنا نسيطر بشكل مطلق على كيفية تفاعلنا مع ما يحدث؟

تؤدي هذه القرارات دوراً كبيراً في تحديد ما إذا كنَّا نعيش حياة مرضية أو غير مرضية، ونحن البشر نواجه صعوبة في فهم تلك القرارات منذ آلاف السنين.

منذ آلاف السنين، كتب الفيلسوف اليوناني الرواقي إبيكتيتوس (Epictetus): "المهمة الرئيسة في الحياة، هي بسهولة تحديد وفصل الأمور حتى أستطيع أن أقول لنفسي بوضوح ما هي الأشياء الخارجية التي لا تخضع لسيطرتي، والتي لها علاقة بالاختيارات التي أتحكم فيها بالفعل، فأنا لا أبحث عن الخير والشر في الأمور التي لا يمكن السيطرة عليها؛ بل في الاختيارات التي تخصُّني".

شاهد بالفديو: كيف تتعلم العادات الإيجابية؟

عام من المؤثرات الخارجية الصعبة:

من أهم دروس الحياة، والتي يصعب استيعابها، أنَّنا لا نملك أيَّة سلطة على الظروف الخارجية، وتكمن قوَّتنا في داخلنا فحسب.

لم تكن هذه المرحلة في أيِّ وقت من فترات حياتي أكثر صعوبة من عام 2020 المليء بالتحديات، بسبب جائحة كورونا (COVID-19) والمشكلات السياسية والثقافية والاقتصادية والإغلاق الطويل؛ إذ واجهتنا تحديات لا هوادة فيها، معظمها بسبب هذه السنة المليئة بالمشكلات.

بالنسبة إلى الكثيرين منَّا - بمن فيهم أنا - فإنَّ فكرة التخلي عن السيطرة في مواجهة هذه الظروف، تبدو غير منطقية وتؤدي إلى نتائج عكسية.

لكنَّ التخلي لا يعني الجلوس مكتوف اليدين؛ بل أن تدرك أنَّه لا يمكننا فعل أيِّ شيء للتأثير فيما حدث، ولكن يمكننا التأثير فيما يحدث بعد ذلك، سواء كان ذلك في حياتنا الشخصية أم في العالم من حولنا.

عندما نحاول السيطرة على ما لا يمكننا السيطرة عليه، فإنَّنا نسلب أنفسنا القدرة على تجربة الفرح والوجود وإحداث فارق في المضي قدماً. في كل مرة نواجه فيها مثل هذا التحدي، يمكننا ويجب علينا اختيار طريقة المواجهة، فهذه هي اللحظات الجوهرية في الحياة التي تحدد سعادتنا، في مواجهة الصعاب.

المصدر




مقالات مرتبطة