التأثير السلبي للإجهاد في مكان العمل

كم مرة حدث وقلت أنت أو زملاؤك: "هذه الوظيفة تقتلني"؟ فما لم تكن تعلمه على الأرجح هو أنَّك كنت على صواب؛ إذ يُعَدُّ مكان العمل خامس سبب أساسي للوفاة في الولايات المتحدة، والنتائج ليست أفضل بكثير في أي مكان آخر في العالم.



ملاحظة:هذا المقال مأخوذ عن "ميشيل إم. سميث" (Michelle M. Smith) إحدى ألمع النساء وأكثرهن تحفيزاً، وتخبرنا فيه عن تجربتها في كشف دور مكان العمل الرئيس في التعب والإجهاد والمرض 

يقول أستاذ السلوك التنظيمي في "كلية الدراسات العليا في ستانفورد للأعمال" (Stanford Graduate School of Business) "جيفري ب.فايفر" (Jeffrey Pfeffer): "أريد تنبيه الناس، فهذه مشكلة خطيرة لها تأثيرات سلبية في أداء الشركات ورفاهية الناس؛ لذا يجب أن نهتم بالصحة النفسية والجسدية للموظفين، وليس فقط بالأرباح، فنحن نلحق الضرر بكل من أداء الشركة وسلامة الفرد، وهذا يجب أن يكون نداءً صريحاً لنا للتوقف، فيوجد ضرر كبير يحدث".

أماكن العمل الاستغلالية في القرن الواحد والعشرين:

لفتني بالتأكيد أحدث كتاب للبروفيسور "ب.فايفر" "الموت من أجل الراتب" (Dying for a Paycheck)، فهو يصوِّر كيف أصبح مكان العمل سيئاً وغير إنساني بشكل صادم، ويصوِّر أيضاً مجموعة من العلل والسلبيات في مكان العمل الحديث - ومنها تسريح العمال، والإجهاد، وانعدام الأمن الاقتصادي، واختفاء التأمين الصحي الجيد، إلى الآثار النفسية لساعات العمل الطويلة، والصراع بين العمل والأسرة - ويبحث في عبء تكلفة الرعاية الصحية الذي تفرضه ثقافة العمل اليوم على الموظفين.

شاهد بالفيديو: 7 استراتيجيات للتعافي من إرهاق العمل

بعض الحقائق عن أوضاع العمل:

  1. يكلِّف الإجهاد الوظيفي أرباب العمل في الولايات المتحدة أكثر من 300 مليار دولار سنوياً.
  2. أفاد 61% من الموظفين أنَّ الإجهاد في مكان العمل يسبب لهم كثيراً من الأمراض.
  3. أكَّد 7% أنَّهم دخلوا المستشفى بسبب الإجهاد في مكان العمل.
  4. 50% فاتهم وقت في العمل بسبب الإجهاد.
  5. يترك الناس وظائفهم بسبب الإجهاد.
  6. قد يتسبب الإجهاد في الولايات المتحدة في وفاة 120 ألف شخص سنوياً.
  7. يموت مليون شخص سنوياً في الصين بسبب إرهاق العمل.

من المفارقات وللأسف أنَّ "جيفري ب. فايفر" حشد مجموعة كبيرة من الأدلة والعديد من الأمثلة من جميع أنحاء العالم؛ وذلك لفضح الحقيقة المثيرة للغضب عن حياة العمل الحديثة، حتى مع سماح المنظمات لممارسات الإدارة التي تضر بمشاركة الموظفين، وتزيد من معدل دوران الموظفين، وتدمِّر صحة الناس الجسدية والعاطفية، فإنَّ هذه السياسات لا تعزز الإنتاجية أو النتيجة النهائية، ومن ثمَّ تؤدي إلى نتيجة خاسرة.

إقرأ أيضاً: كيف تتجنب الاكتئاب الناتج عن العمل؟

السبب في الرؤساء التنفيذيين:

لقد أدهشتني قصة في الكتاب عن "روبرت تشابمان" (Robert Chapman)، الرئيس التنفيذي لشركة "باري ويميلير" (Barry-Wehmiller)، وهو يقف أمام 1000 رئيس تنفيذي آخر ويقول: "أنتم سبب أزمة الرعاية الصحية".

إذاً؛ كيف توصَّل "تشابمان" إلى هذا الاستنتاج الصادم؟ لقد قادته نقاط البيانات الآتية إلى استنتاج أنَّ أماكن العمل هي مصدر التوتر، والرؤساء التنفيذيون "يسببون" ما يحدث في أماكن عملهم، وأنَّ الإجهاد يسبب أمراضاً مزمنة، التي هي أكبر عنصر في نفقاتنا الصحية المستمرة والضخمة، وهذه النقاط هي:

  1. أفاد "المنتدى الاقتصادي العالمي" (The World Economic Forum) ومصادر أخرى أنَّ نسبة هائلة من عبء تكلفة الرعاية الصحية في العالم المتقدم، وخاصة في الولايات المتحدة - بعض التقديرات تصل إلى 75% - تأتي من أمراض مزمنة، مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والدورة الدموية.
  2. يوجد قدر هائل من الدراسات المتخصصة بالأوبئة التي تشير إلى أنَّ مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية ومتلازمة التمثيل الغذائي - والعديد من السلوكات الفردية ذات الصلة بالصحة مثل الإفراط في تناول الطعام، وقلة التمرينات، وتعاطي المخدرات والكحول - ناتجة عن الإجهاد.
  3. كمية كبيرة من البيانات التي تشير إلى أنَّ أكبر مصدر للتوتر لدينا يأتي من مكان العمل.

ليس من المستغرب، عندما يتعلق الأمر بصحتنا، ألَّا تقل البيئة التي نعمل فيها أهمية عن البيئة التي نعيش فيها.

إقرأ أيضاً: أسباب الإرهاق أثناء العمل وطرق التخلص منه

الالتزام بالسلامة في مكان العمل:

يجب أن يبقى القادة يقظين تجاه المخاطر والتكاليف الباهظة للعديد من أماكن العمل اليوم؛ فهم يحتاجون إلى بذل جهود متضافرة ومتواصلة؛ وذلك لتقليل مستوى التوتر في مكان العمل، وإنشاء بيئات آمنة وهادئة وراقية، ويجب أن يتجاوز هذا الجهد برامج السلامة الخاصة بالشركة.

لذا إليك ثلاثة أمور يمكنك استخدامها في الموارد البشرية للمساعدة على الحد من التوتر وتحسين الصحة العامة لمكان عملك: "التوجه في العافية نحو برامج السلامة العامة"، و"المديرون الجيدون هم أفضل استراتيجية لك في مجال صحة الموظفين"، و"كيف يتعامل أرباب العمل الأذكياء مع إجهاد الموظفين".

على غرار الجهود المبذولة للكشف عن التنمر في مكان العمل والتحرش الجنسي وعدم المساواة بين الجنسين والقضاء عليه، لم يعد من الممكن التسامح مع بيئات العمل المجهدة والسامة، ويوجد خطر حقيقي من أنَّ القيام بخلاف ذلك قد يؤدي إلى دعاوى قضائية وفضح تنظيمي عام.

سيكون من الحكمة أن يتخذ القادة خطوات الآن، قبل أن تصبح المشكلة أكثر وضوحاً، ويكون حلها أصعب وأكثر تكلفة.

المصدر




مقالات مرتبطة