تبدأ أعراض الفصام قبل سن الخامسة والأربعين وعادة في اليفع وأول الشباب . يعاني معظم المرضى من أهلاس سمعية يسمعون فيها إما أصوات أفكارهم أو يسمعون أصواتاً تعلق على أفعالهم بشكل يحط بقدرهم أو يسمعون أحياناً أصواتاً تناقش أفعالهم بصفة الغائب . وبالإضافة للأهلاس يعاني هؤلاء المرضى من هذيانات فيشعرون مثلاً أن قوى خارجية تسيطر على أفكارهم وأفعالهم وترغمهم على تنفيذ أفعال لا يريدونها .
ييدو الفصامي للفاحص غالباً مبهماً لا يستجيب ولا ينفعل ، تفكيره أخرق ( سمج ) بطيء وأفكاره غير مترابطة . يكون الوجدان مسطحاً او غير ملائم فيضحك وهو يناقش مسائل محزنة وخطيرة . كما يبدي بعض الفصاميين سحناً أو عرات تشابه أحياناً داء الرقص ، أو الإضطرابات خارج الهرمية الأخرى وقد يبدو بعض المرضى جامدين وكأنهم مصابون بالخمول Apathy واللامبالاة الناجمين عن إصابات الفص الجبهي .
سبب الاضطرابات الفصامية مجهول . وقد كشفت دراسة التوائم أساساً وراثياً قوياً . كما كشف بعضهم شذوذاً في الصبغي الخامس في عائلات كثيرة ولكن ذلك لم يتأيد من سواهم . ولكن لم يكشف في الدماغ شذوذ بنيوي أو كيماوي حيوي . ويوحي تصوير الدماغ الطبقي المحسب أن للفصاميين دماغاً ضامراً ولكن ذلك لايزال بعيداً جداً عن الإجماع .
ويستند التشخيص أولاً على وجود مجموعة الأعراض المميزة وثانياً على نفي الأسباب الأخرى المحتملة لاضطرابات الانفعال والشخصية . يكون الفصاميون - إذا تعاونوا - مهتدين دون تغير في وظائف الاستعراف ؛ بينما يمدي المصابون بمرض دماغي بنيوي أو استقلابي توهاناً وشذوذات أخرى في الاستعراف . والمشكلة السريرية في كلا الفئتين هي عدم تعاون المريض مع الفاحص . ومن المهم تمييز الفصام عن النفاس الوجداني رغم صعوبته لأن المعالجة فيهما تختلف والإنذار في النفاسات الوجدانية أفضل بكثير منه في الفصام .
تتطلب معالجة الفصام الكثير من الخبرة . ويعالج الفصام بالأدوية النفسية وهي الفينوتيازينات والبيتروفنونات ، والثيوكزانتينات التي أتاحت لأكثر الفصامين أن يتعالجوا خارج المستشفيات العقلية ، ولكن هذه الأدوية صعبة الاستعمال . وتأني الصعوبات إما عن مشاكل في مطاوعة المريض وإما بسبب كثرة أعراضها الجانبية . فبالجرعات المطلوبة للسيطرة على الأعراض النفاسية قد تصيب بعض المرضى بالزلز* أو بخلل التوترية أو بإضطرابات خارج الهرمية من النمط البابركنسوني تستدعي أن يضاف للفينوتيازينات أدوية مضادة للكولين .
هذا بالإضافة إلى أن استعمال الفينوتيازينات لمدة طويلة يؤدي في أكثر من 10% من المرضى إلى عسر الحركة المتأخر Tardive Skinesia الذي يتظاهر بحركات مستمرة في الفم واللسان والوجه أو بخلل التوترية في الجذع والأطراف . وقد يستمر عسر الحركة المتأخر حتى بعد قطع الفينوتيازينات ولا يستجيب كثيراً للمعالجة ولذا كان من الضروري محاولة التحكم بالأعراض النفاسية بأقل جرعة ممكنة من الفينوتيازينات .
ومن المفيد غالباً بالإضافة للمعالجة الدوائية محاولة إيجاد بيئة يجد فيها المرضى الراحة والدعم النفسي دون أن يحسوا بشدة أو كرب . وقد أدت هذه المعالجة الناجحة لإيجاد بيوت استشفاء للمرضى المزمنين . وإذا بدىء بالمعالجة المناسبة باكراً يشفى نصف المرضى ويتمكن ثلث آخر منهم العيش في المجتمع .
المصدر: البوابة الصحية
أضف تعليقاً