الابتزاز العاطفي: ما علاماته؟ وما طريقة التعامل معه؟

يقع كثيرون ضحايا علاقات سامة يُخرجهم فيها شركاؤهم عن طورهم، أو يضيِّقون الخناق عليهم ويقيدون تحركاتهم، فيشعرون أنَّ الشريك يبتزهم عاطفياً؛ فإن أردت معرفة المزيد عن الابتزاز العاطفي فتابع معنا القراءة.



ما هو الابتزاز العاطفي؟

الابتزاز العاطفي هو آلية اضطراب شديد تشهدها بعض العلاقات، وهو شكل من أشكال التلاعب يستخدمه الشخص لمطالبة ضحاياه وتهديدهم للحصول على ما يبتغي. ويندرج الابتزاز العاطفي تحت مفهوم الابتزاز عامةً، يقوم فيه المبتز بتهديد الطرف الآخر والتوعد بأذيته إن لم يخضع لمطالبه.

لنطرح مثالاً عن الابتزاز بوصفه مفهوماً عاماً، افرض جدلاً أن تدخل على رئيسك المتزوج فتجده في وضع حميمي مع أخرى غير زوجته، فتستغل خوفه من أن تعرف زوجته بذلك وتدرك أنَّه على استعداد لتلبية جميع طلباتك شرط ألا تفضحه، فتطلب منه زيادة مرتبك بوصفه ثمناً للكتمان.

لا تختلف أمثلة الابتزاز العاطفي عن هذا المثال، غير أنَّه يخص العلاقات الودية المتينة؛ إذ يسعى الشخص الذي يحاول ابتزازك عاطفياً إلى بث مشاعر الخوف والذنب والغضب لحملك على الامتثال لما يريده، وفي الوقت نفسه، يحاول تحميلك أنت (الضحية) مسؤولية سلوكه السلبي.

إقرأ أيضاً: كيف نواجه ظاهرة التحرش الجنسي في العمل؟

أمثلة عن الابتزاز العاطفي:

يتصف الشخص المبتز عاطفياً بعدم النضج العاطفي، فهذه هي الوسيلة الوحيدة التي يعرفها للتواصل، ويجهل كيف يبني علاقة صحية؛ وبدلاً من ذلك، يستخدم سلوكه السلبي في التنمر كي يمتثل الشريك له.

تتصف كثير من العلاقات العاطفية بالابتزاز العاطفي، إذ يُعدُّ أكثر أنواع الابتزاز شيوعاً؛ لنتكلم عن الخيانة: إذا كُشفت خيانة امرأة -وكانت هي الطرف الذي يمارس الابتزاز العاطفي- فإنَّها بدلاً من التعبير عن الندم والأسف عن أفعالها، تلقي باللوم على زوجها.

بمعنى آخر، قد تقول أشياء مثل: "لو أنَّك أحببتني حقاً وأوليتني جل اهتمامك لما خنتك!"، فهي تسوِّغ بقولها هذا سلوكها المنحرف وتسبب الإرباك الشديد لزوجها إلى درجة أنَّه قد يصدق أنَّه هو المَلوم فعلاً، فقد يقتنع بحيلتها ويبدأ بالتساؤل ما إن كان زوجاً صالحاً أم لا بشكل أو بآخر.

إليك عبارات أخرى تدل على الابتزاز العاطفي:

  • إذا تخليت عني فسأنتحر.
  • أنت تدعي محبتي، لكنَّك تتحدث إلى صديقك متجاهلاً كرهي لذلك.
  • إذا ضبطتك تنظر إلى امرأة أخرى، سأفقأ عينيك!
  • يُجمِع كل من أفراد أسرتي وأصدقائي على أنَّك مضطرب عقلياً!
  • لقد دمرت حياتي والآن تحاول أن تنصحني!

كما نتبين من هذه الأمثلة، سيحاول الطرف الذي يمارس الابتزاز العاطفي دائماً تحميل الضحية مسؤولية كل شيء، فيما يلي بعض الأمثلة الأخرى:

  • أنت السبب في عدم ترقيتي في العمل.
  • كيف لي أن أحافظ على رشاقتي وأنت تتخمني بالمأكولات الدسمة!

وإضافةً إلى ذلك، فهم يستخدمون استراتيجيات تربك ضحاياهم، ويفعلون ذلك بأساليب تجعل مطالبهم تبدو مُحقة، أو يُظهرون ضحيَّاتهم بمظهر الشخص الأناني أو المضطرب عقلياً، أو حتى قد يلجؤون إلى شخص آخر لترهيبهم.

ما العلامات الدالة على أنَّ الشريك يبتزك عاطفياً؟

قد تصدمك حقيقة عدم معرفتك أنَّك تتعرض للابتزاز، قد تظن أنَّه باستطاعتك اكتشاف ذلك، لكنَّنا في بعض الأحيان نحتاج إلى أن نبتعد قليلاً لنرى الصورة كاملة وإلا لن نلاحظ علامات التحذير.

دعنا نلقي نظرةً على بعض الأشياء التي يجب أن تطلع عليها:

  1. هل تعتذر كثيراً؟ بمعنى آخر، هل تشعر أنَّ شريكك يعتقد أنَّ كل ما تفعله خاطئ، ثم تطلب منه الصفح والغفران دوماً؟
  2. هل تتحمل مسؤولية تصرفات شريكك؟ بعبارة أخرى، إن أصابته نوبة غضب مثلاً، فهل تعتقد تلقائياً أنَّ السبب يعود لارتكابك إثماً ما؟
  3. هل تشعر أنَّك الوحيد الذي يستسلم أو يقدم تضحيات لتستمر العلاقة؟
  4. هل غالباً ما يبث فيك شريكك الذعر؟ هل تشعر أنَّك مجبرٌ على إطاعة أمره أو الخضوع له؟
  5. هل تُجري تغييرات على حياتك لمجرد إسعاد شريك حياتك؟
  6. هل تجد صعوبةً في الدفاع عن نفسك؟ أو هل تشعر وكأنَّك دائماً ما تتوخى الحيطة والحذر ولا تجرؤ على الشكوى؟
  7. هل تعتقد أنَّه من المستحيل وضع حدود في علاقتك أو أن ترفض طلباً لشريكك؟
  8. هل تجد صعوبةً بالغةً في التواصل مع شريك حياتك؟ وإن صدف وحدث ذلك، هل يُصِم أذنيه عن السماع؟

إن كانت إجاباتك على أي من هذه الأسئلة بالإيجاب، فمن المحتمل أنَّك تتعرض للابتزاز العاطفي، ويجب عليك التصرف إزاءه.

إقرأ أيضاً: 9 علامات تشير إلى أنَّك تتعامل مع متلاعب بالعواطف

نصائح للتعامل مع الابتزاز العاطفي:

إذا كنت ضحيةً للابتزاز العاطفي، فهناك بعض الطرائق التي تمكنك من التعامل مع الموقف.

1. مُصارحة النفس:

يجب عليك في البداية أن تكون صادقاً مع نفسك، وتلقي نظرةً فاحصةً وموضوعيةً على سلوك شريكك وتحاول التعرف على سلوكه المهيمن بجميع أشكاله.

2. الاحتفاظ بمفكرة:

يتيح لك تدوين تفاعلاتك اليومية مع الشريك مراجعة ما قاله وفعله، بهذه الطريقة، يكون لديك سجل مكتوب للسلوك الذي يحدث بالفعل، قد تخوننا ذاكراتنا في بعض الأحيان؛ لذا استخدم الورق بوصفه دليلاً ووسيلة للتذكر.

3. طلب المساعدة:

حاول أن تفهم سبب سماحك لشريكك بهذا النوع من السلوك، هل ثمَّة في ماضيك ما يجعلك تعتقد بأنَّك تستحق هذه المعاملة السلبية؟ حاول طلب المساعدة من معالج للعلاقات لمساعدتك في الكشف عن سبب القبول بهذه المعاملة إن استطعت.

4. التأكُّد من وجود خطرٍ ما:

يعاني كثيرون نوبات انفعالات عاطفية بين الفينة والأخرى؛ ولكن إن تكرر هذا الأمر حتى غدا اعتيادياً، فأنت بحاجة ماسة إلى حماية نفسك وأطفالك في حال كان لديك أولاد.

5. وضع الأمور في نصابها:

اسع إلى أن يحصل شريكك الذي يمارس الابتزاز العاطفي على المساعدة اللازمة، أمَّا في حال رفض التغير فعندها يجب عليك التفكير بجدية في إنهاء العلاقة.

الخلاصة:

لا أحد يستحق أن يُبتز عاطفياً، فهذه وسيلة فظيعة ولئيمة للتلاعب بإنسان آخر؛ لذا إن وجدت نفسك ضحيةً للابتزاز العاطفي في علاقتك، فاعلم أنَّك تستحق الأفضل، لأنَّ سعادتك وكينونتك فوق كل شيء.




مقالات مرتبطة