الإشباع الذاتي دور أساسي للنجاح والسعادة

فُطر الإنسان منذ الأزل على تلبية احتياجاته ورغباته، وقد كان هذا الأمر سبباً في حياته بشكل متناغم مع الآخرين ومع الطبيعة، فمن أجل أن يشبع الإنسان رغبته الجنسية تكاثر وأكمل النسل البشري، ومن أجل أن يسكت جوعه أكل الطعام وتعلَّم الطهي، وكل ذلك سببه احتياجاته الكامنة داخله، لذلك سنستعرض في هذا المقال فوائد إشباع الذات وما هي أهم الأشياء التي تساعدك على تلبية احتياجاتك، فإذا كنت من المهتمين بذلك فتابع معنا.



نصائح تساعدك على إشباع ذاتك:

1. أحِط نفسك بالأشياء الإيجابية:

يمكن أن يتأثر قدر كبير من سعادتك ببيئتك، فإذا لاحظت أنَّك تقضي الكثير من وقتك مع أشخاص لديهم تأثير سلبي في مزاجك أو سلوكك، فقد يكون الوقت قد حان للتواصل مع الأشخاص الذين يجعلونك تبتسم ويدفعونك نحو الإيجابية؛ وذلك لأنَّ هؤلاء الأشخاص يمنحونك سعادة نفسية، وأنت غير مضطر إلى مجاملة أشخاص على حساب سعادة ذاتك.

2. حدد خطة النجاح التي تصبو إليها:

امنح نفسك أهدافاً للوصول إليها سواء في حياتك الشخصية أم المهنية، فربما ترغب في إنقاص وزنك أو العودة إلى المدرسة للحصول على درجة أعلى أو شرب المزيد من الماء، ومهما كان ما تريد تحقيقه فمن المرجح أن تكون ناجحاً إذا حددت أهدافاً ملموسة.

بعد تحديد هذه الأهداف قم بتنفيذ خطة لتحقيقها خطوة بخطوة واقضِ الوقت في تخيل ما يتطلبه الأمر لتحقيق النجاح، فإنَّ تطوير رؤية واضحة لأهدافك يجعلها أكثر واقعية وأكثر قدرة على التحقيق، واحرص دائماً على أن يكون لك هدف تصبو إلى تحقيقه، فإنَّ تحقيق النجاح يعزز من إشباع الذات، وعندها ستشعر بأنَّك ذو أهمية أكبر بينك وبين الناس وبين نفسك أيضاً.

شاهد بالفيديو: 10 أمور بسيطة تحقق لك الرضا الذاتي عن نفسك

3. احتفِ دائماً بنجاحاتك:

عندما تحقق النجاح وتصل إلى أهدافك من الهام للغاية الاحتفاء بهذه المكاسب ومكافأة نفسك بطريقة ما، فامنح نفسك اعترافاً بأنَّك قمت بعمل جيد يستحق المكافأة؛ إذ يمكن القيام بذلك عن طريق الخروج مع الأصدقاء ليلاً، أو شراء شيء واحد كنت تؤجله، أو قضاء يوم في علاج نفسك، أو ببساطة القيام بأي شيء للاحتفاء بأنَّك حققت هدفاً.

4. تحمَّل مسؤولية إسعاد نفسك:

غالباً ما يكون من السهل جداً جعل الآخرين مسؤولين عن سعادتك مثل الزوج أو الصديق، والحقيقة هي أنَّك يجب أن تكون مسؤولاً مسؤولية كاملة عن سعادتك النفسية وتحقيق ذاتك، وبدلاً من لوم الآخرين أو الأشياء بسبب افتقارك إلى السعادة، دع الأمر بين يديك وابحث عن طرائق لتحقيق سعادتك بنفسك بصرف النظر عما يحصل لك في حياتك أو كيف يعاملك الآخرون، فقد يبدو أن تكون مسؤولاً عن مصيرك ونفسك أمراً صعباً، ولكنَّه ضروري للغاية في سبيل إشباع ذاتك والعمل على سعادتها.

5. ساعد الآخرين:

طريقة رائعة للشعور بالرضى وإشباع الذات هي مشاركة ما لديك مع الآخرين؛ إذ يمكن أن يشمل ذلك الوقت أو المال أو المهارات، وإذا كنت تستخدم هذه الأمور لمساعدة الآخرين، فمن المؤكد أنَّك لن تساعدهم فحسب؛ بل ستضيف رصيداً إلى سعادتك؛ وذلك لأنَّك بمساعدتك للآخرين ستشعر بقيمة نفسك وبحاجة الناس إليك، وكل هذا سيعزز إشباع الذات لديك.

6. اعتنِ بنفسك جيداً:

على الرغم من أنَّ مساعدة الآخرين رائعة، إلا أنَّه من الضروري ألا تغفل عن احتياجاتك الخاصة، فامنح نفسك الراحة عندما تحتاج إليها، واتبع أسلوب حياة صحياً ونشيطاً، وإذا كنت تهتم بنفسك، فستكون أكثر قدرة على التأثير في الآخرين من حولك وستشعر بالسعادة عموماً، ولا بد من التوضيح أنَّ الإحسان إلى ذاتك أولى من إحسانك إلى الآخرين، فأنت لا تستطيع إسعاد الآخرين إن لم تسعد ذاتك أولاً.

7. ابحث عن الأمور الإيجابية في حياتك:

قد يبدو أنَّه لا يوجد الكثير لتعتز به في حياتك في بعض الأحيان، إلا أنَّه يجب عليك النظر في الداخل والاعتراف بالأشياء التي تسير على ما يرام، فابحث عن المواقف والأشخاص في حياتك الذين تشعر بالامتنان تجاههم وركز عليهم، فلن يساعدك التركيز على الإيجابيات على الشعور بإحساس أكبر بالرضى فحسب؛ بل سيسمح لك أيضاً بتحديد المجالات في حياتك التي يمكن فيها إجراء التغييرات.

إنَّ تحقيق الذات لا يحدث في يوم واحد، فهو يستغرق وقتاً وجهداً واعياً، لكن إذا اتبعت هذه الخطوات واتخذت إجراءات لتغيير طقوسك اليومية، يمكنك أن تصبح أكثر قدرة على إشباع ذاتك.

إشباع الذات هو مفتاح السعادة:

مفتاح السعادة هو تلبية احتياجاتنا وإشباع ذاتنا، وعلى الرغم من أنَّ الأشخاص الذين يعتمدون على الآخرين جيدون جداً في تلبية احتياجات الآخرين، إلا أنَّ الكثيرين منهم يجهلون كيفية تلبية احتياجاتهم الخاصة، ولديهم مشكلات في تحديد والتعبير عن احتياجاتهم ورغباتهم، وقد يكونون متناغمين جداً في تلبية احتياجات ورغبات الآخرين؛ بل ويتوقعونها.

على مر السنين اعتادوا على استيعاب الآخرين لدرجة أنَّهم فقدوا الاتصال باحتياجاتهم ورغباتهم؛ إذ يبدأ هذا النمط في الطفولة عندما يتم تجاهل احتياجاتنا أو خزيها، وبصفتنا أطفالاً في أغلب الأحيان كان علينا التكيف مع احتياجات آبائنا الذين قد يكونون مرضى بدنياً أو عقلياً أو مدمنين أو غير متزنين عاطفياً أو جسدياً، كما كان على بعضنا التكيف مع رغبات وتوقعات الوالد الأناني أو المتحكم لمجرد البقاء على قيد الحياة.

بعد فترة، بدلاً من أن نشعر بخيبة أمل أو خجل لعدم تلبية احتياجاتنا، نقوم بكبتها؛ وذلك لأنَّنا ببساطة لم نعرف يوماً كيف نلبي احتياجاتنا ونشبع ذاتنا، وبذلك نعيش حالة من عدم الارتياح والسعادة، ونشعر في كل مرة ننجح فيها بأنَّنا يجب أن نسخر نجاحنا للآخرين لكي لا نكون حسب ما نفكر أنانيين.

أما نحن البالغين لا يمكننا منع أنفسنا من التضحية باحتياجاتنا ورغباتنا في العلاقات على حساب سعادتنا، ففي البداية قد يكون الدافع وراءنا هو الحب، لكن سرعان ما نشعر بالاستياء لأنَّ استياءنا وعدم التوازن في العلاقة ينمو.

دون التعافي من هذا الأمر قد نعتقد أنَّ المشكلة تكمن فقط في شريكنا الأناني، وإذا لم نقم باستعادة أنفسنا وتركنا العلاقة، فمن المحزن أن نكتشف أنَّنا لا نعرف ماذا نريد أو ماذا نفعل مع أنفسنا باستثناء الدخول في علاقة أخرى بسرعة.

خلاف ذلك فإنَّ الفراغ والاكتئاب الكامنين اللذين كنا غير مدركين لهما سوف ينشأان بسبب فشلنا في إسعاد أنفسنا واتهامنا الآخر بالأنانية على الرغم من أنَّه فقط يريد إسعاد ذاته وهذا طبيعي.

لماذا يعدُّ إشباع ذاتنا شيئاً هاماً؟

السبب في أهمية تلبية احتياجاتنا وإشباع ذاتنا هو أنَّنا نشعر بألم عاطفي عندما لا يتم تلبيتها، فقد تكون في حالة ألم ولا تعرف لماذا، وهذا فقط بسبب الاحتياجات التي لا تتم تلبيتها، وعندما تتم تلبية احتياجاتنا نشعر بالسعادة والامتنان والأمان والحب والبهجة واليقظة والهدوء، وعندما لا يكون الأمر كذلك نشعر بالحزن والخوف والغضب والتعب والوحدة.

شاهد بالفيديو: كيف تبني تقدير الذات؟

تعرَّف إلى نفسك بشكل أفضل لإشباع ذاتك:

يُعَدُّ بناء علاقة ذاتية قوية طريقة رائعة لتسليط تركيزك على نفسك، فقد يجعل الشعور بعدم اليقين بشأن هويتك من الصعب الحصول على وضوح بشأن ما تريده من الحياة أو ما هي الأمور التي تجعلك سعيداً، ودون بعض الإلمام بمَن أنت بوصفك شخصاً لا يمكنك فعل أي شيء لتحقيق أهدافك أو العيش وفقاً لقيمك أو تلبية احتياجاتك وإشباع ذاتك.

بعض الأحداث قد تجعلك أحياناً تعرف أكثر عن نفسك، مثل التغيير الوظيفي أو الأزمات الشخصية؛ إذ يمكن أن تعمل هذه الأمور على كشف الكثير من صفاتك الشخصية وتسليط الضوء على الطرائق التي تغيرت بها، وقد تستدعي هذه المعرفة التشكيك في أشياء كنت تعتقد أنَّك تعرفها عن نفسك، فتظهر بذلك جوانب جديدة من هويتك لأول مرة بالنسبة إليك.

قد لا ترحب على الفور بمعرفة ذاتك الجديدة هذه وخاصةً إذا كانت تتعارض مع تصورك الحالي لمن أنت، لكن عدم الاعتراف بنموك يمكن أن يجعلك تشعر بأنَّك غير متزن وغير سعيد، لذلك لكي تستطيع إشباع ذاتك والعيش بسعادة عليك أولاً معرفة ذاتك والغوص فيما تحتاجه ذاتك لكي تعمل على تلبية احتياجاتها.

إقرأ أيضاً: 7 علامات تدل على انخفاض الإدراك الذاتي

ما هي أهم الفوائد لإشباع الذات؟

  • عيش حياة سعيدة.
  • عيش الإنسان حالة من الرضى والسلام الداخلي.
  • حثُّ الإنسان على تحقيق الكثير من النجاحات.
  • تعزيز التواصل الجيد مع الآخرين.
  • تلاشي مشاعر الغيرة من الآخرين.
  • تعزيز الثقة بالنفس.
  • زوال مشاعر الحقد والحسد بين الناس، وبذلك نكون قد بنينا مجتمعاً أكثر تماسكاً.
إقرأ أيضاً: أهمية التعاطف الذاتي

في الختام:

لقد تعرفنا كيف نعيش حياة سعيدة رضية خالية من المشاعر السلبية؛ وذلك لأنَّ إشباع الذات هو الخطوة الأولى والأهم في سبيل النجاح في أي مجال كان من مجالات الحياة، وعلينا أن نعي تماماً إن لم نشبع ذاتنا ونكون متزنين نفسياً فلن نستطيع التواصل بشكل جيد مع أي نوع من أنواع البشر؛ وذلك لأنَّ شعور النقص لدينا سيكون طاغياً علينا وعلى تفكيرنا، وسيجعلنا أقل ثقة بأنفسنا.

لذلك النصيحة الأهم في هذه الحياة كن لنفسك أولاً، وأشبع ذاتك ولا تجعلها مكبوتة تجاه أيَّة لذة من الملذات التي وُلدت مع الإنسان منذ الأزل، وكن متصالحاً مع رغباتك وشهواتك جيداً.

المصادر: 1، 2




مقالات مرتبطة