الإبداع: علاج قائم بحد ذاته

ربما سمعت بكلمة التدفق؛ إنَّها الحالة التي تصل إليها عندما تكون مستغرقاً تماماً في شيء ما، فهل سبق لك العمل في مشروع معين وفقدت الشعور بالذات والوقت بشكل كامل؟ هذا هو التدفق الذي تحصل عليه عندما تكون منغمساً في حالة الإبداع.



تساعد الحركات الإبداعية المتكررة مثل الحياكة أو الرسم أو الكتابة على تنشيط التدفق، وكلها مهام تؤدي إلى نتيجة، وعندما تنجح في الوصول إلى نتيجة بصرف النظر عن ماهيتها، فيزيد لديك إفراز هرمون الدوبامين، تلك المادة الكيميائية التي تشعرك بالرضى والتي تساعد في الواقع على تحفيزك سواء أكنت تدرك سعادتك المتزايدة أم لا، فإنَّ كمية الدوبامين التي تحصل عليها بعد رؤية نتائج إبداعك ستقودك وتؤثر فيك نحو سلوك مماثل.

1. ماذا يتضمن العلاج الإبداعي؟

يستخدم العلاج الإبداعي أشكالاً فنية، مثل الرقص أو الرسم أو الموسيقى للمساعدة على علاج حالات معينة، ويمكن للمعالجين المدربين تطبيق العلاج الإبداعي لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من مجموعة من المشكلات العقلية والعاطفية والجسدية.

2. عندما يعجز الكلام، يتكلم الفن:

لا يتطلب العلاج الإبداعي أن يكون لدى الشخص أي نوع من القدرات الفنية، فجزء من العلاج الإبداعي هو مساعدة الشخص على توجيه أفكاره وعواطفه من خلال التعبير الفني، ولهذه الأسباب قد يكون العلاج الإبداعي مفيداً للأشخاص الذين يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم لفظياً.

3. ما هي فوائد العلاج الإبداعي؟

توجد العديد من الحالات التي يمكن أن تتحسن من خلال استخدام العلاج الإبداعي، ووفقاً لجمعية العلاج الإبداعي الأمريكية يمكن للأشخاص استخدام العلاج الإبداعي من أجل:

  • تحسين الوظائف الإدراكية والحسية.
  • تحسين احترام الذات والوعي الذاتي.
  • تعزيز المهارات الاجتماعية.
  • بناء القوة العاطفية.
  • مساعدة الشخص على بناء العلاقات.
  • مساعدة الشخص على فهم نفسه بشكل أفضل.
  • توفير الإلهاء عن الألم أو المرض.
  • إعطاء الشخص إحساساً بالإنجاز الشخصي.
  • توفير الاسترخاء.

4. هل يقوي العلاج الإبداعي جهاز المناعة؟

تُظهر الدراسات أنَّ الأشخاص الذين يكتبون عن تجاربهم يومياً، يتمتعون بوظيفة أقوى لجهاز المناعة، على الرغم من أنَّ الخبراء ما يزالون غير متأكدين من كيفية عملها، إلا أنَّ الكتابة تزيد من عدد الخلايا الليمفاوية (CD4) التي تُعَدُّ السلاح الأساسي لنظام المناعة، ويمكن أن يؤدي الاستماع للموسيقى أيضاً إلى تجديد وظيفة جهازك المناعي.

5. ما هي الحالات الطبية التي يفيد فيها استخدام العلاج الإبداعي؟

قد يساعد العلاج الإبداعي على علاج:

  • حالات الصحة العقلية.
  • مرض ألزهايمر.
  • الصدمة.
  • الضغط العصبي.
  • الأمراض المزمنة مثل السرطان.
  • إصابات الرأس.
  • قضايا تعاطي المخدرات.
  • الإعاقات الجسدية أو التنمية.
  • المرض العقلي.

6. العلاج الإبداعي علاج كل شيء:

أجرى الباحثون عن العلاج الإبداعي وكيف يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد، ووجدوا أنَّ في 81.1% من الحالات التي نظروا إليها، أدت المشاركة في العلاج الإبداعي إلى تقليل مستويات التوتر لدى الشخص بشكل كبير.

أيضاً، يشير بحث حديث إلى أنَّ العلاج الإبداعي له تأثيرات إيجابية مختلفة في الأشخاص المصابين بالخرف، أو السرطان، أو قصور القلب، أو فيروس نقص المناعة البشرية أو كما يسمى الإيدز، أو قصور الكلى في المرحلة النهائية.

شاهد بالفديو: 6 نصائح تساعد على تنمية التفكير الإبداعي

7. نقاط هامة عن العلاج الإبداعي:

  • لا يوجد نمط من العلاج الإبداعي فعال أكثر من غيره؛ إنَّما تختلف استفادة المريض بحسب الحالة وبحسب شخصيته وبيئته وخلفيته الثقافية والاجتماعية.
  • النوع الأفضل من العلاج الإبداعي يحدده المعالج النفسي أو الطبيب النفسي بعد إجراء حديث معمق مع المريض.
  • قد يجد المريض نفسه منجذباً إلى نمط معين من العلاج الإبداعي، وهنا يجب عليه إخبار معالجه النفسي بذلك.

8. ماذا يتضمن العلاج الإبداعي بالموسيقى؟

يستخدم المعالج في العلاج بالموسيقى الاستجابات الموسيقية لتقييم الحالة الجسدية والعاطفية للشخص، وقد تتضمن جلسة العلاج بالموسيقى:

  • الارتجال الموسيقي.
  • الاستماع للأغاني.
  • تأليف الأغاني.
  • مناقشة الكلمات.
  • عرض موسيقي.
  • مناقشة الموسيقى والصور.
  • التعلم من خلال الموسيقى.

9. مَن هم المرضى الذين يستفيدون من العلاج الإبداعي بالموسيقى؟

يمكن أن تساعد الموسيقى الشخص على الاسترخاء والتعامل مع المشاعر المزعجة بطريقة صحيحة، كما يمكن أن يكون العلاج بالموسيقى مفيداً للأشخاص من جميع الأعمار، وعلى وجه التحديد قد يفيد هذا النوع من العلاج الإبداعي الأشخاص الذين لديهم:

  • حالات الصحة العقلية.
  • صعوبات التعلم أو النمو أو الإعاقات الجسدية.
  • مرض ألزهايمر.
  • قضايا تعاطي المخدرات.
  • إصابات الدماغ.
  • الألم الحاد أو المزمن، ومن ذلك الألم المرتبط بالولادة.

اقترح الباحثون أنَّ الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر الخفيف إلى المتوسط قد تحسنت لديهم مستويات الذاكرة والوعي والاكتئاب والقلق بعد جلسات العلاج بالموسيقى، وتشير دراسة أخرى إلى أنَّ الاستماع للموسيقى وخاصةً الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الجاز له تأثير إيجابي في المصابين بالاكتئاب.

إقرأ أيضاً: الموسيقى ودورها في إمتاع العقل

10. تعرف إلى العلاج الإبداعي بالنثر والشعر:

يستخدم المعالج قراءة أو كتابة الشعر لمساعدة الشخص على فهم مشاعره ومشاعر الآخرين، فقد وجدت إحدى الدراسات أنَّ العلاج الإبداعي بالشعر والنثر قد يكون مفيداً في علاج السرطان؛ إذ يمكن للمشاركين استخدام الشعر للتعبير عن أفكارهم وعواطفهم من خلال القصائد، فالشعر قد يساعدهم على الشعور بأنَّهم جزء من المجتمع.

11. تعرف إلى العلاج الإبداعي بالفن:

يمكن للمعالج بالفن أن ينظر إلى قطعة صنعها شخص ما ويساعده على مناقشة المشاعر التي تدخلت في نحت تفاصيلها، وقد تساعد عملية الإبداع الفني على تهدئة الشخص.

لقد درس الباحثون الصينيون الآثار الإيجابية في كبار السن الذين كان لديهم عوامل خطورة واضحة للإصابة بالخرف، وكانت النتيجة أنَّ جلسات العلاج الإبداعي التي تتضمن الرسم ورواية القصص حسَّنت الوظيفة الإدراكية والمعرفة لديهم، ويمكن القول إنَّها أخرت إصابتهم بالخرف.

12. ما هي فوائد العلاج الإبداعي بالفن؟

يستخدم المعالج بالفن أشكالاً فنية مختلفة، مثل الرسم والنحت لمساعدة الأشخاص على:

  • استكشاف مشاعرهم.
  • فهم الصراعات العاطفية التي يمرون بها.
  • إدارة سلوكاتهم.
  • تعزيز الوعي الذاتي.
  • تطوير المهارات الاجتماعية.
  • تقليل قلقهم.
  • زيادة احترامهم لذاتهم.

13. تعرف إلى العلاج الإبداعي بالدراما:

يشير بحث حديث إلى أنَّ العلاج الدرامي قد يكون له تأثير إيجابي في الإدراك الذاتي والتعبير عن الذات لدى الطلاب الذين يعانون من مشكلات الصحة العقلية أو مشكلات سلوكية، فالهدف من العلاج الدرامي هو منح الشخص بيئة مريحة لمشاركة أفكاره ومشاعره، كما يمكن أن يساعد العلاج بالدراما الشخص على مشاركة تجاربه الداخلية من خلال:

  • الارتجال.
  • العروض المسرحية.
  • السرد القصصي.

العلاج بالدراما

14. من هم الذين يستجيبون للعلاج الإبداعي بالدراما؟

يُعَدُّ العلاج بالدراما مفيداً للأشخاص من جميع الأعمار، وقد يكون مفيداً خاصةً لأولئك الذين:

  • يتعافون من الإدمان.
  • لديهم عائلة "مختلة".
  • لديهم إعاقات في النمو.
  • تعرضوا لصدمة.
  • كانوا في السجن.
  • عاشوا دون منزل.
  • يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية أو كما يسمى الإيدز.
  • يكونون كباراً في السن.
  • يتلقون العلاج من مشكلات الصحة السلوكية.
  • يعانون من أمراض عقلية.
إقرأ أيضاً: الأمراض النفسية: أسبابها، وأنواعها، وكيفية التعامل مع المريض النفسي

15. ما هي عيوب العلاجات الإبداعية؟

  • يشير بحث قديم إلى أنَّ بعض الأشخاص الذين يعانون من القلق وزيادة الألم والعواطف التي لم يتم حلها من خلال العلاج الإبداعي، ومع ذلك فإنَّ هذه التأثيرات حدثت فقط في دراستين على أشخاص مصابين بالسرطان، لذلك من الضروري إجراء مزيد من البحث لتأكيد هذه النتائج.
  • من الهام أن يقوم المعالجون المبدعون المؤهلون بإدارة العلاج الإبداعي لضمان حصول الشخص على العلاج الذي يحتاجه.
  • يشير المعالجون بالفنون إلى أنَّ المتخصصين الآخرين قد لا يأخذونهم على محمل الجد، وهذا قد يؤدي إلى فقدان الأشخاص لإحالات العلاج الإبداعي.
  • تعتمد هذه العلاجات على قدرة الشخص على الانخراط في النشاط الإبداعي، فقد لا يشعر بعض الأشخاص بالراحة تجاه هذا الأمر، وفي هذه الحالة قد لا يكون العلاج الإبداعي مناسباً لهم.

في الختام:

يُعَدُّ العلاج الإبداعي شكلاً من أشكال العلاج الذي يشمل الشخص الذي يتلقى العلاج من خلال النشاطات القائمة على الفن، فقد يكون للعلاج الإبداعي العديد من الفوائد، ويبدو أنَّه مفيد للأشخاص الذين يعانون من حالات بدنية وعقلية وعاطفية مختلفة، كما توجد عدة أشكال للعلاج الإبداعي، كل منها يقدم العلاج بطرائق مختلفة؛ لذا يمكنك التحدث مع اختصاصي رعاية صحية عن نوع العلاج الإبداعي الذي يناسبك بشكل أفضل.




مقالات مرتبطة