الأسباب المفاجئة للاستيقاظ في الوقت نفسه خلال الليل يومياً

إن كنتَ تعاني من فقدان القدرة على النوم في الوقت نفسِه من كل ليلةٍ، فيوجد سببٌ هام لا ينبغي تجاهله وراء ذلك؛ ولفهم آليَّة حدوث ذلك عليك أن تفهمَ أولاً مفهوم ساعة الجسم الصينيَّة (The Chinese Organ Body Clock)؛ وهو عبارة عن نظرية مثيرة للاهتمام تتحدث عن كيفية جريان الطاقة عبرَ الجسم خلال اليوم، وامتلاك الكائنات البشرية لأشكال من الطاقة لا يُدركونها.



لقد ركَّز الأطباء الصينيون الشَّعبيون مبدأ عملهم على قنوات الطاقة التي تُدعى خطوط الطول وتُحيط بالجسم البشري في جميع الأوقات؛ إذ تعتمد الممارسات المُستخدمة كالعلاج بالضغط الإبَري والوخز بالإبر على الأبحاث المُماثلة لذلك، كما تعتمد نظرية ساعة الجسم الصينية على هذه الأبحاث أيضاً.

وفقاً للطبِّ الصيني القديم، ترتبط قنَوَات الطاقة المُحيطة بالجسم البشري بمنظومة ساعيَّة تتحكَّم بحركة تلك القَنوات عبر الجسم؛ وهذا يعني أنَّ طاقتك الحيويَّة تنشِّط باستمرار أجزاءً مختلفة من الجسم خلال أوقات مختلفة من اليوم؛ إذ يُقال إنَّ الطاقة الحيويَّة تنتقل من أحد أنظمة الجسم إلى الآخر، وهذا يمنحها الوقت الكافي للتجدُّد، وإمداد مُختلَف أنظمة الجسم بالطاقة وذلك خلال فترات مُعيَّنة من اليوم، وتستغرق الدورة الكاملة للطاقة الحيوية مُدَّة 24 ساعة، إذ يُخصَّص لكل جهاز من أنظمة الجسم ساعتان تقريباً.

يمكن للعقَبات التي تُعرقِل تدفُّق الطاقة خلالَ أعضائك وأجهزتِك المختلفة أن تدفعَك للاستيقاظ مصدوماً، وتنجم هذه العقبات عن المشكلات الجسدية والعاطفية والنفسية؛ ولذلك إن كنتَ تستيقظ كلَّ ليلةٍ خلال نومِك في ذات الوقت، فمن المُحتمَل وجود شيءٍ ما يُضايقك أو يُزعجك.

صعوبة الخلود للنوم قبل الساعة 11 ليلاً:

تعيدُ الطاقة الحيويَّة شحنَ وتغذيةَ الأوعية الدموية بحلول الساعة 11 ليلاً، ومن ثمَّ فإنَّ مواجهة صعوباتٍ في الخلود للنوم بين الساعة 9 والساعة 11 ليلاً تعني وجود مشكلاتٍ في الجهاز المناعي والغدَّة الكظريَّة - وهما غدَّتان تتوضعان فوق الكليتين في الجهتَين، وتتكوَّن كل منهما من قشر خارجي ولُبٍّ داخلي وتفرزان عديداً من الهرمونات، كالأدرينالين والكورتيزول - والغُدَّة الدرقيَّة أو في الاستقلاب الشامل في الجسم، كما قد تعني أيضاً معاناتك من التوتُّر والإجهاد، أو الذُّعر، أو الارتباك والحَيرة، ومواجهتك للصعوبات في التعامل معها بسلام، وتحقيق التصالح مع نفسِك.

ولمعالجة هذه المسألة، يمكنك اللجوء إلى التأمُّل وترديد العبارات الإيجابية، ومن ناحية أخرى، يمكنك إجبار جسدِك على الشعور بالراحة من خلال شدِّ عضلاتِك ومن ثمَّ استرخائها بالتناوب من خلال دورات مُتتالية.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح مضمونة للحصول على نوم أفضل ليلاً

الاستيقاظ المُنتظَم بين الساعة 11 ليلاً و1 صباحاً:

تتركَّز الطاقة الحيوية الخاصَّة بك في هذا الوقت حول الحُوَيصل الصفراوي أو المرارة التي تساعد على هضم الدُّسُم المُتناوَلة - وهي عضو يلتصق بالوجه السفلي للكبد في الربع العلوي الأيمن من البطن، وتفرز العصارة الصفراوية المسؤولة عن هضم وامتصاص الدُّسُم والفيتامينات المُنحلَّة بها - ومن ثمَّ فإنَّ استيقاظَك الروتيني المُعتاد في هذا الوقت تحديداً يدلُّ على تناولك لكميات كبيرة من الدُّسم غير الصحية، ووجوب انتقالك لنظام غذائي صحيٍّ أكثر، كما قد تشعر عند استيقاظك بالاستياء تجاه نفسك أو تجاه الأشخاص الذين خذلوك، ولكي تتخطَّى هذه المشاعر وتتعافى منها؛ عليك أولاً تقبُّل نفسك كما أنت، ومن ثمَّ مسامحة الأشخاص الذين ظلموك دون قيدٍ أو شرط.

الاستيقاظ المُنتظَم بين الساعة 1 والساعة 3 صباحاً:

قد يدلُّ الاستيقاظ بين الساعتَين 1 و3 ليلاً على وجود مُشكِلات في الكبد؛ إذ يُعَدُّ هذا الوقتُ مُخصَّصاً لإعادة تنشيط وشحن الطاقة الحيوية، ويشير الاستيقاظ خلاله إلى وجود كثير من الفَضَلات والسموم داخل الجسم والتي كان من المُفترَض أن يتخلَّص الكبد منها، وقد يساعدك التقليلُ من تناول الطعام الضار واحتساء المشروبات المهدئة على علاج هذه المشكلة.

قد ينجم الاستيقاظ خلال هذه الفترة أيضاً عن غضبٍ مكبوت وشعورٍ بالذنب؛ إذ لن تتمكَّن من العودة للنوم حتى تقوم بمحاولة تخطي تلك المشاعر، وقد يساعدك احتساء كأسٍ من الماء البارد على استعادة بعض التوازن في جسمِك.

الاستيقاظ المُنتظَم بين الساعة 3 والساعة 5 صباحاً:

تقوم طاقتك خلال الفترة ما بين الساعة 3 والساعة 5 صباحاً بتنقية وإعادة شحن الرئتَين بالطاقة؛ إذ يعني الاستيقاظ المفاجئ خلالها بأنَّك قد قضيْتَ وقتاً طويلاً تستنشق هواءً ملوَّثاً.

كما تقترن هذه الفترة أيضاً بمشاعر الحزن والتعاسة، وهذا يعني أنَّ الاستيقاظ خلالَها قد ينجم عن استمرار شعورك بالاكتئاب نتيجة حادثةٍ مُحزِنة قديمة أو حديثة، ويُعَدُّ التقبُّل والتسامح ضرورياً جداً للتعافي من هذه المشاعر دون حرمان أنفسِنا من فرصة الحُزن بطريقة صحيحة.

كما قد يدلُّ الاستيقاظ خلال الفترة ما بين الساعة 3 والساعة 5 صباحاً على رسالةٍ مُوجَّهة من قوَّة عُليا، ومن ثمَّ فإنَّ الاستيقاظ المُنتظَم خلال هذا الوقت دون الحاجة لأي منبِّه قد يعني أنَّ هناك قوة أعلى تعمل في الأرض وينبغي لنا الانتباه لها جيداً.

إقرأ أيضاً: القلق والتوتر العصبي وقلة النوم من أسباب الأكتئاب

الاستيقاظ المُنتظَم بين الساعة 5 والساعة 7 صباحاً:

يتركَّز تدفُّق الطاقة بين الساعة 5 والساعة 7 صباحاً في الأمعاء الغليظة، ويُصاب عديد منَّا بفرط الحركات المِعويَّة خلال هذا الوقت، وبذلك قد ينجم الاستيقاظ خلالَه دون الحاجة إلى منبِّه عن الإصابة بعُسر الهضم أو المشكلات المعويَّة؛ إذاً ينبغي شرب الكثير من المياه لضمان حُسن سير عمل الجهاز الهضمي.

قد يعني الاستيقاظ خلال هذه الفترة أيضاً شعورك بأنَّك عالقٌ في مكانك في الحياة، أو أنَّك تأخذ مواقف دفاعية باستمرار، أو أنَّك قليل الصبر، وقد تساعدك قراءة الكلمات والتراتيل المُبهِجة والرافعة للمعنويات، والتحلِّي بالإيمان والثقة بأنَّك ستصِل إلى حيثُ تريد في حياتك على إعادة جريان الطاقة في جسمِك.

إقرأ أيضاً: النوم: أثره على الصحة، وانعكاسه على الإنتاجية

في الختام:

في المرة القادمة التي تستيقظ فيها من نومك العميق بسبب شيءٍ لا يمكنك فهمه أو رؤيته، تذكَّر أنَّ طاقتك الحيوية تتدفَّق باستمرار عبر جسدك، وأنَّه يمكن إعاقة جريانها بالمشكلات العاطفية والجسدية والنفسية التي تواجهها.

كما قد يعني الاستيقاظ في هذا الوقت أيضاً وجودَ قوةٍ عُليا تحاول التواصل معك، ولذلك انتبه جيداً.

المصدر




مقالات مرتبطة