اكتشاف الخطوة الكبيرة التالية في رحلة الحياة

إنَّ الحياة معقدة جداً؛ فقد تشعر اليوم بالسعادة وتعمل على مهامك اليومية على نحو رائع، وتستيقظ غداً وتقول: "ما الذي يجب عليَّ أن أفعله في حياتي؟"، أظنُّ أنَّنا جميعنا قد مررنا بهذه الأيام.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن اكتشاف الخطوة الكبيرة التالية التي يجب اتخاذها في رحلة الحياة.

لقد تحدَّثتُ في الأسبوع الماضي إلى صديق لي كان يبحث عن المسار الذي يجب أن يسلكه في حياته، وجميعنا سنواجه التحدي نفسه بطريقة أو بأخرى خلال مسيرتنا المهنية الطويلة، بالنسبة إلي مررت بذلك عدة مرات، فلا أجد مهرباً من الشعور بالارتباك.

دعنا نواجه الأمر، توجد عدة أشياء يمكنك فعلها في حياتك، ومعظمنا يدرك أنَّنا لا نستطيع أن نفعل كل ما نريده، لكن علينا أيضاً أن نفهم أنَّه من الصعب الحصول على الأشياء التي تستحق العناء في الحياة.

على سبيل المثال الصحة الجيدة والثروة والسعادة لن تحدث من تلقاء نفسها، وإذا كنت تريد حدوث الأشياء الجيدة فعليك اتِّخاذ إجراءات هائلة، لكن ما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها؟ وماذا يجب أن تفعل؟

سوف أشارك معك استراتيجيتين استعملتهما شخصياً في الماضي؛ لاكتشاف الخطوة الكبيرة التالية التي يجب أن أتخذها في حياتي.

1. التغيير:

كما قال الكاتب الأمريكي "رالف إليسون" (Ralph Ellison): "جوهر التعليم بناء الروابط"، لا أستطيع أن أخبرك بما يجب أن تفعله في حياتك؛ فلا أحد يجب أن يقرر ذلك غيرك، لكن يمكنني أن أخبرك عن الطرائق التي قد تساعدك في اتخاذ القرارات.

إنَّ الناس كسالى بطبعهم، وإذا تُرِكَ الأمر لنا فسنحاول الحفاظ على الوضع الراهن والجلوس في المنزل وعدم القيام بأي شيء طوال اليوم، لكن يجب أن ندرك أنَّنا لن نتغير أبداً دون وجود سبب يدعونا إلى التغيير، قد تقول: "لكن ماذا لو لم يكن لديَّ سبب؟".

شاهد بالفديو: قرارات هامة لتغيير حياتك نحو الأفضل

إذا لم يكن لديك سبب، فابحث عنه:

بالنسبة إلي لطالما رغبت في العيش والعمل في الخارج لفترة من الوقت، وقد مرَّت سنوات عديدة في حياتي دون أن أتخذ أي إجراء يتعلق بهذا الأمر؛ لذلك في عام 2014 سئمت من تردُّدي وألغيت عقد إيجار شقتي، وسلمت مسؤولياتي كلها في شركة العائلة، وأجبرت نفسي على القيام بشيءٍ ما.

هأنا الآن قمت بشيء فعلاً؛ فبعد بضعة أسابيع من قراري كنت في طريقي إلى لندن (London) بعد استلام عرض رائع من شركة أبحاث في مجال تكنولوجيا المعلومات.

لا يمكنك توقع حدوث أشياء جيدة عندما تعيش حياة مريحة؛ فأنت بحاجة إلى محفز، وقد يكون محفزاً خارجياً مثل فقدان أحد أفراد الأسرة، أو الطرد من وظيفتك، أو فشل علاقتك العاطفية، وما إلى ذلك، لكن إذا لم يحدث شيء من هذه الأمور فعليك أن تختلق حافزاً من خلال التغيير؛ لذا بدلاً من الرغبة في التغيير يجب أن تفرض التغيير على نفسك.

يمكنك أيضاً القيام بذلك في عقلك أيضاً؛ فكي ننمو يجب أن نتخلى عن المعتقدات القديمة.

إقرأ أيضاً: كيف تتغلب على خوفك من التغيير وتغير حياتك؟

2. عدم القيام بشيء:

كما قال الكاتب "جيه آر آر تولكين" (J.R.R. Tolkien): "ليس كل أولئك الذين يهيمون تائهين".

لا أعني ألَّا تقوم بشيء طوال اليوم على الإطلاق؛ بل أعني ألا تحاول فرض أي شيء؛ إنَّها الاستراتيجية المناقضة تماماً لفرض التغيير، قد تظنُّ أنَّني أناقض نفسي، لكن لا بأس في ذلك؛ فالحياة مليئة بالتناقضات حاول اعتياد ذلك.

انظر إلى حياتك، هل حاولت إحداث تغيير ولم ينجح معك الأمر؟ إذا كان الأمر كذلك فجرب اعتماد استراتيجية مختلفة، إنَّني لا أفهم سبب قلق الناس الشديد فيما يتعلق باعتماد استراتيجيات متعارضة؛ فالحياة ديناميكية وتتطلب منك التأقلم طوال الوقت.

عندما عدت إلى هولندا (Holland) بعد العمل في الخارج لمدة سنة ونصف لم أعرف ما أريد أن أفعله بالضبط، ولقد كان لدي عملي الخاص؛ لذلك لم يكن هناك داعٍ للقلق بشأن المال؛ لكنَّني لم أكن راضياً أيضاً؛ فقد أردت أن أفعل شيئاً هاماً، لكن لأنَّني لم أكن أعرف ماذا يجب أن أفعل فلم أفرض أي شيء.

لكنَّني كنت أعرف أنَّني بحاجة إلى استراتيجية مختلفة هذه المرة؛ لذلك قمت بعملي، وقضيت الوقت مع أصدقائي وعائلتي، ومارست التمرينات الرياضية كثيراً، واستمتعت بحياتي؛ لقد توقفت عن القلق والتفكير في خطوتي التالية، وقد كان الأمر رائعاً للغاية.

بعد ستة أشهر أو نحو ذلك اكتشفت ما يجب عليَّ أن أفعله، يمكنني أن أخبرك كيف فعلت ذلك، لكنَّ هذا لن يساعدك؛ فهذه حياتك الخاصة وعليك أن تكتشف ما يجب أن تفعله وحدك، وهذا هو أهم شيء في اكتشاف خطوتك التالية؛ فمسار حياتك الذي يجب أن تتخذه لن يأتي إليك بسهولة؛ بل عليك أن تكتشفه بطريقة أو بأخرى.

يتعلق الأمر بأكمله برحلتك في الحياة؛ لذلك من الأفضل أن تستمتع بكل خطوة في مسيرة حياتك والصعبة منها على وجه الخصوص.

المصدر




مقالات مرتبطة