اغتنام الفرص والبدء بتنفيذ أفكارك مباشرةً

شعرت حينما بدأ العام الجديد أنَّه ربما يكون الوقت المناسب لوضع الخطط واتخاذ القرارات؛ إذ إنَّني أحب التخطيط في الواقع وأكتب عنه قليلاً، وعلى الرَّغم من أهميته إلا أنَّ له جانباً سلبياً ملازماً له، وهو أنَّ هناك احتمالاً واضحاً بأنَّك لن تفعل أيَّ شيء ممَّا خططت له.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب ومؤسس موقع ريسكولوجي (riskology.co) تايلر ترفورن (Tyler Tervooren)، ويخبرنا فيه عن تجربته في استثمار الوقت المناسب لاتخاذ  قراراته وتنفيذها.

يفسح لك التخطيط مجالاً كي تعمل عملاً جيداً وواضحاً في المستقبل، فإذا كنت تريد أن تفعل شيئاً هاماً ستقول لنفسك: "تلك مهمة هامة، واليوم سأخطط كيف سأبدأ بها غداً".

لكن هل ستبدأ بها فعلاً غداً؟ أفترض أنَّ الأمر يعتمد على مدى أهميتها بالنسبة إليك، فيكره الجميع الاعتراف بذلك، لكن توجد فجوة كبيرة بين ما نقول إنَّنا نريده وما نريده بالفعل، وهذا هو السبب في أنَّ سلسلة مطاعم ماكدونالدز (McDonalds) تجني المزيد والمزيد من الأموال كلَّ عام من خلال تجاهل طلبات عملائها لإضافة مزيد من الطعام الصحي في قائمة أصنافها.

إذ لا أحد يريد طعاماً صحياً فهم فقط يقولون ذلك، وما يريدونه حقاً هو الطعم اللذيذ بصرف النظر عن مدى قيمته الصحية، وتعرف ماكدونالدز أنَّ هذا ما يفعلونه باستمرار.

أنا أيضاً أفعل ذلك في كلِّ وقت، فقد كنت أمارس الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع منذ عامين وحتى الآن، وكنت أخطط منذ الأسبوع الأول أن أقيس نتائجي حقاً حتى أكون أكثر لياقة، وفي بعض الأحيان كنت أخطط لشراء ساعة مؤقت وإنشاء جدول بيانات "الأسبوع المقبل" حتى أتمكن من البدء، وبالطبع لا أنفذ ذلك.

الفكرة التي أحاول توضيحها هنا هي أنَّه من الهام حقاً أن تسأل نفسك: "هل أريد حقاً تنفيذ هذه الفكرة أم أنَّها رغبةٌ فقط؟" فإذا كنت تريد شيئاً بالفعل ولا تقوم بأيَّة خطوة باتجاه تحقيقه فلن تساعدك هذه الخطة أبداً.

لكن ما تحتاجه بدلاً من ذلك هو شيء يمكنك تنفيذه الآن لا أن تؤجله للأسبوع المقبل أو غداً أو حتى في وقت لاحق من اليوم، تحتاج إلى شيء يمكنك تنفيذه مباشرةً.

اسأل نفسك، "لماذا ليس الآن؟":

لماذا لا يمكنك البدء على الفور؟ لماذا عليك الانتظار حتى يحدث شيء آخر؟ وما الذي يميز التاريخ الذي حددته؟ لماذا عليك الانتظار حتى يقوم شخص آخر بشيء ما؟ إذا كنت تريد ذلك حقاً، فإنَّ المسؤولية تقع على عاتقك لتحقيقه، أليس كذلك؟

ربما كانت الخطوة الأولى التي تريد البدء بها كبيرة جداً ممَّا دفعك للانتظار؛ لذا يمكنك تقسيم تلك الخطوة الأولى إلى خطواتٍ أصغر حتى تتمكن من البدء بتنفيذ ما تريد مباشرةً.

شاهد بالفديو: 18 نصيحة لاستثمار الوقت بفاعلية

حالما تحصل على فكرة ما في ذهنك نفذها فوراً ولا تنتظر:

ينطبق هذا على أيِّ مجال في الحياة وينطبق ذلك على خططك الكبيرة خاصة والمغامرات الكبيرة التي تريد تنفيذها.

1. إذا كنت ترغب في ترك عملك وتخاف من تنفيذ هذه الفكرة لأنَّك لا تملك المال الكافي للبدء بأيِّ شيء جديد:

فلا تنتظر حتى توفر مزيداً من المال، وحاول أن تجد أيَّ عذر لمغادرة العمل حتى ولو كان بسيطاً، ووفر المال بدلاً من ذلك من خلال تخلِّيك عن بعض العادات أو الأشياء في حياتك ولو كانت تكلفتها ضئيلة جداً، ثم ابدأ بنشاطك وخططك الجديدة.

2. إذا كنت ترغب في بدء عمل تجاري، فماذا يمكنك أن تفعل لتبدأ مباشرةً؟

يمكن أن تبدأ الفكرة الكبيرة بفكرة صغيرة، فأنا لم يكن لدي المال لإنشاء موقع على شبكة الإنترنت، وقد بدأت موقع ريسكولوجي (Riskology.co) بأقل من 100 دولار بمساعدة منصة إنشاء مواقع الويب المجانية وورد بريس (WordPress) والقوالب المجانية وخطة استضافة ويب بتكلفة 9 دولارات شهرياً.

إقرأ أيضاً: 4 خطوات للبدء بعمل تجاري مربح من المنزل

3. إذا كنت تريد بدء مغامرة كبيرة، فما الذي يمنعك؟ هل تخاف من ترك حياتك القديمة وراءك لبعض الوقت؟

لذا حاول أن تبتعد ليومٍ واحدٍ واختبر مشاعرك في ذلك اليوم، ابدأ بهذه الخطوة مباشرةً ثم بعد ذلك ابتعد لمدة أسبوع، ومن ثَمَّ تتطور تدريجياً حتى تصل إلى عيش مغامراتٍ أكبر وأفضل، وسوف تتعرف بذلك على كيفية تنفيذ المهام الكبيرة من خلال تقسيمها إلى مهام صغيرة، والبدء بها الواحدة تلو الأخرى.

4. إذا كنت تريد أن تصبح موسيقياً لكن ليس لديك آلة موسيقية:

فيمكنك الاستمرار في توفير المال للحصول على أفضل آلة موسيقية ممكنة، أو يمكنك العثور على آلة موسيقية رخيصة الثمن على موقع كريغليست (Craigslist) اليوم؛ لذا اذهب إلى أقرب متجر للموسيقى واختبئ في الخلف وتجول بين تلك الآلات المعروضة، وإذا سألك البائع عمَّا تنوي فعله، أخبره أنَّك تدخر ما يكفي لشراء آلة واطلب درساً مجانياً.

إقرأ أيضاً: ما تأثير تعلم الموسيقى في الدماغ؟

5. إذا كنت تريد أن تكون رساماً:

أحضر قطعة من الورق وقلماً وارسم بعض اللوحات أو المنحوتات التي ستصنعها بمجرد أن يكون لديك مجموعة طلاء أو مجموعة نحت، وتعلَّم الرسم أو خذ ملونات الطعام من المخزن وامزجهم معاً لترى الألوان التي يمكن أن تحصل عليها.

في الختام:

مهما كان ما تريد القيام به وما لا تبدأ به الآن، فلا تقضِ دقيقة أخرى في التخطيط لكيفية البدء الشهر المقبل أو الأسبوع المقبل أو حتى غداً، ولا تفوت هذه الفرصة واكتشف ما يمكنك فعله اليوم، وما يمكنك القيام به في الدقائق العشر القادمة لبدء نشاطك ومشروعك الجديد.

ليس عليك أن تكون بطلاً؛ بل عليك البدء بالخطوة الأولى فقط؛ لذا حافظ على هذه العادة وستأتي مكانة البطل لاحقاً.

Why Not Now?




مقالات مرتبطة