اضطراب المزاج الموسمي: أسبابه وطرق علاجه

عندما يبدأ فصل الشتاء تصبح الأيام أقصر، وخلال التقلبات الموسمية ليس غريباً أن يعاني الناس تغيرات في مزاجهم؛ إذ ترتبط المشاعر والمواقف السلبية بأشهر الشتاء، وعلى الرغم من أنَّنا نحسب أنَّ معظمنا يحدث معه ذلك بسبب كرهنا للبرد؛ فقد أظهرت الأبحاث في العقود الأخيرة خلاف ذلك، فتشير المؤشرات إلى أنَّ الحالة المزاجية السيئة التي نشعر بها خلال فصلي الخريف والشتاء لا تنتج فقط عن ميلنا لفصلي الربيع والصيف؛ فمنذ عام 1984 كان الأطباء النفسيون يختبرون التأثيرات السيئة التي يعانيها الناس خلال فصل الشتاء ويدرسونها.



لقد افترض الدكتور نورمان روزنثال (Norman Rosenthal) أنَّ المشاعر والعواطف السلبية خلال أوقات معينة من العام غالباً ما تُعزى إلى اضطراب موسمي، يسميها الناس "كآبة الشتاء" أو "حزن الشتاء" (على الرغم من أنَّ ذلك قد يحدث في الصيف)، كما يشير الأطباء إلى هذه الحالة على أنَّها الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، وأيَّاً كان الاسم فهي حالة خطيرة ويجب معاملتها.

ما هي أسباب حدوث الاضطراب العاطفي الموسمي؟

لقد أجرى متخصصون في مجالات علم النفس والطب النفسي أبحاثاً واختبارات عن أسباب الاضطراب العاطفي الموسمي، وأثبتت كلية الصحة في جامعة هارفارد (The Harvard School of Health) أنَّ أحد الأسباب الرئيسة لهذا المرض هو انخفاض مستويات فيتامين (د) لدى المصابين، وتُعَدُّ قلة ضوء الشمس في أشهر الشتاء عاملاً رئيساً لوجود هذا المرض الخطير، وبعض العوامل التي تؤدي إلى هذا الاضطراب (وعدد من الاضطرابات النفسية والجسدية الأخرى) هي الوراثة وقلة الحركة أو سوء التغذية وتلوث الهواء، ولأنَّنا غير قادرين على تغيير الجينات؛ يجب أخذ الظروف البيئية والتغيرات المعتادة الأخرى في الحسبان.

شاهد بالفديو: أسباب الاكتئاب الشتوي وطرق علاجه

إدراك الاضطراب العاطفي الموسمي:

إذا سبق لك أن لاحظت انخفاضاً في مستوى سعادتك أو تغييراً في مزاج شخص آخر خلال مواسم معينة، فهذه هي تأثيرات الاضطراب العاطفي الموسمي، فتختلف الأعراض من شخص إلى آخر، ومع ذلك سنذكر لك بعض الأعراض الأكثر شيوعاً:

  • انخفاض الحافز.
  • عدم الاهتمام بالنشاطات اليومية.
  • اضطراب في النوم.
  • الأرق.
  • التغير في العادات الغذائية (أفاد عدد من المصابين تناولهم مزيد من الكربوهيدرات).
  • تغيُّر المزاج أو الموقف.

هذه بعض الأعراض السيئة التي يمكن أن تظهر على الناس، ويمكن أن يؤدي اتباع خطوات لعلاج الاضطراب والوقاية منه إلى تحسين مزاجك وحياتك وحتى مزاج من حولك.

علاج الاضطراب العاطفي الموسمي:

1. العلاج بالضوء:

العلاج بالضوء

أول طبيب اكتشف مرض الاضطراب العاطفي الموسمي وعالجه هو الدكتور روزنثال (Rosenthal)، وقد استخدم ممارسة طبية تسمى العلاج بالضوء لتخفيف أعراض المرضى؛ إذ يمكن أن يساعد العلاج بالضوء على إعادة فيتامين (د) إلى الجسم، واستعادة المستويات المثالية للصحة الجيدة.

تنخفض في عدة مناطق من العالم فترة ضوء الشمس اليومية تدريجياً مع قدوم الخريف والشتاء، والمناطق الواقعة فوق خط العرض (37) ينخفض فيها ضوء النهار خلال فترة الشتاء كثيراً، ومن الأمثلة عن هذه المناطق سان فرانسيسكو (San Francisco) وفيلادلفيا (Philadelphia) وبكين (Beijing) وأثينا (Athens).

2. أشعة الشمس:

تزوِّد الشمس الجسم بفيتامين (د)، ولكن عند التعرض قليلاً لضوء الشمس لن تحصل على المستويات اللازمة من فيتامين (د)؛ لذلك ينصح المتخصصون في مجال الصحة بأن يتعرض الناس لضوء الشمس لمدة 15 دقيقةً على الأقل كل يوم، وعلى الرغم من أنَّ مستويات فيتامين (د) هي أهم مساهم في هذا الاضطراب، إلا أنَّ الدراسات الجديدة تؤكد وجود متغيرات هامة أخرى يجب معالجتها.

إقرأ أيضاً: التعرّض لأشعة الشمس: الفوائد والأضرار

3. نوعية الهواء:

يشير بحث جديد إلى أنَّ نوعية الهواء قد تؤدي دوراً هاماً في هذه الحالة الموسمية؛ فخلال فصل الشتاء يكون معظم الناس مقيَّدي الحركة بسبب البرد؛ ما يمكن أن يلوِّث هواء المكتب أو المنزل ويؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية، فتؤدي إضافة جهاز لتنقية الهواء إلى المنزل أو المكتب إلى تقليل كمية الجزيئات المستنشقة الموجودة في الهواء، وتزيد دفاعات الجسم ضد الأمراض الجسدية والعقلية.

يمكن أن يساعد امتلاك جهاز لتنقية الهواء على العلاج والوقاية من الاضطراب العاطفي الموسمي، وكذلك يوجد عدد من أجهزة تنقية الهواء المكتبية للاختيار من بينها التي يمكنها تحسين نوعية الهواء في أي منزل أو مكتب.

4. ممارسة الرياضة والاهتمام بنوع التغذية:

إنَّ ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي جيد عاملان هامان جداً لاكتساب صحة جيدة، ويمكن أن يتطور الاكتئاب ببطء ويمكن أن تظهر الأعراض دون أن يلاحظها أحد؛ لذلك من الأفضل وضع خطط لهذه الفترات من العام، ويمكن أن تضمن مراقبة عادات الأكل واستبدال النشاطات الخارجية بتمرينات يمكن ممارستها داخل المنزل مستوى أعلى من الاستعداد لمواجهة أمراض الشتاء.

إقرأ أيضاً: كيف تبدأ ممارسة الرياضة وتلتزم بها؟

في الختام:

إنَّ الحفاظ على الصحة خلال موسم الشتاء هو أفضل طريقة للبقاء سعيداً، ويمكن تحسين الحالة المزاجية والنفسية من خلال التعرف إلى هذا المرض الشائع وعلاجه والوقاية منه.




مقالات مرتبطة