اختبار الذكاء العاطفي: هل تحتاج مهاراتك في التعاطف إلى التطوير؟

يرتبط الذكاء العاطفي والتعاطف ارتباطاً وثيقاً؛ إذ تعدُّ القدرة على التعرُّف إلى عواطف الآخرين بدقة وتحديد ما يشعرون به حجر الأساس في التدرُّب على الذكاء العاطفي (EQ).



هل يمكنك قراءة عواطف الآخرين والتعرُّف إلى شعورهم؟ يُظهر القادة الأقوياء التعاطف مع فرقهم.

الذكاء العاطفي والتعاطف

وفي الواقع، هناك اختبار كامل مصمَّم حول هذه المهارة يطلب من المتقدمين تحديد المشاعر بناءً على تعبيرات الوجه فقط.

ولكنَّ التمييز الصحيح بين وجه مرتبك ووجه محرج ليس سوى جزء بسيط من التعاطف؛ فالتعاطف هو القدرة على وضع نفسك في مكان الشخص الآخر والشعور بما يشعر به، سواء كان يشعر بالإرتباك أم بالإحراج أم بأي شعورٍ آخر، ويُعدُّ السماح لهذا الشعور المشترك بتشكيل تفاعلاتك وعلاقاتك مع الشخص الآخر عنصراً آخر من عناصر التعاطف.

إذا لم تكن على دراية كافية بمستوى مهاراتك في التعاطف، ففكِّر في عدد المرات التي شعرت فيها بالحيرة من سلوك شخص آخر في العمل؛ إذ قد يدل ذلك على مشكلة في التعاطف، ويوضِّح "روبرت ريفز" (Robert Reeves)، أحد المشاركين في تأسيس شركة "داتيكال" (Datical) ومديرها التقني، كيف قد يحدث ذلك، قائلاً: "إذا وجدت نفسك غير قادر على فَهْم سبب تصرُّف شخص ما بطريقة معينة، فهذه دلالة مؤكدة على حاجتك إلى تعزيز مهارات التعاطف.

وبصفتي مديراً سابقاً، كثيراً ما رأيت مثل هذه الحالات؛ إذ كان المطورون ينزعجون دائماً من مطالب مديري العمليات، ويرى مديرو العمليات أنَّ المطورين متسلطين، ولم يرَ أي منهما مشكلات الأطراف الأخرى، وعندما ساءت عمليات الإصدار، توقَّف قسم العمليات عن العمل في الليل وفي عطلات نهاية الأسبوع، كما عاقبت الإدارة قسم التطوير عندما تأخر إصدارهم بسبب قسم العمليات، ولو كان يمتلك كلا الجانبين تعاطفاً أكبر تجاه بعضهما بعضاً، لكان في إمكانهما الوصول إلى حل بسهولة وتجاوز هذه المشكلات".

شاهد بالفيديو: كيف تستخدم التعاطف بفاعلية في العمل؟

فخاخ التعاطف:

بدون سياق مناسب يفسِّر سبب تصرُّف شخص ما بطريقة معينة، قد تقع في فخ كبير من فخاخ التعاطف، وهو وضع الافتراضات؛ ذلك أنَّك عندما تضع افتراضات -خاطئة- قد تتصرَّف عن غير قصد بطريقة تجعل الآخرين يعتقدون أنَّك لا تهتم لشأنهم، ويقول "درو بيرد" (Drew Bird)، مؤسس مجموعة "ذا إي كيو ديفولبمنت جروب" (The EQ Development Group)، إنَّ هناك طريقة لمعرفة ما إذا كان شخص ما قد وقع في هذا الفخ:

"قد يقول الأشخاص الذين يقعون في هذا الفخ أشياء مؤذية، حتى لو لم تكن مقصودة، أو يتصرفون بطريقة يبدون من خلالها أنَّهم يتجاهلون تأثيرهم في الآخرين، ولأنَّهم يواجهون صعوبةً في رؤية الأمور من أي وجهة نظر غير وجهة نظرهم، ينشئون مجموعة كاملة من الافتراضات حول ما يشعر به الآخرون، وغالباً ما لا يرى القادة الذين يتَّسمون بمستوى منخفض من التعاطف أنَّ علاقاتهم بالآخرين أمر هام، ومن ثم لا يهتمون حقاً بقدر ما يجب".

إذا أردت بناء التعاطف، فقد يساعد طرح الأسئلة والإصغاء إلى الموظفين على خلق بيئة أكثر تعاطفاً في العمل؛ لذا يجب على القادة أن ينظروا إلى شخصياتهم ودواخلهم لمعالجة مصدر افتقارهم للتعاطف كما تقترح الدكتورة "نيتا بوشان" (Neeta Bhushan)، معلِّمة الصحة العاطفية ومؤلفة كتاب "العزيمة العاطفية" (Emotional GRIT).

تقول "نيتا": "يعرف الكثير منَّا نوعية القادة الذين يتَّبعون مبدأ "نفِّّذ ثمَّ اعترض"، والذين يقودون فِرقهم بالتهديد والترهيب، وما يُحرِّك هؤلاء القادة في الواقع هو الخوف؛ لذا يتعيَّن عليهم التغلُّب على الخوف من فقدان السلطة، وقد يكون سؤال أعضاء الفريق عن آرائهم والإصغاء إلى الإجابات نقطة رائعة للبدء".

إقرأ أيضاً: ما هو التعاطف؟ وكيف يمكن أن يكون مفيداً للقادة؟

ركِّز على الهدف النهائي:

قد يكون التحدُّث عن هذا النوع من التأمل الذاتي أسهل من القيام به، وبالنسبة إلى شخص ذي ذكاء عاطفي منخفض، فقد يكون الأمر صعباً للغاية.

ويقول "كولين دي إليز" (Colin D. Ellis)، مؤلف كتاب "قائد المشروع الواعي" (The Conscious Project Leader): "إنَّ العقبة الشائعة التي يواجهها معظم الناس في تعزيز تعاطفهم هي الشعور بأنَّ التعاطف إمَّا "لا يمكن تغييره" أو أنَّ "تغييره صعب للغاية"؛ ومن ثم يجب على هؤلاء الأشخاص تحديد الأمور التي تتطلَّب تغييراً واتِّخاذ بعض القرارات الجادَّة بشأنها، وتحديد أفضل طريقة لقضاء وقتهم للعمل عليها، كما ينبغي عليهم أن يصغوا أكثر للآخرين، وأن يبدوا اهتماماً بمَن حولهم، وأن يصبحوا أكثر تعاطفاً".

يُعدُّ وضع الهدف النهائي في الحسبان - والذي هو بناء بيئة عمل أفضل وأكثر متعة لموظفيك وزملائك – أمراً مفيداً للغاية، وقد أكَّد "إليز" أنَّ "الانفتاح أو إظهار الضعف جزء أساسي من بناء الثقة داخل الفريق، وليس نقطة ضعف لدى القائد.

 

المصدر




مقالات مرتبطة