احتفل بالمنجز ولا تنسى من أنجز

كما يتعرف العالم عليك من خلال إنجازاتك، فلا تفوت الفرصة دون أن تتعرف على نفسك من خلال ما أنجزت.



في نهاية العام نراجع انجازاتنا ونسجلها ونقيم مستوى أدائنا فيها. وقد يظلم الإنسان نفسه عندما يركز على المنجز العملي المحقق بالكم على أرض الواقع ويتغافل عن المنجز على الصعيد الشخصي والذاتي.

جميل أن ننظر لما تمَّ إنجازه من بناء صرح عظيم، ولكن أليس من المجدي أن ننظر أيضاً إلى من بنى وشيد وحقق الانجاز؟ بلى. من الرائع أن يكون للإنسان جلسة مع نفسه آخر العام ليسجل ماذا أنجز كَمّاً، ومن الرائع أيضاً أن يسجل ماذا أنجز كيفاً على المستوى الشخصي والذاتي.

إذا نظرت للإنجاز الرائع الذي أتممته من حيث إدارة الموارد والالتزام بالوقت المحدد والمحافظة على مستوى السلامة على سبيل المثال، فلا تنسى أن تسجل بجانب هذا الإنجاز ماذا كنت عليه على المستوى الذاتي والشخصي قبل وخلال وبعد إتمام هذا المنجز. الإنجاز قد يكون وسيلةً تعبّر عنك.

شاهد بالفيديو: 9 عادات سيئة تدمّر نجاح الإنسان وتحد من قدرته على الإنجاز

من خلال انجازاتك أحاول أن أتعرّف عليك. لذا في المقابلات الشخصية قد تسأل عن انجازاتك كوسيلة لمعرفة ذاتك وشخصيتك ولكنها بالتأكيد ليست هي كل شيء.

لذا قد تجد من الملهمين من يضيف لخطتة السنوية مهام جديدة يطمح لإنجازها لأنها ستمكنه من الأخذ بزمام مهارة جديدة أو تصقل لديه موهبة مدفونة. فمن هنا ندرك أن العبرة ليست فقط بالنظر للإنجاز العظيم، فقد اتركه لتحقيق إنجازٍ أعظم يكون له انعكاس شخصي أكبر وانعكاس متعدي أنفع للأخرين. فكما يتعرف العالم عليك من خلال إنجازاتك، فلا تفوت الفرصة دون أن تتعرف على نفسك من خلال:

  • ما أنجزت؟
  • كيف كنت وإلى ماذا صرت خلال العام؟
  • ومن خلال ماذا تغيرت وتطورت؟

بالقدر الذي تفتخر فيه بما أنجزت كَمّاً، يجب أن تفتخر بما أنجزت كيفاً. اتفخر بالمنجز ولا تنسى أن تفتخر وتحتفل بمن أنجز.

وللتقريب سأشارككم أحد إنجازاتي الشخصية والمتمثلة بالتسجيل وإتمام أحد برامج التدريب في القيادة والتأثير لمدة 8 أشهر في إسبانيا. قمت بتسجيل هذا الإنجاز ضمن قائمة إنجازاتي خلال العام 2014. ومقابل هذا الإنجاز أضفت 3 أعمدة يمثل كلاً منها ما أنجزته على المستوى الذاتي/الشخصي قبل وخلال وبعد إتمام الإنجاز.

إقرأ أيضاً: 20 مثالاً على الأهداف الشخصية الذكية لتحسين حياتك

فقبل التسجيل وخلال مرحلة التفكير في هذا العمل كان يراودني تخوّف من مدى جدوى البرنامج والقيمة المضافة له مقارنة بالتكلفة. وخلال البرنامج كنت أكثر اقتناعاً وإلحاحاً والتزاماً بمتطلبات البرنامج.

وبعد البرنامج أصبحت أكثر انفتاحاً وتفهّمُاً ومرونةً في احتواء الآخر. أشجعك على أن تسجل إنجازاتك، وتحاول استكشاف ما قمت به خلال العام، فكثير مما نقوم به قد لا نعتبره إنجازاً، بينما في الحقيقة يستحق منا التسجيل وإعادة النظر والافتخار. احرص بجانب كل إنجاز أن تسجل ما أنجزته على المستوى الشخصي/الذاتي.

وعندها سيكون لديك صورة عما كنت عليه شخصياً خلال العام ومنها ستكون لديك فرصة لرسم صورة أوضح لنفسك عما تود الاستمرار عليه أو خلقه على المستوى الشخصي/الذاتي خلال العام الجديد. وربما يمكنك أن تبتكر لنفسك شعار العام الجديد كما قام به أحد عملائي، ومن خلال جلسات الكوتشينغ الشخصية لتحديد شعاره الشخصي خلال العام الجديد وهو:

  • "أنا فلان وشعاري خلال العام أن أكون مخاطراً / مغامراً".

الجميل في هذا الأسلوب أنّه بجانب مساعدتك لتعرف من أنت وماذا تودُّ أن تكون عليه خلال العام الجديد، فهو يساعدك أيضاً على أن تكون أكثر تركيزاً فيما تودُّ إنجازه أو حذفهُ من خطتك السنوية. وكما يقولون (نحن نحصل على ما نركز عليه) وتذكر أنَّ الإنجازات وسيلةٌ للتعبير عنك ولكنها ليست أنت، فأنت الهبة التي سخَّر الله لها الكون وأسجد لها الملائكة وبِهَا أَعْمَرَ الأرض. مع خالص الأمنيات بعامٍ جديدٍ تكونون فيه أعرف بذواتكم وأقرب لخالقكم.




مقالات مرتبطة