إنشاء مواد بصرية فعالة للعروض التقديمية

اشتُهِر ستيف جوبز على نطاقٍ واسعٍ بعروضهِ التقديمية العظيمة، حيث يُعدُّ الخطاب الذي ألقاهُ عند كشف الستار عن الآيفون في عام 2007 واحداً من أفضل عروضه التقديمية على الإطلاق؛ وإذا كنت واحداً من الملايين الذين شاهدوه عبر الإنترنت، فسوف تعرف السبب وراء ذلك، فقد كان ذلك العرض جذَّاباً، وحماسياً.



كان ستيف جوبز معروفاً بشكلٍ خاصٍّ ببناء عروضه التقديمية من خلال الوسائل البصرية القويّة، إذ كان يعلم أنَّ الشرائح المرئيةَ هي أكثر فعاليَّةً عندما تسرد قصَّةً بدلاً من أن تنقل المعلومات بشكلٍ شفهيٍّ فقط؛ لذلك كانت وسائله البصرية بسيطةً وأنيقةً وترتكز على الصور، فهي قد استكملت وعزَّزت رسالته، ولم تتنافس معه على نيل اهتمام جمهوره.

ليس عليك أن تكون مثل ستيف جوبز لتقديم عرضٍ تقديميٍّ رائع، لكنَّك بحاجةٍ إلى صورٍ ومرئياتٍ رائعة، فهي تنقل رسالةً قويةً عن أفكارك أو علامتك التجارية؛ لذلك من الضروري القيام بها بشكلٍ صحيح.

في هذه المقالة، سوف ننظر إلى الطرائق التي يمكنك من خلالها أن تُنشِئ عروضاً تقديميةً بصريةً فعَّالة، وشرائح تربط جمهورك مع رسالتك.

لماذا تعني البساطة الكثير؟

تُعدُّ مقولةُ "إنَّ الصورة تساوي ألف كلمة" شائعةً لسببٍ جيِّد، إذ يعالج الدماغ البشري المعلومات بشكلٍ أكثر فعاليَّةً عندما تكون مصحوبةً بالصور أو ببياناتٍ قصيرةٍ تعلق في الذاكرة؛ هذا يعني أنَّه عند استخدام شرائحَ بسيطةٍ تستند إلى الصور لدعمِ رسالتك، يمكن للجمهور فهم المعلومات التي تُقدِّمها بشكلٍ أفضل.

ولكن يستخدم الكثير من الناس العديد من الشرائح، أو يقومون بإنشاء عروضٍ تقديميةٍ من خلال وسائلَ بصريةٍ كثيرة الكلام أو معقّدةٍ للغاية؛ وإنَّ هذه الأنواع من الوسائل البصرية يمكن أن تؤثِّر سلباً في العرض التقديمي.

دعونا ننظر في بعض الأمثلة:

  • أنت تحاول إقناع مجلس الإدارة بدعم فكرة مُنتجٍ جديد. تتكوَّن الشرائح من رسوم بيانيَّة وأرقام وكتلٍ نصيَّةٍ من الأعلى إلى الأسفل، ويقضي أعضاء مجلس الإدارة معظم وقتهم في قراءة الشرائح بدلاً من الاستماع إلى ما تقوله. والنتيجة؟ أنت لا تقوم بتواصلٍ حقيقي، وتفقد شغفك للمشروع؛ ثمَّ يصوِّتون بالإجماع لعدم المضي بالفكرة أو قبولها.
  • أنت تتحدَّث إلى عميلٍ واعدٍ مُحتمل، وقضيت الكثير من الوقت لإنشاء الشرائح الخاصَّة بك، وذلك باستخدام العديد من الألوان والصور المتحرِّكة والخطوط. ولكنَّ الشرائحَ معقَّدةٌ للغاية، بحيث يواجه العميل مشكلةً في فهمها؛ لذا يغادر العميل العرض التقديمي ولديه شعورٌ بالإرهاق والتعب، ويتجنَّب التعامل مع شركتك لأنَّه يخشى -دون وعيٍ منه- أنَّ التعامل مع شركتك في المستقبل يمكن أن يكون مُستنزِفاً لطاقاته بالمثل.
  • أنت تقدِّم عرضاً تقديمياً إلى قسمك لتسليط الضوء على عمله الجيِّد، وتريد أن تميِّز الجميع؛ لذلك تقوم بإنشاء كلِّ شريحةٍ بحيث توضِّح بالتفصيل إنجازات كلِّ شخص. يضمُّ القسم الخاصُّ بك عشرات الأشخاص، وفي النهاية يهتمُّ فريقك بالمغادرةِ أكثر من معرفة منجزاتهم.

فكِّر الآن فيما يحدث عند استخدام صورٍ بسيطةٍ وجذَّابة، بدلاً من خلق الارتباك أو الإرهاق. ستخلق شرائح عرضك التقديمي اتصالاً إيجابياً مع جمهورك، فقد لا يتذكَّر الناس ما قلته بالضبط، لكنَّهم سيتذكَّرون الصورة القوية التي قدَّمتها، والعواطف الإيجابيَّة التي اختبروها خلال العرض التقديمي، وسوف يبدؤون ربط علامتك التجارية بتواصلٍ ذكيٍّ وواضح.

وعندها ستكون النتائج مذهلة، وسوف تكسب عملاءَ جُدد، وتقنع الزملاء بالعمل على أفكارك، وتكتسب التقدير للعملِ الشاق الذي قام به أعضاء فريقك.

باختصار، ستصنع انطباعاتٍ إيجابيَّةً تبقى في أذهان الناس لفترةٍ طويلةٍ بعد تلاشي تفاصيل العرض التقديمي.

إنشاء صورٍ رائعة لعرضك التقديمي:

لدى وسائلك البصرية وظيفةٌ واحدة: دعم العرض التقديمي، ولكن يأخذ الأمر الكثير من الوقت والإبداع والجهد لتطوير الشرائح التي تقوم بهذا بشكلٍ جيِّد.

استخدم النصائح أدناه لتحقيق أقصى استفادة من وقتِ إعداد عرضك التقديمي:

1. حافِظ على تناسق ألوان العرض التقديمي:

من الأخطاء الشائعة اختيار ألوانٍ وخطوطٍ مختلفةٍ لكلِّ شريحة، يمكن أن يربك هذا جمهورك ويحوِّل انتباهه بعيداً عن رسالتك؛ لذا كن متناسقاً في اختيار شرائحك، بحيث تشكِّل جزءاً من مجموعةٍ كاملةٍ سلسة.

اختر الألوان بعناية، حيث يؤثِّر اللون في أجواء العرض التقديمي وأسلوبه؛ وفكِّر أيضاً في المساحة (المكان) التي ستقدِّم فيها عرضك التقديمي. إذا كانت الغرفة ستكون مُظلمةً مع إطفاء الأنوار، فاختر لوناً داكناً في الخلفيَّة مثل: الأزرق الداكن، أو الأسود، أو الرمادي؛ مع نصٍّ أبيض أو فاتح اللون. وإذا كانت الغرفة ستكون مُضاءةً مع بقاء الإضاءة أو الكثير من الضوء المحيط، فاختر لوناً أبيض أو فاتحاً في الخلفيَّة مع نصٍّ أسود أو داكن اللون.

يتعيَّن عليك أيضاً مطابقة اللون مع أسلوب ورسالة العرض التقديمي، حيث أنَّ الألوان الزاهية تنقل الطاقةَ والإثارة، بينما قد تبدو الألوان الداكنة محافظةً وأكثر جدِّية؛ لذا عليك أن تضمن أنَّ الألوان التي تختارها مُتناغمةٌ مع الموضوع الذي تطرحه.

إقرأ أيضاً: كيف تؤثر الألوان على المزاج والعواطف؟

2. خُذ الثقافة في عين الاعتبار:

قبل إنشاء صور عرضك التقديمي، تأكَّد من فهمِ جمهورك بشكلٍ جيد، خاصةً إذا كنت تقدِّم عرضك إلى مجموعةٍ متنوِّعة ثقافياً.

على سبيل المثال: لا يقرأ جميع الناس من اليمين إلى اليسار، ويرى الناس من بعض الثقافات أنَّ لوناً معيَّناً يُعدُّ مُسيئاً أو يجلب سوء الحظ في الأعمال التجارية.

بالإضافة إلى ذلك، خُذ في الاعتبار أنَّ الإكثار من المصطلحات أو اللغة العاميَّة قد يسبِّب الإرباك لجمهورك.

عند تصميم وسائلك البصرية، استخدم الصور الضوئية والتمثيلات التي تعكس الثقافة التي تتحدَّث إليها. إذا كنت تقدِّم عرضاً تقديمياً إلى مجموعةٍ متنوِّعةٍ ثقافياً، فاستخدم الصور والرسوم التي تعكس هذا التنوع.

أبقِ على الرسومات والعبارات بسيطةً، وتذكَّر أنَّ الانكليزية ليست اللغة الأم لجميع الأشخاص في الغرفة، واستخدم الصور لاستبدال النقاط الرئيسة والجمل كلَّما كان ذلك ممكناً.

إقرأ أيضاً: المفاتيح الخمسة لتبسيط أيِّ مفهوم

3. استخدم الصور بذكاء:

عندما كشف ستيف جوبز عن جهاز الكمبيوتر المحمول "ماك بوك آير" (MacBook Air)، كان يُريد إظهار مدى صغر حجم هذا الكمبيوتر المحمول الجديد، حيث أنَّ الجمهور لن يتذكَّر أنَّه كان عبارةً عن 0.68 × 11.8 × 7.56 بوصة؛ إذ لا تخلقُ هذه الأرقام استجابةً عاطفيَّة. بدلاً من ذلك، أوضَحَ لهم أنَّ جهاز "ماك بوك آير" (MacBook Air) سوف يتناسب بسهولةٍ مع أيِّ "ظرف مانيلا" معياري، وكانت هذه طريقةً قويةً لإظهار مدى صغر حجمه.

هذا النوع من الإبداع ضروريٌّ عند اختيار الصور، إذ ربَّما شاهد جمهورك الكثير من القُصاصات الصورية السيئة؛ لذلك اعصف ذهنك لإبداع نُهُجٍ ذكيَّةٍ لصور عرضك التقديمي، وابحث عن الصور أو الرسوم التوضيحية التي تحكي قصَّةً بطريقةٍ واضحة.

إنَّ الصور المدروسة سوف تُبقِي جمهورك مُشاركاً، وتعزِّز مهنيَّتك، وتخلق انطباعاً مستمراً.

4. جزِّء البيانات المعقَّدة:

عندما تضطر إلى الحديث عن بياناتٍ معقَّدة أو معلوماتٍ كثيرة، تجنَّب وضع كلِّ شيءٍ على شريحةٍ واحدة، حيث قد يعاني جمهورك لاستيعاب كامل التفاصيل. بدلاً من ذلك، إمَّا لخِّص المعلومات أو قسِّمها إلى عدَّة شرائح.

يمكنك أيضاً استخدام النشرات لتوصيل المعلومات المعقَّدة، إذ تسمح النشرات لجمهورك بالاطِّلاع على البيانات عن قرب. ويُعدُّ هذا هامَّاً بشكلٍ خاصٍّ عندما تقف أمام الناس التحليليين، مثل: المهندسين والعلماء أو المهنيين الماليين. حيث أنَّهم دُرِّبوا على أن يكونوا مشكِّكين في البيانات، وسوف تعطيهم النشرات نظرةً عن قرب.

مرَّةً أخرى، هذا النوع من الاهتمام باحتياجات جمهورك يسلِّط الضوء على مهنيَّتك ويدعم رسالتك.

5. حافِظ على البساطة:

يجب أن تركِّز كلُّ شريحةٍ على فكرةٍ أو مفهومٍ واحد، فهذا يسمح لجمهورك أن يفهم بسرعةٍ ما تريد إيصاله. أبقِ على عدد الكلمات في كلِّ شريحةٍ ضمن الحدِّ الأدنى -10 كلماتٍ أو أقل إذا كان ذلك ممكناً- واستخدم صورةً لنقل رسالةٍ بدلاً من الكلمات، على سبيل المثال: فكِّر في استخدام رسمٍ بياني بدلاً من قائمةٍ لإظهار الاتِّجاهات المتغيِّرة. يجب أن تأخذ كلُّ شريحةٍ ثلاث ثوانٍ أو أقلَّ للمعالجة. إذا استغرق الأمر وقتاً أطول، فمن المُحتمل أن تكون الشريحة معقَّدةً جدَّاً.

تجنَّب القوائم النقطية كلَّما أمكن ذلك؛ فهي تجعل من السهل وضع عدَّة أفكارٍ على شريحةٍ واحدة، والتي يمكن أن تكون مُرهِقةً لجمهورك. إذا كنت بحاجةٍ إلى استخدام التنقيط، فلا تستخدم جملاً؛ بدلاً من ذلك، سجِّل الحقائق والإحصائيات أو الفكرة التي تريد إيصالها، ثم استخدم السرد الخاصَّ بك لتثقيف الجمهور حول ماذا تعني.

مثال:

مثالٌ سيِّئ: تحتوي الشريحة على كلماتٍ كثيرة. سوف يقضي جمهورك مزيداً من الوقت في القراءة بدلاً من الاستماع إليك.

مثالٌ جيد: تحوي هذه الشريحة فقط الأفكار الرئيسة.

 

 ميِّزات المُنتج الجديد

  • يحتاج المُنتج إلى ألوانٍ مشرقةٍ نابضة.
  • سنضيف ميِّزات أمانٍ إضافيةً في الأسفل.
  • سيأتي المنتج الآن بثلاثة أحجام.
  • سيكون التصميم الجديد مرناً للغاية.
  • عند الشراء، سيأتي المُنتج مع ولوجٍ مُستمرٍ لقسم المُساعدة.

ميِّزات المُنتج الجديد

  • الألوان.
  • السلامة.
  • الأحجام.
  • المرونة.
  • المساعدة.

لتبسيط الصياغة على الشرائح بشكلٍ أكبر، ميِّز الكلمة الأساسية في كلِّ جملة.

بعد ذلك، انظر إلى تصميم شرائحك، واسعَ إلى استخدام خلفيةٍ واضحةٍ والكثير من المساحة الفارغة، حيث سيساعد ذلك في تركيز أعين الجمهور على رسالتك؛ وتجنَّب تزيين الشرائح بصور خلفيَّةٍ وشعاراتٍ أو أنماطٍ يمكن أن تصرف الانتباه.

أخيراً، ضع في اعتبارك استخدام شرائحَ فارغةً عندما تحتاج إلى تركيز الجمهور الكامل؛ حيث أنَّ شريحةً فارغةً تعادلُ وقفةً للتذكُّر، وسوف تضيف الدراما، وتلفت الانتباه والتركيز إلى كلامك.

6. استعدّ للعرض التقديمي:

إنَّ كثيراً من الناس يقلِّلون من مقدار الوقت الذي يحتاجون إلى تخصيصه للاستعداد لعرضٍ تقديمي، وسوف يقضون أياماً في إنشاء المحتوى والوسائل البصرية، ولكنَّهم لن يقضوا ولو بضع ساعاتٍ للتمرُّن. اسمح بوقتٍ إضافي للتحضير لصقل رسالتك، ولتشعر بالثقة الكاملة بعرضك التقديمي.

عندما تتدرَّب على العرض التقديمي، استخدم وسائلك البصرية، فمن المفترض أن تستطيع إلقاء نظرةٍ فقط على كلِّ شريحةٍ وتعرف بالضبط ما تريد أن تقوله دون إعادةِ النظر إليها.

المصدر: موقع "مايند تولز".




مقالات مرتبطة