إزالة الشعر بالليزر: هل يمكن لأجهزة الليزر المنزلية أن تنوب عنه؟

يُعَدُّ الليزر وسيلة طبية سهلة وآمنة لإزالة الشعر غير المرغوب فيه؛ وذلك باستعمال شعاع مركز من الضوء الليزري، الذي تمتصه صبغات الميلانين الموجودة بشكل طبيعي في الشعرة؛ وهذا يسبب تولد حرارة تتلف الجريبات الشعرية الأنبوبية المسؤولة عن نمو أو توليد الشعر، ومن ثمَّ يعمل هذا التخريب لبصيلات الشعر على تأخير نموه.



هل يمكن لأجهزة الليزر المنزلية أن تغنيكِ عن زيارة مراكز العلاج؟

تُستَعمَل أجهزة الليزر المنزلية بشكل واسع في وقتنا الحالي، ولكنَّ الهيئات الطبية تصنف هذه الأجهزة بِعَدِّها أدوات تجميلية وليست طبية، على عكس أجهزة الليزر في عيادة الطبيب التي تكون نتائجها أفضل وأكثر أماناً.

لا توجد حالياً أيُّ دراسات أو أبحاث طويلة الأمد لمعرفة فيما إذا كانت هذه الأجهزة آمنة على الأمد البعيد أم لا، ومع ذلك، يجب الانتباه للإرشادات التي تكون مكتوبة في الكتيب المرفق بالجهاز، والحرص على استعماله بالشكل الصحيح لتجنب أيَّة أذية، وخاصةً إصابات العين.

حقائق هامة يجب معرفتها حول إزالة الشعر بالليزر:

  • من أجل إزالة الشعر بالليزر بشكل شبه كامل، يتطلب العلاج أربع إلى ست جلسات، بحسب درجة تلون الشعرة وسماكتها ونوعية الجهاز المستعمل ونوع البشرة، على أن تكون الفترة الفاصلة بين كل جلسة وأخرى حوالي الشهر وسطياً، ويمكن أن تزيد أو تنقص بمقدار عشرة أيام؛ وذلك بحسب مدة تطور نمو الشعرة عند كل شخص.
  • يجب أن تعلمي أنَّه بعد ثالث أو رابع جلسة علاج، يعود الشعر وبالشكل نفسه الذي كان عليه قبل علاجه بالليزر، وهذا أمر طبيعي جداً يجب على الطبيب أن يذكره لك؛ إذ إنَّ هذا الشعر الذي عاد للنمو هو شعر جديد، وليس الشعر الذي أُتلِفَت بصيلاته بالليزر.
  • يمتص الشعر الداكن أو الأسود أشعة الليزر بشكل أكبر؛ وبذلك يكون أكثر سهولة في التخلص منه، على عكس الشعر الفاتح الذي لا يمكن إزالته بالفاعلية نفسها، وأمَّا بالنسبة إلى الشعر الأبيض، فلا يستطيع الليزر إزالته لأنَّه لا يمتص الأشعة أبداً.
  • في حال الرغبة في التخلص من الشعر الوبري، فإنَّنا نحتاج إلى جلسات أكثر؛ لأنَّنا سنقوم بدايةً بتحويله إلى شعر داكن أو سميك، قبل أن نبدأ إزالته بواسطة الليزر.
  • توجد أماكن في الجلد لا نقترب منها في أثناء العلاج بالليزر، وهي الحبوب والثدي والجروح والحروق والشامات والأماكن القريبة من فتحات الجسم عند منطقة البكيني، وبالتأكيد يجب الابتعاد عن الأماكن الداكنة ومنطقة العين.
  • لا تخضع الإناث اللواتي لم تتجاوز أعمارهن 18 سنة لليزر؛ لأنَّ الهرمونات لا تكون متوازنة في هذه السن، ومن ثمَّ لا نحصل على نتائج جيدة.
  • من غير المفضل إزالة الشعر بالليزر عند المرضع أو الحامل، مع أنَّ الليزر لا يؤذي الجنين.
  • يكمن الفارق بين أنواع الليزر بحسب الجهاز المستعمل، فالأفضل هو الأليكسندرايت، ويأتي بعده الدايوود الثلاثي.

هل يملك الليزر تأثيراً في العادة الشهرية؟

لا يملك الليزر أيَّ تأثير في انتظام الدورة الشهرية، وفي حال حصول عدم انتظام، يكون السبب عادةً هو القلق أو التوتر الذي يسبب خللاً في الهرمونات، أو ربما يعود السبب لكيسات المبيض.

ومن الجدير بالذكر، أنَّه قبل وفي أثناء الدورة الشهرية، تكون هرمونات الأنثى في حالة متقلبة؛ لذلك يُطبَّق الليزر بعد حوالي أربعة أيام من نهاية الدورة الشهرية، حيث تكون مستويات الهرمونات قد عادت إلى الطبيعي.

من المفضل حلاقة منطقة البكيني في المنزل قبل يوم واحد من جلسة الليزر، وليس بالسكر أو الشمع؛ لأنَّهما قد يسببان التهابات في المنطقة، وكذلك من الممكن أن ينزعا بصيلات أو جريبات الشعر؛ الأمر الذي يخفف من فاعلية الليزر.

إقرأ أيضاً: اضطراب الهرمونات عند المرأة وطرق الوقاية منه

ما هي مزايا إزالة الشعر بالليزر؟

  • يُعَدُّ الليزر من أسهل وأسرع الوسائل لإزالة الشعر، خصوصاً في الأماكن الواسعة، كما أنَّه مناسب لجميع ألوان البشرة، وعلاوة على ذلك، يمكن للأنثى خلال فترة وجيزة أن تتمتع ببشرة ناعمة خالية من الشعر السميك والمحرج.
  • على عكس ما قد يعتقده الجميع، فإنَّ الليزر لا يُستعمَل لأجل التجميل فحسب؛ وإنَّما هو علاج ناجح وهام لالتهاب الجريبات الشعرية التي ينمو فيها الشعر إلى داخل الجلد بدل خارجه.
  • ومن مزايا الليزر أيضاً أنَّ موجته طويلة؛ أي لا تسبب التأين، ومن ثمَّ لا تستطيع التأثير في الحمض النووي الخاص بالخلفية؛ وهذا ينفي إمكانية حصول تحول خبيث أو أورام سرطانية.

ما هي أهم التعليمات الواجب اتباعها قبل جلسة إزالة الشعر بالليزر؟

  • يجب عدم الخروج تحت أشعة الشمس قبل إجراء الليزر؛ وذلك من أجل تجنب تصبغ البشرة أو الإصابة بالحروق، كما يجب عدم إجراء أيِّ برونزاج قبل شهر من الجلسة، أو على الأقل تجنُّب استعمال المقشرات قبل أسبوع منها.
  • ينبغي عليكِ حلاقة الشعر باستعمال الشفرة قبل يوم أو يومين من الجلسة، مع الإبقاء على عنق الشعرة.
  • تجنبي القسوة خلال إزالة الشعر بالشفرة؛ لأنَّ وجود التهيج أو الاحمرار أو الالتهاب يجعل تطبيق الليزر أمراً ضاراً.
  • ينبغي أن يكون الجلد نظيفاً وخالياً بشكل تام من أيِّ مواد كيميائية مثل العطور أو مزيل الرائحة أو الكريم أو العرق.
  • قد تستغرق كل جلسة ليزر فترةً ما بين نصف ساعة إلى أربع ساعات، ويكون هذا بحسب المكان الذي نريد إزالة الشعر منه ومساحته.
  • قبل بداية إجراء الليزر، يجب أن تخضعي لمعاينة طبية من قِبل الطبيب المختص للتأكد من عدم وجود الكيسات المبيضية أو أيِّ خلل في هرمونات الجسم بشكل يعوق استعمال الليزر لإزالة الشعر.

ما هي أهم النصائح والتعليمات التي يجب الالتزام بها بعد تطبيق الليزر؟

  • يُمنَع بين الجلسات إزالة الشعر بالسكر أو الشمع أو غيرها من الطرائق التقليدية؛ لأنَّ نزع جريبات الشعر يحول دون فاعلية الليزر.
  • الامتناع عن تطبيق أيِّ كريم أو مزيل تعرق أو عطر خلال يوم إلى يومين بعد الجلسة، والحرص على الاستحمام بماء دافئ في أول أسبوع من أجل التخفيف من هيجان الجلد.
  • بعد نهاية جلسة الليزر، يمكن التخفيف من هيجان الجلد عبر استعمال كمادات الثلج أو الكمادات الباردة أو كريم البانتينول.
  • تحسس البشرة وهيجانها أمرٌ متوقع بعد جلسة الليزر، أمَّا في الحالات الشديدة التي تشبه شكل الحرق، هنا يجب استشارة الطبيب المختص.
  • خلال ثلاثة أيام بعد جلسة الليزر، يجب الامتناع عن أيِّ شكل من أشكال التقشير، ومن المفيد وضع الكريمات المرطبة في هذه الفترة؛ لأنَّ البشرة في هذا الوقت تكون عالية الحساسية والهيجان.
إقرأ أيضاً: وصفات طبيعية لعلاج حساسية الجلد والطفح الجلدي تحت الإبطين

ما هي أضرار إزالة الشعر بالليزر؟

  1. من الممكن حدوث التهاب خفيف إلى متوسط في المكان الذي تُوجَّه إليه حزمة الليزر، ناهيكِ عن أنَّ تلف جريبات الشعر يمكن أن يحرض حصول الالتهاب، ويفضل في مثل هذه الحالة أن تتم استشارة الطبيب المختص من أجل تقديم الأدوية أو الصادات اللازمة، والتي غالباً ما تكون عبارة عن مراهم صادات موضعية، علماً أنَّ استعمال الصادات الحيوية من دون استشارة طبية قد يسبب الكثير من الأضرار.
  2. إمكانية حدوث تصبُّغات جلدية؛ إذ قد يتسبب الليزر المستعمل بإحداث تغيُّرات لونية في المكان الهدف؛ لأنَّ الليزر بطبيعة الحال يستهدف صباغ الميلانين الموجود في الشعر، وهذا الصباغ موجود في الجلد أيضاً، ومن ثمَّ يمكن أن يستهدفه. ثم إنَّ أكثر ما يزيد احتمالية حصول هذه التصبغات هو تعرض الجسم لأشعة الشمس بعد إزالة الشعر بالليزر، وعدم الالتزام بالواقيات الشمسية، ومع ذلك، في غالبية الحالات تزول هذه التصبغات بشكل عفوي من دون إجراء أيِّ تدخل طبي، وهذا لا ينفي وجود بعض الحالات الأخرى التي يمكن أن تكون فيها هذه التغيرات دائمة.
  3. تهيج الجلد واحمراره بسبب أشعة الليزر التي تهيج البشرة، كما يمكن أن تسبب طفحاً جلدياً قد يستمر ساعات عدة ثم يزول بشكل عفوي، أو قد يبقى أسابيع عدة، ومن الممكن استعمال كمادات الثلج على منطقة التهيج؛ حيث تخفف منه وتسرع شفاء البشرة.
  4. شعور بالتنميل في البشرة مع تورُّم خفيف فيها، لا يحتاج سوى إلى ساعات عدة حتى يختفي وتتعافى البشرة بشكل كامل.
  5. يمكن لإزالة الشعر بالليزر أن تتسبب في حروق وفقاعات في الجلد، إذا لم يُستعمَل بالطريقة المناسبة، وهذا الاختلاط نادر الحدوث في حال إجراء الجلسات عند طبيب مختص ومرخص ومؤهل علمياً وعملياً لهذه الأمور.
  6. من الممكن أن يسبب الليزر تقشرات في الجلد، وظهور بعض الندب في أماكن تطبيق الليزر، وشعور بالألم أو الانزعاج.
  7. إصابات عينية؛ فيجب ارتداء نظارات حماية العين في حال كانت المنطقة المستهدفة موجودة في الوجه.
  8. من الممكن أن يسبب الليزر تغيرات في لون الشعر إلى اللون الأبيض، وكذلك زيادة في نمو الشعر، خصوصاً عند السيدات ذوات البشرة السمراء.

كلمة أخيرة:

يجب علينا أن ننتبه لفكرة هامة جداً، وهي أنَّ هذا الإجراء لا يؤمِّن إيقاف نمو الشعر بشكل دائم، ولو أنَّ نموه فيما بعد يكون أقل؛ حيث يلزم فيما بعد جلسات صيانية أخرى بعد العلاج الأولي، وتُعَدُّ إزالة الشعر بالليزر أكثر نجاحاً عند أصحاب البشرة الفاتحة أو البيضاء ممَّن يكون لون الشعر عندهم غامقاً، إلا أنَّه يعطي نتائج جيدة عند جميع الأشخاص باختلاف ألوان بشرتهم. 

بقي أن نؤكد على أنَّ إزالة الشعر بالليزر يجب ألَّا تتم إلا بيد طبيب مرخص ومؤهل، لكيلا تكونوا عرضة للاستغلال وللآثار الجانبية؛ إذ إنَّ المتطفلين حيال هذا الموضوع باتوا كثراً.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6




مقالات مرتبطة