أيهما أفضل: التوازن أم التكامل بين الحياة والعمل؟

أصبحت الإجازات غير المحدودة، والعضوية المجانية في الصالات الرياضية، وتوفير غرف لأخذ قيلولة امتيازات أكثر شيوعاً؛ وبات يُنظَر إليها على أنَّها أداة واستراتيجية رئيسة في دفع ثقافة مكان العمل. ولكن عندما يتعلَّق الأمر بتحسين التوازن بين العمل والحياة ومساعدة الموظفين على الشعور بالراحة والإنتاجية، فهل العضوية المجانية هي الحل؟



ربما لا، بحسب بعض الخبراء. "العديد من هذه الامتيازات تُبقي الأشخاص في مكان العمل سواء أكانوا منتجين أم لا"، هكذا قالت "لوت بيلين" (Lotte Bailyn)، الأستاذة الفخرية في "كلية سلون للإدارة" بمعهد "ماساتشوستس للتكنولوجيا" (MIT’s Sloan School of Management)؛ ولكن بالنسبة إلى الآخرين، تُقِرُّ هذه الامتيازات أنَّ "التوازن بين العمل والحياة" لا يمكن تحقيقه في عالم العمل اليوم الذي يُميِّزه العمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.

بدلاً من ذلك، يجب أن يكون الهدف هو "التكامل بين العمل والحياة".

شاهد بالفيديو: أسرار الإبداع والنجاح في العمل والحياة

ما يريده الموظفون بشدة هو المرونة:

نظراً لأنَّ الحدود الفاصلة بين العمل والحياة أصبحت غير واضحة بشكل متزايد، فقد سُئل مديرو الشركات وغيرهم ممَّن يعملون معهم بشكل مباشر عن موقفهم، وكيف يعتقدون أنَّ الشركات الأخرى يجب أن تتعامل مع هذه المشكلة. إليك ما قالوه:

  1. "لا أعتقد أنَّ التفكير بالشيء ونقيضه أمر مفيد على الإطلاق" - آنا سي إيه لوندبيرغ (Anna S.E. Lundberg) كوتش مهنية.
  2. تعتقد "لوندبيرغ" (Lundberg) أنَّ العمل ليس منفصلاً عن الحياة، ولكنَّه جزء متأصِّل منها؛ سواء كنت تعمل في وظيفة مكتبية من الساعة 9 إلى 5، أم في وظيفة مستقلَّة عن بعد. وتقول: "إذا كنت تكره تلك الساعات التي تقضيها في العمل، سواء كانت أربع ساعات أم أكثر من 40، فلن يعوِّضك عن تلك الساعات أي قدر من الحياة بعد العمل."
  3. " أعتقد أنَّ نموذج الوظيفة من 9 صباحاً إلى 5 مساءً قد عفا عليه الزمن" - سانجاي جوفيل (Sanjay Govil) مؤسِّس شركة "إنفينيت كومبيوتر سلوشنز" (Infinite Computer Solutions).

يقول "جوفيل" إنَّ الالتزام الصارم بأسبوع عمل من 40 ساعة، أصبح صعباً بشكل متزايد. بين جداول العمل، واصطحاب الأطفال، وجدولة مواعيد مع الطبيب، وأخذ الإجازات مع العائلة؛ يتطلَّب تحقيق التوازن المرونة من طرف رب العمل والموظف.

ويضيف: "لطالما كنت من أشد المؤمنين بأيام العمل القائمة على الأداء، فأنا مهتمٌّ بتحقيق الموظفين لإنجازاتهم، والاهتمام باحتياجات العملاء، ولست قلقاً بشأن الساعات التي يقضونها في العمل".

"أنا من أكبر المؤمنين بإيجاد توازن حقيقي بين العمل والحياة" - باتريك أنتينوزي (Patrick Antinozzi) مالك ومحرر موقع "رابيد ويب لونش" (Rapid Web Launch).

هل كان أيٌّ منا سيعمل إذا لم يكن علينا أن نكسب لقمة العيش لإعالة أنفسنا؟ "أنتينوزي" لا يعتقد ذلك، ويقول إنَّ شعاره المفضَّل هو: "العمل من أجل العيش، لا العيش من أجل العمل"، وينصح أرباب العمل بإتاحة الوقت للعمَّال ليمارسوا حياتهم الشخصية.

ويناقش قائلاً: مع هذه الفلسفة الجديدة للمزج بين العمل والحياة، يفعل الكثيرون العكس تماماً، ويُهملون حياتهم الشخصية في هذه العملية.

إقرأ أيضاً: الآثار السلبية للتعارض بين العمل والحياة في شركتك

في الختام:

"عملية فصل العمل عن الحياة الشخصية شبه مستحيلة؛ بسبب وجود الهواتف المحمولة، ووسائل التواصل الاجتماعي" - سي جي جونسون (CJ Johnson) مؤسِّس موقع "جانويل جونسون" (Januel Johnson).

بدلاً من محاولة طرح الفكرة القديمة لوظائف العمل من 9 إلى 5 في مكان العمل الحديث، يشير "جونسون" إلى الحلول المعاصرة لإيجاد التوازن: الثقة في الأفراد لتحديد المواعيد النهائية الخاصة بهم، وتشجيع المزيد من العصف الذهني الشخصي للفريق والخالي من الشاشات بأنواعها، وتجنب المشتتات، مثل التحقق من بريدك الإلكتروني، أو الرسائل النصية كل خمس دقائق.

يقول "جونسون": "متى وكيف تُنجِز مشروعاً بأفضل ما لديك من قدرات، هو أمرٌ يعود لك. لقد وجدتُ أنَّ هذه الطريقة تقوم بتمكين الفريق، وتُحقق نتائج مذهلة".

المصدر




مقالات مرتبطة