أهمية عدم الفشل مرتين على التوالي عند اكتساب عادة جديدة

يتطلب اكتساب عادة جديدة العمل الجاد؛ إذ تبدأ بأفضل النوايا، وتضع خطة معينة وتحاول أن تعدَّ نفسك للنجاح، وفي البداية كل شيء يكون على ما يرام؛ إذ تشعر أنَّك على قمة العالم وتكون متحفِّزاً وتحقق نجاحاً، ويمكنك رؤية كيف سيغير هذا المسعى الجديد الطريقة التي تعيش بها، حتى دون تقصير منك، يظهر شيء ما ليعوق طريقك كأن:



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون تايلر ترفورين (Tyler Tervooren)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية عدم الفشل مرتين على التوالي؛ خاصةً إذا أردنا بناء عادة جديدة.

  • تنشغل بالعمل كثيراً.
  • تظهر حالة أسريَّة طارئة.
  • يترتب عليك القيام بشيء هام.

في هذه اللحظات تصل إلى نقطة الانهيار وترتكب خطأ ما، إنَّ حقيقة أنَّك قد ارتكبت خطأً ليست هامة، لكن ما سيحدث بعد ذلك هو الهام.

فبعد النظر في كثير من الحالات التي مررت بها أنا شخصياً، وحالات الأشخاص المقربين منِّي، تعلَّمت أنَّ الاختلاف بين الأشخاص الذين ينجحون في اكتساب العادات ولا يعانون من نفس الإخفاقات وخيبات الأمل على طول الطريق وغيرهم، هو ما يفعلونه عندما يواجهون العقبات.

اكتساب عادة الجري:

أنا شخص يحبُّ التغيير؛ إذ أبحث دائماً عن تغييرات صغيرة في روتيني تساعدني على التمسك بالأمور التي أقول إنَّها هامة بالنسبة إليَّ، وعلى مر السنين لقد فشلت في اكتساب عدة عادات وروتين جديد، لكن بطريقة ما بقيت لدي عادة الجري، وبعد عدة سنوات أصبح من السهل بالنسبة إليَّ الاستيقاظ في الصباح والذهاب للجري بدلاً من الاستلقاء، فقد ترسخت هذه العادة لدي.

عندما أحاول البدء بعادة جديدة أنظر إلى عادتي في الجري للحصول على الإلهام وأسأل نفسي "كيف يمكنني القيام بنفس الأمر في هذا الروتين الجديد؟" وبالطبع، تكون إجابتي دائماً هي أن أقوم بالأمر الذي أريده على مدى سنوات كما كان الحال بالنسبة إلى عادة الجري، وسيصبح الأمر سهلاً بالنسبة إلي.

لكنَّ الحقيقة هي أنَّني لم أكن مخلصاً تماماً لروتيني في الجري، ففيما مضى كان هدفي هو الجري خمسة أميال كل يوم في ثلاثة أيام من كل أسبوع، كنت قريباً جداً من هدفي، لكن فاتني يومان متتاليان، والشيء المثير للفضول هو أنَّني نادراً ما يفوتني يومان متتاليان؛ أي فشلت مرتين على التوالي.

إنَّ اكتساب العادات أمرٌ معقدٌ، وأعتقد أنَّ عدم الفشل مرتين على التوالي هو جزء كبير من النجاح.

شاهد بالفديو: 9 دروس عظيمة تعلمها الأشخاص الناجحون من الفشل

تجنُّب الكمال وعدم الفشل مرتين على التوالي:

إذا قارنت عاداتك الناجحة بتلك التي عانيت فيها، فعلى الأرجح أنَّك ستجد الأوقات التي تعثرت وانحرفت فيها عن المسار الصحيح متشابهة للغاية، ولكنَّ الاختلاف الكبير هو كيفية اصطفاف تلك العثرات مع مرور الوقت؛ فإذا التزمت بتجربة شيء جديد ومسامحة نفسك عند ارتكابك لخطأ ما؛ فسترى أنَّك لو أخطأت عدة مرات ستعود للعمل مباشرةً، ومع مرور الوقت سوف تقل إخفاقاتك.

لكن عندما تجبر نفسك على أن تكون مثالياً منذ البداية؛ فمن السهل أن تفقد الدافع بعد عثرة واحدة فقط، فعثرة واحدة ستؤدي إلى كثير من العثرات، وبعدها بفترة قصيرة ستستسلم تماماً؛ فكلما انحرفت عن المسار لفترة أطول، أصبح من الأسهل البقاء في مكانك.

إنَّ الأمر لا يقتصر على التغلُّب على العقبات؛ بل على سرعتك في التغلب عليها؛ لذلك عندما يتعلق الأمر ببناء عادة جديدة - تريد التمسك بها - يجب أن تقلل من اهتمامك بالفشل كثيراً، فلا بأس بالفشل ولا بد أن يحدث ذلك الأمر الذي يجب أن تقلل اهتمامك بشأنه، هو ألَّا تفشل مرتين على التوالي، على سبيل المثال:

  • هل تريد أن تتعلم العزف على آلة موسيقية؟ التزم بالتدرب ثلاث مرات كل أسبوع ولا تفوت جلستين متتاليتين.
  • هل تريد الذهاب إلى النادي الرياضي؟ ضع جدولاً زمنياً واذهب فعلاً، ولا تضغط على نفسك عندما يفوتك يوم واحد، فقط انهض واذهب مرة أخرى.
  • هل تريد أن تتناول الطعام الصحي؟ ضع خطة لإعداد وجبات جديدة لنفسك، واستمتع بالأطعمة اللذيذة عندما تخفق في اتباع الخطة الجديدة، لكن لا تتناولها على الغداء أو العشاء.

إنَّ الطريق إلى الفشل مليء بالعثرات الصغيرة، كما هو الحال بالنسبة إلى الطريق إلى النجاح، ويكمن الاختلاف في عدد العثرات التي تسمح لها بالتراكم.

إقرأ أيضاً: الاستفادة من الفشل: كيف يمكن لإخفاقاتك أن تدعم نجاحك المستقبلي؟

الخلاصة:

كل من ينجح أو يفشل في اكتساب عادة أو روتين جديد لا بد من أنَّه سيواجه العقبات، لكنَّ أولئك الذين ينجحون لا يسمحون للفشل بالتفاقم.

المصدر




مقالات مرتبطة