أهمية تعاملنا مع الأمور بطريقة صحيحة

توجد أمور في الحياة يجب أن تعرف كيف تتعامل معها لكي تحقق ما تريده. سوف أتحدث عن قصة صيادَين يملكان خبرات واسعة في الصيد ويتمتَّعان بالمهارات اللازمة، وجسداهما قويان جداً، وقد كانا يريدان اصطياد فريسة لإحضار الطعام لأسرتيهما الجائعتين، وكانا يبعدان عن المنزل نفس المسافة، ويمرَّان بنفس الظروف، لكن كلٌّ منهما اتبع نهجاً مختلفاً عن الآخر، وبعد مطاردتهما للفرائس تمكَّن كلٌّ منهما من اصطياد غزال وكان كلُّ ما تبقى عليهما، هو أن يحملوه إلى المنزل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون تايلر ترفورين (Tyler Tervooren)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية تعاملنا مع الأمور بطريقة صحيحة.

إليك كيف اختلفت القصة بالنسبة إلى كل صيَّاد:

عندما اصطاد كلٌّ منهما الغزال سقط في بركة من الطين، ولم يكن يوجد ماء بجوارهما لتنظيفه.

بالنسبة إلى الصياد الأول، لم يريد أن تتسخ ملابسه من الطين أو من قطرات الدماء التي تتقاطر من جرح الغزال؛ لذا حاول أن يحمله بين يديه ويبعده عن جسده بمقدار ذراع، تحمل الصيَّاد أن يبقى بهذه الوضعية لبعض من الوقت، ولكنَّه شعر بالتعب فجأةً وتوقف.

لقد استخدم أضعف عضلاته ليحمل الغزال، وكان أمامه مسافة طويلة ليصل إلى المنزل؛ لذا جلس في أحد البساتين محتاراً كيف سيحمل الغزال ويعود إلى المنزل.

أما بالنسبة إلى الصياد الآخر، فكان يعاني من نفس المأزق، ولكنَّه بدلاً من أن يحمل الغزال على بعد ذراع للحفاظ على نظافة ملابسه، حمل الغزال فوق كتفه وبدأ في المشي ولم يكترث للطين الذي لوَّث ملابسه أو لقطرات الدماء التي تتقاطر عليه.

شاهد بالفديو: 9 طرق للتخلص من التعقيدات وعيش حياة مُرضِية

وبدأ يخطو خطوات صغيرة وواصل بحمل الغزال، لقد استخدم جذعه وأقوى عضلات جسده لتحمل وزن الغزال، ولقد كانت رحلتُه طويلةً ومرهقةً، وقد أُتلفت ملابسه، لكنَّه تمكَّن من الوصول إلى المنزل، إلى أسرته الجائعة؛ إذ يمكنه تغيير ملابسه أو الذهاب إلى القرية واستبدال لحم الغزال ببعض الملابس الجديدة.

في الحالة الأولى: لم يكن الصياد مرتاحاً للحمل، فقد حاول إبقاء الغزال على بعد ذراع، لكنَّ هذا الأمر أتعبه للغاية ولم يتمكن من إكمال مهمته، أمَّا الصياد الآخر لم يمانع الحمل؛ بل قرَّبه من نفسه وحمله فوق كتفه، لقد كافح كثيراً في رحلته، لكنَّه انتصر في النهاية.

هكذا تسير الأمور بالنسبة إلى كل مجالات الحياة، فعندما توكل مهمة ما إليك، أو عندما تقرر القيام بمجازفة كبيرة، يجب أن تقرر كيفية التعامل مع كل يوم، على سبيل المثال:

  1. ربمَّا ترغب في تحسين العالم من خلال العمل الفعَّال في مسألة هامة، لكنَّ حجم الجهد الذي تحتاج إلى بذله لتحقيق النجاح في هذا الأمر يبدو مستحيلاً.
  2. من الممكن أن تبدأ بعمل تجاريٍّ، والتوتر الناتج عن التساؤل عمَّا إذا كنت ستكتسب ما يكفي من الزخم، بينما تجني القليل من المال وتعمل بجدٍّ يومياً، هو أمر مرهقٌ تماماً.
  3. ربما يكون هدفك الشخصي التجول حول العالم أو أن تصبح فناناً أو أن تتمتع بصحة جيدة.

مهما كان ما تبحث عنه، يوجد حمل هائل بانتظارك ومسافة طويلة يجب عليك أن تتحملها قبل أن تصل إلى ما تريد، كما لو أنَّك تدفع صخرةً ما إلى أعلى التل.

إذا استمررت في حماية نفسك، واستبعدت كل التوتر والقلق والشك، وأبقيت الأمر الهام الذي تسعى إليه على بعد ذراع، فلن تكمل رحلتك في تحقيقه، لكن إذا أبقيته بالقرب منك، وسعيت إليه من صميمك، وإذا تقبلت الأمور الجيدة والسيئة كلَّها دفعة واحدة، فلن تكمل رحلتك في تحقيقه فحسب؛ بل ستجد أشياء رائعةً أيضاً في نهاية المطاف، والتحضيرات لرحلتك التالية ستكون أسهل مقارنةً مع التحضيرات التي بذلتها في رحلتك السابقة.

إقرأ أيضاً: قطعة الحلوى اللذيذة ومهارة التخطيط

في الختام:

إنَّ المجازفة ليست شيئاً يجب أن تحمله على بعد ذراع، ولا شيئاً يجب أن تستبعده أو تتعامل معه عندما تشعر بمزيد من الاستعداد؛ بل هي شيء يجب أن تحمله بصميمك - ليكون جزءاً من كل ما تفعله ـ ويجب الاستمتاع بالتحدي الذي تقدمه لك؛ فعندما تعيش بهذه الطريقة، لا يمكن لأيِّ حمل أن يكسرك.

المصدر




مقالات مرتبطة