أهمية المنتور الجيد في حياتنا

ستواجه في حياتك العديد من المنتورز، كالأشخاص الذين تكنُّ لهم المودة في قلبك ويوجهونك إلى الطريق الصحيح، بدءاً من والديك وجَدَّيك وإخوتك، ووصولاً إلى معلميك وزملائك في العمل وشركائك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة "بيلين جوميز بيريرا" (Belén Gómez Pereira)، والتي تُحدِّثنا فيه عن أهمية المنتور الجيد في حياتنا.

قد نختار المنتورز في كل مرحلة من مراحل تقدُّمنا، وإذا أحسنَّا اختيارهم، يمكن للعديد منهم البقاء معنا لسنوات لرؤيتنا ونحن نتقدَّم ونحقق النجاح (سواء اتَّبعنا توصياتهم أم لم نتبعها).

يُعد المنتورز، في عالم الأعمال على وجه الخصوص، أحد المكاسب الكبيرة لروَّاد الأعمال العظماء؛ إذ لن يقدِّم هؤلاء الأشخاص نصائح ثمينة مستقاة من خبرتهم - والتي غالباً ما تتجاوز خبرتك بسنوات ضوئية - فحسب؛ بل يعطونك تغذية راجعة صادقة أيضاً، وتشجيعاً في المواقف الصعبة، وحتى ما تحتاج إليه لوضع مخطط لحياتك المهنية.

اختيارك لمنتور جيد لا يحدث بين ليلة وضحاها، كما أنَّه ليس أمراً ملزَماً أو يحدث بالصدفة؛ بل يتعلق الأمر بإقامة علاقات قوية مبنية على الثقة والاحترام المتبادَلَين، ويجب أن يُعجب منتورك بقدراتك وموهبتك، وإلا لن تستفيد كثيراً من الوقت الذي تقضيه معه.

في حياتي، كنت محظوظةً لاكتشاف العديد من المنتورز الهامين، وعلى الرغم من أنَّني لست رائدة أعمال، إلا أنَّني أعلم مدى أهمية وجود هذا النوع من الأشخاص في حياتي؛ فمنذ أن بدأت دراستي الجامعية، وجدت منتوري، وهو مدرِّس للصحافة يُدعى "سيرجيو رودريغيز بلانكو" (Sergio Rodríguez Blanco)؛ إذ لم يكن مدرِّساً فحسب؛ بل كان قد حصل على درجة الماجستير ويعمل في صحف شهيرة أيضاً، وهو يبلغ من العمر 26 عاماً فقط.

شاهد بالفيديو: 12 طريقة للعودة إلى المسار الصحيح عندما تسوء الأمور

الآن - بعد سبع سنوات - سيرجيو طبيب وناقد فني في المجلس الوطني للثقافة والفنون (FONCA)، وفاز بجائزة "لويس كاردوزا وأراغون" (Luis Cardoza y Aragón) للفنون الجميلة في الأدب لعام 2009، ويواصل تعليم الطلاب الحمقى (مثلي).

يتمتع سيرجيو (Sergio) بذكاءٍ عالٍ وحس دعابة وأسلوب نقاش رائع؛ فقد كانت علاقتنا في البداية علاقة طالب ومعلمه، ثم أصبحنا زملاء نجلس لشرب القهوة ونتحدث لساعات.

لطالما حدثني سيرجيو (Sergio) عن شغفه بالصحافة والأدب؛ وفي الواقع، لا يزال لدي في مكان عملي هدية تذكارية منه وهي رواية سوستين بيريرا (Sostiene Pereira) للمؤلف الإيطالي أنطونيو تابوتشي (Antonio Tabucchi)؛ حيث تدور أحداث الرواية حول كاتب يتخلى عن كتابة النعوات ليدير صحيفة ثقافية؛ فقد كان أول نص طلب منا قراءته في فصله، تُذكِّرني هذه الرواية اليوم بدعوتي الأولى للوظيفة، وأيضاً بالمَهمة الأساسية التي سلَّمتها إليه (وهي تحليل موجز للرواية) التي علَّق عليها قائلاً: "تتمتعين بأسلوب جيد في الكتابة، لكن عليكِ أن تذكُري المزيد من النقاط".

إقرأ أيضاً: من هو المنتور؟ وما أهميته بالنسبة إليك؟

لقد كان سيرجيو (Sergio) يثق دائماً بي وبقدراتي (والكلمات التي تأتي من شخص أحترمه تعني الكثير)، لكنَّه لم يتردد يوماً في إخباري عندما يكون هناك شيء ما غير صحيح أو يمكن تحسينه، ويواصل دعمه لي حتى يومنا هذا، من خلال التواصل المستمر وتقديم الأفكار والنصائح وعبارات التشجيع.

وعلى الرغم من أنَّنا لا نتحدث كثيراً كما كنا من قبل، لكن عندما يكون لدي سؤال أو مشكلة، لا أتردد في التوجه إليه، وأعلم أنَّه لا يزال لدي منتور وصديق، فإذا لم يكن لديك شخص قريب منك - يحفزك على أن تكون أفضل ويمنحك الأدوات اللازمة لتحقيق ذلك - ابدأ البحث عنه؛ أو إذا كان لديك ذلك الشخص، فتواصل معه لتبادل الأفكار، ولا تنسَ أبداً دعوته لشرب القهوة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة