أهمية التقدير في واقع العمل عن بُعد

أصبح العمل عن بُعد - وهو ظاهرة يزداد انتشارها يومياً - أسلوب عمل جديد للموظفين حول العالم في عام 2020، فأولئك الذين سيواصلون العمل عن بُعد خصصوا مكتباً في المنزل، ونسَّقوا اجتماعاتهم الافتراضية، ويستعملون الرسائل الفورية للمحادثات مع الزملاء. وفي حين أنَّ بعض العمال قد تكيَّفوا مع العمل من المنزل، يجد بعضهم الآخر صعوبةً في ذلك.



بصرف النظر عن مقدار مهارة موظفيك في العمل عن بُعد، فإنَّ التقدير أمر ضروري في الوقت الحالي؛ فقد تؤدي الأوقات العصيبة في العمل إلى زيادة التوتر وبعض التحديات في العمل من المنزل، ومن بين أولئك الذين يعملون عن بُعد، يرغب 80% في أن يتواصل زملاؤهم معهم أكثر مما يتواصلون فعلياً، كما ذكر 19% أنَّهم يشعرون بالوحدة.

بصفتي أول مسؤولة تنفيذية عن بُعد في شركة "إنسبايروس" (Inspirus)، يمكنني أن أخبرك أنَّ التقدير يسهم إسهاماً كبيراً في مساعدة الموظفين عن بُعد على الشعور بالتواصل مع زملائهم، فيما يأتي ثلاث طرائق يمكن أن يساعد بها التقدير على الحفاظ على تماسك فريقك الذي يعمل عن بُعد:

1. إنشاء مساحة افتراضية للتواصل والتقدير:

إذا كان فريقك معتاداً على العمل معاً في مكتب وأصبحوا الآن مشتتين ويعملون عن بُعد، فقد يكون من الصعب عليهم الشعور بالتواصل مع بعضهم بعضاً، وبالنسبة إلى الموظفين الذين يعملون عن بُعد، يمكن أن يشعروا بعيداً عن زملائهم بصعوبة في العمل.

عندما بدأت العمل في شركة "إنسبايروس" (Inspirus)، كنت ألصق رقم هاتفي على غرفة الاجتماعات حتى يتمكن زملائي في العمل من الوصول إليَّ بسهولة. لقد حددت وقتاً لأتواصل معهم بانتظام، ونظراً لأنَّ مؤتمرات الفيديو أصبحت أكثر انتشاراً، بدأت باستعمال ميزة الفيديو في الاجتماعات؛ وذلك لأنَّها ساعدت على تطوير التواصل وجهاً لوجه مع الزملاء.

للحفاظ على تواصل فريقك في أثناء العمل عن بُعد، خطط لجدولة اجتماع جماعي عبر "سكايب" (Skype) أو "مايكروسوفت تيمز" (Teams Microsoft) حتى يتمكن فريقك من التحدث ورؤية بعضهم بعضاً في الوقت نفسه، قد يكون هذا وقتاً مناسباً ليس فقط للحديث عن المشاريع المتعلقة بالعمل، ولكن أيضاً للتحدث عما قد يحدث في حياة كل شخص، ولتعرُّف بعضنا بعضاً شخصياً أو لمشاركة ما يشعرون بالامتنان له الآن.

بصفتك مديراً بشركة، فكر في طرائق لإبقاء الموظفين على تواصل بفريقهم المباشر وبزملائهم في العمل من الأقسام الأخرى؛ فعندما يبتعد الموظفون عن روتين العمل في مكاتبهم المعتادة، مثل تناول القهوة في وقت الاستراحة، لن يعودوا قادرين على التواصل مع زملائهم بالطريقة نفسها.

يمكن للشركات العمل على إعادة إنشاء الفرص وتقدير الموظفين والتواصل معهم؛ وذلك من خلال إنشاء قنوات اجتماعية على منصات الرسائل الفورية؛ إذ يمكن للزملاء نشر آخر الأخبار، وتعرُّف بعضهم بعضاً، ومشاركة القصص المفعمة بالحيوية، وتتمثل إحدى طرائق تسهيل المناقشة في طرح سؤال يومي، مثل: "ما الذي تفعله الآن ولم تعتقد قَطُّ بأنَّك ستفعله يوماً؟".

شاهد بالفيديو: 7 نصائح لإدارة فِرَق العمل عن بعد بنجاح.

2. تقدير الموظفين عن بُعد في أثناء تكيُّفهم مع طرائق العمل الجديدة:

قد يحتاج فريقك إلى وقت للتكيف مع العمل من المنزل، لا سيما أنَّه قد يكون لديهم أفراد من العائلة يفعلون الشيء نفسه أيضاً، وقد لا يكون الموظف المتميز في إعداد مكالمات جماعية باستعمال مؤتمرات الفيديو في المكتب على القدر نفسه من الكفاءة في إعداد مكالمة جماعية في "مايكروسوفت تيمز" (Microsoft Teams).

على سبيل المثال، في حالة غير مألوفة، فإنَّ المكاسب الصغيرة هامة ويجب أن تحظى بالتقدير؛ لذا خذ الوقت الكافي لإرسال بريد إلكتروني أو رسالة فورية للتعبير عن تقديرك للمهام الصغيرة، مثل إعداد حساب "سكايب" (Skype)، أو "بلو جينز" (BlueJeans) الخاص بهم، أو مساعدة زميل في العمل على تعلُّم كيفية استعمال ميزة جديدة على تطبيق "سلاك" (Slack)، وهذا يذكِّر فريقك بأنَّك قدَّرتَ جهودهم وأنَّك تدعمهم في أثناء انتقالهم إلى العمل من المنزل.

عندما تتكيف شركتك مع الوضع الطبيعي الجديد، وتتعامل مع هذه المرحلة الانتقالية على غرار عملية تدريب موظفيك، قابلهم للتأكد من أنَّ لديهم المعدات والبرامج التي يحتاجون إليها جميعها؛ وذلك حتى يتمكنوا من العمل بكفاءة.

اعقِد اجتماعاتٍ فردية على مدار الأسبوع لتقدير أدائهم، وتشجيع فريقك على التواصل مع بعضهم بعضاً تواصلاً متكرراً بواسطة منصات المراسلة الفورية، على مدار الأسبوع. واحتفظ ببعض الأشياء التي أنجزها فريقك، وأرسل بريداً إلكترونياً لكل فرد للتعبير عن تقديرك للأشياء التي أثارت انتباهك، سواء كان ذلك من خلال الحفاظ على موقف إيجابي من خلال الشدائد أم محاولة مساعدة زميل في العمل على الوفاء بالموعد النهائي.

قد يكون لدى موظفيك كثيراً من الضغوطات في حياتهم في الوقت الحالي؛ لذا يمكن أن تكون هذه الملخصات الأسبوعية طريقة رائعة لرفع الروح المعنوية.

إقرأ أيضاً: كيف تظهر تقديرك للموظفين العاملين عن بعد؟

3. تقدير احتياجات الموظفين خارج نطاق العمل:

في الأوقات العصيبة، من الهام أيضاً تقدير الموظفين لأشياء تتجاوز أدوارهم في العمل، إذا كان موظفوك يشعرون بالراحة، فاسألهم لترى كيف حال أسرهم، فإذا شعرت أنَّهم قد يواجهون صعوبة في التكيف مع التغييرات، فاسألهم عما إذا كانوا على ما يرام وما إذا كان يمكنك المساعدة بأي شكل من الأشكال، فإذا احتاجوا إلى مساعدة أحد أفراد الأسرة أو الجار أو القيام بعمل هام، فامنحهم المرونة ليكونوا قادرين على القيام بذلك.

وشجِّع القيادة والمديرين على العمل بفاعلية نحو مزيج فعال بين العمل والحياة الشخصية، وأن يكونوا صريحين بتجاربهم؛ إذ يوضِّح هذا للموظفين أنَّه من المقبول أن يكون هذا الوضع الطبيعي الجديد عملاً قيد التقدُّم، وقد لا يشعر الموظفون دائماً بالراحة عند طلب المساعدة أو مناقشة المشكلات التي قد يواجهونها، مثل الإجهاد أو الإرهاق، ولكن إذا رأى موظفوك أنَّ شركتك تعمل من أجل الموازنة بين العمل والحياة الشخصية بوصفها قيمة ثقافية، فقد يكونون ميَّالين جداً للتحدث.

نظراً لأنَّ شركتك وموظفيك يتأقلمون مع العمل عن بُعد ويشهدون تغيُّراتٍ قد تكون غير متوقعة تماماً قبل بضعة أسابيع أو أشهر فقط، يمكن أن يكون التقدير هو البلسم الذي يساعد الجميع على التعامل مع الوضع الطبيعي الجديد.

المصدر.




مقالات مرتبطة