أهمية التعاطف الذاتي وكيفية تطوير مهارة التعاطف

يُعرَّف التعاطف بأنَّه "رغبة في أن تتحرر الكائنات جميعها من المعاناة"، وهذا الأمر يشملك أنت، ممَّا يؤكِّد ضرورة التعاطف الذاتي واللطف الذاتي، ويمكننا تعلُّم التعاطف بممارسته.



نحن نمارس التعاطف عندما نكون مرهقين أو مجهدين، ومع ذلك من المرجح أن نمنع أنفسنا من التعاطف عندما يكون الأمر ضرورياً للغاية، وإنَّ تجنب هذه الممارسة الهامة، يؤدي إلى فقدان أهميتنا، ومن المحتمل أنَّك على معرفة بـ استجابة "الكَر والفر"، والتي تظهر عادةً عندما نشعر بالتوتر، وتبدأ غرائز البقاء لدينا في العمل، وهذه الاستجابة لها جانبين؛ إمَّا حماية أنفسنا من الضغوطات، أو العزلة والسعي إلى الهرب من الضغوطات، لكن في بعض الأحيان يكون هذان الجانبان دون جدوى، ولا يسعدنا أيٌّ منهما ولا حتى يرضينا.

يُحمِّلنا هذا مسؤولية تطوير استراتيجيات للتعامل مع حالة الهيجان النفسي الناجمة عن استجابة "الكر والفر"، وتهدئة انفعالنا الجسدي؛ إذ يتيح لنا التعاطف التعامل بطرائق إيجابية دون اللجوء إلى استجابة "الكر والفر" عندما نخشى الخطر، وعندما نتعلم إدارة مشاعرنا في المواقف العصيبة، نجد أيضاً طرائق للانسجام مع مشاعر عدم الراحة، وإثبات أنفسنا وتجاربنا.

بهذه الحالة نستفيد من الجانبين؛ إذ يتدبر أحد الجانبين التعاطف بمهارة أكبر والآخر يستخدم استراتيجيات الوعي التام، وهذا الأمر يزيد من تحملنا للتوتر بدلاً من استنفاد طاقتنا.

إقرأ أيضاً: التعاطف أساس النجاح في العلاقات الاجتماعية

كيف يمكن أن نطور مهارة التعاطف؟

ثمة عدد قليل من الطرائق؛ لذا حاول أن تحدد وقتاً لتنفيذ التعاطف الذاتي كلَّ أسبوع سواء مرة واحدة في اليوم، أم كل بضعة أيام، صمم جدولاً مناسباً لك، وخصِّص بعضاً من الوقت لملاحظة العوامل المسببة للتوتر، وتجنَّب لوم الذات قدر الإمكان باللطف الذاتي، ثم زد الفترات الزمنية في جدول التعاطف لتشمل هذه المقاييس من الوعي التام.

تماماً مثل التعريف المذكور سابقاً، ركز طوال الوقت على الرغبة بأن تكون أنت والآخرون "خاليين من المعاناة"، واقض بعض الوقت في تحديد شكل الممارسات التي تساعدك على التخلص من المعاناة بطرح الأسئلة الآتية:

  1. هل يمكن أن تكون جلسة تأمل؟
  2. هل هي رغبة في إثبات نفسك في كثير من الأحيان؟
  3. هل هي منح نفسك مساحة أكبر للرعاية الذاتية؟ ورؤية السمات الإيجابية التي يمدحها الآخرون عليها في كثير من الأحيان؟
  4. هل هي أن تكون أكثر عزيمة في التواصل الذاتي الخاص بك؟

فكر في الطرائق التي قد تعاني منها، واقض بعضاً من الوقت في التفكير في الطرائق التي لا تعاني منها، واحتفظ بتعاطفك مع نفسك، وذكِّر نفسك بكل الأشياء العظيمة التي تقوم بها مؤكداً بأنَّك تبذل قصارى جهدك.

إذا كانت هذه العملية مرهقة في البداية، فلا بأس بذلك، ويكون الأمر كذلك لمعظمنا؛ لذا حاول ممارسة هذه العملية مع شخص آخر أولاً، فكر في صديق أو أحد أفراد أسرتك وتعاطف معه.

إذا كان الأمر يبدو كأنَّه تحدٍ، فابدأ بشعار أو عبارات إطراء إيجابية تجاه جميع الكائنات في العالم، والهدف من ذلك هو تحديد هدف إيجابي، وهو تمنِّي الخير للآخرين ولنفسك أيضاً.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح لإظهار التعاطف ومراعاة الآخرين

التعاطف ضرورة للشعور بالأمان:

يقول الباحث ستيفن بورجيس (Stephen Porges): "لكي تشعر بالأمان، يجب أن يكون لديك إشارات تشير إلى الأمان، وقد تكون عبارة عن عناق من أحد أفراد أسرتك، أو تحديد هدف معين في روتينك، أو استخدام كلمات تأكيد، أو التفكير في شيء آخر يشعرك بالرضى"؛ لذا حاول دمج أحد هذه الأشياء وضع في حسبانك أحد الاقتراحات المذكورة أعلاه في ممارستك للتعاطف.

إقرأ أيضاً: 3 استراتيجيات تساعدك على ممارسة التعاطف مع الذات

في الختام:

تذكر أنَّ الاستثمار في التعاطف يدعم صحتك العقلية في حين أنَّ استجابة "الكر والفر" لها كلفة لا أحد يستطيع تحملها.

المصدر




مقالات مرتبطة