أهمية التخطيط وكيفية إنشاء خطة للخمس سنوات القادمة من حياتك؟

ما هي خطة حياتك؟ أو هل لديك خطة حياة تسير وفقاً لها؟ أو إلى ماذا تسعى في حياتك؟



تُعَدُّ هذه الأسئلة من أشهر الأسئلة التي تواجهك في أثناء التقدم للحصول على الوظيفة في المقابلات الشفهية، فبعض الناس يعطي إجابة مختصرة بأن يقول أرغب في أن أصبح كذا أو كذا دون أن يذكر كيف، وبعضهم الآخر لا يستطيع تقديم أي إجابة واضحة لعدم وجود خطة، أو لجهله بكيفية التخطيط للحياة، فإذا كنت من هؤلاء الناس، فهذا المقال هو بوابتك لكي تعرف معنى التخطيط للحياة وكيف يمكنك إنشاء خطة لخمس سنوات قادمة.

1. ما هو التخطيط للحياة؟

التخطيط الشخصي عبارة عن عملية تهدف لبيان كيفية انتقال الفرد من الوضع الحالي إلى الوضع المرغوب، فهو السبيل لتحقيق الهدف المنشود؛ بمعنى خريطة توضح الطريق الذي سوف يصل بك إلى تحقيق أحلامك ومواجهة كافة التحديات المحتمل ظهورها في أثناء ذلك وكيفية فعل ذلك.

فكل إنسان يريد أن يصل إلى مكان ما يلبي من خلاله طموحه ويثبت شخصيته وذاته، لكن لا يتم ذلك إلا عبر وضع أهداف محددة وواقعية وقابلة للتحقيق، وكذلك وضع الخطوات المناسبة لتحقيق كل هدف منها بحيث يصل في النهاية إلى الهدف الرئيس للمستقبل الذي وعد نفسه به، فكل فرد هو صانع حياته.

2. ما هي الفائدة من التخطيط للحياة؟

يراود الكثير من الأفراد أسئلة، مثل لماذا عليَّ أن أخطط للمستقبل؟ وما هي فائدة تلك الخطة؟ وما هو الفرق بين الخطة المكتوبة والخطة المرسومة في عقلي؟ والإجابة عن هذه الأسئلة تكمن في الفوائد الآتية:

  1. الخطة المكتوبة أفضل من الخطة الشفهية: الحياة كثيرة المشاغل وسريعة الأحداث، فإذا ما غرق الفرد في دوامتها وابتعد عن الطريق الذي رسمها لنفسه، أمكنه من خلال خطته المكتوبة العودة بسرعة لتصحيح وإكمال ما خطط له؛ بل حتى التعديل عليها وفق متطلبات الحياة المفاجئة، فالخطة تمنحك النظام.
  2. قراءة خطتك يبعث في نفسك الحماسة لتحقيقها.
  3. الإنجاز يزيد؛ بل يتضاعف أحياناً عند كتابة الهدف.
  4. ستكون قادراً على تحليل كل هدف وتحديد ما يلزم لتحقيقه (آلية التنفيذ) بدقة أكثر، بالإضافة إلى القدرة على تخطي العقبات التي يمكن أن تواجهك خلال الإعداد الجيد.
  5. تنظيم الوقت، فالوقت هو العامل الحاسم في حياة الإنسان ويجب استغلاله بالشكل الأمثل.
  6. تحقيق التوازن بين جوانب الحياة المختلفة.
  7. التقليل من الشعور بالتعب؛ إذ إنَّ معرفة الفرد للواجبات اليومية تسهل عليه القيام بها وتنظيم أوقات الراحة خلالها.
  8. تقييم الأداء: إنَّ فكرة وجود خطة مكتوبة تمنحك القدرة على تقييم أدائك ومدى تحقيقك للأهداف المرسومة.

شاهد بالفديو: 6 طرق تساعدك على التخطيط لحياتك

3. خطوات سوف تساعدك على وضع خطة لخمس سنوات قادمة من حياتك:

الخطوة الأولى، معرفة نفسك:

تتمثل الخطوة الأولى من وضع خطة الحياة في معرفة نفسك بشكل جيد، ولفعل ذلك، يمكنك اتباع أحد الأساليب الآتية:

1. تحليل (SWOT):

 يتألف تحليل "سوات" (SWOT) من أربعة مجالات رئيسة هي نقاط القوة (Strengths)، ونقاط الضعف (Weaknesses)، والفرص المتاحة (Opportunities)، والتهديدات (Threats)، وهو أداة رائعة في تحليل وتقييم نفسك من أجل معرفة ما تملك، وما تحتاج إليه، وما يتوفر لك من فرص، وما يهدد تحويل تلك الفرص إلى نجاحات.

نقاط القوة (Strengths):

 تُعَدُّ نقاط القوة من الصفات الإيجابية في شخصيتك، بالإضافة إلى ما تملكه من مهارات وميزات تفضيلية لك على الآخرين، وكذلك العادات السليمة التي تملكها.

ومن أمثلة الأسئلة التي يمكن أن تساعدك على ذلك:

  1. ما هي المؤهلات العلمية التي تملكها؟
  2. ما هي المهارات التي تملكها؟
  3. ما هي المهارات التي تملكها وتميزك عن غيرك؟
  4. هل تملك خبرة في مجال ما؟
  5. ما هي الأعمال التي مارستها ونجحت فيها؟
  6. ما هي الصفات الجيدة التي تمتلكها؟
  7. هل تملك معارف اجتماعية يمكنها فتح آفاق عملية جديدة لك؟
  8. كيف تجد قدرتك على التأثير في الآخرين؟
  9. هل تتمتع بالمرونة والقدرة على التكيف؟
  10. ما هي مهارات الذكاء العاطفي التي تملكها؟

نقاط الضعف (Weaknesses):

تشير بدورها إلى الصفات السلبية في شخصيتك والعادات السيئة التي تقوم بها، بالإضافة إلى ما ينقصك من مهارات والتي تجعل منك فرداً خاسراً في المنافسة مع الآخرين، وإليك أيضاً بعض الأسئلة التي تساعدك على ذلك:

  1. هل تستطيع ضبط انفعالاتك؟
  2. هل تعاني من الخجل، والانطوائية، والعزلة، والاكتئاب، والقلق، والتوتر؟
  3. هل تفشل في حل المشكلات التي تعترضك ولا تستطيع التغيير في الواقع؟
  4. هل تمانع العمل مع فريق العمل؟
  5. هل تعاني من عدم القدرة على التكيف؟
  6. هل لديك مستوى مدني من تقدير الذات؟
  7. ألا تملك أي صفة تفضيلية تميزك عن غيرك؟
  8. هل لديك عادات سيئة؟ وأيها غير قابلة للتعديل؟
  9. ما هو رأي الآخرين بك؟

الفرص المتاحة (Opportunities):

هل توجد لديك أي إمكانية لخوض تجارب جديدة تعزز من نقاط القوة في شخصيتك وتعزيز مهاراتك؟ وهل توجد أي مجالات جديدة يمكن أن تتوافق مع قدراتك وخبراتك؟ وهل تم الإعلان عن وظيفة ما تلبي طموحك وإلى ما ذلك.

  1. هل توجد فرصة عمل جديدة وجيدة متاحة؟ أو هل توجد أي تطورات جديدة في عملك ستحقق لك الفائدة؟
  2. هل تغير أسلوب تنفيذ عملك بشكل يصبح أسهل؟ مثل الانتقال من العمل على الأوراق إلى استخدام الحاسوب.
  3. هل سيجعل تعلمك لمهارة محددة لك الأفضلية في مجال عملك؟
  4. هل توجد دورات تدريبية متاحة أمامك للالتحاق بها؟

وجميع الأسئلة التي تنتهي بفرصة يمكن أن تضاف إلى هذه المجموعة.

التهديدات (Threats):

ما هي العوائق التي تواجه تحقيق أهدافك وتمنع نجاحك؟ وهل توجد صفات معينة في شخصيتك يصعب التخلص منها وتقف حاجزاً بينك وبين النجاح؟ ومن الأسئلة التي سوف تساعدك على التحليل:

  1. هل يوجد في مكان عملك شخص آخر أكثر كفاءةً منك ويمكنه أن يؤثر في عملك؟
  2. ما هو الشيء الذي يمتلكه الآخرون ولا تملكه أنت ويمكن أن يشكل خطورة على عملك؟
  3. ما هي العوائق التي تواجهها في حياتك وتمنع تقدمك؟
إقرأ أيضاً: تحليل سوات (SWOT): اكتشف فرصاً جديدة وتحكّم بالتهديدات التي تواجهك

كما يمكنك استخدام - بالإضافة إلى نموذج تحليل (SWOT) - العديد من الأساليب الأخرى مثل:

2. طريقة العصف الذهني:

تقوم على وصف حياتك بالتفصيل، وتحديد أحلامك وآمالك، والأشياء التي تريد تحقيقها، والسبل المتاحة أمامك لتحقيقها، وكذلك ما يمنع إنجازها بنجاح، وكيف سوف تتدارك تلك العوائق والمشكلات، بالإضافة إلى تحديد إيجابياتك وسلبياتك.

3. عجلة الحياة (Life Balance Wheel)

تُعرَف عادة باسم عجلة توازن الحياة، وتقوم في مبدئها على تحديد ثمانية من الجوانب الهامة في حياتك ومعرفة مدى التوازن بينها من خلال رضاك عنها، وعليك اتباع الخطوات الآتية في إعدادها:

  • حدد ثمانية مجالات تَعُدُّها أساسية في حياتك مع الانتباه إلى وجود أشياء لا يجب إغفالها، مثل الدين، والمال، والصحة، والعمل، والهوايات، والعائلة، والحالة العاطفية، والعلاقات الاجتماعية، وارسمها ضمن دائرة على الشكل الآتي:

مجالات الحياة الثمانية

  • حدد درجة رضاك عن كل مجال منها، ويجب أن تكون صريحاً مع نفسك، وتذكر أنَّ هذه العجلة خاصة بك وليس بمقدور أحد رؤيتها أو إحراجك من خلالها.
  • بعد اكتمال فكرتك عن ذاتك يمكنك الآن البدء بتحديد أهدافك في كل من تلك المجالات الثمانية، وإلى أين تريد أن تصل في كل منها، لكن انتبه من المبالغة في وضع الأهداف؛ فيجب عليك أن تختار أهدافاً قابلة للتحقيق أولاً وأن تكون قادراً على الالتزام بها أيضاً.

الخطوة الثانية، تحديد القيم التي تقوم عليها حياتك، وما هي دوافعك؟

حدد المنظومة الأخلاقية التي تحكم أفعالك وسلوكك والقيم التي تلتزم بها وأصبحت تمثل جزءاً أساسياً من شخصيتك وتبعث فيك الرضى والقبول من قبيل الصدق، والأمانة، والإخلاص، والتفاني في العمل، ومساعدة الآخرين، والعدالة، والاحترام وسواها.

الخطوة الثالثة، كتابة أهدافك بدقة وبأنواعها الثلاثة:

  1. أهداف قصيرة الأمد: هي الأهداف التي تتسم بقصر الوقت اللازم لتحقيقها.
  2. أهداف متوسطة الأمد: هي الأهداف التي تستغرق وقتاً بين سنة وثلاث سنوات.
  3. أهداف طويلة الأمد: هي الأهداف التي يستغرق إنجازها خمس سنوات أو أكثر، ويجب عليك كتابة الواجبات والمهام التي يفترض القيام بها لإنجاز كل هدف.

الخطوة الرابعة، تقييم قدرتك على إنجاز الأهداف:

إعطاء تقييماً لقدرتك على إنجاز كل من الأهداف السابقة التي قمت بتحديدها وذلك وفقاً لمعايير محددة، مثل الوقت، والإمكانات المتاحة أمامك التي يمكنك الاستفادة منها، وتناسب قدراتك الشخصية مع الأهداف الموضوعة.

الخطوة الخامسة، تحديد النشاطات:

تحديد النشاطات التي يجب أن تقوم بها في سعيك إلى تحقيق ما تريد، وإرفاق كل هدف قمت بكتابته بالنشاطات المناسبة له.

الخطوة السادسة، وضع جدولك الزمني الأسبوعي:

هذا سوف يساعدك على تحديد الوقت المهدور وتداركه، فحدد المهام الخاصة والواجبات التي يجب القيام بها بكل يوم من أيام الأسبوع والوقت المرصود له؛ أي اللازم لتحقيقه.

الخطوة السابعة، حماية أهدافك:

العمل على حماية أهدافك وعدم السماح لأحد بتغييرها أو أن يقف عائقاً في وجه تحقيقها.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح مهمة تساعدك على تحقيق أهدافك وطموحاتك

الخلاصة:

يرغب الجميع في امتلاك حياة مثالية تتسم بالنجاح والتميز، لكن لا شيء يأتي بالمجان، فيجب على كل فرد بذل الجهد في السعي إلى تحقيق تلك الحياة بجميع تفاصيلها؛ ولذا اصنع خطة لحياتك والتزم بها لتساعدك على تحقيق تلك الحياة التي تريدها.

المصادر:

  • 1، 2
  • محمد بن عبدالله السلطان، التخطيط الشخصي (خطوات ممتعة لأحلام تتحقق)



مقالات مرتبطة