أهمية الإصغاء إلى الحدس عند اتخاذ القرارات

ما هي أعمق رغباتك؟ وما الذي تريد الحصول عليه قبل كل شيء؟ باعتراف الجميع، ليس من السهل الإجابة عن هذه الأسئلة؛ فنحن البشر لدينا رغبات كثيرة، بعضها أهم من بعضها الآخر، لكن عندما يتعلق الأمر بالرغبات، فإنَّنا نريدها جميعها.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "إيفان تارفر" (Evan Tarver)، يُحدِّثنا فيه عن أهمية اتباع حدسك عند اتخاذك لأي قرار لأنَّه هو المسار الصحيح بالنسبة إليك.

فنحن نريد ذلك المنزل الجديد، وتلك السيارة الفخمة، وذلك الراتب الكبير، وحرية السفر، ونرغب في زوج أو زوجة جميلة، وأصدقاء حقيقيين، وعائلة عطوفة.

نحن نريد الحصول عليها جميعها، فهذه كلها أشياءٌ رائعة يجب تحقيقها، لكن ماذا لو كانت لديك رغبتان متساويتان في الأهمية؟ وماذا لو كان اثنان من أكبر رغباتك غير مترابطين؟

لنفترض على سبيل المثال، أنَّك تقدِّر حياتك المهنية جداً، وأنَّ أفضل مكان لوظيفتك هو خارج مدينتك، ولكنَّك تقدِّر أيضاً شريك حياتك، ولا يمكنه أبداً أن ينتقل معك إلى خارج الولاية، وقد أوضح لك ذلك كثيراً؛ فماذا تفعل؟ ما هو الطريق الصحيح؟ وإلى أين ستؤول حياتك؟ دعني أخبرك بأنَّه لا يوجد طريقٌ صحيح، أو أنَّ الطريق الصحيح هو الاتجاه الذي ستختاره.

تكلفة الفرصة البديلة:

هل لديك فكرة عن تكلفة الفرصة البديلة؟ بالنسبة إلى أولئك الذين لم يسمعوا عنها، فإنَّ تكلفة الفرصة البديلة هي "خسارة المكاسب المحتملة من البدائل الأخرى عند اختيار بديل واحد"؛ هذا هو الشيء الآخر الذي تتخلى عنه عند اتخاذ القرار؛ لذلك، إذا قررت أن تقبل هذه الوظيفة في خارج الولاية، فإنَّ تكلفة هذه الفرصة هي علاقة فاشلة مع شريك حياتك، وبالمقابل، إذا قررت البقاء، فإنَّ تكلفة هذه الفرصة البديلة هي التقدم الوظيفي.

من الممكن تحديد تكاليف الفرصة، فقد يؤدي اختيار البقاء لإرضاء صديقك، أو صديقتك، أو زوجك، أو زوجتك، إلى خسارة الدخل، وإذا كنت تعتقد أنَّ أرباحك طوال حياتك ستكون أعلى بمقدار 100 ألف دولار إذا انتقلت إلى خارج الولاية، فإنَّ تكلفة الفرصة البديلة للبقاء هي بالضبط 100 ألف دولار.

لكن ماذا عن العكس؟ كيف يمكنك تحديد مقدار فقدان الحب؟ لا يمكنك بالطبع، وهذا يثير اهتمامك ببعض النقاط، فعندما ننظر إلى تكاليف الفرصة البديلة، فإنَّنا نركز على ما نتخلى عنه بدلاً مما نكتسبه؛ فإذا اخترت البقاء مع شريك حياتك على سبيل المثال، فقد تتخلى عن 100 ألف دولار، ولكنَّك ستكافأ بحب حياتك، أمَّا إذا غادرت، فقد تُنهي علاقة رائعة، ولكنَّك ستحظى في المقابل على فرص عمل عديدة.

هذا يعني أنَّ الجانب الآخر من تكاليف الفرصة البديلة هو دائماً نوعي، فكيف يمكنك تحديد فرصة لا حدود لها أو تحديد الحب الأبدي؟ مرةً أخرى، لا يمكنك ذلك؛ لذلك إنَّ الإمكانات التي تمنحها لنفسك باختيار رغبة بدلاً من الأخرى تفوق تكلفة القرار دائماً، ولأنَّك تتبع قلبك وتتخذ الخيار الأفضل لك، فإنَّ عائد الاستثمار سيكون إيجابياً دائماً.

شاهد بالفديو: كيف تتعلَّم فن اتخاذ القرارات الصحيحة

المسار الذي تختاره هو مسار إيجابي:

دائماً ما يحل الاحتمال محل تكلفة التخلي عن شيء ما، بصرف النظر عما تفعله وعن المكان الذي تتجه إليه، فستواجه دائماً تكلفة فرصة ما، ومع ذلك، إذا اتخذت أفضل قرار ممكن بناءً على المعلومات المتاحة، فإنَّ الجانب الإيجابي يصبح أكبر من أي جانب سلبي محتمَل؛ وذلك لأنَّك اخترت أفضل ما يناسب حياتك.

بالتأكيد، إذا قررت البقاء والزواج من الشخص الذي تحبه، فقد تكون أرباحك على مدى الحياة أقل، لكن مَن يهتم؟ لقد اخترت الحياة الأفضل لك، والشخص الذي سيوفر لك أكبر قدر من السعادة، وهذا كل ما يهم؛ فلذلك، كيف لا تستطيع البقاء معه؟

إنَّ حياتك مليئة بفرص لا حدود لها، نعم، توجد تكاليف، لكن إذا اتخذت قرارات بناءً على هذه التكاليف بدلاً من الاحتمالات اللانهائية في حياتك، فسوف تهيئ نفسك للفشل؛ لذا بدلاً من ذلك، اختر التركيز على مزايا الاختيار بدلاً من الجانب السلبي له؛ وذلك لأنَّه توجد دائماً سلبيات، وإيجابيات أيضاً، ولأنَّك تتَّبع الجانب الإيجابي، فسوف تُكافَأ حياتك بفرصة لم تتوقعها من قبل.

المشكلة هي أنَّه يمكننا تحديد تكلفة الفرصة البديلة، لكن لا يمكننا الرهان على فرصة لا يمكن رؤيتها، كما أنَّه يوجد فرص أينما ذهبنا؛ وهذا يعني أنَّنا يجب أن نتجه إلى حيث نريد فقط.

إقرأ أيضاً: كيف تتخذ قرارات أفضل من أول مرة؟

الخلاصة:

نحن لن نعرف أبداً ما إذا كان القرار الذي نتخذه صحيحاً أم خاطئاً، فلا يوجد مجال للتراجع، نحن نحاول قدر المستطاع التنبؤ، لكن لا يمكننا الجزم أبداً؛ لذا إذا كنت تثق بحدسك وتتخذ قرارات تبدو لك صحيحة، فستعرف أنَّك تسير في الاتجاه الصحيح؛ وذلك لأنَّه لا يوجد مخطط للحياة، ولا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة، فيمكنك أيضاً اتباع قلبك، وكما يبدو لي، أينما كان قلبك، فهذا هو المكان الذي تريد أن تتجه إليه، ولا داعي للاهتمام بتكلفة الفرصة البديلة.

المصدر




مقالات مرتبطة