أهم النصائح للتعامل الصحيح في أول يوم عمل
يؤمن الكثيرون من الناس بأنَّ الانطباع الأول هو الانطباع الأخير؛ لذلك نجد اهتماماً كبيراً من بعضهم بأن يكون الانطباع الأول لهم جيداً كونهم يَعُدُّون له تأثيراً كبيراً في علاقتهم مع الآخرين، لكن توجد أيضاً أهميَّة كبيرة للأمر في بيئة العمل بين الزملاء الجدد والمدير الجديد، فقد تُغيِّر الانطباعات الأولى من مسارك المهني ومن طريقة تعامل الآخرين معك؛ وذلك لأنَّها المسؤولة عن تشكيل السمة السيئة أو الجيدة لك.
إنَّ تغيير الانطباع الأول يحتاج إلى وقت طويل وجهد كبير، وتقول الدراسات ان ثلاث ارباع البالغين يحكمون على الأشخاص الذين يرونهم لأول مرة خلال دقيقة واحدة؛ لذلك من الهام جداً أن تعرف كيف تترك أوَّل انطباع جيد لدى بيئة العمل الجديدة لديك.
نصائح للتعامل الصحيح في أول يوم عمل:
سبب أهمية اليوم الأول في العمل الجديد:
اليوم الأول في العمل هام جداً لأنَّه هو الذي سيترك الانطباع الأول لدى زملائك ومديرك، وغالباً ما يكون الموظف الجديد محط أنظار الجميع في اليوم الأول بسبب فضول الجميع في معرفته ومعرفة صفاته، وقد لا يحظى بترحيب كبير من قبل الموظفين الأقدم منه في العمل؛ وذلك لأنَّه قد يُعَدُّ منافساً جديداً لهم، حتى أنَّه قد يشعر بأنَّه ضيف ثقيل على الآخرين.
بالإضافة إلى ذلك فإنَّ الموظف بعد كسبه للوظيفة الجديدة سيشعر بتوتر كبير حيال عمله الجديد؛ لأنَّ كل شيء بالنسبة إليه جديد، بالإضافة إلى شعوره بالحماسة؛ لذلك قد يترك انطباعاً سيئاً إن لم يُحسِن التصرف.
شاهد بالفيديو: 10 نصائح لليوم الأول في العمل الجديد
نصائح اليوم الأول في العمل:
- نَم جيداً في اليوم السابق؛ إذ تُعَدُّ قلة النوم أمراً خطيراً لا يجب الاستخفاف به؛ وذلك لأنَّه سوف يؤثر تأثيراً كبيراً في اليوم التالي، ومن تأثيراته: قلة تركيزك خلال النهار، وعدم قدرتك على التفكير الصحيح، واضطراب مزاجك الذي يؤدي إلى توترك في العمل وانخفاض الإنتاجية؛ لذلك يُفضَّل أن تُنظِّم ساعات نومك وتعتاد على نمط ملائم للعمل قبل عدَّة أيام من البدء بعمل جيِّد.
تؤكد الدراسات أنَّ كل فئة عمرية تحتاج إلى عدد ساعات نوم مختلف، والفئة العمرية بين 18 عاماً و64 عاماً تحتاج من 7 إلى 9 ساعات نوم يومياً ليكون الجسم والعقل بنشاطه الكافي والمناسب للعمل.
- اذهب إلى عملك الجديد مُبكراً؛ وذلك لأنَّ التأخير يترك انطباعاً سيِّئاً جداً وخاصة عند مديرك، وإصلاح هذا الانطباع صعب قليلاً؛ وهذا يزيد عليك التوتر والضغط الناتج عن رهبة اليوم الأول في العمل؛ لذلك إن كنتَ شخصاً تتأخر عادةً عن مواعيدك، عليك أن تتدرب لعدة أيام سابقة على الوصول إلى مكان عملك في الوقت المحدد، ويمكن من خلال هذا التدريب معرفة أقصى مدة تحتاج إليها يومياً للوصول إلى عملك من أجل تنظيم جدولك الزمني بدقة.
- حضِّر الأسئلة التي تريد أن تسألها مسبقاً، فقد يكون لديك العديد من التساؤلات عن طبيعة العمل أو ما لم تفهمه بآلية العمل، لكن احذر السؤال عن المكافآت أو الحوافز أو كل ما يتعلق بالأمور المادية أو الإجازات؛ وذلك لأنَّ هذه الأسئلة تترك انطباعاً بأنَّك شخص تهتم بمصلحتك بالدرجة الأولى.
يجب عليك التركيز في الأسئلة عن مهمتك فقط؛ فإن كنتَ تريد النجاح في عملك والتقدُّم والترقية، فعليك أن تزيل كل إشارات الاستفهام من عقلك وتتعرَّف إلى مهمتك بدقة، ومن الهام أن تركز في الأسئلة الجوهرية فقط كي لا تبدو ثرثاراً وفضولياً.
- تعرَّف إلى جهة العمل التي ستعمل لديها جيداً من خلال جمع المعلومات الكافية عنها؛ إذ يمكنك تصفُّح موقع الشركة مثلاً عبر شبكة الإنترنت ومتابعة حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ومعرفة مجال عملها ومنتجاتها والمشاريع التي قامت بها أو إنجازاتها على مر السنوات، وتاريخ تأسيسها والتغييرات التي طرأت عليها وكل ما يتعلق بها؛ وذلك لأنَّ كل هذه المعلومات تكسبك ثقة أعلى بنفسك وتجعلك قادراً على مواجهة أي سؤال يتعلق بمعلوماتك عن الشركة.
- اهتم بالمظهر الخارجي جداً؛ وذلك لأنَّ أول ما تقع عليه العين ويلفت الانتباه هو المظهر الخارجي، فيجب أن يكون لباسك مناسباً جداً لمكان العمل وطبيعة عملك؛ لأنَّ كل مهنة لها طبيعة لباس مختلفة؛ إذ يوجد اختلاف بين ملابس الموظف الذي يعمل لدى بنك عن ملابس الموظف الذي يعمل لدى شركة ألبسة رياضية مثلاً.
إنَّ اللباس المناسب لمكان العمل يترك انطباعاً لدى الزملاء والمدير بأنَّك قادر على التكيُّف مع أجواء العمل الجديد، ويجعل قبولك لدى المحيط أكبر؛ وحتى إن كان اللباس موحَّد، فيجب الاهتمام بنظافته وترتيبه ورائحته العطرة دائماً وليس في اليوم الأول فقط، بالإضافة إلى الاهتمام بترتيب الشعر جيداً.
- كن لبقاً في التعامل؛ إذ إنَّ اللباقة ضرورية جداً وخاصة عند الموظف الجديد؛ لذلك عند وصولك إلى عملك الجديد احرص على رسم ابتسامة على وجهك دون تكلُّف وتعرَّف إلى زملائك في العمل.
ومن الهام أن تحفظ أسماءهم ووظائفهم وإن كان الأمر صعباً قليلاً، فعليك دوين هذه المعلومات وأحياناً التركيز في ملامح الشخص؛ إذ يساعدك هذا على ربط الشكل بالاسم كي لا تنسى سريعاً، واحذر جيداً من أن تكون شخصاً ودوداً بشكل مفرط أو خجولاً؛ لأنَّ ذلك يشجع الأخرين على التقليل من احترامك.
واحرص على التواضُع عند تقديم نفسك للأخرين، وإن عرضَ عليك أحد الزملاء مساعدته لكي تتعرَّف إلى الأخرين أو إلى أقسام الشركة، فلا ترفض كي لا تبدو متعالياً، وعبِّر لهم عن سعادتك بانضمامك إلى فريق عملهم وفي نفس الوقت لا تتساهل مع أيَّة إهانة توجَّه إليك.
- لا تتحدث عن عملك السابق بإعجاب وحب له حتى وإن كان عملك السابق جيداً وأفضل من العمل الحالي، فاحرص على عدم المقارنة علناً بين العملين؛ لأنَّ ذلك يجعل زملاءَك يشعرون بأنَّك أعلى درجة منهم، وأنَّ مستواك انخفض بهذا العمل الجديد؛ فتقلل بذلك من شأن الشركة التي توظفت بها، فقد تخبرهم مثلاً أنَّ الشركة السابقة تقدِّم المشروبات المجانية للموظفين أو وجبات من الطعام أو غيرها من الأمور التي يمكنك الاحتفاظ بها لنفسك لتجنُّب أخذ انطباع سيِّئ عنك.
- تجنَّب طلب إجازة في اليوم الأول؛ إذ يجب أن تثابر وتجتهد جيداً في الفترة الأولى لتثبت أنَّك تستحق هذه الوظيفة بجدارة، ولا تنصرف من عملك قبل انتهاء الوقت حتى في حال وجود إمكانية للذهاب المبكر؛ لأنَّ هذا التصرف يترك انطباعاً بأنَّك شخص ملول وغير محب للعمل.
- لا توجِّه الانتقادات إلى الزملاء في اليوم الأول من العمل، فقد ذكرنا آنفاً أنَّ الموظف القديم قد يشعر بأنَّ الموظف الجديد منافس له، ومن ثم لن يُعامَل الموظَّف الجديد بأريحية تامة في يومه الأول؛ لذلك تجنَّب انتقاد أحد أو توجيه ملاحظات إن رأيت تصرفاً لم يعجبك، واحذر من تقديم شكوى للإدارة في بداية عملك إن اكتشفتَ خطأً في عمل أحدهم؛ لأنَّه عليك الانتظار والصبر لفترة حتى تدرك جيداً آلية عمل الشركة.
- حاول أن تواكب أداء الموظفين الأقدم منك في عملك؛ وذلك من خلال انتباهك الجيد إلى الملاحظات التي تسمعها في اليوم الأول، ومشاهدة طريقة عملهم جيداً، ولا تحاول أن تبدأ بالعمل بطريقة مغايرة عنهم أو بطريقة عملك السابق؛ بل عليك مواكبتهم لعدَّة أسابيع أو حتى شهور في البداية.
- لا تكن كثير الحركة؛ ففي اليوم الأول قد يتسبب توترك بكثرة حركة في مكانك أو تجولك من مكان إلى آخر، ولكنَّ كثرة الحركة قد تترك انطباعاً بأنَّك غير متَّزن؛ لذلك انتبه إلى تصرفاتك وكن هادئاً.
- احذر من أخذ أي شيء ليس ملكك، فقد يتبادل الموظفون أدواتهم فيما بينهم عادةً، ولكنَّ ذلك غير مناسب لك في اليوم الأول؛ فإن كنتَ بحاجة إلى أدوات مثل الأقلام أو آلة حاسبة أو غير ذلك، يمكنك إعلام المسؤول عنك بشكل مباشر بأنَّك بحاجة إلى أدوات معيَّنة لتسطيع العمل؛ وذلك لأنَّ تأمين مستلزمات العمل هو واجب الإدارة.
- في حال كنتَ ستقابل مديرك في اليوم الأول من العمل، فكُن على طبيعتك وعفويتك ولا تحاول أن تُظهِر له أنَّك مثالي؛ لأنَّه لا يوجد شخص مثالي نهائياً، والعفوية تجعل الشخص أقرب وألطف، وإن كنتَ تخاف من توترك أمامه وعدم قدرتك على التحدُّث إليه، فعليك أن تفكر مسبقاً في الكلام الواجب قوله.
- ويمكنك ترتيب أفكارك على ورقة والتدريب على الحديث مع أحد أصدقائك، ومن الأساليب الفعالة في التخفيف من التوتر هو التنفس العميق قبل البدء بالكلام من خلال أخذ شهيق طويل والانتظار لثوانٍ ثم الزفير؛ إذ يقلل هذا التمرين من ارتجاف الصوت عند التحدُّث إلى الآخرين.
- انتبه جيداً في يومك الأول من الانشغال في هاتفك المحمول؛ لأنَّ هذا التصرف يدل على إهمالك واستخفافك بالقوانين، فيُفضَّل أن يكون على وضعية الصامت وألَّا تستخدمه إلا للضرورة.
- تجنَّب التحدث إلى الآخرين عن أمورك الشخصية في اليوم الأول؛ إذ يمكن لاحقاً أن تتطور علاقتك مع أحد الزملاء لتصبح علاقة صداقة، ويمكنك حينها التحدُّث عن حياتك الشخصية معه، لكن في البداية الرابط بينك وبين الموظفين الآخرين هو العمل فقط، وتحدُّثك بموضوعات لا تتعلق بالعمل يترك لديهم ولدى المدير انطباعاً بأنَّك شخص محب للتسلية وغير مناسب للعمل.
- لا تعمل عملاً أكبر من طاقتك؛ إذ يجب ألَّا ترهق نفسك في اليوم الأول لأنَّه ليس اليوم الأخير، ويكفي أن تتعرَّف إلى مهامك وتفهم دورك فهماً دقيقاً، وتكون متيقظاً لتفهمَ ما يدورك حولك نوعاً ما، ولا تقلق من الوقوع في الأخطاء لأنَّك في البداية سوف تكون في فترة تدريب ومن المحتمل تعثُّرك قليلاً في العمل؛ لذلك عليك أن تَعُدَّ كل مهمة توكل إليك على أنَّها سوف تكون فرصة لتتعلَّم شيئاً جديداً؛ وهذا يُقلِّل من توترك، وإذا كانت المهام الموكلة إليك متعددة، رتِّبها حسب الأهمية كي يبقى تركيزك عالياً.
- حافظ على نظافة المكان الذي سوف تعمل به جيداً منذ اليوم الأول، ونظِّم مكتبك جيداً وكل ما يتعلق بعملك في الشركة؛ لأنَّ لهذا التصرف انطباعاً إيجابياً لدى الآخرين.
- إن كان لديك مقابلة قبل توظيفك، فتذكَّر دائماً الكلام الذي قلته في المقابلة التي أجريتها والشروط التي تم اختيارك وفقاً لها، وكُن على استعداد منذ يومك الأول لإثبات أنَّك مطابق تماماً لهذه الشروط.
في الختام:
تذكَّر دائماً أنَّه لكل عمل سلبيات ومساوئ، ولا يوجد عمل يخلو من بعض المشكلات أو المنافسة بين الموظفين؛ لذلك كن مستعداً لبذل جهدك لتنجح في عملك؛ لأنَّ النجاح لا يتحقق دون التعب والاجتهاد الدائم، ومن الهام في كل مجال أن تكون شخصاً إيجابياً ومتفائلاً بالعمل الذي حصلت عليه؛ لأنَّ حصولك على فرصة جديدة هو بداية نجاح في حياتك، وكل عمل جديد هو فرصة لزيادة الثقافة والوعي والخبرة الوظيفية