أهم المعلومات حول الأدوية القلبية

لا بدَّ أنَّنا جميعاً سمعنا بمصطلح "احتشاء العضلة القلبية" أو ما يسمونه الناس بالجلطة القلبية أو الأزمة القلبية، والذي يسميه الأطباء أيضاً بالمتلازمة الإكليلية الحادة، التي سنتعرَّف الآن إلى الأدوية المُستخدَمة في علاجها؛ إذ سنقدِّم لكم في هذا المقال معلومات مبسَّطة ومفيدة عن أهم الأدوية المُستَخدمة في علاج المتلازمة الإكليلية الحادة وارتفاع الضغط الشرياني والإنعاش القلبي الرئوي.



ما هي المتلازمة الإكليلية الحادة؟

صحيح أنَّ القلب هو العضو الذي يزوِّد جميع أجهزة الجسم بالدم اللازم والضروري للحياة، ولكنَّه في نفس الوقت يحتاج إلى الدم من أجل أن يستمر في عمله، وتتم عملية رفده بالدم من خلال الأوعية الإكليلية، التي تغذِّي من خلال فروعها جميع أجزاء العضلة القلبية.

قد يحدث لسبب من الأسباب انسداد أو تضيق في أحد فروع الأوعية الإكليلية المسؤولة عن تروية منطقة معيَّنة من العضلة القلبية، ومن ثم تتعرَّض هذه المنطقة إلى نقص في التروية الدموية؛ مما يؤدي إلى سوء وظيفتها، وربما يسبب تنخُر أو تمزق في بعض أجزائها، وتسمى هذه الحدثية بالمتلازمة الإكليلية الحادة، أو احتشاء العضلة القلبية.

ما هي الأدوية القلبية المُستخدمة في علاج المتلازمة الإكليلية الحادة؟

عندما يأتي المريض إلى قسم الإسعاف ويشك الأطباء المناوبون بوجود إصابة باحتشاء العضلة القلبية، فإنَّهم بدايةً يقومون بقياس أكسجته بشكل فوري ووضعه على الأوكسجين، ومن ثم تقديم الأدوية الآتية:

1. المورفين:

يُعطى المورفين - والذي يُعَدُّ أحد أقوى مسكنات الألم - عبر الوريد لمريض احتشاء العضلة القلبية من أجل تخفيف الألم الناجم عن الاحتشاء، كما أنَّ المورفين له تأثير موسَّع للأوعية الإكليلية التي تغذِّي القلب، ومن ثم يُحسِّن من تروية العضلة القلبية، بالإضافة إلى أنَّ المورفين يخفف من القلق الذي يرافق الاحتشاء، ومن ثم يخفف من إجهاد العضلة القلبية ويقلل من حاجة القلب إلى غاز الأوكسجين.

إقرأ أيضاً: 8 خطوات لقلب أكثر صحة

2. مضادات الإقياء:

إنَّ احتشاء العضلة القلبية قد يسبب الغثيان والإقياء في الكثير من الحالات؛ لذا يُعطى الديفوميت أو السيروكال فور وصول المريض إلى قسم الإسعاف.

3. مضادات التصاق الصفيحات:

تندرج تحت هذه الزمرة الدوائية كل من الأسبرين والغلوبيدوغريل؛ إذ يُعطى المريض أربع حبات من كل من الدواءين فور وصوله إلى قسم الإسعاف؛ إذ إنَّ الأسبرين والغلوبيد يوقفان تجمُّع الصفيحات حول العصيدة المسببة لانسداد أو تضيُّق الشريان الإكليلي، ومن ثم إيقاف نمو الخثرة والتقليل من زيادة حجمها.

4. حاصرات بيتا:

نُعطي هذه الزمرة في سياق المتلازمة الإكليلية الحادة؛ وذلك بسبب دورها في إبطاء عدد ضربات القلب، ومن ثم تقليل الجهد القلبي وتخفيف استهلاك العضلة القلبية من الأوكسجين، لكن يجب قبل تطبيق هذا الدواء التأكُّد من عدم وجود قصة ربو عند المريض، ونفي وجود انخفاض في الضغط الشرياني أو قصور في عضلة القلب.

5. النيترات:

أشهر دواء في هذه الزمرة الدوائية هو النيتروغليسيرين، والذي يمكن إعطاؤها على شكل حبة تحت اللسان، وميزة هذه الطريقة أنَّها سريعة جداً؛ إذ يكون تأثيرها فورياً بشكل يساوي الطريق الوريدي تقريباً؛ وذلك لأنَّ الأوردة الموجودة تحت اللسان غزيرة ولها اتِّصال مع القلب، ويُنصح بأن يُعطيَ الأهل النيتروغليسيرين تحت اللسان ريثما يصل المريض إلى الإسعاف، ويتميز النيتروغليسيرين بقدرته على توسيع الأوعية الإكليلية التي تكون متضيِّقة في الاحتشاء، ومن ثم يؤدي إلى تخفيف الألم، والمساعدة على علاج قصور البُطين الأيسر الذي قد يكون مرافقاً لاحتشاء العضلة القلبية.

6. المُميِّعات:

قد يعطي الأطباء في الإسعاف بعد تقييم حالة المريض مميعات الدم مثل الهيبارين أو الوارفارين، والتي تمتاز بتأثيرها المباشر في عوامل تخثر الدم.

7. الستاتينات:

إنَّ اللويحة التي أدَّت إلى انسداد الأوعية الإكليلية ومن ثم حدوث الاحتشاء مكوَّنة بشكل أساسي من الشحوم والكوليسترول؛ لذلك فإنَّ إعطاء خافضات الشحوم هو أمر ضروري ضمن الخطة العلاجية المُستخدَمة في علاج احتشاء العضلة القلبية.

8. حالَّات الخثرة:

إنَّ استخدام حالَّات الخثرة مثل الستربتوكيناز يبقى أمراً خطراً؛ لذلك يقتصر تطبيقه على حالات محددة مثل ارتفاع القطعة St على مخطط القلب الكهربائي، وارتفاع خمائر القلب، ويُشترَط أن تكون أعراض المريض لم تتجاوز بعد حاجز الاثني عشر ساعة؛ وذلك لأنَّ تطبيق حالَّات الخثرة بعد هذه الفترة الزمنية لا يعود فعالاً.

ولاستخدام حالات الخثرة عدَّة شروط أهمها:

  • عدم وجود نزف دماغي.
  • عدم وجود قرحة هضمية فعَّالة.
  • عدم وجود أمهات دم.
  • عدم وجود رض قوي حديث، مثل الإنعاش العنيف.
  • التأكُّد من عدم وجود حمل.
  • نأخذ في الحسبان أنَّ الأتليبلاز أفضل من الستربتوكيناز وأقل آثاراً جانبية، لكن يبقى الأول باهظ الثمن وقليل التوافر، وخاصة في المشافي المحيطية.

شاهد بالفيديو: 8 علامات تحذيرية تدل على أنّ قلبك يواجه مشكلة

ما هي أهم أدوية ارتفاع الضغط الشرياني؟

1. المدرَّات البولية:

تعمل هذه الأدوية على الكلية بشكل أساسي؛ إذ تزيد عملية طرح البول خارج الجسم، من خلال التأثير في عملية توازن الأملاح والشوارد في الجسم؛ لذلك يجب عدم تناول هذه الأدوية إلَّا بإشراف الطبيب، وقد كانت هذه الزمرة هي الخط الأول في علاج ارتفاع الضغط الشرياني، لكن الآن تقدَّمت أدوية جديدة إلى الواجهة، لكن بقيت المدرات البولية خياراً مفضَّلاً عند المسنين وأصحاب البشرة السمراء.

يوجد ثلاث أنواع أساسية لها:

  1. المدرَّات التيازيدية، وهي المُستَخدمة في علاج ارتفاع الضغط الشرياني على الأمد الطويل، ولكنَّها ترفع نسبة الكلس في الدم.
  2. مدرَّات العروة، وأشهرها اللازيكس أو الفوروسيميد، والذي يُستَخدم بشكل رئيس في علاج وذمات الرئة والوذمات الشديدة، ويُستَخدم كذلك في تدبير فرط كالسيوم الدم.
  3. المدرَّات الحافظة للبوتاسيوم، وهي على نقيض المدرَّات السابقة ترفع نسبة البوتاسيوم في الدم، وتُستَخدم على نطاق ضيق مثل حالات قصور وظيفة الكبد.
إقرأ أيضاً: أسباب خفقان القلب بعد تناول الطعام

2. مثبطات أنزيم التحويل:

أشهر مثال عن هذه الزمرة هو دواء الكابتوبريل؛ إذ يعمل على منع إنتاج الأنجيوتنسين-2 الذي يُعرَف بدوره الرافع لضغط الدم، ويُعَدُّ هذا الدواء مفيداً للكلية؛ لذا يكثر استخدامه عند مرضى السكري المصابين بارتفاع الضغط الشرياني؛ وذلك من أجل حماية الكلية من تأثير السكري، وله بعض الآثار الجانبية التي قد تظهر عند بعض المرضى وليس الجميع:

  • تورُّم أو توذُّم في الوجه والشفة.
  • قد يسبب سعالاً جافاً عند بعض المرضى، وهذا السعال لا يخف باستخدام أدوية السعال؛ والحل الوحيد هو تغيير الدواء بإشراف الطبيب.
  • فرط بوتاسيوم الدم، وقد يسبب مشكلات كبيرة في عمل القلب.
  • يؤذي الجنين؛ ولذلك يُحظر استخدامه عند المرأة الحامل.

3. حاصرات قنوات الكالسيوم:

تغلق أدوية هذه الزمرة قنوات الكالسيوم الموجودة في العضلات الملساء في جدار الشرايين، ومن ثم تمنع دخول الكالسيوم إليها؛ مما يؤدي إلى ارتخاء وتوسع الشرايين وهذا يعني انخفاض الضغط الشرياني.

"الديجوكسين" الدواء الأكثر إثارة للجدل:

يُستخدَم دواء الديجوكسين بشكل أساسي من أجل تدبير قصور القلب، ويُستَخدم كذلك في علاج اضطرابات النظم فوق البطينية، ويحبس الديجوكسين الكالسيوم داخل الخلية العضلية ومن ثم يزيد قلوصية العضلة القلبية، وعُدَّ دواء الديجوكسين دواءً مثيراً للجدل للأسباب الآتية:

  • يزيد الديجوكسين قلوصية القلب ومن ثم يزيد من استهلاكه للأوكسجين، والقلب بالأصل قاصر أو ضعيف؛ مما قد يساهم في إضعافه بشكل أكبر مع الوقت.
  • يُستَخدم الديجوكسين لعلاج اضطرابات النظم، ولكنَّه في نفس الوقت قد يسبب اضطراباً في نظم القلب، وتُعالَج بالليدوكائين.
  • يُعَدُّ الديجوكسين دواءً ذا نافذة علاجية ضيِّقة؛ أي إنَّ جرعته العلاجية قريبة جداً من جرعته السُّمية.
  • يُعرف الديجوكسين بأنَّه مُضر بالعصب البصري؛ أي قد يسبب ما يسمى بالرؤية الصفراء.

الأدرينالين والنور أدرينالين من أهم الأدوية القلبية الإسعافية:

1. الأدرينالين:

  • يُعرَف دواء الأدرينالين أو الإيبنيفرين أنَّه أحد أهم الأدوية القلبية المُستخدمة في الحالات الإسعافية الشديدة، ولا سيما الحالات التي يتوقف فيها نبض القلب، وتتطلَّب إجراء إنعاش قلبي رئوي؛ إذ نُعطي الأدرينالين بالطريق الوريدي من أجل نقل القلب من حالة التوقف إلى حالة تُسمى بالرجفان البطيني، والتي يمكن من بعدها تطبيق الصدمة الكهربائية من خلال مزيل الرجفان.
  • يوجد للأدرينالين العديد من الاستخدامات الأخرى؛ إذ يُفيد في حالات الصدمة التحسسية أو التأقية، ويُعطى كذلك في حالات الربو الشديد بالطريق الإنشاقي أو على شكل رذاذ؛ إذ إنَّه يحل المفرزات الموجودة في القصبات.
  • قبل أن نعطي الأدرينالين عن طريق الرذاذ يجب التأكُّد من عدم وجود مرض قلبي أو آفة قلبية خلقية؛ وذلك لأنَّه قد يفاقم المشكلة.

شاهد بالفيديو: أمراض القلب: 7 أعراض تنذر بإصابة الطفل بمرض القلب

2. النورأدرينالين:

  • يُعَدُّ النور أدرينالين مركباً مشابهاً من حيث التأثير للأدرينالين، ولكنَّه يتميز عن الأدرينالين بوجود بعض الفروقات القليلة، ولكنَّها هامة جداً، منها:
  • يؤثر بشكل أكبر في العضلات الملساء الموجودة في جدار الأوعية الدموية والشرايين؛ فهو بذلك يؤدي إلى ارتفاع الضغط الشرياني؛ لذا يُستَخدم في علاج هبوط الضغط.
  • يُستَخدم في الحالات التي تسبب وهط دوراني، ناجم عن توسُّع وعائي معمم كما في الصدمة الإنتانية والصدمة العصبية على سبيل المثال.
  • يدعم النور أدرينالين قلوصية العضلة القلبية أكثر من الأدرينالين؛ لذا يُستَخدم في الحالات التي تكون فيها قلوصية العضلة القلبية ضعيفة أو مضطربة.
إقرأ أيضاً: الأوميغا 3 يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب

في الختام: 

في نهاية هذا المقال نودُّ أن ننوِّه إلى أنَّ كل ما ورد فيه هو معلومات عامة ومبسَّطة، ولا يجوز بأي شكل الاعتماد عليها من أجل وصف دواء؛ إذ كما نعلم أنَّ الأدوية القلبية لها خصوصية عن الأدوية الأخرى، وتبقى عملية وصف الدواء محصورة في الطبيب المتخصص وما يراه مناسباً لكل مريض، فكل مريض هو حالة خاصة بحد ذاتها.

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة