أهم الإجراءات لعلاج الاكتئاب

يُعَدُّ الاكتئاب أحد تحديات الصحة العقلية الأكثر شيوعاً، وتبقى الحاجة إلى مهارات التأقلم للتعامل مع نوبات الاكتئاب الحادة والاكتئاب المزمن هامة، سواء كنت تعالجه أم لا.



توجد العديد من المهارات التي يمكنها المساعدة على مكافحة الاكتئاب، إلا أنَّه يُعَدُّ أيضاً أحد تحديات الصحة العقلية المنهِكة؛ إذ ثبت تأثيره في تقليل الدوافع وتثبيط الهمم بشكل ملحوظ في جوانب عدة في الحياة، وهذا قد يشمل النشاطات والهوايات التي استمتعتَ وافتخرتَ بها فيما مضى، وقد يؤدي الافتقار إلى الحافز للشعور بالعجز حين تُتاح لك فرصة استعمال مهارات التأقلم والإجراءات الأخرى.

تتضمن الاستراتيجيات المتعددة لذلك، استعمال التغيير السلوكي للمساعدة على تعديل المزاج والأفكار، بينما يستعمل آخرون المقاربات الإدراكية التي تساعد على بناء تصوُّر أكثر واقعية عن النفس والعالم.

وسواء عند البحث عن علاقات داعمة، أم العودة إلى ممارسة الهرولة، أم التفكير في الخطوات اللازمة للرجوع إلى المدرسة والحصول على الدرجات المطلوبة، فإنَّ كلَّ تلك الخطوات تتطلب نوعاً من الحركة؛ إذ يترسَّخ الاكتئاب ويتعزز بالركود وقلة الحركة؛ ولذلك يُعَدُّ التحرك واحداً من أقوى الأدوات في جعبتك، وتُقسَّم الحركة بأشكالها المختلفة على النحو الآتي:

1. تحريك الجسد:

يستمتع الجسم بالتمرينات الرياضية، وهذه المتعة تُستعمَل لتعديل اكتئاب المزاج، وسواء أكانت حركتك نزهةً في أرجاء الحي، أم ارتخاءً عن طريق اليوغا، أم التدرب لسباق الماراثون الذي لطالما أردته، فإنَّ لها بهجةً مباشرةً تنبع من إتمام العمل، ويمكنها أن تلهمك الشعور بالإنجاز بسرعة.

2. الحركة المرتبطة بالموقع:

هي الحركة التي تشير إلى تغيير البيئة، والسماح للمناظر الطبيعية المختلفة بإلهامك لتغيير مزاجك، وهذا قد يشابه الخروج من غرفة ربما كنت تعزل نفسك بها، أو التنزه في حديقة خلابة، أو القيام برحلة تجديدية ضمن نطاق قدراتك، أو الانتقال إلى نظام معيشي جديد يمنحك مزاجاً محبَّباً أكثر، غير أنَّ هذه التغييرات تُعَدُّ أكثر شمولاً، ولا ينبغي القيام بها بتهور، وعلى أي حال، يمكن لردود الفعل تجاه البيئات الجديدة أن تقلِّل التركيز على محفزات الاكتئاب، وتحيي الأمل.

إقرأ أيضاً: كيف يمكن لتغيير بسيط في حياتك أن يقلل من مخاطر الاكتئاب؟

3. التحرك المرتبط بالظروف:

يعني إحراز تقدُّم في تحقيق هدف هام؛ فقد يشمل ذلك الاشتراك في صفوف دراسية، أو إنشاء قناة على "يوتيوب" (YouTube)، أو البحث عن خطوات بدء مشاريع صغرى على الإنترنت، أو أيَّ شيء أردت تحقيقه في جزء من حياتك على الأقل؛ إذ تساعد هذه الخطوات باتجاه هدف ما على إنشاء نشاطات عملية وترفيهية هادفة، وحتى لو صعَّب الاكتئاب الاستمتاع بهذه الخطوات، فإنَّ تأثيرها ومفعولها يتراكم مع مرور الوقت.

4. التحرك المعرفي:

يشير إلى السماح لأفكارك وتصوراتك عن نفسك ومستقبلك والعالم من حولك، بالتحرك والتطور والبقاء حراً، فالاكتئاب شعورٌ أناني، وسوف يبني عادات تفكير تعزِّزه؛ لذا ينبغي أن تستمر هذه المعارف في التطور وأن تعزِّزها مزيدٌ من الحقائق؛ وهذا يساعد على التخلص من العادات التي تثير اليأس والتشوهات الفكرية المرتبطة به.

شاهد بالفديو: كيف تتخلص من عاداتك السيئة وتطور عادات جديدة

5. التحرك العاطفي:

يتضمن الجهود المبذولة في سبيل حالة مزاجية مستحبَّة أكثر، ويشابه البحث عن مجموعة دعم، أو إنشاء علاقة مبنية على الثقة، أو مصارحة مقدِّم الخدمات العلاجية، أو أيَّ جهد آخر يسبب شعوراً مؤكَّداً بالسلام؛ إذ يمكنك القيام بذلك على نحو مستقل، وكذلك عن طريق اليقظة الذهنية والتأمل، سواء مع أم من دون تجارب تهدئة النفس، مثل استعمال العطور أو تقنيات التهدئة الحسية الأخرى.

هذه ليست الطرائق الوحيدة التي يمكن بها مكافحة الاكتئاب؛ لذا يجب على أيِّ شخص يخوض هذه المعركة، البحث عمَّا يساعده ويجعله مرتاحاً في خوضها، وفي أثناء القيام بذلك، تأكَّد من تذكير نفسك بالإجراءات التي ينبغي لك فعلها، ولا تسمح للاكتئاب أن يحاصرك.

المصدر




مقالات مرتبطة