أهم ألعاب الأطفال لتنمية مهارات التركيز

أطفالنا هم أثمن ما نملك، فهم حاضرنا ومستقبلنا، ونحن نبذل الغالي والنفيس في سبيل تنشئتهم تنشئةً جيدةً ليغدوا أفراداً فاعلين في المجتمع وسليمين عقلياً واجتماعياً وجسدياً.



ينمو الطفل بتواترٍ سريعٍ في سنوات حياته الأولى، ويعتمد في نموه على والديه وما يقدمونه له من رعايةٍ وغذاءٍ وحنانٍ وحبٍ، فهذه العوامل الأربعة التي تسهم في اكتسابه للصحة الجيدة جسدياً ونفسياً، لكن يوجد عاملٌ خامسٌ يغفل عنه بعض الناس ألا وهو اللعب والألعاب.

كما نعلم أنَّ الطفل منذ نعومة أظفاره يحب اللعب، ويبدأ بالشقلبة وتحريك يديه ورجليه بطرائق عشوائيةٍ، ويتفاعل مع مَن حوله بالمناغاة والضحك الجذاب، وينجذب إلى كل ما يوضع أمامه، ويتعلق ببعض الألعاب الخاصة  مثل الدب المحشو أو الخشخاشة التي تصدر أصواتاً، ويستمتع بحمله واللعب معه من قِبل والديه أو الأفراد الآخرين.

لكن هل فكرتم يوماً في دور اللعب في تنمية مهاراته العقلية وقدراته الجسدية؟ دعونا في مقالنا هذا نعرفكم إلى أهمية ألعاب الأطفال في تنمية مهارات التركيز، تابعوا معنا.

ما هو اللعب؟

يُعرَّف اللعب على أنَّه نشاطٌ موجهٌ بدنيٌ أو عقليٌ، يقوم به الطفل بهدف المتعة وتحقيق التسلية، فهو نشاطٌ يمنح الفرد الشعور بالفرح واللذة، ومن جهةٍ أخرى، فإنَّ اللعب يدخل في عملية التربية؛ فهو يعمل على تنمية روح الاستكشاف والتعبير وتقوية المهارات العقلية والجسدية.

وقد عرَّف علماء النفس اللعب على أنَّه عمليةٌ أو نشاطٌ يساهم في صقل مهارات الطفل وتقوية الانتباه والتركيز وكافة العمليات الفكرية التي تعزز النمو السلوكي والمعرفي لدى الطفل، بالإضافة إلى النمو الجسدي الصحيح المتمثل بتقوية العضلات والجسد، كذلك عُرِّف اللعب على أنَّه وسيلةٌ طبيعيةٌ في تربية الطفل وإعداده لمستقبلٍ مليءٍ بالعمل.

فوائد اللعب لدى الطفل:

فيما يأتي بعض الفوائد التي يحصل عليها الطفل من اللعب:

  1. يعمل اللعب على صقل سلوك الطفل، ويعلِّمه التقيد بالقواعد الخاصة باللعبة؛ ونتيجةً لذلك، يتعلم الالتزام بالقواعد في الحياة العملية.
  2. يُفرِغ الطفل طاقاته الكامنة عند اللعب ويُفرِغ مشاعره المكبوتة عن طريقه، فهو يرى باللعب الوسيلة المثالية والملاذ الآمن الذي يبتعد به عن الجو المحيط به.
  3. يكتشف الطفل من خلال اللعب البيئة المحيطة به وخاصةً عند اللعب خارج نطاق منزله، فيتعلم ويكتشف العالم وتزداد خبراته ويكتشف مواهبه ويعمل على صقلها ومتابعتها، ويتعرف إلى الحياة الاجتماعية.
  4. يُكوِّن الطفل من خلال اللعب الجماعي صداقاتٍ كثيرةً ويصبح قادراً على التعامل مع الأشخاص وتنمو فيه روح العمل الجماعي والتعاون.
  5. يقوِّي اللعب الانتباه لدى الطفل، ويعزز التركيز ويزيد ثقته بنفسه وبقدرته على اتخاذ القرارات، خاصةً عندما يوجَّه الطفل إلى اللعب واحترام القواعد، وبعد اللعب يوجَّه إلى ترتيب ألعابه وتوضيبها في أماكنها المخصصة وتركه يفعل بها ما يشاء من تزيينٍ أو تغيير أماكنها كما يريد وغيرها، وهذا يؤدي أيضاً إلى تعزيز الإبداع والابتكار لدى الطفل.
  6. يكتشف الطفل من خلال اللعب ذاته وميوله وقدراته ومواهبه، فقد تراه متعلقاً بلعبةٍ معينةٍ ونافراً من أخرى، كالطفل الذي يحب كرة القدم ويبتعد عن كرة الطائرة وغيرها من الأمثلة، وهذا الأمر يجعل الطفل يكتشف مهاراته وقدراته الجسدية ويعمل على تقويتها وبنائها ويعزز التوازن والتوافق العقلي الجسدي، وهذا الأمر يؤثر إيجاباً في الفرد عندما يكبر؛ فيصبح قادراً على موازنة حياته العملية مع حياته الشخصية واللعب والمتعة.
  7. يفيد اللعب بالتعبير عن الذات؛ إذ يختار الطفل ألعابه المفضلة ويتقنها، ويبدأ بإثارة التساؤلات ويوجِّه الاستفسارات الهادفة لاكتشاف تفاصيل الألعاب والأدوات المستخدمة فيها، وطرائق اللعب بها، وابتكار واكتشاف طرائق أخرى للاستفادة المثلى منها.
  8. يعبِّر الطفل عند اللعب عن مشاعره وعواطفه ويستطيع من خلاله التحكم بردود فعله وضبط انفعالاته، كذلك يؤهل نفسه للتعامل مع الخسارة والربح والمحاولة مجدداً في حال الفشل ويعلِّمه أنَّ الفشل لا يعني نهاية الأمر؛ بل هو طريق النجاح؛ وهذا ما يؤثر إيجاباً في توازنه العقلي والنفسي عندما يكبر ويرى صعوبة الحياة المتمثلة بالخسارة والربح بكل تفاصيلها.
  9. يعمل اللعب على بناء الذكاء الاجتماعي لدى الطفل، ويعلِّمه المحافظة على الممتلكات الخاصة به والممتلكات العامة الخاصة بالآخرين، واحترام زملائه ودعمهم ومساعدة بعضهم بعضاً للوصول إلى النجاح.
  10. يتعلم الطفل من اللعب التواصل والكلام والمفردات الجديدة، وهنا يأتي دور الأهل والمعلمين في تدريبه على المصطلحات والمفردات الجديدة وإبعاده عن الكلام السيئ والمهين، ويأتي تعلُّم الكلام نتيجة التكرار والترديد وسماع الأصوات، سواء من اللعبة نفسها أم الكلام بينه وبين زملائه.
  11. يفتح اللعب ذهن الطفل وقدرته على التفكير والتخطيط ورسم الأهداف لتحقيق الفوز، ويؤثر هذا الأمر إيجاباً في مستقبله ودوره في المجتمع.

شاهد بالفيديو: 8 طرق تساعد بها طفلك لتطوير نفسه

أهم ألعاب الأطفال لتنمية مهارات التركيز:

يعمل اللعب على تطوير القدرات العقلية تطويراً كبيراً، ولنوعية الألعاب المختارة دورٌ في عملية التطوير هذه؛ لذا يجب تشجيع الطفل على لعب الألعاب التي تعزز التركيز والتفكير وطرائق اتخاذ القرار والتخطيط والتفاوض التي بدورها تقوي شخصيته وتنمِّي ذكاءه، وفيما يأتي أهم الألعاب التي تنمي مهارات الطفل في التركيز:

1. لعبة الصور المتماثلة:

كلنا لعبنا هذه اللعبة عندما كنا صغاراً، عندما كان أهلنا يرتبون عدداً من الصور أمامنا بشكلٍ عشوائيٍ بحيث يكون كل زوجٍ من الصور متماثلاً، ويدعوننا نلقي نظرةً سريعةً عليها ثم يقلبونها، ويطلبون منا فتح كل صورةٍ وتذكُّر مكان متماثلتها، فهذه اللعبة تقوي الذاكرة وتكشف مقدار التركيز لدى الطفل في حال قدرته على تذكُّر الصور المتماثلة وأماكنها.2. 

2. لعبة التصويب على الهدف:

في هذه اللعبة يوضع هدفٌ محددٌ بعيداً عن الطفل ويعطى كرةً أو أداةً ليستخدمها في التصويب وإدخالها في الهدف، وهذه اللعبة تقوي التركيز والدقة في اتخاذ قرار الرمي ودراسة المسافة بالنظر وحركة الجسد.

3. لعبة XO:

اللعبة التي يلعبها الكبار قبل الصغار، هذه اللعبة التقليدية التي يلعبها شخصان وتتمثل برسم جدولٍ من 9 مربعاتٍ وعلى كل شخصٍ اختيار إما الرمز X أو الرمز O والبدء بوضع رمزهم في المربعات حتى يستطيع أحدهما رسم ثلاثة مربعاتٍ متتاليةٍ بالطول أو العرض دون تداخلٍ مع رمز الآخر، وهذه اللعبة تعزز الانتباه والتركيز والتخطيط والصبر وانتظار الدور وأخذ الفرص المتاحة ودراسة الاحتمالات.

4. لعبة الشطرنج:

هذه اللعبة الاستراتيجية اللوحية ذات نتائج خارقة على عملية التركيز وتنمية القدرات الرياضية، والمحاكمة العقلية، ودراسة الحركات، والتخطيط، ورسم الخطط، واغتنام الفرص والاحتمالات، وتُعَدُّ من أهم الألعاب التي تُعلِّم الصبر والدقة والذكاء.

5. الألعاب البدنية:

كما للألعاب التي تستهدف العقل دورٌ في تقوية التركيز، كذلك للألعاب البدنية الدور الأكبر أيضاً في تعزيز صحة العقل، فالعقل السليم في الجسم السليم؛ إذ تستهدف الألعاب البدنية الجسد وتُنشِّط الدورة الدموية وتقوي العضلات والمناعة.

وفي نفس الوقت تتطلب بعض الألعاب البدنية التخطيط، والتفكير، والتركيز، والانتباه، والمحاكمة، واتخاذ القرارات، ودراسة استراتيجيات الخصم ومحاولة التغلب عليه؛ وهذا يساعد على تطوير العقل بشكلٍ سليمٍ، ومن هذه الألعاب كرة القدم والسلة والتنس وغيرها.

إقرأ أيضاً: أفضل ألعاب الذكاء للأطفال وفوائدها

الألعاب البدنية:

  • لعبة الغميضة: اللعبة الأشهر عالمياً، هل تعرفون فائدتها؟ هذه اللعبة تنمي الاكتشاف والقدرة على البحث لإيجاد المختبئين، وتقوي التفكير واختيار الأماكن المناسبة للاختباء، ونرى أنَّ الطفل خلال لعبه للغميضة يحاول ابتكار العديد من وسائل الاختباء والبحث عن أماكن لا تخطر على بال أحدٍ، وهذا الأمر يجعلنا نرى أنَّ لعبة كهذه تقوي قدرة الطفل على الإبداع والتفكير والتخطيط والاكتشاف.
  • لعبة تمييز الأصوات: في هذه اللعبة نقوم بإسماع الطفل بعض الأصوات المتداخلة ونسأله عما سمع، هل سمعت صوت سيارةٍ أم طائرةٍ أم قطارٍ، أم زقزقة عصافيرٍ أم صوت كلبٍ وغيرها، وتعمل هذه اللعبة على تعزيز قدرة الطفل على السمع وتفريق الأصوات وتمييزها والتركيز فيها.
  • لعبة الألوان: لعبةٌ بسيطةٌ وفي نفس الوقت مفيدةٌ وفعالةٌ جداً للتركيز والجمع بين التشابه وتفريق الاختلاف؛ إذ يُعطى الطفل مجموعة كروتٍ مختلفةٍ ومتماثلة الألوان ويُطلَب منه وضع كل لونٍ مع مماثله.
  • لعبة الأشكال: تشبه لعبة الألوان لكن هنا يُطلَب من الطفل وضع الأشكال المتشابهة مع بعضها وهكذا.
  • لعبة تلوين الرسوم: كلنا لوَّنَّا رسوماتٍ على دفاتر تلوينٍ تحتوي رسوماتٍ لشخصياتنا الكرتونية المفضلة، وتعلَّمنا اختيار الألوان المناسبة سواء بالنظر إلى الشخصية الملونة بجانب الرسمة غير الملونة أم باعتمادنا على ذاكرتنا ودقة ملاحظتنا لألوان وتفاصيل شخصيتنا المفضلة، فهذه اللعبة تقوي الانتباه والتركيز على التفاصيل وتعزز الدقة في التلوين واختيار اللون المناسب.

وغيرها من الألعاب التي لها دورٌ في تنمية مهارات التركيز لدى الطفل؛ كلعبة الأرقام، والأيام، وقراءة الكلمات، ولعبة الاتجاهات، والليغو، والبازل؛ أي جمع القطع مع بعضها ووضعها بمكانها الصحيح لتكوين صورةٍ، والسلايم والمعجون وصنع الأشكال اليدوية، ولعبة التمثيل وتقمُّص الأدوار والكثير منها.

الألعاب البدنية

خطوات يجب الانتباه لها عند اختيار ألعاب الأطفال:

فيما يأتي بعض الخطوات الواجب اتباعها عند اختيار ألعاب الأطفال:

  • الانتباه إلى أنَّ اللعبة لا تحتوي أي قطعٍ صغيرةٍ قد يضعها الطفل في فمه؛ لأنَّها قد تسبب اختناقه أو ابتلاعه لها.
  • التأكد من المنتج وخاصة السلايم والمعجون بأنَّه لا يحتوي مواد ضارةً بصحة الطفل، واتباع الإرشادات والتعليمات المرفقة مع المنتج.
  • تدعيم الطفل بوسائل الحماية الشخصية كواقيات المفاصل مثل المرفق والركبة قبل اللعب بالألعاب البدنية لحمايته في حال السقوط.
  • اختيار الألعاب التي تناسب كل مرحلةٍ عمريةٍ للطفل، وتقديم الألعاب التي يحبها الطفل وينجذب لها، وعدم إجباره على لعب شيءٍ لا يرغب فيه أو يجيده، فما يناسب طفلاً معيناً قد لا يناسب طفلاً آخر.
  • مراقبة الطفل في أثناء اللعب ومساعدته ومشاركته والبقاء بجانبه لحمايته من إيذاء نفسه.
  • وضع الألعاب في مكانٍ يستطيع الطفل الوصول إليه وآمنٍ تجاهه، وتجنُّب وضعها في أماكن عاليةٍ ومكشوفةٍ قد يحاول الطفل الوصول إليها ويؤذي نفسه.
  • تأمين البيئة المحيطة بالطفل الخاصة باللعب وإبعاد كافة العوامل والأدوات التي يمكن أن تسبب أذىً له.

وغيرها الكثير من النصائح التي تتضمن حماية الطفل من المخاطر وتأمين بيئة لعبٍ فعالةٍ وآمنةٍ.

إقرأ أيضاً: ألعاب لزيادة الثقة بالنفس عند الطفل

في الختام:

تعرَّفنا في هذا المقال إلى اللعب وفوائده في تنمية الطفل جسدياً وعقلياً، وتحدَّثنا عن أهم ألعاب الأطفال لتنمية مهارات التركيز، وأعطينا بعض الخطوات الهامة عند اختيار ألعاب الأطفال، على أمل تحقيقه للفائدة المرجوة منه.

المصادر: 1،2،3،4،5،6




مقالات مرتبطة