أهم 5 عادات لرواد الأعمال الذين يقدمون أفضل أداء

العالم مليء بالعديد من روَّاد الأعمال البارعين، لكن لا يحرزون جميعهم إنجازاتٍ مميزة، إذن، ما الذي يميز الأفراد الذين يصلون إلى قمة النجاح المهني عن أولئك الذين يحرزون نجاحاتٍ عادية؟ عندما تنظر إلى الناجحين في مؤسساتهم، ستجد بعض أوجه التشابه؛ حيث إنَّهم أفرادٌ واضحون، ويتَّبعون روتيناً محدداً، ويلتزمون بحدودٍ معينة، ويمتلكون عقليَّةً مناسبة تجعلهم قادةً مثيرين للإعجاب، إنَّهم مَن يعملون بذكاء وليس بجهد، فإذا كنت تريد أن تصبح رائد أعمال، وتصل إلى قمة نجاحك، إليك خمس عادات تبيَّن أنَّك تستطيع ممارستها لتقديم أداءٍ مميز:



1. التخطيط وتحديد الأولويات ووضع حدود واضحة:

إحدى السمات المميزة للقادة الذين نعجب بهم كثيراً هي أنَّهم واضحون في رؤيتهم ويظلون أوفياء دائماً لأهدافهم ورسائلهم الأساسية.

يفكر هؤلاء كل صباحٍ قبل بدء العمل في المهام التي يجب عليهم إنجازها ويدرسونها، ثمَّ يستمدُّون الحماسة من الأسباب التي تجعلها هامة، كما يقضون معظم يومهم في تقديم نتائج مميزة في سبيل تحقيق هدفهم الأساسي بدلاً من إضاعة الوقت الثمين في المهام والأنشطة الأساسية فقط؛ إذ بينما يُعَدُّ إنجاز المهام الأساسية أمراً مقبولاً، إلَّا أنَّه لا يكفي للارتقاء إلى مستوى أعلى من النجاح.

فعندما ترتب قائمة مهامك ترتيباً يراعي فائدة كل مهمَّة مُدرجة فيها، ستحرز نموَّاً سريعاً على مستويَي النتائج والتقدُّم، وهناك عدد محدود من الساعات في اليوم، يجب أن تستثمرها بإنجاز أهم أولوياتك، قد يبدو الأمر مفاجئاً، لكنَّ المهام التي يرفضها الأشخاص الناجحون أكثر من المهام التي يقبلونها؛ وذلك لإدراكهم أنَّهم حينما يقبلون مهمَّةً ما فإنَّهم يرفضون مهمَّةً أخرى فعليَّاً؛ إذن من خلال التخلص من المهام غير الهامة، يمكنك استثمار وقتك في الأمور الهامة فقط؛ أي الفرص التي تخدم غايتك وتقرِّبك من هدفك المهني.

يُعَدُّ التوقُّف للتفكير جزءاً أساسيَّاً من معادلة النجاح في حياة روَّاد الأعمال؛ وذلك لأنَّ الأشخاص الذين يسيرون بحزم على طريق العظمة دائماً ما يخصصون وقتاً لمراجعة تقدُّمهم، ففي نهاية كل أسبوع، يمكنك تقييم إنتاجيتك والمكان الذي يمكنك أن تكون فيه أكثر كفاءة وفاعلية وتحصل على نتائج أفضل، فهناك دائماً مجال للتحسين، حتى عندما تكون من أصحاب الأداء العالي.

شاهد بالفيديو: 5 خطوات لوضع حدود شخصية لنفسك

2. الاهتمام بالصحة والحفاظ على النشاط:

ليس فقط الرياضيون هم من يحتاجون إلى العناية بأجسادهم؛ إذ يعرف روَّاد الأعمال الذين يتمتعون بأداء عالٍ أنَّهم بحاجة إلى مستويات عالية من الطاقة لتقديم أداء ثابت ومثالي؛ فكلما زادت طاقة الشخص وحيويته، زاد احتمال وصوله إلى المستوى الأعلى في مجاله.

لا يزال في إمكانك تحقيق مستوى معين من النجاح، حتى ولو كنت من الأشخاص الذين  يرهقون جسدهم باستمرار، ويتناولون طعاماً غير صحي، ويجلسون لساعات متتالية في المكتب دونما حراك، ويفرطون في تناول الكافيين إلى أن تنهار أجسامهم، لكنَّك لن تحقق أبداً مستويات مستدامة من التقدُّم، أو تجد السعادة، وبالتأكيد لن تتمكن من تطوير عملك؛ وذلك لأنَّك تحتاج إلى اتِّباع نهج روَّاد الأعمال نفسه، وتقديم الرعاية التي يحتاج إليها كلٌّ من جسدك وعقلك ويستحقانها، ويتضمن ذلك اختيار أغذيةٍ صحية، وشرب المياه للحفاظ على الانتعاش، وممارسة الرياضة وتخصيص وقت للتأمل.

إذ إنَّ الإرهاق هو أحد أهم التهديدات لنجاحك، فإذا لم تخصص فتراتٍ للراحة على مدار اليوم وتمنح نفسك الطاقة التي تحتاجها لتُظهر أفضل ما لديك، سيكون من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، الوصول إلى مستوى أعلى من الإنجاز.

يُعَدُّ أخذ قسطٍ من الراحة كل 50 - 90 دقيقة، واحدة من أكثر الطرائق تأثيراً لزيادة إنتاجيتك وإعادة شحن نفسك بالطاقة، فيمكنك ضبط المنبه ليذكرك بأخذ قسط من الراحة والتمدد وتحريك جسمك وإعطاء عينيك استراحة من الشاشة وشرب الماء وأخذ بعض الأنفاس العميقة، يمكن لهذه الإجراءات البسيطة والأساسية أن تحسِّن التركيز تحسيناً كبيراً وتعزِّز الأداء الذهني وتجدد مستويات الطاقة.

تذكَّر أهدافك قبل استئناف عملك، مما يزيد من حافزك وحماسك لمهمتك التالية؛ حيث يُتقن جميع أصحاب الأداء المميز عمليات الانتقال؛ ولذلك يحافظون على زخمهمم، ويتمتعون أيضاً بالطاقة والحماس المستمرَّين اللازمَين لحياتهم الشخصية في نهاية اليوم.

3. السعي الدائم للنمو والتطور:

لا يكتفي هؤلاء الأشخاص العازمون على التفوق المهني بالاعتماد على قواهم الفطرية؛ إنَّما يستمرون في تعلُّم مهارات جديدة وتطويرها وتنميتها؛ وذلك لأنَّهم يدركون أنَّ الكفاءة في مجالات معينة من الخبرة أمر بالغ الأهمية للنمو والنجاح.

إذن من الضروري تحديد المهارات الأساسية التي تراها ضرورية للانتصار في حياتك المهنية والالتزام بتطويرها بنشاط؛ لذا ابدأ بالسمات الأكثر أهمية وفائدة، حدد أهدافاً قريبة الأمد وأخرى بعيدة وحدد لذلك تواريخ وجداول زمنية، لتصبح أكثر كفاءة في قدراتك.

على سبيل المثال، إذا كنت بحاجة إلى تطوير كفاءتك في التحدث أمام الجمهور، فقد يكون هدفك الأول هو الانضمام إلى منظماتٍ متخصصةٍ بذلك، لتصبح محاوراً بارعاً، وقد يكون هدفك التالي هو نشر خطاب على منصة تيد (TED)، وقد يكون هدفك النهائي الحصول على فرصة إجراء خطاب مدفوع؛ إذن من خلال رفع مستوى أدائك بخطة مدروسة وهدف حاسم، يمكنك تطوير المهارة التي تريدها تطويراً مكثَّفاً حتى تتقنها بالشكل المطلوب، ومن خلال القيام بذلك، يمكنك حقاً التميز عن المنافسين.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح بسيطة لتحقيق التطور المهني

4. احترام النضال وتقبُّل الخوف والغموض:

يمكن أن يكون الغموض أمراً مزعجاً؛ وذلك لأنَّنا نريد السيطرة على بيئتنا لحماية أنفسنا من انعدام الأمن والخطر، لكنَّ أنجح الناس يدفعون أنفسهم للمغامرة خارج منطقة الراحة الخاصة بهم، فيجب أن تذهب إلى المجهول لتصل إلى آفاق جديدة وتحقق انتصاراً حقيقياً داخل مؤسستك.

عندما تتقبَّل فكرة أنَّ الانتكاسات والفشل والنقد جزء من مسيرتك المهنية وأنَّه من الطبيعي أن تسوء الأمور؛ فإنَّك تصبح مرناً بشكل مذهل؛ حيث يعرف أصحاب الأداء المرتفع أنَّك إذا لم تفشل أو لا تتقبل الرفض، فأنت لا تدفع نفسك بقوة كافية إلى النجاح، ولا يمكنك الوصول إلى إمكاناتك الكاملة أو الوصول إلى مستوى أعلى من النجاح من خلال المضي بالطريق السهل، ويجب ألا تسمح للخوف من الغموض أن يكون عقبة في طريق تقدمك.

شاهد بالفديو: كيف تتقن فن إدارة الوقت؟

5. اتخاذ نهج شامل للنجاح:

لا يفكر الناجحون في الموازنة بين العمل والحياة؛ إنَّما يفكرون من منظور "الحياة"، ومن ثم يلتزمون بالعمل الجاد، وأيضاً يعيشون حياتهم بأكثر الطرائق رفاهية، كما يكرسون الوقت لعائلاتهم وأصدقائهم، ويستمتعون بهواياتهم؛ حيث إنَّهم يجعلون من أولوياتهم الاستمتاع بالحياة التي يعملون بجد من أجلها؛ وذلك لأنَّ النجاح الحقيقي هو كلٌّ واحدٌ لا يتجزأ، ومن ثم أنت لا تحرز التقدم إذا كنت تواجه صعوبةً في إحراز النجاح المهني في جانبٍ أو جانبَين من جوانب حياتك.

إذا كنت تريد أن تكون رائد أعمال ذا أداء عالٍ، فتذكر أنَّ الأمر لا يتعلق فقط بالوقت الذي تقضيه في العمل؛ إنَّما بجودة تلك الساعات ومدى بُعد النظر في تحديد المهام ذات الأولوية وتقييم إمكانية التطوير؛ لذا يجب أن تبدأ دائماً بأهدافك، وتعتني بصحتك الجسدية والذهنية، وتخصص وقتاً للحياة خارج العمل.

من الهام أيضاً قضاء بعض الوقت مع الأشخاص الذين يشاركونك أفكار التطور الخاصة بك ويحفزونك على العمل؛ حيث يحيط كبار قادة الأعمال أنفسهم بأشخاص يفكرون مثلهم ويلهمونهم ويشجعونهم على التوسع والتطور، كما يرحب روَّاد الأعمال الذين لديهم أحلام وتطلعات كبيرة بالتحدي ودفعهم إلى مستويات جديدة من الإنجاز من قِبل الأشخاص الذين يحبونهم كنوع من أنواع المنافسة، وهذا هو السبب في وجود الكثير من المبدعين في سوق العمل؛ إذ تحدد عقليتنا وعاداتنا اليومية تحديداً كبيراً قدرتنا على الإنجاز.

إقرأ أيضاً: 15 مهارة تساعدك على النجاح والتقدم في حياتك المهنية

يمكنك أن تصبح رائد أعمالٍ صاحب أداءٍ مميز مثلما تطمح إذا خصصت الوقت الكافي لتوضيح قيمك وأهدافك والتصرف بطريقة استراتيجية عندما يتعلق الأمر بأولوياتك ورؤيتك للمستقبل، فكل شيء ممكن للأشخاص الذين يحلمون أحلاماً كبيرة ويتحكمون بيومهم، وحياتهم أيضاً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة